إسرائيل مستعدة لضرب مواقع نووية إيرانية إذا فشلت المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران – تقرير

مصادر إسرائيلية تقول لموقع أكسيوس أن الجيش يرى أن فرصة شن الهجوم قد تضيع، بينما تقول مصادر أمريكية إن واشنطن قلقة من أن إسرائيل قد تشرع في الهجوم دون موافقة مسبقة من ترامب

تايمز اوف اسرائيل

تستعد إسرائيل لشن هجوم سريع على إيران إذا فشلت المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية بشأن برنامجها النووي، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري يوم الأربعاء، نقلا عن مصدرين إسرائيليين.

وقال أحد المصدرين، مستخدما كنية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ”بيبي ينتظر انهيار المحادثات النووية، واللحظة التي سيصاب ترامب بخيبة أمل بشأن المفاوضات ويكون فيها مستعدا لإعطائه الضوء الأخضر“.

ووفقا للمصدرين، تعتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الآن أن المحادثات النووية قد تنهار قريبا، بعد أن كانت تعتقد في السابق أن الاتفاق قريب. وقال أحد المصادر إن الجيش يعتقد أن فرصة مهاجمة إيران قد تغلق قريبا، مما يتطلب من إسرائيل التحرك بسرعة إذا لم تنجح المفاوضات، دون أن يذكر سبب توصل الجيش الإسرائيلي إلى هذا التقييم.

كما ذكر الموقع الإخباري أن كلا المصدرين أكدا تقرير CNN الذي أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات محتملة على منشآت نووية إيرانية، مضيفا أن أي هجوم سيتطلب حملة تستمر أسبوعا ولن يكون هجوما منفردا. وقال التقرير إن تنفيذ مثل هذه العملية سيشكل أيضا مخاطر كبيرة للقوات الإسرائيلية.

ونقل عن أحد المصدرين قوله: ”كان هناك الكثير من التدريبات، والجيش الأمريكي يرى كل شيء ويدرك أن إسرائيل تستعد“.

وقال مصدر أمريكي لأكسيوس إن واشنطن قلقة من أن إسرائيل قد تشرع في شن ضربة دون الحصول على موافقة مسبقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بالإضافة إلى ذلك، تشعر دول أخرى في المنطقة بالقلق من أن ضربة إسرائيلية – والتي من المرجح أن تؤدي إلى اندلاع حرب – قد تؤدي إلى تسرب مواد مشعة تنتشر في المنطقة.

في هذه الصورة التوضيحية التي التقطت في 3 فبراير 2007، يمر فني إيراني عبر منشأة تحويل اليورانيوم الواقعة خارج مدينة أصفهان، على بعد 410 كيلومترات جنوب العاصمة طهران، إيران. (AP Photo/Vahid Salemi)

تعد أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات النووية. ففي حين تشدد واشنطن بشكل متزايد على أنه لن يُسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في أي اتفاق، تعهدت طهران بعدم التنازل عن حقها في القيام بذلك.

عقدت إيران والولايات المتحدة أربع جولات من المحادثات النووية منذ 12 أبريل، في أعلى مستوى اتصال بينهما منذ أن تخلى ترامب خلال ولايته الأولى عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية.

وقالت طهران وسلطنة عمان الوسيطة يوم الأربعاء إن الخصمين اللدودين سيعقدان مزيدا من المفاوضات حول برنامج الجمهورية الإسلامية النووي في روما في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وتهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق جديد يحد من أنشطة إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات.

في تقريرها يوم الثلاثاء، قالت مصادر مطلعة على المعلومات الاستخباراتية لشبكة CNN إن احتمال شن إسرائيل ضربة على منشأة نووية إيرانية ”ارتفع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة“.

وتجري إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن برنامجها النووي، ونقل تقرير CNN عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن ضربة إسرائيلية ستكون بمثابة انفصال كبير عن ترامب.

تُظهر هذه الصورة عناوين الصفحة الأولى لصحف في كشك بمدينة طهران في 19 أبريل 2025، والتي تتناول المحادثات الإيرانية الأمريكية حول البرنامج النووي الإيراني المقرر أن تبدأ في روما. (ATTA KENARE / AFP)

تقرير CNN يأتي في أعقاب تقرير نشرته صحيفة ״نيويورك تايمز״ الشهر الماضي أفاد أن ترامب “رفض” ضربة إسرائيلية مخطط لها ضد برنامج إيران النووي كانت ستتطلب دعما عسكريا أمريكيا.

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إيران منذ فترة طويلة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران، وتصر على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. لكن إيران، التي تسعى علنا إلى تدمير إسرائيل، زادت من تخصيب اليورانيوم إلى 60٪، وهو ما لا يوجد له تطبيقات سلمية، وعرقلت عمل المفتشين الدوليين في تفتيش منشآتها النووية.

في العام الماضي، شنت إيران هجومين صاروخيين مباشرين على إسرائيل، تم إيقافهما بالكامل تقريبًا بواسطة أنظمة الدفاع الجوي بالتعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين في المنطقة. وقصفت إسرائيل إيران مرتين ردا على الهجومين.

بدأ وكلاء إيران في المنطقة بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل في أكتوبر 2023 دعما لقطاع غزة، حيث لا تزال إسرائيل تقاتل حركة حماس بعد هجومها في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص.

أدت الهجمات من قبل وكلاء إيران في نهاية المطاف إلى اندلاع صراع مباشر بين إسرائيل وإيران، إلا أنه تضاءل تدريجيا قبل أن يتصاعد إلى ما هو أبعد من الهجمات المتبادلة.