اكتشاف الإصابة بألزهايمر في مرحلة مبكرة يفقد أهميته في غياب أي علاج فاعل (رويترز) صحة إتاحة فحص دم لاكتشاف “ألزهايمر” قريبا والعلاج لا يزال بعيدا by admin 3 مارس، 2024 written by admin 3 مارس، 2024 165 تتمثل الفكرة في توفير القدرة على رصد مؤشرات تكشف عن الآليات الفيسيولوجية لبدء المرض اندبندنت عربية / أ ف ب أصبح اكتشاف الإصابة بمرض ألزهايمر بمجرد اختبار دم بسيط قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق فعلياً بعد سنوات طويلة من البحوث، وسيشكل بالتالي تطوراً ثورياً في هذا المجال، لكن المرضى أنفسهم لن يلمسوا الفائدة منه ما لم تتوافر علاجات فاعلة لهذا المرض بعد طول انتظار. وقال طبيب الأعصاب جوفاني فريسوني، أحد أبرز المتخصصين الأوروبيين في مرض ألزهايمر لوكالة الصحافة الفرنسية، “ستغير المؤشرات الحيوية للدم الطريقة التي نجري بها التشخيص”. ويشكل التشخيص بهذه الطريقة منذ سنوات أحد محاور التركيز الرئيسة للبحوث المتعلقة بهذا المرض الذي يعد الصورة الأكثر شيوعاً من الخرف، ويؤثر بصورة لا رجعة فيها بعشرات الملايين من الأشخاص حول العالم. وتتمثل الفكرة في توفير القدرة من خلال اختبار دم بسيط على رصد مؤشرات تكشف عن الآليات الفيسيولوجية التي يبدأ بها المرض. وتوصل العلماء إلى معطيات عن آليتين رئيستين، من دون التوصل إلى فهم كامل للتفاعل بينهما، أولاهما عبارة عن تكوين ما يعرف بلويحات بروتين الأميلويد في الدماغ، والتي تضغط على الخلايا العصبية وتدمرها في النهاية، والثانية تراكم بروتينات أخرى تسمى تاو داخل الخلايا العصبية نفسها. وتتوافر أصلاً فحوص تتيح اكتشاف الإصابة بألزهايمر، أحدها بواسطة البزل القطني (أو الشوكي)، والثاني بواسطة إحدى تقنيات التصوير الطبي، وهي التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، ولكن نظراً إلى أن هذه الفحوص طويلة وثقيلة ومكلفة، يكتفي كثر من المرضى بالنتائج السريرية، كفقدان الذاكرة الشديد. وسبق أن طرحت في السوق بعض اختبارات الدم، لكن عملياً لا يستخدم سوى قليل منها في انتظار توافر بيانات عن فائدتها الحقيقية، إلا أن عديداً من الدراسات أثبتت في الأشهر الأخيرة فاعلية بعض اختبارات الدم في رصد العلامات الداخلية للمرض. ونشرت أبرز هذه الدراسات في يناير (كانون الثاني) الماضي في مجلة “جاما نورولودجي”. وخلصت الدراسة التي استندت إلى متابعة وضع نحو 800 شخص إلى أن اختبار الدم يمكن أن يكشف عن كمية غير طبيعية من الأميلويد أو عن بروتينات تاو بفاعلية مماثلة للفحوص المعتمدة في الوقت الراهن. والأهم من ذلك أن فاعلية هذا الاختبار ثبتت في مرحلة ما قبل سريرية، حتى قبل ظهور الأعراض المعروفة لهذا المرض. وأبدت الأوساط الطبية عموماً ارتياحها إلى هذا التقدم المهم، على رغم بعض الثغرات، ومنها ضرورة تأكيد هذه الفاعلية في الممارسة العملية، إضافة إلى أن هذا الاختبار يظهر فقط وجود آليات فيسيولوجية لا تؤدي بصورة منهجية إلى الخرف. واعتبر متخصص طب الأعصاب بارت دي ستروبر في تعليق عبر منصة مركز “ساينس ميديا سنتر” البريطاني أنها “دراسة ممتازة تقرب إلى حد كبير إمكان استخدام اختبار دم عادي لرصد مرض ألزهايمر”. أول مريض يتلقى عقار بيوجين المثير للجدل (رويترز) وفي المملكة المتحدة، أصبح هذا التطور حقيقة واقعة تقريباً. ويهدف البرنامج، الذي بدأته عديد من المنظمات المناهضة لمرض ألزهايمر، منذ العام الماضي إلى اختبار مدى فائدة اختبارات الدم هذه داخل نظام الرعاية الصحية البريطاني. إلا أن اكتشاف الإصابة بالمرض في مرحلة مبكرة يفقد أهميته في غياب أي علاج فاعل. ومع ذلك، يأمل كثر من أطباء الأعصاب راهناً في أن تحقق الأدوية النتيجة المرجوة. فبعد أن أخفقت البحوث طوال عقود في التوصل إلى علاجات، يبدو أن ثمة دواءين واعدين، أحدهما من شركة “إلاي ليلي”، والآخر من “بايوجين” (Biogen)، يستطيعان إبطاء تطور مرض ألزهايمر من طريق مهاجمة لويحات الأميلويد. ومع أن فاعليتهما محدودة، وآثارهما الجانبية حادة، يرى كثر من متخصصي طب الأعصاب أنهما خطوة أولى نحو علاجات أخرى أكثر فاعلية. وفي ضوء ذلك، يؤمل في أن يسهم التمكن من استخدام اختبار دم بسيط لرصد مرض ألزهايمر في أسرع وقت ممكن من زيادة فاعلية أي دواء. وثمة تفصيل مهم هو أن فحص الدم أتاح التشخيص المبكر لدى مرضى يعانون أصلاً ضعف الذاكرة، لا لدى أي كان. وقال فريسوني “لا فائدة اليوم من اختبار المؤشرات الحيوية للدم لدى الأشخاص الذين لا يعانون عجزاً إدراكياً، فهذا لن يؤدي إلا إلى الضرر”. فماذا يفيد اكتشاف ارتفاع خطر الإصابة بالمرض، إذا لم تتوافر وسائل ملموسة لمنع ظهوره؟ ومع ذلك، لا يستبعد فريسوني أن يصبح فحص مرض ألزهايمر حقيقة ذات يوم. وقال “نحن نختبر راهناً بعض الأدوية الهادفة إلى تقليل خطر الإصابة بخرف ألزهايمر”. وأضاف “ربما، في غضون خمس أو 10 سنوات، سيصبح ذلك في الممارسة السريرية. عندها، سأكون قادراً على أن أوصي بقياس المؤشرات الحيوية للدم (كأداة فحص)، لكن ليس اليوم”. المزيد عن: ألزهايمرفحص دمعلاجات ألزهايمرالخرفكبار السنالأميلويدضعف الذاكرة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رهانات نقدية خاسرة حول كافكا وكامو وسارتر وسواهم next post لماذا بيتكوفيتش الخيار الأفضل لتدريب المنتخب الجزائري؟ You may also like القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024 لماذا تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين؟… دليل السعادة... 19 نوفمبر، 2024 عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط... 15 نوفمبر، 2024 تدني الرغبة الجنسية لدى الرجل: 9 نقاط حول... 15 نوفمبر، 2024 ما الذئبة الحمراء وكيف يمكن علاجها؟ 14 نوفمبر، 2024 تجربة شخصية… يمكن للأنثى أن تولد بلا رحم 13 نوفمبر، 2024