الخميس, ديسمبر 26, 2024
الخميس, ديسمبر 26, 2024
Home » الإباحية المفبركة تؤكد الحاجة لصوغ قوانين للذكاء الاصطناعي

الإباحية المفبركة تؤكد الحاجة لصوغ قوانين للذكاء الاصطناعي

by admin

 

حري بنا أن نتخذ إجراءات تنظيمية قوية تردع تداول هذه المواد التي تسمح بإيذاء النساء والفتيات

اندبندنت عربية / سارة أوين 

نأمل أنك لم تشاهد الصور. ولكنك ستجدها بسهولة دونما عناء البحث كثيراً. وقد مر بها مصادفة عدد كبير من مستخدمي “إكس” (تويتر) و”ريديت” Reddit وغيرهما من المنصات الرئيسة للتواصل الاجتماعي. وإذ يزعم “تويتر” أنه يعمل على حذف هذه الصور، لكنه يخوض معركة خاسرة مع التكنولوجيا المسوؤلة عن فبركتها. ويبدو أن أصدقاء [مغنية البوب الأميركية، ضحية هذه الصور المفبركة] تايلور سويفت وعائلتها “غاضبون”، ولديهم كل الحق في موقفهم هذا. كذلك أفيد أن النجمة العالمية تنظر في اتخاذ إجراء قانوني في هذا الشأن.

تطرح هذه الحادثة سؤالين، سواء بالنسبة إلى تايلور نفسها أو أي ضحايا آخرين لإساءة استخدام تكنولوجيا التزييف العميق [“ديب فايك” deepfake واحد من أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن بواسطته التلاعب بالوجوه والأصوات والنصوص وتركيب هويات جديدة زائفة في الصور ومقطاع الفيديو…]: كيف سمح بفبركة هذه الصور ومشاركتها في المقام الأول، وما الحل القانوني المتاح أمام الضحايا؟

والحقيقة أن التشريعات الحالية لا تكفي لوقف المواد المنتجة بواسطة التزييف العميق أو لحماية ضحاياها، ذلك أنه لا تتوفر أشكال حظر محددة على إنتاج كثير من الصور العميقة التزييف، ومن الصعب جداً تطبيق القواعد التنظيمية التي ترمي إلى الحيلولة دون مشاركتها بين الناس.

اقرأ المزيد

صور إباحية “مفبركة” لتايلور سويفت تجلب اللعنات على الذكاء الاصطناعي

مقالة حول ميول تايلور سويفت الجنسية تثير ردود فعل عنيفة

هل سيصبح كشف التزييف العميق ممكنا يوما ما؟

الذكاء الاصطناعي مطلوب للعدالة بتهمة “التزييف العميق”

وفي الوقت الحاضر، يبقى المستخدمون الذين ينشئون هذه المواد، أو يشاركون صوراً فاضحة مفبركة، وحدهم المعرضين لخطر الملاحقة القضائية، وهذا إذا أمكن العثور على هؤلاء المستخدمين. والأسوأ من ذلك أن وسائل التزييف العميق تستخدم على نطاق واسع، ليس لأغراض الانتهاكات الجنسية فحسب، بل أيضاً لارتكاب عمليات احتيال واسعة النطاق وانتحال صفة مسؤولين وتقويض الانتخابات.

كيف عسانا نضع حداً لهذا [المحتوى المهين والكاذب المفبرك بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي]؟ إن الاكتفاء بملاحقة الأفراد، الذين غالباً ما يكونون مجهولي الهوية، والذين يشاركون مواد عميقة التزييف أشبه بإفراغ المحيط من مياهه باستخدام دلو. في استطاعتنا، بل يتعين علينا، أن نضع حداً لإنتاج مواد بالتزييف العميق من مصدرها بدلاً من اكتشافها وحذفها فقط عندما تقتحم المنصات الرئيسة في وسائل التواصل الاجتماعي، وعندما يكون الضرر قد وقع فعلاً. في الواقع، لا يتحقق إيقاف التزييف العميق إلا بمحاسبة مطوري أنظمة الذكاء الاصطناعي هذه، واتخاذ إجراءات متشددة في شأن الشركات التي تستضيف إنتاجها وتوزيعها وتسمح بهما.

حالياً، يتزايد استغلال تكنولوجيا التزييف العميق لتنفيذ أغراض سيئة وارتكاب انتهاكات جنسية [نشر صور وفيديوهات إباحية مفبركة] بواسطتها أضعافاً مضاعفة. ومعلوم أن التقدم غير المسبوق في الذكاء الاصطناعي قد جعل من توليد التزييف العميق عملية سريعة وغير مكلفة وسهلة. تحوز الانتهاكات الجنسية الغالبية العظمى (96 في المئة منها على أقل تقدير) من المواد المنشأة بواسطة التزييف العميق. أما المواد المتبقية جميع تقريباً فمخصصة لعمليات الاحتيال والتصيد الإلكتروني [للحصول على الأموال في الغالب] (زاد الاحتيال باستخدام التزييف العميق بنسبة ثلاثة آلاف في المئة عام 2023).

ومن 2022 حتى 2023، زاد المحتوى الجنسي المفبرك بواسطة تكنولوجيا التزييف العميق بنسبة تفوق 400 في المئة. أصبحت المواقع الإلكترونية التي تستضيف مواد إباحية عميقة التزييف إشاعة على نحو مهول: وزار الموقع الإلكترونية الأكثر شهرة منها 111 مليون مستخدم في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وجدير بالذكر أن الصور والفيديوهات الإباحية المنتجة بالتزييف العميق تطال النساء أكثر مقارنة مع الرجال، إذ تمثل النساء 99 في المئة من ضحاياها.

الآن، يكافح المعلمون التزييف العميق في الفصول الدراسية: قرأنا أخباراً مرعبة لطلاب ينشئون مواد عميقة التزييف خاصة بزملائهم ومعلميهم، غالباً بواسطة تطبيقات “إزالة الملابس” de-clothing التي يمكن الوصول إليها بسهولة. حتى إن بعض التلاميذ يبتزون تلاميذ آخرين مستخدمين صوراً وفيديوهات مشغولة بالتزييف العميق.

شخصياً، تشكل تقنية التزييف العميق تحديات خطرة لعملي أيضاً. النائبات في البرلمان مستهدفات فعلاً بانتهاكات جنسية عبر شبكة الإنترنت وخارجها، وتمنح تقنية التزييف العميق الجناة سلاحاً آخر في ترسانتهم. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى تثبيط عزيمة النساء المرشحات لهذا المنصب أو ذاك من خوض الانتخابات، وهي عقبة جندرية أخرى مرفوضة.

علاوة على ذلك، تهدد تقنية التزييف العميق الديمقراطية من طريق تمكين التضليل على نطاق غير مسبوق. في عام 2023، انتشر مقطع صوتي مزيف يزعم أنه تسجيل للسير كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، يبدو فيه وهو يعامل الموظفين بطريقة مسيئة [يشتم أحد مساعديه]. وفي غضون يومين، جمع المقطع الصوتي نحو 1.5 مليون زيارة. وبعد شهر واحد فقط، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع صوتي مزيف يدعو فيه عمدة لندن صديق خان إلى تأجيل الاحتفال بذكرى “يوم الهدنة” [الاحتفال بنهاية الحرب العالمية الأولى].

وفيما ينتظر نصف سكان العالم الانتخابات هذا العام، فإن إنشاء وانتشار التزييف العميق على نطاق واسع يمثل تهديداً متزايداً للعمليات الديمقراطية في مختلف أنحاء المعمورة.

لحسن الحظ، يؤيد الجمهور بقوة فرض حظر على التزييف العميق، فقد وجدت سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة، في كثير من البلاد، دعماً هائلاً لحظر عمليات التزييف العميق بين أوساط المواطنين، وعبر جميع الأطياف السياسية. وفي المملكة المتحدة، يؤيد 86 في المئة من السكان منع التزييف العميق بالقانون، فيما يعارض هذه الخطوة خمسة في المئة فقط.

ما الخطوات التي يسعنا اتخاذها في مواجهة هذه التكنولوجيا القوية التي تحظى باستخدام واسع النطاق؟ ينبغي للحكومة أن تجعل إنشاء ونشر الصور المزيفة العميقة جريمة، وتمكين الضحايا المتضررين من الصور المزيفة العميقة من رفع دعوى قضائية للحصول على تعويضات. وتستثنى من هذا الإجراء الصور غير المؤذية أو عمليات التلاعب بالصوت مثل الهجاء أو “الميمات” أو المحاكاة الساخرة، ولكن مع ذلك، فإنه سينطبق على المحتوى الجنسي المفبرك بغير رضا الطرف المعني والمعلومات المضللة المتعمدة وعمليات الاحتيال الإلكتروني.

سيتطلب الحل حظر التزييف العميق في مختلف مراحل سلسلة الإمداد. لا بد من تطبيق القواعد التنظيمية على الشركات التي تنتج تكنولوجيا التزييف العميق، وعلى الأشخاص الذين يفبركون مواد عميقة التزييف، وعلى جميع المراحل الكامنة بين هاتين المرحلتين.

أولاً، يبدأ هذا بالمساءلة القانونية لشركات الذكاء الاصطناعي والجهات المطورة السيئة وراء التكنولوجيا الأساسية لإنتاج المواد العميقة التزييف. ثانياً، على الشركات المطورة لمنتجات الذكاء الاصطناعي أن تثبت بالدلائل أنها تتخذ تدابير معقولة لمنع التزييف العميق.

وأخيراً، علينا أن نتخذ موقفاً صارماً تجاه الشركات التي تستضيف أنظمة وعمليات التزييف العميق وتسمح بها. أصبح الإنشاء الجماعي للمواد المشغولة بتكنولوجيا التزييف العميق ممكناً بفضل مقدمي الخدمات السحابية، والمواقع الإلكترونية التي توزع نماذج التزييف العميق هذه، إضافة إلى عدد لا يحصى من شركات تتيح هذه الممارسات في العلن. ويمكن، بل ويجب، إيقاف ذلك من خلال تحميلها جميعاً المسؤولية عن الضرر الذي يتسببون فيه.

حذف الحساب الذي قام بتحميل الصور العميقة التزييف الخاصة بتايلور سويفت. في أغلب الظن، سيطلق سراح الجاني. هكذا، عندما تجد أشهر مغنية في العالم أن ليس في مقدورها الانتصاف من المعتدين عليها، تبرز هشاشتنا جميعاً أمام هذه التكنولوجيا الجديدة.

سارة أوين عضو عمالية في مجلس العموم البريطاني عن دائرة لوتون نورث

© The Independent

المزيد عن: تايلور سويفتالذكاء الإصطناعيالتزييف العميق

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00