ثقافة و فنونعربي أيّ مستقبل للأدب بعد كورونا؟ by admin 7 مايو، 2020 written by admin 7 مايو، 2020 37 خريطة جديدة للجسد البشري وإمكاناته اندبندنت عربية / عماد فؤاد هرباً من أيام العزل الصّحي المفروض علينا في بلجيكا منذ أسابيع، قرّرتُ في يوم مشمس أن أخرج مع طفليّ إلى المنتزه القريب، طمعاً في نسمة صيف لم يأت بعد، وهناك، ونحن نحاول الاستمتاع بأشّعة شمس خجول، بعد أيّام قضيناها سجناء حوائط وغرف البيت، مرّت علينا عجوز بلجيكيّة، تسير بطيئة محنيّة الظّهر تستند إلى عصاها، وجوارها شابة تكاد تكون حفيدتها، توقفتْ العجوز فجأة بالقرب منّا، أطالت النّظر إلى ابنيَّ وهما يجريان على العشب، ثم قالت بصوت مرتعش كأنّها تواسيني: “حتى أنّني الآن لا أستطيع أن أمسّد رأسهيما! ما يحدث بشع يا بنيّ، صدّقني، أنا اليوم في التّسعين، مرّتْ عليَّ حروب ومجاعات، لكنّي لم أشعر أبداً بالخوف كما أشعر به هذه الأيام”. نظرتُ إلى المرأة مستفهماً وقد فاجأني حديثها، فقالت وهي تقترب لتجلس على دكّة خشبية مجاورة فيما تسندها حفيدتها: “نعم… في كلّ هذه المحن التي مررت بها، كنّا نجتمع لنواسي بعضنا بعضاً، إذا انطلقت صفّارات الإنذار قبل الغارات الجوية أيّام الحرب، نهرول جماعات متشابكي الأيدي إلى الملاجئ والأقبية، وإذا لم نجد الطّعام، تقاسمنا كسرات خبزنا وأكلناها بنهم حتى لو أصابها العفن، في أشدّ لحظات الأوبئة والأمراض، كان يحقّ لنا السّير في جنازات الموتى لنودّعهم الوداع الأخير، الآن علينا أن نبتعد عن الآخرين لنحميهم منّا ونحمي أنفسنا منهم! حتى الموتى الذين يسقطون بين أيدينا بسبب هذا الوباء، نُجبَر على عدم الاقتراب منهم كي نودّعهم أو نقبّلهم قبلة الوداع، هذا رعب لم أعشه من قبل، وأرجو أن أموت قبل أن أرى النّاس يودّعون أحبابهم وأطفالهم بهذه الطريقة العاجزة عن فعل أيّ شيء”! معانقة الجميع عليّ أن أقول إنّني لم أسمع، منذ بدء انتشار فيروس كورونا الذي ضرب العالم أجمع قبل شهور، أقسى من هذه الكلمات، كانت العجوز البلجيكية محقّة في ما قالت، وربّما فسّر لي كلامها ما عجزت عن تفسيره من أحاسيس متضاربة، ألمّت بي منذ أجبرنا على البقاء داخل بيوتنا بسبب عدوّ غير مرئي، همّت العجوز من جديد بالوقوف فساعدتها الشابة وهي تبتسم كأنّها تعتذر عن إزعاج جدَّتها لي، فابتسمت لهما مودّعاً، فقالت العجوز ضاحكة بصوت مرتفع: “أوّل ما سأفعله بعد انتهاء هذه الأزمة هو أن أعانق جميع من أقابلهم في الشّوارع، أقسم أن أفعل”. ظلّت كلمات العجوز وضحكتها الحانقة تدور في ذهني اليوم كله، ما قالته جعلني أكتشف كم كانت حياتنا بسيطة وسلسة، بل إنّني بدأت أقدّر هذه الحياة السابقة على كورونا أكثر فأكثر، مقارنة بما يجب علينا اليوم أخذ حيطتنا منه؛ الأقنعة الواقية، القفّازات، عبوات الكحول المطهّر في حقائبنا، والرّجفة التي بتنا نشعر بها حين نلمح شخصاً يقترب منّا، كاسراً قانون المسافة الذي سنّته شريعة عالم “التّباعد” الجديد. صار رعبنا من لمسة الآخر هو الذي يحكمنا، شيء مرعب أن نكتشف اليوم أنّ لمسة عابرة قد تكون هي النّهاية لكلّ شيء، كنت قد عاهدت نفسي على عدم قراءة المزيد من أخبار ضحايا الفيروس، وعدد قتلاه الذي يتضاعف يوماً بعد الآخر، وبدأتُ أنفر من الآراء والتّحليلات والبيانات المتضاربة عن المأساة، نفوري نفسه من استعادة الجميع للروايات والأعمال الأدبية التي تناولت الأوبئة والأمراض التي أفنت الملايين من البشر على مرّ التّاريخ، وبدأتْ تراودني خيالات مرعبة تدور كلّها حول جملة واحدة: “كم هي هشّة وتافهة فعلاً هذه الحياة”، يصير الخوف من مجهول قد يصل إليك فتؤذي مَن حولك من دون أن تعلم، مسيطراً على أفكارك حين تكتشف عجزك عن حماية نفسك، لكن هذه المرّة وأنت تتابع هذا المجهول من خلف شاشات الإنترنت وقنوات الأخبار التي تطاردك حيثما كنتَ، منتقية لك الأسوأ دائماً، وحين تحاول الهرب، تكتشف أن لا مهرب. كان الشّعور الأقوى الذي راودني وأنا تحت رحمة الإقامة منعزلاً في البيت، بسيطاً وساذجاً، مفاده: “لن تعود حياتنا إلى ما كانت عليه”، كنتُ أردّده بيني وبين نفسي كما لو كنتُ أربّت على كتفي مواسياً، وفي محاولة منّي للهرب من طوفان الأخبار الذي امتلأت به صفحات المواقع الإخبارية ومواقع السّوشيال ميديا، مرّ تحت عينيّ خبر يقول إن رواية “الطّاعون” لألبير كامو هي “الأكثر مبيعاً في إيطاليا منذ تفشّي فيروس كورونا”، نعم، ففي هذه اللحظات يبحث النّاس عن مواساة ممّن عرف ورأى، لكنّي أيضاً تساءلت: متى كتب ألبير كامو “الطّاعون” الصادرة عام 1947، ومتى كتب غابرييل غارثيا ماركيز “الحب في زمن الكوليرا” الصادرة في 1985، ومتى كتب جوزيه سراماغو “العمى” الصادرة في 1995؟ كلّها أسئلة وجدتها تُطرح مشروعة أمام من بدأوا يتحدّثون منذ الآن، عن مستقبل الأدب ما بعد كورونا، بل إنّنا بدأنا نرى روايات وكتب وقصائد تظهر هنا وهناك عمّا نعيشه من حجْر صحّي وعزلة، وكلّها كتابات وأعمال خرجت من رحم حدث جلل، جعل الكثيرين يعيدون النّظر من جديد إلى ما كانت حيواتهم عليه، قبل هذا التغيّر الكبير. اقرأ المزيد 17 كاتبا عربيا يشهدون على لحظة العزلة التاريخية في “عالم كورونا” “المصابون بالطاعون” لبانيول… جانب إنساني للحجر الصحي مشهد لم يكتمل ما يحدث الآن لم يكتمل بعد، وما دام منقوصاً، بحكم عدم انتهائه، فهو طرف من كلّ، خيط لم نصل نهايته، وفي مثل هذه المراحل من تطوّر أيّ حدث كبير، تكون الكتابة عنه انطباعية، مبنية على الأسئلة التي لم نعثر لها على إجابات بعد، ربّما هذا ما جعلني أطرح التساؤل حول زمن كتابة أشهر الأعمال التي تناولت الأوبئة، وأغلبها كتب بعد سنوات وعقود من وقوع مثل هذه الكوارث، مع ملاحظة أنّ بعض هذه الأعمال تخيّلت وقوع هذه الكوارث في بلدان لم تقع فيها، طارحة مستويات عدّة لتلقي العمل الإبداعي بدرجاته الفلسفيّة والمجازيّة التي تفرضها بنيته الأدبيّة النّهائية، و”الطّاعون” لألبير كامو مَثَلٌ جيّد على ذلك؛ فقد صدرت عام 1947، بعد انتهاء الحرب العالمية الثّانية بعامين فقط، كان كامو قد نال سمعة عالمية قبلها بسنوات بفضل روايته “الغريب” وكتابه الفلسفي “أسطورة سيزيف”، وكلاهما نشرا عام 1942، أثناء الاحتلال الألماني لفرنسا والاحتلال الفرنسي للجزائر، ورسّخا سمعة كامو باعتباره كاتباً وجوديّاً، وهي الصّفة التي طالما رفضها كامو على حد تعبير الكاتب المغربي حكيم مرزوقي، الذي يشير أيضاً في قراءته لرواية “الطّاعون” إلى أنّ كامو قدّم في هذين العملين الأوّلين له: “عالَماً فاقد الأهمية، تصوغه أحداث عرضية ويكتنفه العبث، ووصف الأديب الفرنسي كتبه تلك بأنّها تندرج ضمن “دائرة العبث”. وفي تلك الأثناء كان مستغرقاً في كتابة مسودة رواية تنتمي إلى ما سمّاه “دائرة التّمرد”. وهي المسودة التي ستصبح بعد سنوات روايته الأبرز “الطّاعون”. كما يشير مرزوقي أيضاً إلى أن كامو كتب “الطّاعون” وهو منخرط في صفوف مقاومة الاحتلال النازي لبلاده منذ العام 1943، بعد مغادرته الجزائر بسبب إصابته بداء السّل، ثمّ التحاقه بالعمل محرّراً بصحيفة “كومبات” التي كانت توزّع سراً، حيث شرع في وضع مسودة روايته “الطّاعون”. إذن “طاعون” كامو لم يكن إلا ذريعة ليقول رأيه عبرها عن وباء الاحتلال الذي عانت منه بلاده تحت الاحتلال النازي، وأيضاً احتلال بلاده للجزائر، وهو ما يؤكده العديد من النقاد. في “الطاعون” يصف كامو ما يمكن لنا أن نسمّيه “الاستجابة البشرية للموت الوشيك”، حيث ينتقل سكان وهران من اللامبالاة الأوّلية تجاه انتشار الطاعون عبر إنكاره، إلى القتال اليائس وصولاً إلى الاستسلام التام له، حتى تأتي المساعدة من باريس، حينها فقط تتمكّن المدينة من هزيمة المرض الخبيث كنهاية سعيدة بعد قصة مأساوية، أهّلت صاحبها إلى الحصول على جائزة نوبل في الآداب عام 1957. معايشة اللامعنى في حوار تناقلته وسائل الإعلام الغربية مؤخّراً مع عالم الاجتماع الفرنسي ألان تورين (مواليد 1925)، حول تداعيات الأزمة الكونية التي خلّفها انتشار فيروس كورونا، قال إن الحجر الصّحي “جعلنا نعيش اللامعنى في بيوتنا”، حيث لا سياسة واضحة لسياسيّين ولا مشاريع مفهومة للأحزاب، ويقارن عالم الاجتماع الفرنسي بين لحظتنا الراهنة وبين الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم عام 1929، فيقول إن الفارق الكبير هو أنه: “في عام 1929 كان قد اختفى كل شيء، لم يكن هناك أي فاعل في الساحة، لا في اليسار ولا في الحكومات. لكن سرعان ما ملأ السيد هتلر هذا الفراغ”. هذه الملاحظة جعلتني أعيد التفكير في ما نراه اليوم من “تفريغ مراكز القوى في العالم من معناها”، ثمّة شيء ما يدعونا إلى النظر اليوم إلى من يتولّون قيادة عالمنا، بدءاً من دونالد ترامب في واشنطن ووصولاً إلى بوريس جونسون في لندن. ألم يتزامن وجود ترامب ذاته في البيت الأبيض مع حملة ضده في الصحافة الأميركية أشارت إلى ضرورة التخلص من “طاعون ترامب المنتشر في السياسة الأميركية”؟ هذا إذن هو المثال المعاصر للطاعون كتعبير مجازي. نهاية، وعلى الرغم من أنّه من المبكّر جداً التحدث اليوم عن مآلات الفنون أو الاتجاهات الأدبية ما بعد كورونا، إلا أني أتصوّر أن الأدب، مثله مثل غيره من الفنون الأخرى، سيشهد تحوّلاً كبيراً بعد هذه الأزمة العالمية، ذلك أن الأزمة ستغيّر الكثير سياسياً واقتصادياً في العديد من بلدان العالم، وسوف يعبّر الأدب والفنّ عن هذه المتغيّرات، وربّما يتمظهر التّغيّر الأكبر لهذه الأزمة في الفضاء العام، حيث صعوبة تواجد الناس في المساحة ذاتها كما السابق، وهو ما سيغيّر السلوك البشري ولو إلى حين، مع تجميد أي أنشطة فنية أو ثقافية تقوم على الحضور الجماهيري أو التجاور الجسدي، ومن بينها السينما والمسرح والمهرجانات الأدبية أو الموسيقية، وهو ما سيخلق عالماً من التباعد والفردية، أو ما عبّرت عنه صديقتنا العجوز في السطور أعلاه وهي تقول: “الآن علينا أن نبتعد عن الآخرين لنحميهم منّا… ونحمي أنفسنا منهم”. ربّما أكثر ما يرد على ذهني الآن، ما حدث من حراك فنّي وموسيقي وثقافي إبان حرب فيتنام خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، أتصوّر أننا سنشهد ظهور اتجاهات أعنف ستعلو ساحة الأدب والفن والحركات الفلسفية، بخاصة في أوروبا التي كانت المسرح الأكثر تضرراً من كورونا حتى اليوم، فهذا ما يحدث عادة بعد الحروب والثورات والكوارث البيئية وسنوات الكساد الاقتصادي، لكنها الحركات الأدبية والفنية التي ستتناقض أيضاً في ما بينها، فاللحظة التي نحياها اليوم تشبه إلى حد بعيد تلك اللحظة ذاتها التي تخلّقت منها حركة الهيبيز في أميركا لتنتشر بعد ذلك في عديد من الدول الأوروبية والغربية، والتي كان أساسها الاحتجاج والتّمرد على السياسيّين والرأسماليّين الذين يقودون ثقافة الاستهلاك، وهو ذاته ما يحدث اليوم على المستويات كافة، مع اختلاف جوهري كبير، وهو أن حركة الهيبيز قامت وأحد أعمدتها الرئيسية هو الاستسلام لنشوة التّحرّر الجسدي بالانغماس في المخدّرات والموسيقى والجنس، فيما ستكون الحركات الفنّية والأدبيّة الجديدة مجبرة، في لحظة تخلّقها، على رسم خريطة جديدة للجسد البشري وإمكاناته في عالم ما بعد كورونا. المزيد عن: كورونا/ألبير كامو/غابرييل غارثيا ماركيز/جوزيه سراماغو/ألان تورين 18 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post خيرالله خيرالله : صراع عائلتين في عائلة واحدة next post معرض فرانكفرت للكتاب سيعود في صيغة نصف افتراضية You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 18 comments Tiffani 10 أغسطس، 2020 - 10:48 ص At this time it looks like Wordpress is the preferred blogging platform out there right now. (from what I’ve read) Is that what you are using on your blog? my webpage :: best web hosting sites Reply Colin 24 أغسطس، 2020 - 2:00 ص When someone writes an article he/she keeps the thought of a user in his/her brain that how a user can understand it. Thus that’s why this post is great. Thanks! Feel free to visit my blog; cheap flights Reply Sanora 24 أغسطس، 2020 - 5:37 ص No matter if some one searches for his required thing, therefore he/she wants to be available that in detail, therefore that thing is maintained over here. Also visit my web site; cheap flights Reply Norine 25 أغسطس، 2020 - 2:32 ص Hi there superb blog! Does running a blog similar to this require a lot of work? I have no knowledge of computer programming but I had been hoping to start my own blog in the near future. Anyways, should you have any ideas or tips for new blog owners please share. I know this is off topic however I simply had to ask. Thanks! cheap flights y2yxvvfw Reply Landon 28 أغسطس، 2020 - 9:09 ص What i don’t understood is in truth how you are no longer actually much more well-favored than you may be right now. You are so intelligent. You realize therefore considerably on the subject of this matter, produced me individually believe it from a lot of various angles. Its like women and men don’t seem to be fascinated except it’s something to accomplish with Girl gaga! Your own stuffs outstanding. All the time handle it up! Also visit my blog post :: black mass Reply Tinder dating site 22 يناير، 2021 - 7:40 م what is tinder , tindr https://tinderdatingsiteus.com/ Reply free local dating sites 31 يناير، 2021 - 2:43 ص dating sites https://freedatingsiteall.com Reply lovoo app kosten 18 مايو، 2021 - 2:44 ص lovoo bilder hochladen lovoo opener http://lovooeinloggen.com/ Reply free christian dating websites uk 20 مايو، 2021 - 4:09 م free nude photos of chris aldrich from “dating naked” program (solo photos only) free local dating sites usa http://freedatingfreetst.com/ Reply top adult sex dating sites 20 مايو، 2021 - 4:17 م gay adult dating sites best free adult dating apps http://freeadultdatingusus.com/ Reply datingsitesfirst.com 16 يونيو، 2021 - 4:30 م Great looking web site. Presume you did a great deal of your very own coding. https://datingsitesfirst.com/ Reply online dating 17 يونيو، 2021 - 3:01 م Thanks meant for offering this kind of awesome subject matter. https://datingonlinecome.com/ Reply dating sites free 21 يونيو، 2021 - 9:11 م Incredibly individual friendly site. Tremendous details offered on couple of clicks on. https://onlinedatingtwo.com/ Reply stardew valley dating 21 يونيو، 2021 - 11:26 م Many thanks extremely beneficial. Will certainly share site with my good friends. https://onlinedatinglook.com/ Reply 100% free online dating site 22 يونيو، 2021 - 5:29 ص Extremely user friendly site. Tremendous information offered on few gos to. https://datingsitesover.com/ Reply breakfast ideas for keto diet 24 يونيو، 2021 - 3:58 م You’ve got wonderful thing these. https://ketorecipesnew.com/ Reply keto alkaline diet food list 25 يونيو، 2021 - 12:01 ص You have got among the finest internet websites. http://ketodietione.com/ Reply Keto diet t plan 25 يونيو، 2021 - 8:02 ص Thanks really practical. Will certainly share site with my pals. https://ketodietplanus.com/ Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.