ثقافة و فنونعربي أيام قرطاج يتحدى سينما العالم by admin 2 نوفمبر، 2019 written by admin 2 نوفمبر، 2019 41 الأفلام اللبنانية تحت المجهر اندبندنت عربية / هدى الطرابلسي صحافية @houdapress لم يكن السجاد الأحمر الحدث الأهم في مسيرة أيام قرطاج السينمائية، على الرغم من إغراءات الشهرة والأضواء. فمنذ تأسيس مهرجان قرطاج سنة 1966 كان هم الساهرين عليه الحفاظ على الهوية العربية الأفريقية والانفتاح على العالم والحفاظ على الثوابت ودعم السينما الجادة. بهذا التوجه انطلقت دورة الراحل نجيب عياد في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، حتى 2 نوفمبر (تشرين الثاني) بحضور أكثر من 480 ضيفاً ونجماً، من بينهم هند صبري ودرة زروق وليلى علوي اللواتي يحرصن على الحضور دائماً. العودة إلى الثوابت يحتل أقدم مهرجان سينمائي أفريقي وعربي مكانة بارزة لدى الجمهور والنقاد والفنانين وبعض الجهات الفاعلة في المجال الثقافي، عربياً وأفريقيّاً وعالمياً، إذ يحتفي المهرجان بسينما آسيا وأميركا اللاتينية والتجارب السينمائية المبتكرة في أصقاع العالم. كتب مدير دورتها السابقة نجيب عياد، الذي وافته المنية قبل أشهر قليلة من انطلاق الدورة الحالية، “تسعى إدارة أيام قرطاج السينمائية إلى تركيز مشروع يقوم على الديمومة والحداثة، وفيّ للخيارات النضالية للمؤسسين، ومتجذر في واقعنا اليوم”. وفيما دعا الجمهور إلى المشاركة في أيام قرطاج السينمائية التي نعتها بـ”لحظات الشغف” لتعميق الحوار عن رؤية استشرافية لسينما الجنوب المناضلة والقوية والذكية التي لا يمكن تجاهلها عالمياً بعد الآن”، وفق تعبيره. ولئن ابتعدت أيام قرطاج السينمائية عن أهدافها في سنوات ما بعد الثورة لغياب الرؤية وتدهور الميزانية، فإنّه قبل سنتين رفع نجيب عياد شعار “العودة إلى الثوابت والمبادئ التأسيسية التي قام من أجلها المهرجان والداعية بالأساس إلى تعزيز دور السينما باعتبارها فنّا يحمل رسالة اجتماعية وإنسانية تخاطب جميع الشعوب، على اختلاف أعراقهم ولغاتهم وبلدانهم، وليس وسيلة عابرة للترفيه والتسلية فحسب، علاوة على دعم السينما العربية والأفريقية بصفة خاصّة. من المنطلق نفسه، حرصت إدارة الدورة الحالية على الحفاظ على بصمة المدير الراحل، وقال طارق بن شعبان، المستشار الفني للمهرجان، في تصريح خاص، “حاولنا مع الراحل نجيب عياد الحفاظ على مستوى محدد للمهرجان وتجنّب الانسياق في السهولة وبرمجة أفلام لا ترتقي إلى الحد الأدنى من المستوى التقني والجمالي المعمول به”. وتابع أن “التصوَّر العام للمهرجان جاء من ضرورة الحفاظ على الهوية المتفردة لأيام قرطاج السينمائية والانفتاح على الآليات الجديدة التي أصبحت تتحكم في المهرجانات العالمية المتمثلة بشكل خاص في الجانب الصناعي للسينما”. أضاف بن عمار أنّ “الهدف الذي نحاول الحفاظ عليه منذ تأسيس المهرجان هو التأكيد على ثوابت المهرجان المتمثلة في الهوية العربية والأفريقية، مع دعم السينما الثقافية الجادة”. السينما اللبنانية تحت المجهر يتنافس في المهرجان 44 فيلماً من بينها 12 فيلماً تونسياً. ويشارك في الدورة 674 فيلماً من نحو 40 دولة، من بينها 39 شريطاً تونسياً، إلى جانب 360 فيلماً قصيراً مع رجوع الأفلام الوثائقية بقوة. وتسجل كل من الجزائر والسودان والمغرب حضور بارزاً، فيما تشارك السينما السعودية للمرة الأولى، مع تخصيص مساحة كبيرة ضمن قسم تحت المجهر للسينما اللبنانية. ويُسجل حضور لافت للمخرجات في هذه الدورة، وقد ارتفع عددهنّ إلى 19 مخرجة. وافتتحت فعاليات السينما اللبنانية بعنوان “تحت المجهر”، بعرض فيلم “1982” للمخرج وليد مؤنس، وذلك بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وسفير لبنان في تونس طوني فرنجية. وبرمجت إدارة أيام قرطاج السينمائية 16 فيلماً لبنانياً (10 طويلة و6 قصيرة)، منها فيلم “سكر بنات” للمخرجة نادين لبكي و”كان ياما كان” للمخرجة جوسلين صعب و”كفر قاسم” للمخرج برهان علوية و”طيف المدينة” للمخرج جان خليل شمعون و”بيروت الغربية” للمخرج زياد دويري و”لما حكيت مريم” للمخرج أسد فولداكار و”حروب صغيرة” للمخرج مارون بغدادي. اكتشاف المواهب أيام قرطاج السينمائية هي أيضاً “قرطاج للمحترفين”، ضمن المنصة الاحترافية المخصصة لاكتشاف مواهب السينما العربية والأفريقية من خلال دعم ورشاتها “شبكة” و”تكميل”، وذلك عبر مصاحبة أصحاب المشاريع المختارة من مرحلة التطوير إلى مرحلة ما بعد الإنتاج وذلك بمنحهم جوائز مالية قيمة. ودعت فعاليات ”دروس في السينما” أسماء مرموقة في عالم السينما قدمت دروساً عن مسيرتها للأجيال الجديدة من المهنيين وطلاب مدارس السينما. أمّا ”الندوة الدولية” هذه السنة فطرحت موضوعاً مهماً وقضية تشغل الفاعلين في قطاع الفنون والثقافة وخصوصاً القطاع السينمائي، وهي “حقوق التأليف وتداعياته الاقتصادية” عبر “حوارات قرطاج” لمناقشة القضايا المهنية للسينمائيين. سينما السجون ميزة أخرى يتفرد بها مهرجان قرطاج للسينما، هي تنظيم الدورة الخامسة لأيام قرطاج السينمائية داخل السجون التونسية، وهي بادرة أطلقها المخرج إبراهيم لطيف، عندما أدار أيام قرطاج السينمائية سنة 2015، لتصبح من أبرز تقاليد المهرجان. وقد انطلقت من السجن المدني بالمرناقية في العاصمة تونس، من خلال عرض فيلم “عرايس الخوف” للنوري بوزيد. ونظمت هذه البادرة بالاشتراك بين المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب والإدارة العامة للسجون والإصلاح ومهرجان أيام قرطاج السينمائية، وانتفع من العروض السينمائية أكثر من 6000 سجين. المزيد عن: أيام قرطاج السينمائيةتونسنجيب عياد 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نهاية “انتفاضة لبنانية” شجاعة next post سيناريوهات تهريب الأموال من لبنان You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.