السبت, فبراير 22, 2025
السبت, فبراير 22, 2025
Home » الأخوة الفايد الملاحقون في بريطانيا

الأخوة الفايد الملاحقون في بريطانيا

by admin

 

ثلاثة مصريين أداروا إمبراطورية تجارية ويتهمون اليوم بالاعتداء على عشرات النساء

اندبندنت عربية / بهاء العوام محرر في اندبندنت عربية BahaaAlawam@

قصة المصري محمد الفايد في المملكة المتحدة لم تنته بوفاته خلال الـ30 من أغسطس (آب) 2023، فالملياردير الذي جاءها منتصف سبعينيات القرن الماضي حالماً بالجنسية والمكانة المرموقة قرب الأسرة الملكية، لم تجعله إمبراطوريته الاقتصادية مواطناً بريطانياً وجلبت لنجله موتاً ملغزاً، ثم فتحت عليه وأخوته أبواب اتهامات من عشرات النساء اللاتي عملن لديهم أو جمعتهن بهم الأقدار.

نشأة محمد الفايد بحد ذاتها لم يتفق حولها من تتبعوا قصته إلى مدينة الإسكندرية، كما تعددت السرديات التي رواها بنفسه للإعلام خلال مناسبات ومقابلات مختلفة رداً على أسئلة تتعلق بحياته وعمله قبل مغادرته مصر، أما بالنسبة لثروته ومصادرها قبل أن تطأ قدماه بريطانيا فظلت محط تساؤل جعل حكومات لندن ترفض منحه الجنسية مرات.

المشترك بين القصص المروية عن حياته، وفق السيرة الذاتية التي كتبها الصحافي البريطاني توم باور، أن الفايد عاش في الإسكندرية المصرية قبل أن يسافر للعمل في السعودية، ثم عاد ليؤسس في وطنه الأم شركة “الشرق الأوسط للشحن والملاحة”، وبعدها نقل مقر عمله إلى مدينة جنوة الإيطالية ثم جزيرة هايتي الكاريبية وتلاها بعد ستة أشهر العاصمة البريطانية لندن، لتفتح صفحة جديدة في حياته لم تغلق حتى بعد موته.

والد الفايد يتحدر من محافظة البحيرة المصرية وعمل فيها مدرساً للغة العربية قبل أن ينتقل إلى الإسكندرية برفقة زوجته هانم قطب التي أسس معها عائلة مكونة من خمسة أبناء، هم على الترتيب صفية وسعاد ومحمد وصلاح وعلي، وفي الإسكندرية بدأت قصة الابن محمد الفايد مع عائلة خاشجقي السعودية التي عمل معها وتزوج منها وأصبح أباً بعد أن رزق بابنه الأول عماد “دودي” الذي لقي حتفه عام 1997 إثر حادثة سيارة مع أميرة ويلز في العاصمة الفرنسية باريس، وتحول موته إلى أزمة جديدة بين الفايد وبريطانيا.

عام 1994، ادعى الفايد أنه قدم الأموال لوزيرين محافظين هما نيل هاملتون وتيم سميث من أجل أن يطرحا أسئلة في البرلمان لمصلحة متاجر “هارودز” التي يملكها، فأقيمت محاكمة لإثبات هذا الادعاء بقيت أعواماً عدة، وتناقلت وسائل الإعلام أخبارها ومستجداتها تحت اسم فضيحة “المال مقابل الأسئلة”، أما النتيجة فكانت خسارة الوزيرين مقاعدهما البرلمانية ومزيداً من التوتر في علاقة الثري المصري مع المجتمع البريطاني.

شكلت وفاة “دودي” صدمة كبيرة لمحمد الفايد لأنه هو من عمل جاهداً للقاء ابنه مع الأميرة ديانا، ويقول الممثل الفلسطيني سليم ضو الذي لعب دور الفايد في مسلسل “The Crown” الذي أنتج حول العائلة الملكية داخل بريطانيا، إن الملياردير المصري “حزن كثيراً على وفاة ولده واستغرق أعواماً حتى تعافى من ألمه”، أما شغله الشاغل بعدها فكان البحث وراء حقيقة حادثة باريس إن كان مدبراً أم عابراً وقدرياً.

وظل الفايد يتهم “المؤسسة البريطانية” بتدبير الحادثة لعقد من الزمن قبل أن يحكم القضاء ضد الدعوى، فاستقبل الأب حكم المحكمة بدموع ملأت عينيه، ولكن القاضي اللورد سكوت قال إنه “لم يكن هناك دليل واحد يدعم ادعاء الفايد بأن الأمير فيليب زوج الراحلة إليزابيث الثانية ووالد زوج ديانا السابق الملك تشارلز الثالث حالياً، أصدر أوامر لأجهزة الأمن في بريطانيا لقتلها ومنعها من الزواج بمسلم والإنجاب منه”.

متاجر هارودز التي امتلكها محمد الفايد وأخوته لنحو 25 عاما (غيتي)

 

بدأ الفايد جمع ثروته بعد أن سافر إلى السعودية وتزوج من سميرة خاشقجي شقيقة رجل الأعمال عدنان خاشقجي الذي ساعده على الانضمام لمجال الاستيراد والتصدير، ولم تدم علاقة الفايد وزوجته وأخيها سوى عامين تقريباً، ولكن من خلالهما عمل في تجارة الشحن ثم وسع نشاطه في الإمارات، وبعدها تعرف على سلطان بروناي عام 1966 وأقنعه بالاستثمار في المملكة المتحدة، كما يروى في مراجع مختلفة.

وبعد بضعة أعوام في لندن اشترى الفايد فندق “دورشستر” ثم فندق “ريتز” الشهير في باريس عام 1979، وهناك أيضاً اشترى قصر دوق وندسور وأرسل قائمة بمحتوياته لملكة بريطانيا حينها إليزابيث الثانية كي تختار منها ما تشاء أن تقتنيه.

الصفقة التي لفتت الأعين إلى الفايد في المملكة المتحدة هي شراؤه متاجر “هارودز” الشهيرة وسط العاصمة لندن عام 1984 مقابل 615 مليون جنيه استرليني، وهنا أثار غضب رولاند تيني الذي كان حينها مالكاً لصحيفة “الأوبزرفر” ومديراً تنفيذياً لمجموعة “لونرو”، فأطلق حملة ضد الفايد وأسرته مشككاً في مصادر ثروتهم الكبيرة، ثم اتهمه بعد أعوام بسرقة أوراق ومجوهرات من صندوق ودائعه في “هارودز”.

اعتقل الفايد بتهمة السرقة عام 1998 ولكن التهم أسقطت عنه، وبعد أن توفي رولاند خلال العام ذاته قام الفايد بتسوية النزاع عبر دفع مبلغ لأرملته، ورفع دعوى ضد شرطة العاصمة بتهمة الاعتقال الكاذب عام 2002 لكنه خسرها.

وخلال عام 2010 باع الفايد “هارودز” لجهاز قطر للاستثمار بـ2.4 مليار دولار، ثم باع نادي “فولهام” للملياردير شاهد خان بـ300 مليون دولار، فوصل بثروته إلى المرتبة الـ12 بين الأثرياء العرب و1512 عالمياً وفق تصنيف “فوربس”.

محمد الفايد وملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث الثانية (غيتي)

 

بين ولادته عام 1929 ووفاته عام 2023 قضى الفايد نحو ثلثي حياته داخل المملكة المتحدة، لم يكن خلالها محاصراً فقط بشبهات الثروة غير المشروعة وإنما أيضاً بتهم الاعتداء الجنسي على النساء التي طاولت أيضاً شقيقيه صلاح وعلي اللذين كانا جزءاً من الإمبراطورية التجارية للعائلة، وشاركاه في إدارة “هارودز” حيث وقعت الغالبية الساحقة من حوادث الاعتداء التي تحقق الشرطة البريطانية اليوم في الاتهامات الموجهة الى محمد الفايد على رغم وفاة الأخ الأكبر. وينفي علي الفايد اتهامات طرحتها ثلاث نساء في الإعلام ويؤكد أنه لا وجود لتحقيق رسمي ضده.

توفي صلاح الفايد بسرطان البنكرياس عام 2010 قبيل إتمام بيع “هارودز” للقطريين، أما الشقيق الأصغر علي الفايد فهو من مواليد عام 1943 ومقيم حالياً في الولايات المتحدة ويحمل الجنسية البريطانية، ووفق البيانات الرسمية يدير منذ الـ24 من يونيو (حزيران) عام 2024 شركة “73 شارع جيرمين” العاملة في بيع وشراء العقارات.
ونفى متحدث باسم علي الفايد في رسالة إلى “اندبدنت عربية” الاتهامات التي رفعتها ثلاث نساء ضده عبر وسائل الإعلام وقال: “ينفي علي فايد بشكل قاطع أي ادعاءات بارتكاب مخالفات. فالحوادث المزعومة لم تحدث قط”.
وأكد: “السيد فايد لم يرتكب هذه الجرائم ولن يكون كبش فداء. وسوف يدافع عن نفسه بقوة ضد هذه الادعاءات التي لا أساس لها ولن يسمح للاتهامات الكاذبة بالمرور من دون مواجهة”.

ومنذ مطلع عام 1989 تنقل علي الفايد بين 20 شركة مسجلة داخل بريطانيا في مجالات مختلفة، جميعها شغل فيها منصب المدير التنفيذي، وواحدة منها تدعى “تورنبول أند آسر” متخصصة في صناعة القمصان الفاخرة وتورد إلى القصر الملكي في بريطانيا، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. ويؤكد علي الفايد أنه تقاعد من الشركة المذكورة.

تهم الاعتداء الجنسي في حق الفايد تفجرت على خلفية فيلم وثائقي بثته هيئة الإذاعة البريطانية خلال الـ14 من سبتمبر (أيلول) 2024 تحت عنوان “الفايد مفترس في هارودز”، وتضمن شهادات 20 امرأة اتهمن الملياردير المصري بالاعتداء عليهن، وبعد الفيلم توالت البلاغات التي تنطوي على ذات الادعاء حتى بلغ عدد المشتكيات 111.

محمد الفايد وابنه “دودي” الذي قضى في حادث سيارة مع أميرة ويلز ديانا (غيتي)

 

الشكاوى الموجهة ضد الفايد تبدأ زمنياً منذ عام 1986، أي بعد عام واحد من شرائه “هارودز”، وأولى الضحايا كان اسمها “أليس” وتبلغ من العمر 16 سنة، ثم “صوفيا” عام 1988 وراشيل عام 1990، ليأتي عام 1994 وتتفجر فضيحة “المال مقابل الأسئلة”، وبعدها تنشر مجلة “فانيتي فير” عام 1995 مقالاً تتهم فيه الفايد بالعنصرية ومراقبة موظفيه.

خلال مايو (أيار) 1997، تحرك الفايد لإسقاط دعواه القانونية ضد “فانيتي فير”، ويقول الصحافي السابق في هيئة الإذاعة البريطانية مايكل كول إن مالك المجلة وافق على إغلاق القضية احتراماً لـ”حزن الأب” على ابنه “دودي”، الذي توفي مع الأميرة ديانا قبل أشهر، ويؤكد كول أن الأدلة على أنشطة الفايد المخالفة للقانون التي جمعتها “فانيتي فير” خزنت بصورة آمنة حتى اطلع عليها صناع الفيلم الوثائقي عن الفايد في “بي بي سي”.

في ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته بث برنامج على قناة “ITV” تقريراً يتهم الفايد أيضاً بالتحرش الجنسي بموظفات “هارودز”، وعام 1998 نشر الصحافي السابق في هيئة الإذاعة البريطانية توم باور كتاباً بعنوان “الفايد: السيرة الذاتية غير المصرح بها” وتضمن مزيداً من مزاعم النساء اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي من قبل الملياردير.

عام 2008 تقدمت فتاة تبلغ من العمر 15 سنة ببلاغ إلى الشرطة تتهم فيه الفايد بالاعتداء عليها، وتصدر الادعاء عناوين الأخبار حينها لكنه لم يسفر عن اتهام، أما عام 2009 فادعت موظفة كانت من مساعدي الفايد الشخصيين أن سلوكه أصبح أكثر إثارة للخوف أثناء رحلات العمل في الخارج، وقالت إنه اغتصبها في فيلا بالعاصمة باريس.

المصري محمد الفايد قضى أكثر من ثلث حياته في بريطانيا

خلال عام 2010 ألغيت حلقة من برنامج “ديسباتشز” على القناة الرابعة كانت مخصصة لعرض ادعاءات عدد من النساء في ذات الإطار، وخلال عام 2015 نشرت صحيفة “ذا ميرور” مقالاً حول ذات الموضوع. وأكدت شرطة العاصمة أنها نظرت مجدداً في هذه القضية بعد ظهور معلومات جديدة ولكن مرة أخرى لم تُوجه اتهامات لمحمد الفايد.

عام 2017 بثت القناة الرابعة برنامجها المعلق طوال سبعة أعوام وعرضت لثلاث نساء يزعمن التحرش والاعتداء الجنسي من قبل الفايد، وللمرة الأولى تتنازل إحدى النساء عن حقها في عدم الكشف عن هويتها، وعام 2018 استضاف البرنامج ذاته مزيداً من النساء المدعيات على الملياردير المصري، بما في ذلك موظفة كانت عمرها 15 سنة.

وبين عامي 2018 و2023 ظلت الشرطة تحقق في ادعاءات ثلاث نساء أخريات ضد الفايد كما ذكرت صحيفة “صنداي تايمز”، وخلال يوليو (تموز) 2023 قامت “هارودز” بتسوية مطالبات مع بعض المدعيات قبل شهر واحد فقط من وفاة الفايد داخل لندن عن عمر يناهز 94 عاماً، ونعاه صهره رجل الأعمال أشرف حيدر عبر صفحته على “فيسبوك”.

محمد الفايد والأميرة ديانا وزوجها السابق الذي هو مللك بريطانيا حاليا (غيتي)

 

الشرطة البريطانية اليوم تحقق في ادعاءات 111 امرأة ضد محمد الفايد، وبعض الادعاءات التي طرحت في الإعلام تطاول أخويه صلاح وعلي أيضاً، وتولت مكاتب المحاماة إعداد القضايا نيابة عن الضحايا أفراداً ومجموعات، فوصلت أول واحدة إلى المحكمة العليا في لندن نهاية يناير (كانون الثاني) 2024.

الادعاءات التي توالت بحق الأخوة الثلاثة دفعت بأصحاب “هارودز” الحاليين إلى إصدار بيان قالوا فيه “إنهم منزعجون ويحققون منذ عام 2023 في ما إذا كان أي من الموظفين اليوم متورطاً في تلك المخالفات، وهم يشجعون الضحايا على البحث في كل السبل المناسبة لتحقيق العدالة، سواء من خلالهم أو الشرطة أو عائلة الفايد وممتلكاته”.

اللافت في قصة محمد الفايد وأخوته ليس فقط الاعتداءات الجنسية التي ارتكبوها وفق ادعاءات الضحايا، وإنما كيف بقوا بعيدين من العقاب والمحاسبة طوال عقود، مما دفع شرطة العاصمة لفتح تحقيق في احتمال تواطؤ عناصر فيها ، وهل يمكن أن يكون الملياردير المصري قد اشترى صمتهم بالمال؟

الممثل سليم ضو الذي لعب دور محمد الفايد في مسلسل “العروش” (غيتي)

 

محمد عبدالمنعم الفايد أب لأربعة أولاد يعانون اليوم بسبب الادعاءات التي طاولت والدهم وأعمامهم، وربما يخشون من تأثيرها في ثروة ضمت حين وفاة الفايد أربع طائرات خاصة وثلاثة قصور موزعة بين بريطانيا وسويسرا وفرنسا، إضافة إلى قلعة في اسكتلندا ويخت يطلق عليه اسم “سوكار” تصل قيمته إلى 40 مليون دولار تقريباً.

ولاسكتلندا قصة خاصة مع الفايد، فقد كان ينادي باستقلالها بزعم أنها مصرية الأصل واسمها مشتق من أميرة فرعونية تدعى “سكوتا” رحلت إليها في الماضي البعيد، حتى قال يوماً إنه سيترشح ليكون أول رئيس مصري لها إن استقلت عن المملكة المتحدة، لكن حلم الجنسية الاسكتلندية للملياردير المصري لم يتحقق كما حال الحلم البريطاني.

أمضى محمد الفايد آخر أيامه في سويسرا لكنه بقي يرنو للعودة إلى لندن ليحنط فيها ويزرع جسده فوق “هارودز”، كما نُقل عن المهندس المعماري بيل ميتش الذي كان يعمل لديه، أما عالم الآثار والوزير المصري السابق زاهي حواس فكتب في صحيفة الرأي عام 2007، أن “الفايد سيظل حياً أو ميتاً صداعاً في رأس عدد من الإنجليز”.

المزيد عن: محمد الفايدصلاح الفايدعلي الفايدبريطانيامتاجر هارودزالشرطة البريطانيةالاعتداء على النساءاتهامات بالتحرشالاغتصابالأميرة ديانامسلسل العرشالعائلة الملكية البريطانية

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili