عرب وعالم اغتيال هنية وشكر… هل يدفع بالمنطقة إلى “حرب شاملة”؟ by admin 2 أغسطس، 2024 written by admin 2 أغسطس، 2024 87 استهداف رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” في طهران يدفعها لحتمية الرد بشكل مباشر أو عبر وكلائها وسيناريوهات التصعيد مرتبطة بمدى رغبة الأطراف في توسيع الضربات وتجاوزها الخطوط الحمراء المتبادلة اندبندنت عربية / أحمد عبد الحكيم صحافي @a7medhakim بتوقيت الحادثة ومكان التنفيذ ودلالاتها تدخل عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران ضمن خطوات “التصعيد الخطرة” التي تتعزز معها مخاوف توسع الصراع في المنطقة المضطربة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة المستعرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مما ينذر بحسب كثيرين بـ”أخطار إشعال المواجهة الشاملة في المنطقة بشكل يؤدي إلى عواقب غير مسبوقة”. فاغتيال هنية، الذي يعد الشخصية الأبرز في حركة “حماس” التي تستهدف خلال جولة الصراع الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وحتى من تسميهم الدولة العبرية بـ”وكلاء طهران” في المنطقة، جاء في سياقات تصعيد متبادلة بين الأطراف العسكرية المنخرطة في الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ جاء بعد نحو 24 ساعة من عملية اغتيال أخرى تبنتها إسرائيل استهدفت خلالها مسؤول الشؤون الاستراتيجية والعسكرية في “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر، الذي وصفته تل أبيب بأنه “اليد اليمنى” للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، وذلك رداً على “هجوم مجدل شمس الذي راح ضحيته 12 فتى في هضبة الجولان المحتلة”، وكذلك بعد نحو 10 أيام من ضربة عسكرية إسرائيلية لميناء الحديدة اليمني الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين، رداً على تبني الأخيرة استهداف تل أبيب بمسيرة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر. وبينما لم تعلق إسرائيل بعد على حادثة اغتيال هنية أو تتبنى العملية رسمياً، إلا أن استهدافه على الأراضي الإيرانية وتزامناً مع تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، يفرض معطيات ومعادلات وحتى ضغوطاً جديدة لا يمكن تجاوزها بين طهران ووكلائها وتل أبيب، مما يفتح الأسئلة أمام المراقبين حول شكل وطبيعة السيناريوهات المرتقبة، لا سيما مع تعهد إيران بالرد على مقتل حليفها الوثيق على أرضها، وعما إذا كان سيقود ذلك الرد إلى حرب شاملة أو دفع المنطقة إلى حافة الانفجار في ضوء معادلات الردع المتبادلة، وتوعد الأطراف بالاستعداد لأية مواجهة مقبلة. معضلة “حتمية” الرد الإيراني وفق عدد من التحليلات والقراءات الغربية وممن تحدثوا لـ”اندبندنت عربية” من مراقبين، يفرض سياق استهداف هنية على الأراضي الإيرانية وتوقيته ضغوطاً لا يمكن التعاطي معها بقواعد الاشتباك السابقة الحاكمة للمواجهة غير المباشرة بين طهران وتل أبيب طوال الأشهر الـ10 الماضية، أو تلك التي حدثت بشكل سريع خلال أيام المواجهة المباشرة في أبريل (نيسان) الماضي إبان استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من الشهر ذاته. ومع اعتبار إيران أن اغتيال هنية “مغامرة خطرة لتقويض قوة الردع لدى طهران”، بحسب ما نقلت وكالة “نور نيوز” التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية، يقول المراقبون إن الهجوم على الأراضي الإيراني واغتيال حليف وثيق لطهران فرض عليها ضغوطاً للرد على إسرائيل التي تلاحق زعماء “حماس” منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أن المخاوف تبقى من أن تؤدي عملية الاغتيال إلى مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط والانزلاق نحو الهاوية فضلاً عن تعقيد مفاوضات صفقة التبادل بين تل أبيب و”حماس”. ويقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد شنيكات “ما من شك أن عملية اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية فرضت معادلات ومعطيات جديدة في شكل المواجهة بين العدويين اللدودين في المنطقة إيران وإسرائيل”، مضيفاً في حديثه لـ”اندبندنت عربية” إنه “حين ننظر إلى عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ’حماس‘ في طهران، ففيها خلط للأوراق من ناحية الأطراف المستهدفة”. وأوضح شنيكات أن “الطرف الأول المستهدف من عملية اغتيال هنية هي حركة ’حماس‘ في سياق التعهد الإسرائيلي باستهداف كل قادتها السياسيين والعسكريين بعد أحداث السابع من أكتوبر، والطرف الثاني هو إيران بحكم تنفيذ العملية على أراضيها، وهي دولة مستقلة وذات سيادة، بالتالي فإن العملية تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة واستقلال إيران، ووضعها في موقف صعب للغاية أمام شعبها يجبرها على خيار الرد لحفظ ماء وجهها على الصعيدين الداخلي والإقليمي”، ويتابع “أن تتم العملية على الأراضي الإيرانية فهي تعني ضمناً استباحة السيادة الإيرانية ورغبة إسرائيل في إشراك طهران في الحرب بشكل أوضح، وإرسال رسالة ردع في الوقت ذاته لإبراز القدرات الإسرائيلية على استهداف أماكن في العمق الإيراني، وهو ما يعد تحولاً كبيراً في آليات المواجهة بين الطرفين”. في الاتجاه ذاته يوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة في حديثه معنا أن “الرد الإيراني قادم لا محالة، لكن طبيعته وشكله تبقى محل الحسابات والتعقيدات السياسية والأمنية في الإقليم”، مشيراً إلى أن “المنطقة أمام مرحلة مفصلية وفارقة على صعيد التطورات المتسارعة بها”. وبحسب نافعة فإنه عند النظر إلى عملية اغتيال هنية، فلا بد من ربطها بمجموعة من العمليات التي “استهدفت من خلالها إسرائيل التصعيد خلال الأيام الأخيرة”، مشيراً إلى العملية العسكرية النوعية لتل أبيب باستهداف ميناء الحديدة اليمني على بعد أكثر من 1800 كيلومتر من إسرائيل، واستهداف البنية التحية بالميناء من محطات طاقة وخزانات نفط، ثم أعقبها اغتيال أكبر شخصية عسكرية في “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر بغارة جوية في الضاحية الجنوبية من بيروت، وأخيراً حادثة اغتيال هنية في طهران، موضحاً “لم تكن حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ’حماس‘ استهدافاً لشخصه فقط، بل استهدافاً لإيران كذلك، مما يضاعف حجم التحدي أمام طهران في ما يتعلق بضرورة الرد”. وتوافقت آراء نافعة وشنيكات مع تحليلات إسرائيلية وغربية تشير إلى تأكيد احتمالات الرد الإيراني، إذ كتب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل قائلاً إن “الاغتيالات في إيران ولبنان تجعل الشرق الأوسط أقرب إلى حريق إقليمي”،، موضحاً “ربما نواجه حلقة من التصعيد الإضافي في الحرب إلى حد احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع، وستجد إيران صعوبة في عدم الرد على عمل وقع على أراضيها”، مشيراً في الوقت ذاته إلى محاولات إيرانية ومن “حزب الله” لـ”إبقاء الحرب مع إسرائيل تحت عتبة الحرب الشاملة”. بدوره كتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية جورج مالبرونو قائلاً إن “الموقع الذي وقعت فيه عملية اغتيال هنية في طهران مهم للغاية لأنه يمثل تحدياً تشكله إسرائيل لإيران، بقدرتها على الوصول إلى أهداف عميقة في الداخل الإيراني”. في المقابل لا يعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس القيادي بحركة “فتح” الفلسطينية أيمن الرقب في حديثه معنا أن “يكون هناك رد إيراني يغير قواعد الاشتباك المباشرة أو غير المباشرة مع إسرائيل”، مرجعاً تفسيره إلى “جرأة إسرائيل على تنفيذ هذه العملية ومن قبلها اغتيال شكر في الضاحية الجنوبية، مما يعني أنها مطمئنة أن رد الفعل سيكون محدوداً، بالتالي نفذت كلتا العمليتين خلال ساعات معدودة”، مرجحاً أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد من زيارته الأخيرة لواشنطن ومعه “الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة”، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة أخذ التعهد الأميركي بالدفاع عن إسرائيل في الحسابات الإيرانية. في تعليقهم على الحادثة أكدت حركة “حماس” أن اغتيال زعيم مكتبها السياسي سيجر “تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها” وسينقل “المعركة إلى أبعاد جديدة”، وإيرانياً توعد المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي بإنزال “أشد العقاب”. وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) “بهذا العمل جر النظام الصهيوني المجرم والإرهابي على نفسه أشد العقاب، ونعتبر من واجبنا الثأر لدماء هنية التي سفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، كذلك اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالوقوف خلف اغتيال هنية متوعداً بجعلها “تندم” على ذلك، وكتب بزشكيان في منشور على منصة إكس “ستدافع الجمهورية الإسلامية في إيران عن سلامة أراضيها وشرفها وعزتها وكرامتها، وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على فعلهم الجبان”، واصفاً هنية بـ”القائد الشجاع”. في المقابل أعادت الولايات المتحدة تأكيد التزامها الثابت بـ”أمن إسرائيل” وحقها في الدفاع عن النفس، وأن “واشنطن ستواصل المساعدة في الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم”، وفق ما جاء في بيان للبنتاغون حول محادثة هاتفية أجراها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت. أي شكل سيكون عليه الرد الإيراني؟ وعلى وقع ترجيح معظم المراقبين أن ترد طهران على اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها، بدت الرؤى متباينة في شأن طبيعة وشكل الرد المرتقب من طهران، لا سيما بعد أن عكست أول مواجهة مباشرة بين الطرفين خلال أبريل (نيسان) الماضي رغبة الأطراف في تفادي توسيع دائرة الصراع والتصعيد لحرب شاملة في الإقليم. وبحسب رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد شنيكات فإن السيناريوهات المتوقعة للرد الإيراني ستكون قاصرة على “توجيه رسالة قوية لإيران وللداخل في الجمهورية الإسلامية بأن الحكومة قادرة على مواجهة الأعداء، ولن تذهب باتجاه التصعيد المطلق للصراع وفتح الجبهات”، مرجحاً أن يكون “الرد على غرار ما حدث في الـ14 من أبريل (نيسان) الماضي حين شنت طهران هجوماً بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، إلا أنه لم يسفر سوى عن أضرار مادية طفيفة، وتمكنت الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الغربيين من إسقاط معظم تلك المسيرات والصواريخ الباليسيتة المستخدمة في الهجوم”. وأوضح شنيكات أن شكلاً آخر من الرد يكون عبر وكلاء إيران سواء في لبنان أم اليمن أم حتى في سوريا والعراق، مشيراً إلى أنه في هذه الحالة قد تريد إيران إرسال رسالة مفادها بأن طهران “لا تزال قادرة على توحيد جبهات وكلائها لمهاجمة إسرائيل في وقت واحد، لا سيما أن عملية اغتيال هنية جاءت بعد ساعات من اغتيال شكر” على حد وصفه، وتابع “سيناريو الحرب الشاملة ما زال بعيداً من وجهة نظري، وسيناريو الرد والثأر الإيراني السريع قد يكون الأقرب، وسيكون مطروحاً بقوة خلال المرحلة المقبلة”. بدوره جادل أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس أيمن الرقب أنه بجانب الاعتقاد أن الرد الإيراني سواء عبرها أم عبر حزب الله سيكون “محدوداً”، إلا أنه في الوقت ذاته قد تحبذ عدم الرد في الوقت الراهن أو التصعيد، لا سيما بعدما تكشف من خلل أمني واضح بداخلها تسبب في اختراقها والوصول إلى هنية وقتله، وتابع “هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها اغتيالات بقلب طهران، إيران لن تدخل المعركة، وهذا يتضح من رد الحرس الثوري الذي أعلن أنه يدرس تفاصيل هذه العملية”. ويعتقد الرقب بناء على هذه الفرضية أن “من سيتحمل الرد على إسرائيل سيكون فقط المقاومة الفلسطينية، وهي من سيأخذ على عاتقه مسؤولية الرد على رغم محدودية الإمكانات بعد 10 أشهر من الحرب في غزة، ولكن ليس أمامها سوى سبيل واحد وهو الرد على إسرائيل”، مشيراً في الوقت ذاته إلى الاحتمالات الكبيرة لتوقف مفاوضات الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية التي تتم عبر وسطاء خلال الأسابيع الماضية، بل وإرجائها إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، موضحاً أن “هذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويسعى إلى تحقيقه بكل الطرق”. وما قد يؤشر إلى محدودية الرد الإيراني على إسرائيل هو “جرأة إسرائيل على التصعيد والذهاب لسناريوهات بعيدة في المواجهة مع إيران عبر قرارها باغتيال هنية”، إذ كتب آفي يسخرو في صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية قائلاً إن عملية اغتيال هنية أظهرت أن تل أبيب “مستعدة لشن حرب كبرى، في حين تبقى إيران عاجزة عن اتخاذ رد فعل فوري”، معتبراً أن نتنياهو اقتنص الفرصة، وقام بتصفية هنية في طهران نظراً إلى عدم قدرة إيران على الرد. ووفق الكاتب ذاته فإن طهران “تعي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد لحرب كبرى، وهو الأمر الذي لا تريده طهران كونها أقرب من أي وقت مضى إلى القدرة النووية، وقد تجد أن مشروعها النووي سيتعرض لأكبر قدر من الضرر إذا حدث تصعيد شامل في المنطقة، لذا ستتبع سياسة الردع الاستراتيجي”. هل نتجه إلى “الحرب الشاملة”؟ أمام تلك القراءات واستبعاد كثر انزلاق الأطراف نحو توسيع رقعة الصراع والوصول إلى حافة الهاوية أو الحرب الشاملة التي قد تشمل عدداً من دول المنطقة، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة في هذا السيناريو أنه وبشكل رئيس “يعتمد على دقة حسابات الأطراف ومعادلات الردع المتبادلة، وأن أي خطأ فيها قد يذهب بالمنطقة إلى المجهول، لا سيما أننا نعيش مرحلة حرجة ولا أحد يستطيع التنبؤ بما قد يحدث”. ويوضح نافعة في حديثه معنا قائلاً “ليس من الضروري أن يكون هناك رغبة من الأطراف لتفادي الحرب الشاملة، لكن آليات التصعيد وطبيعته من فعل ورد فعل ثم رد فعل أكبر وهكذا قد تدفعنا للانزلاق في أي وقت نحو حرب إقليمية شاملة، هذا احتمال وارد، وذلك على رغم المحاولات الدولية الحثيثة التي ستعمل على منعه”، وتابع “لا شك أن إيران سترد بمقدار الحادثة التي تعرضت لها، لكن علينا ألا نغفل حرص الإيرانيين المستمر وحذرهم المتواصل في المواجهات، إذ إن لديهم أولويات أخرى تتعلق بالمنجزات التي تحققت على صعيد البرنامج النووي الإيراني، وعليه فهم يدركون أن إسرائيل تسعى إلى تحين الفرصة لاستهداف هذا البرنامج والقضاء عليه، وعليه ستحاول طهران تفويت الفرصة على تل أبيب بكل السبل للحيلولة دون الوصول إلى تلك النقطة”. وذكر نافعة أنه “قد ننزلق الحرب الشاملة مع أي أخطاء كبرى في حسابات الأطراف وتجاوز الخطوط الحمراء المتبادلة، وهي قد تكون بالنسبة إلى إيران برنامجها النووي في ذلك التوقيت بشكل رئيس، إذ تريد استكماله وإنجازه من دون التعرض لانتكاسات تفضي في النهاية إلى القضاء عليه”. ويعرف الأكاديميون “الحرب الشاملة” بأنها ذلك “الصراع العسكري الذي يكون فيه أطراف النزاع مستعدين لتقديم كل التضحيات اللازمة من أرواح وموارد، ومتجاوزين للحدود والمناطق لتحقيق النصر المطلق”، فيما يرى آخرون أنها “استراتيجية يستخدم فيها أحد طرفي الحرب أو كلاهما أية وسيلة ضرورية ليفوز بالحرب، مهما كانت طبيعة هذه الوسيلة أو تلك الممارسات، حتى لو كانت منافية للأخلاق والقيم، كما أن هذه الحرب لا تعترف بوجود تمييز بين الجنود المقاتلين والمدنيين، والهدف منها هو تدمير الخصم وموارده حتى لا يتمكن من مواصلة الحرب أو البقاء”، وفي الحرب الشاملة لا توجد تفرقة في الغالب بين المقاتلين على الجبهة والداخل أو المدنيين، إذ تطبع فيها جميع نواحي الحياة بطابعها. وانطلاقاً من هذه التعريفات ترجح بعض القراءات احتمالات انزلاق الصراع إلى “حرب كبرى” وليست “حرباً شاملة”، وأن تبقى في النهاية خاضعة لقواعد اشتباك يحددها أطرافها بشكل ضمني. وبحسب عاموس هرئيل، في تحليل نشره بمجلة “فورين أفيرز” الأميركية، فإنه على وقع التصعيدات المتبادلة الأخيرة بين إسرائيل وإيران ووكلائها في المنطقة قد تبدو “تل أبيب أقرب من أي وقت مضى لحرب كبرى من شأنها أن تخلف عواقب كبيرة وتحدث اضطرابات في جميع أنحاء المنطقة برمتها، ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كانت هذه الحرب يمكن أن تنتهي بسرعة، أو أن هناك طريقاً واضحاً لتحقيق نصر حاسم، لا سيما مع دخول الولايات المتحدة مرحلة حاسمة من موسم الانتخابات الرئاسية”. المزيد عن: غزةإيرانلبنانإسرائيلإسماعيل هنيةمسعود بزشكيانفؤاد شكر 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post صحيفة إيرانية تعزو مقتل هنية إلى تغلغل عملاء في الأمن الإيراني next post رموز نظام البشير في السودان… أين هم وكيف يعيشون؟ You may also like شاهد : من هو “حزب الله”؟ متى وكيف... 22 نوفمبر، 2024 إيطاليا تحمل “حزب الله” مسؤولية إصابة 4 جنود... 22 نوفمبر، 2024 إسرائيل تنهي الاعتقال الإداري لمستوطني الضفة 22 نوفمبر، 2024 لماذا أصدرت “الجنائية الدولية” مذكرة توقيف ضد نتنياهو... 22 نوفمبر، 2024 الفنون في الجزائر… حضور شكلي وغياب تعليمي 22 نوفمبر، 2024 تعطيل أنظمة تتبع المواقع يكبد الشركات الإسرائيلية خسائر... 22 نوفمبر، 2024 هل لا يزال الضيف حيا؟ 22 نوفمبر، 2024 «إسرائيل في ورطة»… تداعيات قانونية وسياسية لمذكرة اعتقال... 21 نوفمبر، 2024 “تقدم كبير”.. آخر التطورات بشأن مفاوضات لبنان وإسرائيل 21 نوفمبر، 2024 إطلاق نار كثيف في مقر إقامة رئيس الاستخبارات... 21 نوفمبر، 2024