تضم الأسواق المتنقلة القديم والجديد والغريب (اندبندنت عربية) منوعات الأسواق المتنقلة بالجزائر الملجأ الأخير للبسطاء by admin 21 مارس، 2024 written by admin 21 مارس، 2024 146 بها 1480 سوقاً في 48 محافظة و1541 بلدية أشهرها تيجلابين وسيدي عيسى والحراش وغيرها اندبندنت عربية / محمد لهوازي صحافي جزائري @LahouaziMohamed “كانت السوق الأسبوعية في قريتنا الصغيرة بمثابة مؤتمر حقيقي، نلتقي فيه جميعاً ويزورنا فيه العارضون من الباعة من خارج المنطقة، لقد كان فرصة ذهبية لرؤية وجوه جديدة عن القرية”، بهذه العبارة يصف مسعود هدنة وهو إعلامي جزائري مقيم في الولايات المتحدة حال الأسواق المتنقلة في الجزائر التي ما زالت قائمة منذ عقود طويلة. يقول مسعود، وهو يتذكر يومياته في السوق الأسبوعية المنعقدة في منطقة تلاغمة (400 كيلومتر شرق الجزائر العاصمة) التي كان يقطن بها، “السوق الأسبوعية تجد فيها إلى جانب التجارة، الطب والصيدلة والطعام والمواشي والدواجن والإبل. كل شيء يباع القديم والجديد والغريب. قد تجد مسماراً واحداً يعرضه صاحبه للبيع، قطع خشب مهترئة، كرسياً من دون رجل رابعة، سلماً مكسوراً، وأشياء أخرى غريبة لا أعرفها”. تراث متنوع في الحقيقة ما زال عديد من الأسواق الأسبوعية المتنقلة تعقد في المدن والقرى والأرياف وتستقطب آلاف الباعة والتجار والزوار والمتسوقين والفضوليين وأصبحت تشكل جزءاً أساسياً من الحياة اليومية في الجزائر، حيث تعكس هذه الأسواق تراثاً غنياً وتنوعاً ثقافياً واقتصادياً وتنتشر في مختلف أنحاء البلاد، من المدن الكبيرة إلى القرى النائية، وتعد جزءاً لا يتجزأ من التجارة والحركة الاقتصادية في الجزائر. تعود جذور الأسواق المتنقلة في الجزائر إلى قرون عديدة، حيث كانت تستخدم كوسيلة لتبادل السلع والتواصل الاجتماعي بين الناس، ومنذ ذلك الحين نمت وتطورت هذه الأسواق لتصبح مساحات مهمة لتجارة السلع والمنتجات المحلية والمستوردة. تتميز الأسواق المتنقلة في الجزائر بتنوعها، حيث يمكن العثور على مجموعة واسعة من المنتجات والسلع، بدءاً من الخضراوات والفواكه الطازجة وصولاً إلى الملابس والأدوات المنزلية والحرف اليدوية التقليدية. تجذب هذه الأسواق الزبائن من جميع الفئات الاجتماعية، حيث يمكن للناس الاستمتاع بالتسوق والتفاعل مع بائعين محليين يعبرون عن تراثهم وثقافتهم من خلال منتجاتهم. علاوة على ذلك، تشكل الأسواق المتنقلة بيئة اقتصادية ديناميكية، حيث يمكن للتجار تحقيق دخل مناسب من خلال بيع منتجاتهم في هذه الأسواق، أما بالنسبة إلى المستهلكين فتوفر هذه الأسواق فرصة لشراء السلع بأسعار معقولة والتفاوض على الأسعار، مما يعزز التفاعل الاجتماعي والتواصل بين أفراد المجتمع. تعكس الأسواق المتنقلة بالجزائر تراثاً غنياً وتنوعاً ثقافياً واقتصادياً في مختلف أنحاء البلاد (اندبندنت عربية) إحصاءات وقوانين تحصي الجزائر طبقاً لأرقام قدمتها وزارة التجارة 1480 سوقاً في 1541 بلدية، منها 422 سوقاً أسبوعية مختلفة في 48 محافظة، أشهرها أسواق تيجلابين وسيدي عيسى والسوڤر وماسرى والحراش وبليل وحاسي الفدول وغيرها كثير، وبينما تضم بعض البلديات أكثر من سوق واحدة، تفتقر بلديات أخرى للأسواق. وبحسب إحصاءات المركز الوطني للسجل التجاري، يوجد في الجزائر 15705 تجار متنقلين مقيدين في السجل، في حين أطلقت وزارة التجارة الجزائرية في 2020 حملة وطنية لتقنين نشاط التجار المتنقلين، وتمكينهم من استخراج سجلات تجارية للعمل في الأسواق الأسبوعية وفي القرى وغيرها، وممارسة عملهم بشكل منتظم يضمن انخراطهم في الدورة الرسمية للاقتصاد المنظم، لكن العرض لم يلقَ إقبالاً من قبل التجار المتجولين، الذين أبدوا تخوفاً من مطالبتهم مستقبلاً من دفع ضرائب ورسوم على النشاط. ويقول رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، إن وضع إطار قانوني للتجار المتنقلين من شأنه تعزيز الخدمات والنشاطات التجارية وتغطية العجز المسجل في الأسواق الجوارية البالغ عددها ألفا سوق. ويرى بولنوار أن تقنين النشاطات التجارية الموازية غير كاف، إلا إذا تم استغلال المساحات التجارية التي لا تزال مغلقة في عديد من البلديات والمدن الكبرى وفتحها لممارسة النشاطات المقننة. مكانة شعبية وتحافظ الأسواق المتنقلة الأسبوعية على مكانتها الشعبية، حيث تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين والتجار، وقاومت تغير الظروف والأزمنة وتطور الفضاءات والمساحات التجارية الكبرى، والتوسع العمراني الذي حوَّل القرى الصغيرة إلى مدن كبرى. تاريخياً، لا تعتبر الأسواق الشعبية جزءاً من تاريخ الجزائر فحسب، بل كانت في قلب الأحداث التاريخية، منذ بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر وقبل ذلك في العهد العثماني، وأثناء ثورة التحرير المجيدة، حيث لا توجد سوق شعبية في الجزائر لم تشهد أحداثاً أثناء ثورة التحرير. لا تزال الأسواق الأسبوعية المتنقلة تعقد بالمدن والقرى وتستقطب آلاف التجار والزوار (اندبندنت عربية) وترتبط الأسواق المتنقلة في الجزائر عادة، بأيام الأسبوع وأصبحت المدن أو القرى تعرف باسم السوق التي تنعقد فيها، فهناك سوق الجمعة وسوق السبت وسوق الأحد وهكذا، مما يؤكد أن هذه الأسواق تندرج في خانة التراث الجزائري الذي لم يلقَ الاهتمام الواجب من طرف الجهات المعنية، رغم أن بعض الدول استثمرت في هذا الملف وحوَّلت الأسواق إلى استثمار سياحي وثقافي يدر أرباحاً معتبرة. ويمكن للمتجول في هذه الأسواق أن يجد ما لا يخطر على بال، من خضر وفواكه وألبسة وأحذية جديدة ومستعملة وخردوات مختلفة وأجهزة إلكترونية وكهرومنزلية، ومواشي وطيور ودواجن وأرانب ولحوم معروضة للبيع إلى قطع غيار وأجهزة وأدوات ومعاطف أوروبية من ماركات عالمية وبأسعار خيالية. ويغري هذا التنوع في السلع وأسعارها المنخفضة في الأسواق المتنقلة مقارنة بالمراكز التجارية الكبرى، الزوار الذين يتوافدون فرادى وجماعات عليها طمعاً في اقتناء سلع بأسعار جيدة ولو على حساب الجودة. تغيرات تاريخية وتختلف حال الأسواق المتنقلة الأسبوعية في الوقت الحاضر عما كانت عليه في العقود الماضية، حيث كانت خلال الفترة العثمانية عبارة عن أماكن لبيع المنتجات الزراعية والمواشي وبعض المواد الغذائية، لتتطور في ما بعد وتتوسع وتصبح أحد الأماكن المهمة لالتقاء الناس وتبادل الأخبار والتواصل مع الآخرين من مناطق بعيدة، وأيضاً أحد المسارح المفتوحة لمختلف الفنون والاستعراضات كإلقاء الشعر وممارسة الهوايات الغريبة كتربية الأفاعي والقردة وأيضاً ممارسة القمار واللصوصية، وهي أسباب جعلت الأسواق المتنقلة تتحول لاحقاً إلى أسواق تعج بالناس غير الراغبين في البيع والشراء، وتنصب خيم بيع المأكولات وخيم المقاهي والشاي. ومع تطور التكنولوجيا، بدأت بعض الأسواق المتنقلة في الجزائر في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية للترويج لمنتجاتها وزيادة وجودها على الإنترنت، مما أسهم في توسيع دائرة جمهورها وزيادة إيراداتها. ومع ذلك، تواجه الأسواق المتنقلة في الجزائر تحديات متعددة، بما في ذلك المنافسة من التجارة الإلكترونية والتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، إضافة إلى ذلك، تعاني بعض الأسواق من قلة التنظيم والبنية التحتية الضعيفة، مما قد يؤثر في جودة السلع والخدمات المقدمة. المزيد عن: الأسواق المتنقلةالجزائرأسواق الجزائرالسوق القديم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ميتا ومايكروسوفت وإكس وماتش تنضم لمعركة إبيك جيمز ضد أبل next post تفجير بيوت رداع… جرح حوثي جديد في وجدان اليمنيين You may also like “المشروعات الصغيرة”… ملاذ النساء للعمل في مصر 16 نوفمبر، 2024 كشف لغز الدب «مُخرب السيارات الفاخرة» 15 نوفمبر، 2024 إيلي صعب وسيلين ديون يجتمعان في ليلة فنية... 15 نوفمبر، 2024 ليس بالضرورة أن الطلاق يعني نهاية المحبة المتبادلة 7 نوفمبر، 2024 من هي ميلانيا ترمب فعلا وما الذي تكشفه... 3 نوفمبر، 2024 زواج كبار السن في الأردن بين الرعاية الصحية... 2 نوفمبر، 2024 علماء يعيدون بناء وجه “مصاصة دماء” عمرها 400... 1 نوفمبر، 2024 المصريون والكلاب… من أنوبيس حارس المقابر إلى كلب... 29 أكتوبر، 2024 الرجال أيضا يتعرضون للتحرش لكن النساء أعلى صوتا 20 أكتوبر، 2024 نصف حالات الزواج تنتهي بالطلاق في إيران 18 أكتوبر، 2024