أ ف ب / أشخاص من الطائفة الدرزية في سوريا يحضرون حفل تأبين لـ 23 سوريا محليا لقوا حتفهم في سجن صيدنايا وسجون أخرى تابعة لنظام الأسد في جرمانا في ريف دمشق، 21 ديسمبر 2024 عرب وعالم التعديات الإسرائيلية تهدد دروز القنيطرة السورية by admin 1 فبراير، 2025 written by admin 1 فبراير، 2025 18 يخشى السكان من الوجود الإسرائيلي الزاحف إلى أراضيهم المجلة / شيلي كيتلسون حضر، محافظة القنيطرة- تسللت قافلة من السيارات المسجلة في لبنان حاملة أفرادا من الطائفة الدرزية، واجتازت الحدود عبر طرقات قرية حضر المتعرجة في الرابع من يناير/كانون الثاني. وبدت تلك السيارات الباهظة اللامعة، كما لو أنها قادمة من عالم آخر، وهي تجتاز المحال التجارية، وتمر أمام المنازل على جانبي شوارع هذه المنطقة الفقيرة، التي تسكنها غالبية درزية جنوبي سوريا، والمحاطة بالتضاريس الصخرية والأراضي الزراعية. كانت نقاط المراقبة مرئية فوق الأجزاء المغطاة بالثلوج من جبل الشيخ، أما في الأسفل فبدا السكان متعبين بعد أسابيع من عدم اليقين والاحتلال الإسرائيلي “المؤقت”. أكثر ما يميز هذه الأرض المرغوبة لمواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي، هو جبل الشيخ الممتد في الأفق، والذي يعرف باسم “حرمون” بالعبرية. حيث توفر مرتفعات الجولان، حصة كبيرة من إمدادات المياه لإسرائيل، وهناك اعتقاد واسع أن أكثر من 100 ألف سوري، فروا من تلك المرتفعات بعد أن استولت إسرائيل على المنطقة في عام 1967. وكانت الأمم المتحدة قد أدانت احتلال إسرائيل لأجزاء من مرتفعات الجولان لعقود من الزمن في قرارات مختلفة، بدءا من القرار 242 في عام 1967. وعلى الرغم من أن الجزء الواقع على الحافة الغربية للقرية من مرتفعات الجولان، هو رسميا جزء من المنطقة منزوعة السلاح، التي تراقبها الأمم المتحدة والمعروفة باسم “منطقة الفصل” (AoS)، فإن هذا لم يمنع إسرائيل من الاستيلاء على المزيد من الأراضي في الأسابيع الأخيرة، بعد الإطاحة بنظام الأسد الدكتاتوري، الذي دام أكثر من 50 عاما في أعقاب هجوم خاطف شنته قوات المعارضة. تزعم إسرائيل أن وجودها في هذه المنطقة يعود لأسباب أمنية فقط، وأن هذا الوجود مؤقت. ورغم أنها قلصت على ما يبدو وجودها منذ توغلها العنيف في الأراضي السورية أوائل ديسمبر/كانون الأول، فإن تاريخها في انتهاك قرارات الأمم المتحدة وبناء المستوطنات، التي ترفض الانسحاب منها، يترك سكان المنطقة في حالة من الرعب المستمر من احتمال تهجيرهم مع عائلاتهم من منازلهم. فهم لا يثقون في قدرة الأمم المتحدة على وقف أية محاولة أخرى من جانب “جارتهم” القوية في الغرب، لاحتلال المزيد من الأراضي، بما فيها أراضيهم، وفي الوقت ذاته يدركون أن الحكومة الحالية ليست قوية بما يكفي للوقوف بوجه إسرائيل، ومنعها من القيام بكل ما يحلو لها. خلافا لمعظم أنحاء سوريا، بعد سيطرة قوات المعارضة على معظم أنحاء البلاد، لا يستطيع السكان هنا التخطيط لمستقبل قد يُسلب منهم في أي لحظة، ولسان حالهم يقول: حتى أراضينا ومنازلنا لا تشعر بالأمان زارت “المجلة” القرية ولم تصادف أية حواجز إسرائيلية أثناء وجودها فيها، لكنها تلقت تحذيرات من وجود جنود إسرائيليين في المنطقة بملابس مدنية، فيما ذكر السكان أن المركبات الإسرائيلية تواصل تسيير دورياتها في القرية. وكما وصفت صحيفة “إسرائيل اليوم” المنطقة في مقالة مفعمة بدلالات الانتصار، نُشرت في 23 يناير بعد “أول جولة إعلامية في هذا الموطئ الاستراتيجي الحيوي، ومن نقطة المراقبة في جبل الشيخ، يمكن رؤية دمشق التي تبعد 15 ميلا فقط من القمة. ومن ناحية الشمال يمتد سهل البقاع اللبناني، والحدود الاستراتيجية بين سوريا ولبنان، وجبال الشوف، وبالقرب منها، تمتد منطقة جبل دوف ومزارع شبعا”. “مستقبلنا قد يُنتزع منا في أي لحظة” بعد أن شق الوافدون طريقهم عبر الأراضي الزراعية في هذه المنطقة الخصبة والغنية بالمياه في سوريا، خرج عدد كبير من سكان القرية من منازلهم، واستقبلوا عشرات الرجال الدروز اللبنانيين المرتدين حللا سوداء طويلة، وعمامات بيضاء، عند وصولهم إلى قرية حضر. وكان الهدف من الزيارة تقديم واجب العزاء في وفاة أحد أفراد وجهاء المنطقة، الذي توفي مؤخرا، ولكنها كانت أيضا لحظة ابتهاج طال انتظارها بعد أسابيع من الخوف والاحتلال، حين لوح الأطفال الصغار، وكبار السن مرحبين بالوافدين، والتقطوا الصور عبر هواتفهم، لتسجيل تلك اللحظات المفعمة بالمشاعر الجياشة. أ ب / سيارات تمر أمام دوار يرفع العلم السوري الجديد بعد الإطاحة بنظام الأسد، في مدينة السلام، والتي كانت تسمى سابقا مدينة “البعث” نسبة للحزب الحاكم، في القنيطرة، سوريا، 5 يناير 2025 وجاب الرجال الشوارع على دراجات نارية، وهم يهتفون ويغنون ويرفعون العلم الدرزي الملون، وكان بعضهم مسلحا. بينما وقفت النسوة على جوانب الطرقات، بعضهن من دون أغطية رأس، فيما ارتدت معظمهن أثوابا سوداء طويلة، وغطين رؤوسهن بمناديل بيضاء متدلية، وقد غطى بعض النسوة النصف الأسفل من وجوههن بتلك المناديل. وخلافا لمعظم أنحاء سوريا، بعد سيطرة قوات المعارضة على معظم أنحاء البلاد في الثامن من ديسمبر، فالسكان هنا لا يستطيعون التخطيط لمستقبل قد يُسلب منهم في أي لحظة، ولسان حالهم يقول: حتى أراضينا ومنازلنا لا تشعر بالأمان. قال سكان القرية لـ”المجلة”: “إن جنود الاحتلال اقتحموا عددا من المنازل في الأسابيع الأخيرة واحتلوها”. وعند التوجه نحو أحد المنازل المحتلة، حذر رجل على دراجة نارية “المجلة” من أن “تلك المركبات إسرائيلية” مشيرا إلى عدة مركبات متجهة غربا. ولم يتمكن الرجل من إخفاء رعبه حيث اختفت ملامح الترحيب والثقة، وشحب وجهه في الحال، إلا أنه رافق “المجلة” إلى المنزل الذي كان محتلا، وأوضح أن إسرائيل أقامت نقاط تفتيش في حضر لعدة أيام بعد سيطرة قوات المعارضة على البلاد في الثامن من ديسمبر، لكن لم تعد هناك أية نقاط تفتيش هنا في الوقت الحالي. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وقبل بدء عملية “ردع العدوان” التي قادتها المعارضة السورية وأدت في النهاية إلى السيطرة على البلاد، ذكرت “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي) أنها صورت عمليات بناء بالقرب من بلدة مجدل شمس، وأن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم نداف شوشاني قال لـ”بي بي سي”: “إن الخنادق صُممت كي تمنع تسلل الجماعات المدعومة من إيران في سوريا، وأنها لا تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار”. إسرائيل لا تستهدف قرية حضر فحسب، وإنما تتعرض لقرى درزية أخرى، في استراتيجية أوسع تهدف إلى عزل حضر وزيادة التوترات بين الدروز وجيرانهم من المجتمعات السنية لكن وبعد أن طردت قوات المعارضة المجموعات المدعومة من إيران، شرعت إسرائيل في الاستيلاء على المزيد من الأراضي. وفي تصريح للرئيس السوري أحمد الشرع قال: “نحن لا نريد حربا مع إسرائيل، أو مع أي دولة أخرى. وقد طلبنا من إسرائيل أن تتوقف، وإذا استمرت في ممارساتها، فسنمارس الضغط عليها”. الممتلكات والمعاناة في أحد المنازل التي احتلها المستوطنون ودمروها في قرية حضر، خلّفوا وراءهم بعض الملصقات والكتابات العبرية على جدران ذلك المنزل، كما بقيت عشرات زجاجات المياه التي تحمل كتابات باللغة العبرية مكدسة في المطبخ. وفي مقابلة مع “المجلة” قال أحد أبناء حضر المقيم حاليا في دمشق: “إن بعض أفراد الطائفة الدرزية من المناطق المحتلة تمكنوا يوم 22 يناير من العبور إلى حضر لفترة وجيزة برفقة ضابط إسرائيلي في الآونة الأخيرة”. ووفقا لما ذكره الرجل فإن دروز المناطق المحتلة عادة ما يخضعون لإجراءات شاقة تستغرق وقتا طويلا من أجل الحصول على تصاريح عبور، وهذه الإجراءات المعقدة غالبا ما تمنع الناس من زيارة الأصدقاء والأقارب في المنطقة. غير أن الإسرائيليين سمحوا لهؤلاء بالعبور من أجل إصلاح أنابيب المياه، التي أتلفوها عند دخولهم المناطق بدباباتهم، ولكنهم أجبروهم على العودة إلى المناطق المحتلة. وأضاف أن أقاربه وأصدقاءه الذين يعيشون في مكان مجاور وكانت قوات الاحتلال قد احتلت منازلهم وألحقت بها أضرارا أثناء احتلالها للمنطقة، ذكروا أن الإسرائيليين عرضوا عليهم تعويضات عن الأضرار التي تتسببوا بها، لكن أصحاب المنازل رفضوا ذلك المال. وزعم أن الإسرائيليين طلبوا زيارة شيخ درزي من المنطقة، إلا أن الشيخ رفض طلبهم أيضا. ورأى أن “الشعور العام الذي يسود بيننا نحن أبناء المنطقة أننا سوريون، وهذه أرضنا، وقد ضحينا في سبيلها، وقدّم إخوتنا وأخواتنا وآباؤنا أرواحهم كي تبقى هذه الأرض جزءا لا يتجزأ من سوريا، ولن نخون تلك التضحيات أبدا”. ووصف الإجراءات الأخيرة بأنها محاولة من جانب إسرائيل لاستخدام “القوة الناعمة”، مشيرا إلى أنهم “لا يستهدفون حضر فحسب، وإنما يتعرضون لقرى درزية أخرى”، وقال: “إنه يشعر بقلق بالغ من أن مثل هذه الإجراءات هي جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى عزل حضر وزيادة حدة التوترات القائمة بين الدروز وجيرانهم من المجتمعات السنية”. مضيفا أن “استهداف قرية حضر قد يكون جزءا من هذه الاستراتيجية، لأنها قرية ذات غالبية درزية، وتجاورها عدة بلدات ذات غالبية سنية، حيث تعود الخلافات الحادة والدموية بين عائلات تلك القرى إلى عقود خلت”. كما أوضح هذا الرجل لـ”المجلة” أنه وبسبب كل ذلك التاريخ المشحون، اضطر أن يسلك طريقا طويلا للوصول إلى القرية، كي يتفادى المرور بالقرى ذات الغالبية السنية لأنه درزي، ولم يعد إلى القرية منذ سنوات عديدة. غير أن مفاجأة سارة كانت بانتظاره عندما سلك طريقا مختصرا، وعلم أن نقطة التفتيش الوحيدة التي صادفها في طريق العودة، كان يحرسها جندي ودود من الإدارة الجديدة. وبالعودة إلى “مبادرات حسن النية” الإسرائيلية في هذه الفترة شدد المواطن من قرية حضر على أنه يخشى مما قد يحدث إذا حرضت تلك المبادرات أو استغلت أعمالا قد تفضي إلى تقسيم المجتمعات المتباينة في المنطقة. تاريخ من الأذى تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان جزئيا منذ عام 1967. وقد حاولت سوريا استعادة تلك المرتفعات في حرب عام 1973 إلا أنها فشلت في تحريرها. ومنذ ذلك الحين، رُسمت حدود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في خط “ألفا” غربا، وخط “برافو” شرقا، حيث يفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح، من المفترض أن لا يوجد فيها إلا قوات الأمم المتحدة. أثناء وجودنا في حضر، قال رجل مسن لـ”المجلة”: “لدينا متطرفون بين الدروز أيضا”، مؤكدا أن “بعضهم أكثر تطرفا من المجموعات العرقية والدينية الأخرى في البلاد” وأشار مواطن سوري من مجدل شمس في محادثة مع “المجلة” أواخر يناير إلى أن هذه المنطقة العازلة دخلت حيز التنفيذ في 26 يونيو/حزيران 1974. وقال: “إنه في المنطقة العازلة (وهي القرى الواقعة بين مجدل شمس وحضر)، سيطرت قوات الاحتلال على كثير من المزارع، بما فيها منازل استولت عليها مساء الثامن من ديسمبر، وبقيت هناك حتى 19 ديسمبر، حيث انسحبت منها، لكنها أبقت على سيطرتها على ثلاثة منازل هناك وما زالت تحتلها”. وفي ديسمبر الماضي، انتشر مقطع فيديو غير مؤكد، يُعتقد أنه لسكان قرية حضر، وحظي بتغطية إعلامية إسرائيلية واسعة، زعم أن بعض أعضاء المجتمع المحلي كانوا يطالبون بـ”ضم” القرية إلى إسرائيل، لأنها ستكون “أقل شرا” مقارنة بحكمها من قبل “الجهاديين”. شيلي كيتلسون / سكان قرية حضر الدرزية يلوحون بأيديهم أثناء مرور موكب من السيارات الآتية من لبنان، 4 يناير 2025 وأثناء وجودنا في حضر، قال رجل مسن لـ”المجلة”: “لدينا متطرفون بين الدروز أيضا”، مؤكدا أن “بعضهم أكثر تطرفا من المجموعات العرقية والدينية الأخرى في البلاد”. بيد أنه أكد أن سوريا تبقى رغم كل شيء “دولة في غاية التسامح”. وقال: “إنه سيؤمن بالحكومة الجديدة في سوريا مبدئيا، على الرغم من صلات بعض أعضائها التاريخية بالفصائل السنية المتطرفة”. وعلى غرار آخرين في القرية والمنطقة المحيطة بها، طلب عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية. وعندما نظرت زوجة الرجل المسن إلى مرتفعات الجولان، التي تعلو قمتها نقاط المراقبة نظرة محملة بلوعة الوداع والفراق، قالت لـ”المجلة” كما لو أنها تناجي حبيبا بعيدا: “ألا ترون أن جبل الشيخ يرتدي حجابا، وهذا الحجاب الثلجي الأبيض يحميه وهو رابض هناك بحذر من أولئك الذين يتربصون به ويضمرون له الأذى”. المزيد عن / سقوط الأسد أحمد الشرع الجولان إسرائيل 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post حقيبة للثنائي يسميها الرئيسان: أولى معالم التشكيلة الحكومية next post “ديب سيك”… فقاعة صينية أم تهديد لأميركا؟ You may also like حقيبة للثنائي يسميها الرئيسان: أولى معالم التشكيلة الحكومية 1 فبراير، 2025 أحياء في القبور… شهادة مروعة لسوري ولبناني عن... 1 فبراير، 2025 الشرع رئيسا انتقاليا لسوريا ورابع عملية تبادل بين... 1 فبراير، 2025 ترمب يعلن الحرب التجارية على الصين وكندا والمكسيك 1 فبراير، 2025 “واتساب” تتهم شركة إسرائيلية بالتجسس على عشرات المستخدمين 1 فبراير، 2025 خطة نقل سكان غزة تهيمن على محادثات واشنطن... 1 فبراير، 2025 كيف توازن مصر بين رفض التهجير وعدم استعداء... 1 فبراير، 2025 جزائريات تحت سكين الشرف والعنف 1 فبراير، 2025 ثلاثة رهائن… وألف يوم من التوتر بين باريس... 31 يناير، 2025 مساعٍ لإطلاق سراح باحثة إسرائيلية مقابل أسرى لـ«حزب... 31 يناير، 2025