الأربعاء, فبراير 26, 2025
الأربعاء, فبراير 26, 2025
Home » اشتراكية فرنسية أحبت مصر الفرعونية ودافعت عن قضيتها

اشتراكية فرنسية أحبت مصر الفرعونية ودافعت عن قضيتها

by admin

 

مصريو بدايات القرن الـ20 بادلوا جولييت آدم حباً بحب وفي مقدمهم الزعيم الوطني مصطفى كامل

اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب

في مقال سابق في هذه الزاوية سبق لنا أن تحدثنا عن واحدة من سيدات المجتمع والنضال في فرنسا نهايات القرن الـ19 وبدايات القرن الـ20 اعتبرها كثر من المتنورين المصريين، وعلى رأسهم المناضل الوطني مصطفى كامل، كما اعتبرها صديقه الكاتب الفرنسي بيار لوتي، صاحبة واحد من الأصوات الأكثر إلحاحاً في الدفاع عن مصر وقضيتها في المحافل الفرنسية والأوروبية، وهي السيدة جولييت آدم التي اشتهرت في ذلك الزمن بوصفها مناضلة اشتراكية، مما قادها إلى الاهتمام بالقضية المصرية، وبخاصة على الضد من الهيمنتين الإنجليزية والعثمانية على مصر. والسيدة جولييت آدم هي طبعاً الكاتبة والمفكرة والمناضلة التي جعلت من صالونها الفكري والأدبي في باريس منصة للحديث عن مصر، كما جعلت من قلمها سلاحاً لقول كل خير عن مصر التي أحبتها أكثر مما أحبت أي بلد آخر، كما أكدت بنفسها، وجاراها في ذلك التأكيد كل من مصطفى كامل وبيار لوتي بين آخرين. وهي عبرت عن ذلك بنفسها خلال زيارة شهيرة قامت بها إلى مصر عام 1904. زيارة تواكبت مع إصدارها كتابها الذي اشتهر كثيراً كما ترجم منذ ظهوره إلى العربية “إنجلترا في مصر”. غير أن هذا الكتاب الذي تحدثنا عنه في المقال المذكور آنفاً لم يكن كل ما كتبته جولييت آدم عن مصر، بل إنها دبجت كذلك نصوصاً مميزة في التأريخ لمصر القديمة، الفرعونية وما قبل الفرعونية أيضاً، تعيد فيها إلى مصر حقوقاً تاريخية كانت ترى أن الإنصاف يقتضي التذكير بها دائماً. ولقد أشادت الصحافة المصرية لمناسبة تلك الزيارة التي قامت بها جولييت إلى مصر، بتناول تلك السيدة للتاريخ المصري، وتحديداً من موقع ندر أن خطر على البال. ومن هنا قد يكون من المفيد أن نعود إلى تناول بعض ما أشارت به الصحافة المصرية عند أوائل القرن الـ20 في ما يتعلق ليس فقط بمساندة الكاتبة المناضلة لمصر وقضيتها، بل كذلك بما “قالته مدام جولييت آدم في وصف مصر وتناول تاريخها الحضاري العريق ودورها وأياديها البيضاء على العالم”.

سيرة ما

بدايةً نتوقف عند ما ذكرته الصحافة من أن “مدام جولييت آدم ولدت في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1836 بقرية فريري من قرى إقليم بيكادري من أقاليم فرنسا، لوالدين عريقين في المجد. وقد ورثت مدام جولييت آدم الصفات النبيلة عن آبائها ونالت قسطاً كبيراً من التربية العالية والتعليم القويم. وهي ارتبطت بالزعيم مصطفى كامل، وكان لها دور كبير في خدمة القضية المصرية، وقد زارت مصر عام 1904، وهذه بعض من كلماتها في وصف مصر وتاريخها وريادتها على العالم في مقدمة كتابها (مصر إنجلترا) الصادر في أبريل (نيسان) 1922. تقول مدام جولييت آدم في مؤلفها عن مصر الحضارة والتاريخ إن (أول سياحة أديتها في مصر جعلتني أرتبط بأرضها وآثارها وعظمتها الخالدة ارتباطاً وثيق العُرى. وأملت مع هذا أن أسبر غورها باستكناه أسرارها العلمية التي حلت بها في تلك الأزمان الغابرة جميع القضايا المستعصية حتى اليوم على المدارك الكبيرة. إن مصر هذه تبعث كل يوم بعثاً جديداً ويظهر للعالم من آثارها ما يكشف عن عظمتها وكبريائها الاجتماعية، إلا أن واجباً مفروضاً على كل ذي شعور إنساني أن يعشقها ويقدسها لأن أبناءها أتوا فوق أرضها المزهرة الخصيبة بالمعجزات المدهشات في وقت كان العالم بأسره في سبات عميق غير مدرك شيئاً مما يدور به الفلك وجاهلاً كل أمر حتى أبسط الظواهر التي قام عليها هذا الوجود”.

مصر في زمن الفراعنة المبكر (ويكيميديا)

أصول مصر

ومن هنا تؤكد جولييت قائلة، “لقد أثبت الباحثون في آثار مصر وقبورها ونقوشها العديدة المنتشرة في صعيدها وريفها وجميع نواحيها، أن أصول قدماء المصريين ترجع إلى ثلاثة عناصر: العنصر السامي والعنصر النوبي في بادئ الأمر، ثم انضم إليهما بعدئذٍ العنصر الليبي. وإن الحكم في مصر كان مثله في جميع الأمصار العتيقة بأيدي الطوائف الكهنوتية التي استولت بقوة سلطانها ورقي مدارك رجالها على جميع الأسرار العلمية والاجتماعية والصناعية. وكانت مصر تحت هذا الحكم الديني منقسمة مملكتين وكل مملكة مقسمة إلى إمارات عدة وكانت كلمتها مشتتة بين قبائل مستقلة في وادٍ واحدٍ، ولكنها منذ أن تولى حكمها ابنها الأول (منا أو مصريم) ألَّف من شتاتها وحدة ومن ضعفها قوة وجعلها مملكة واحدة هي مملكة مصر التي أصبحت من ذلك الأوان أي منذ أكثر من 60 قرناً من الزمان خاضعة لملك واحد ونظام واحد أقام فيه قدماء المصريين ديانتهم على وجود الله الواحد الصمد خالق الخلق ومالك الملك، إذ كانوا يمثلونه عز وجل في معابدهم بما خلق من قوى سماوية أو أرضية كالشمس والقمر أو كبعض الطيور والحيوان التي نالت احترام قدماء المصريين، كما نالته القوة في جميع مظاهرها الطبيعية معتقدين أن الروح خالدة لذلك كانوا يحنطون الأجسام بعد موتها حتى إذا ما عادت إليه الأرواح عادت سيرتها الأولى من الحركة والعمل”.

80 قرناً من الحضارة

وترى جولييت أنه “كان في مصر حضارة علمية واجتماعية وصناعية وإدارية منذ 80 قرناً، ولما تولى (منا) حكمها منذ 50 قرناً قبل ميلاد المسيح عليه السلام حتى قسم مصر من أقصاها إلى أقصاها 36 إقليماً (مديرية) وولى على كل إقليم حاكماً مسؤولاً أمامه ونظم مجرى النيل وسن القوانين المؤيدة للمساواة والموزعة للعمل بين الناس والموطدة لأركان السكينة والأمان في كل مكان. ولقد حذا حذو (منا) من جاء بعده من الملوك والأباطرة ونهضوا بمصر نهضة فرعونية ذكرها التاريخ في جميع أدواره بالإعجاب والتعظيم، فخططوا المواصلات براً ونهراً، والصناعة والزراعة والتجارة التي انتشرت انتشاراً كبيراً. وكذلك فإن الحكم الدستوري و”النظام النيابي” ما عُرفا في بلد من البلدان قبل مصر التي أوجدتهما منذ 50 قرناً من الزمان فقد كان في أقاليمها مجالس محلية ينتخب الشعب أعضاءها ليرشدوا الحكام إلى مطالبه وإصلاح مرافقه، كما كان فيها وزراء ومجالس عالية وجماعة قومية عمومية وطنية تجتمع ثلاثة أشهر في كل عام بسراي (ليبرنت) الشهيرة بالفيوم لتمحص القوانين وتضع من المشاريع ما يحقق آمال الأمة المصرية ويسد النقص في حياتها الاجتماعية. وكذلك احترم قدماء المصريين المرأة من الوجهة الدينية والوجهة الاجتماعية احتراماً (فائقاً) وأحلوها من أنفسهم أسمى محل من الإجلال والاعتبار واتخذوا منها رمزاً لمخلوق مقدس فكانوا أسبق الأمم إلى تولية أمرهم امرأة”.

مصر ومجاوروها

وهنا تضيف الكاتبة، “كلنا لا ينسى تاريخ الملكة (كتموفريس) التي حكمت مصر في نهاية الأسرة السادسة الفرعونية، أي قبل أكثر من 50 قرناً، وقامت بإصلاحات جمة وكذلك الإمبراطورة (حتشبسوت) أخت وزوج الإمبراطور (تحتمس) الثالث من أباطرة الأسرة الـ18. فإنها حكمت مصر نحو 20 سنة في القرن الـ15 قبل الميلاد، وسجل لها التاريخ صفحة ناصعة اللون جليلة القدر”. وتخلص السيدة آدم إلى القول، “إن لمصر على العالم أيادي بيضاء في العلم والاختراع والصناعة والزراعة والتجارة والتقنيات، كما أن لها عليه إحساناً كبيراً في الضائقات المالية والأزمات الغذائية، فلقد سطر تاريخها تلك الصحيفة القيمة التي تعود إلى القرن الـ16 قبل الميلاد، يوم جف الضرع في كل مكان فأنقذت الأمة المصرية ما حولها من شعوب بما قدمته لهم من حنطة أرضها وحبوب واديها معونة وإحساناً حباً في عمل البر وصوناً لحياة الملايين من بني الإنسان. وهي واصلت تقديم الغذاء سبع سنين متتالية بيد المشرف على خزانتها في ذلك الحين نبي لله يوسف الصديق عليه السلام قدمته لبني سام وبني إسرائيل من آشورين وحتيين وغيرهم، كما قدمته للعرب جميعاً إبان القحط الذي حل بدياريهم في القرن السابع بعد الميلاد…”.

المزيد عن: الفراعنةمصر الفرعونيةجولييت آدمالزعيم مصطفى كاملمصر وفرنسابيار لوتي

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili