ثقافة و فنونعربي أيام الحجر في المغرب تفتقر إلى مبادرات ثقافية افتراضية by admin 9 مايو، 2020 written by admin 9 مايو، 2020 20 حضور خفيف لبعض المتاحف ودور النشر غائبة والفنانون اقترحوا حلولا فردية اندبندنت عربية / أشرف الحساني على الرغم من النجاح الباهر الذي حققته بعض المؤسسات الثقافية المغربية تجارياً، على مستوى تعاطيها وتفاعلها مع مفهوم الثقافة، إلاّ أن هذه الأخيرة، لاتزال على صورتها الأثيرة، منذ مطالع الألفية الجديدة. وتبدو وكأنها مصابة بانحسار إبداعيّ ومفاهيميّ، يجعل صورتها منهكة ومتصدعة في بنائها ومنطلقاتها المعرفية، و لا تُساير ساحة النشر العالمية والتبادلات المفاهيمية التي شهدتها المنظومة المعرفية، منذ الغزو الكاسح للأنظمة والأنساق البصرية للخطاب، وما مارسته عليه من سحر وتغيّر على مستوى موضوعاته وأشكاله وأساليبه التعبيرية. وهذا الأمر، انعكس على طبيعة نمط تفكير المثقف المغربي، الذي لم يستسغ طبيعة هذا التغيّر،الذي يُحثم عليه تنويع ثقافته والخروج من بوثقة النسقية والاختصاص الضيق ليس للتفكير في قضايا أخرى خارجة عن مجال اشتغاله، وإنما من أجل التزود ببعض المعارف الجديدة التي تتصل بالتشكيل والفوتوغرافيا والسينما والموسيقى، لإضاءة معالم تخصصه وضخ دماء جديدة في شرايينه، وما تستطيع هذه الأنساق البصرية، أن تلعبه من دور كبير في تنمية النصّ والتأثير عامة على صناعة الفكر، من دون أن ننسى ضرورة أرشفة هذه الثقافة المغربية إلكترونياً وجعلها قابلة للتداول بين الناس داخل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. لعل تقريب هذه الثقافة إلى الجماهير الهلامية، من شأنه أن يكسر صورة الترفيه والاستهلاك، التي تطبع هذه الثقافة اليوم، وهذا الأمر، لم تستوعبه المؤسسات الثقافية والفنية داخل المغرب، منذ سنوات، ما انعكس سلباً في فترة الحجر الصحي على طبيعة عمل هذه المؤسسات، التي يجد المثقف المغربي، ان لا دور تلعبه، فلا مكتبات ولا دور نشر مغربية، أتاحت لقرائها إمكانية الإطلاع على بعض المراجع والدراسات في مجالات مُتنوعة من الأدب والتاريخ والسويولوجيا والفكر عموماً، ولا المتاحف سخرت نفسها لإقامة بعض المعارض الإفتراضية من معروضاتها وإقامة بعض الندوات الفكرية عن دور المتاحف الافتراضية أمام الطوفان البصري الذي اجتاح العالم، بغية التخفيف من حدة يوميات الألم والخوف والترقب والإنتظار، الذي يطبع يوميات الحجر الصحي داخل المغرب. برنامج سينمائي كان “المركز السينمائي المغربي” سباقاً بين جميع هذه المؤسسات الثقافية ، على وضع برنامج سينمائي، منذ بداية الحجر في 16 مارس (آذار) من خلال توفير روابط أفلام سينمائية مغربية قديمة وحديثة، وما تزال حتى الآن تُعرض بانتظام وتخلق سجالاً صحافياً ونقدياً داخل وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن ذلك غير كافٍ بالنسبة لبلد مثل المغرب، وما يتوفر عليه من متاحف كثيرة، كان من اللازم أن تشتغل هذه المتاحف على إقامة معارض افتراضية، كما هو الشأن في بعض الدول العربية والعالمية، التي عملت على تسخير أرشيفها الإلكتروني في خدمة المواطنين للاستمتاع به ومشاهدته. وقد تكون فرصة كبيرة لهؤلاء لمعاينة هذه الأعمال، التي غالباً ما تكون طبيعة الحياة اليومية الرتيبة في العمل تمنع هؤلاء الناس من زيارة المعارض التشكيلية والمتاحف الإثنوغرافية والحضور إلى الندوات الفنية والعروض المفتوحة، التي تُقيمها بعض الغالريهات على هامش معرض جماعي أو فردي استعادي لبعض التجارب الفنية التشكيلية العربية الرائدة. وهذا ما أتاح لدى هذه الدول نوعاً من المصالحة مع تراثها الفني وتقريب أواصر الصداقة مع الفن التشكيلي، الذي لايزال “نخبوياً” بحكم عدم خروجه من المتحف. وهذا الأمر، انعكس سلباً على قيمة هذا الفن “النخبوي” الفريد، وجعل الناس تنفر منه لسبب يتيم وهو الغموض الذي يخيّم عليه، فضلاً عن ابتعاده من يوميات الناس داخل فضاءاتهم العمومية. لذلك فإن هذا الأرشيف الإلكتروني المُصور، قد يكسر من نمطية هذا النفور المُبهم، لكن المؤسسات الفنية المغربية، لم تستغل هذه الفرصة في فترة الحجر الصحي للتعريف بمنوتجها الفني ومحاولة تقاسم معارفه مع باقي المواطنين داخل المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، حركة معرض الكتاب في الدار البيضاء قبل الحجر (اندبندنت عربية) هذا في الوقت الذي دعت فيه “المؤسسة الوطنية للمتاحف” منذ شهر مارس، كافة المواطنين إلى زيارة موقعها من أجل مشاهدة معرض بيكاسو، الذي أقيم قبل سنوات، وتمت إعادة عرضه افتراضياً في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، عبر تقنية 360 درجة التي باتت تحظى بها جملة من المتاحف الغربية للعرض وتقديم الأعمال الفنية بصُورة أجمل. وقد قدم المعرض جملة من الأعمال التشكيلية والخزفية والصور في فترات دقيقة من حياة بيكاسو وعلى مراحل مُتنوعة من تجربته الفنية. وقد اندرجت هذه المبادرة وفق ما سمته مؤسسة المتاحف ب “المتحف في البيت”. غير أن هذه المباردات ، لم تشمل كل المتاحف الصغيرة الكثيرة المنتشرة على خريطة مدن المغرب، بل ظلت مقتصرة على متحف “محمد السادس للفن الحديث والمعاصر” بالرباط والمتحف” الوطني للنسيج والزرابي” بمراكش الذي قدم هو الآخر، بعضاً من النماذج الحرفية للزربية المغربية والحلي والخزف والفخار وغيرها من المواد ذات الصناعة المحلية. غير أن هذه المبادرات كما سبق الذكر، لم تُعمم ولم تُرفق بندوات مباشرة ونقدية، كان من الممكن معها إعادة معها طرح سؤال تاريخ الفن المغربي وراهنه ومُستقبله، أمام هذه التحولات البصرية السريعة، التي خلخلت مفهوم الفن نفسه وجعلته أقرب إلى الوسائط الإلكترونية. غياب النشر أما دور النشر المغربية، فقد شكلت الحلقة الأضعف في فترة الجائحة، فهي لم تتفاعل بالشكل الذي ينبغي مع يوميات الحجر، من خلال نشر بعض الكتب أو إقامة لقاءات افتراضية مع جملة من لكتاب والشعراء والروائيين المنخرطين ضمن مشروع الدار على مستوى النشر. فهذه الجهات لم تعمل سوى على تأجيج أغلفة منشوراتها على مواقعها الإلكترونية، ما جعل عدداً من الكتاب والشعراء يعمدون إلى نشر بعض أعمالهم المتاحة إلكترونياً وتقاسمها مع شريحة أكبر من المثقفين والقراء. وبالتالي، فإن هذا الغياب المخيف، لا يشير في جوهره إلاّ إلى العطب الثقافي، الذي بات يطبع الثقافة المغربية، ويجعل مشاريعها الفكرية والشعرية والروائية تُجهض. فالعاملون في حقل هذه الثقافة، لم يسعوا إلى تسويغ المشاريع السابقة وتثمينها ونقدها وتفكيكها وإعادة بنائها من جديد، في طريقة مُستساغة لدى القارئ وتُعبر عن وجدانه ومشاغله اليومية. لذلك ففترة الحجر لم تعمل سوى على تعرية أوهامنا وأغاليطنا تُجاه مفهوم الثقافة، التي هي في أساسها بناء للمجتمع وللأفراد، كما أنها نمط عيش مُختلف داخل الحياة وانخراط فعّال في خضم هذا المجتمع وتوجيهه ومنح شروط أفضل للعيش فيه عن طريق الحق في الفن والأدب والجمال. وهذا الأمر، المتمثل في غياب المؤسسة الفنية والثقافية من متاحف ودور نشر وأروقة ومؤسسات ثقافية ونوادي شبابية، جعل فنانين تشكيلييين مغاربة يخرجون عبر صفحات التواصل الاجتماعي للتعبير عن أنفسهم بطلاقة، وبأساليب فنية وجماليّة متواضعة ومؤثرة جداً. وهذا ما خلق نوعاً من “الحركة” الفنية داخل وسائل التواصل الاجتماعي، تلتها مُحاولات لبعض الأسماء الفنية الجديدة، في عرض جديدهم من الأعمال الفنية، مُحاولة خلق نوع من السجال الفني الهادف بين الفنانين داخل المغرب وخارجه من البلدان العربية الأخرى، التي كانت سباقة إلى هذا الفعل الثقافي. المزيد عن: كورونا/الثقافة المغربية/متاحف/الأنشطة الإفتراضية/حركة النشر 21 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نيو ستيتسمان: بن سلمان أعرب عن رغبته في أن يصبح “الإسكندر الأكبر الجديد”! next post لبنان يسعى إلى تبديد فكرة “هيمنة حزب الله” تمريرا لخطته الإصلاحية You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 21 comments Willie 11 أغسطس، 2020 - 12:25 م Thanks for sharing your thoughts on web hosting services host. Regards Reply Tayla 25 أغسطس، 2020 - 10:32 ص Excellent blog post. I definitely appreciate this website. Continue the good work! Visit my blog; web hosting service Reply Evelyne 26 أغسطس، 2020 - 8:25 م I’m not certain the place you are getting your information, but good topic. I must spend a while finding out much more or working out more. Thank you for great information I was looking for this info for my mission. Feel free to surf to my web-site – cheap flights Reply Epifania 28 أغسطس، 2020 - 7:32 ص An intriguing discussion is definitely worth comment. I think that you should write more about this subject matter, it might not be a taboo matter but typically folks don’t talk about these subjects. To the next! Cheers!! My web blog: black mass Reply Finlay 5 سبتمبر، 2020 - 1:30 ص If you would like to increase your experience just keep visiting this website host and be updated with the most recent information posted here. Reply Tinder dating site 25 يناير، 2021 - 7:13 ص tinder login, tinder dating app https://tinderdatingsiteus.com/ Reply best free dating sites for single parents 31 يناير، 2021 - 7:53 م free dating online https://freedatingsiteall.com Reply lovoo match auflösen 18 مايو، 2021 - 2:46 ص amazon prime lovoo lovoo profil http://lovooeinloggen.com/ Reply free dating site com 20 مايو، 2021 - 4:12 م free nigeria sugar mummy dating sites list of free international dating sites http://freedatingfreetst.com/ Reply best free adult dating site 20 مايو، 2021 - 4:17 م free adult dating websites adult sim dating games http://freeadultdatingusus.com/ Reply single parent online dating 16 يونيو، 2021 - 4:28 م Incredibly user friendly site. Great info available on couple of clicks. https://datingsitesfirst.com/ Reply video dating 17 يونيو، 2021 - 1:09 م I adore this site – its so usefull and helpfull. https://datingonlinecome.com/ Reply Online dating 21 يونيو، 2021 - 4:46 م Love the site– very individual pleasant and whole lots to see! https://onlinedatinglook.com/ Reply Dating online 21 يونيو، 2021 - 6:36 م Thanks, this site is really handy. https://onlinedatingtwo.com/ Reply guys who give up on dating 21 يونيو، 2021 - 10:24 م say thanks to a lot for your website it aids a whole lot. https://datingsitesover.com/ Reply Keto diet t plan 24 يونيو، 2021 - 6:01 م Thanks a ton for sharing your excellent webpage. https://ketodietplanus.com/ Reply free keto diet meal plan 24 يونيو، 2021 - 7:46 م Howdy, excellent websites you’ve gotten in here. https://ketorecipesnew.com/ Reply ketodietione.com 25 يونيو، 2021 - 5:15 ص I like this site – its so usefull and helpfull. http://ketodietione.com/ Reply ps4 games there 22 أغسطس، 2021 - 7:41 م Hello There. I found your blog using msn. This is a very well written article. I will make sure to bookmark it and come back to read more of your useful information. Thanks for the post. I will certainly return. Reply is ps4 games 23 أغسطس، 2021 - 6:43 ص For hottest news you have to go to see world-wide-web and on web I found this site as a finest site for most up-to-date updates. Reply your ps4 games 24 أغسطس، 2021 - 12:41 ص Wow, awesome blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your web site is wonderful, let alone the content! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.