سبتمبر شهر حافل بالنسبة لعالم النشر (بروفايل بوكس/بنغوين بوكس/وان وورلد/ناين إيت بوكس/ليتل، براون بوك غروب) ثقافة و فنون أهم الكتب الصادرة في بريطانيا خلال شهر سبتمبر by admin 16 سبتمبر، 2024 written by admin 16 سبتمبر، 2024 90 نستعرض في زاويتنا الشهرية أبرز الإصدارات في المملكة المتحدة اندبندنت عربية / مارتن شيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ هرب ألبرت أينشتاين من قبضة القتلة النازيين المحتملين ليجد ملاذاً آمناً داخل المملكة المتحدة. في إنجلترا، مارس عزف الكمان وأذهل الأكاديميين بعبقريته الفذة، لكنه اضطر أيضاً إلى تحمل واجب حضور الحفلات الفاخرة في كلية كرايست تشيرش. في كتاب “أينشتاين في أوكسفورد” Einstein in Oxford للكاتب أندرو روبنسون (صادر عن دار مكتبة بودليان للنشر)، يكشف الفيزيائي الألماني المولد عن جانب طريف من شخصيته، ومنه على سبيل المثال حادثة وقعت أثناء حضوره عشاء ضم 500 أستاذ وطالب يرتدون السترات الرسمية والأثواب السوداء. كتب في مذكراته خلال شهر مايو (أيار) من عام 1931 “كانت مناسبة غريبة ومملة في الوقت نفسه… بالطبع، المأدبة للرجال فحسب. تتشكل لدى المرء فكرة بسيطة عن مدى الفظاعة التي ستكون عليها الحياة من دون نساء. وكل هذا في مكان أشبه بكنسية ضخمة للفن”. تتمتع بعض القرى الريفية بجو غامض يذكرنا بمسلسل الرعب الكوميدي “عصبة السادة” The League of Gentlemen، وهو ما يتبادر إلى الذهن عند قراءة القصة الغريبة لمنزل ريفي منعزل في منطقة سامرست يعرف باسم “مسكن الحب”. يروي هذه القصة ستيوارت فليندرز في كتابه التاريخي المشوق “طائفة بريطانية جداً، الكهنة المارقون ومسكن الحب” A Very British Cult: Rogue Priests and the Abode of Love. في هذا الكتاب الصادر عن دار آيكون يكشف فليندرز عن ممارسات رجال الدين، ومن بينهم جون هيو سميث بيغوت (المعروف بلقب “مسيح كلابتون”)، الذين استغلوا عشرات من الفتيات والنساء الشابات. وخلال عام 1909، وصفت مجلة “جون بول” كيف “خان سميث بيغوت الأبرياء قسراً”. ويشير فليندرز إلى أن “سلوكهم يوحي بالاغتصاب”. ويستحق هذا الأمر التذكير به كلما ردد أحد السياسيين كليشيهات عن “القيم الفيكتورية” العظيمة. اقرأ المزيد عودة تاريخية إلى جنوب لبنان في أوج الحرب الإسرائيلية الزمالك حي كوزموبوليتي بعيون صربية “مغرضة” “اللابشر” كتاب جديد في أميركا يطعن في إنسانية اليساريين كتاب “رحلة حول الملكة” يسرد ذكريات تخيلية عن إليزابيث الثانية هناك رسومات رائعة تضيف سحراً على النص الجذاب والممتع لكتاب “أحب الضواحي، متعة الحياة في أطراف لندن” I Love Suburbia: The Joys of Life on London’s Outskirts للكاتب سيمون بولوك (صادر عن دار هاتشينسون هاينمان). كل من شاهد حيوان الفظ المحنط في متحف هورنيمان في لندن لن يتمالك نفسه عن الابتسام عند قراءة وصف بولوك الطريف له “كانت الجلود ترسل من كندا إلى محنط فيكتوري لم يسبق له أن رأى حيواناً محنطاً من قبل. ومن الواضح أنه لم يكن يعرف أن حيوان الفظ يمتاز بطيات جلد مترهلة، فاستمر في حشوها حتى أصبحت مشدودة، مما جعل الفظ يبدو وكأنه قلعة نطاطة”. أما أكثر الكتب التاريخية المثيرة للقلق هذا الشهر فهو كتاب “الحظيرة، جريمة قتل إيميت تيل ومهد العنصرية الأميركية” The Barn: The Murder of Emmett Till and the Cradle of American Racism للكاتب رايت تومبسون (من إصدارات هاتشينسون هاينمان). ينسج الكتاب بطريقة مؤثرة القصة الحقيقية لجريمة قتل مروعة وقعت في دلتا المسيسيبي عام 1955. أخيراً، هناك توصية شديدة (من رجل) بقراءة كتاب مارينا غيرنر “شؤون المهبل، الابتكارات الفريدة التي قد تغير كل شيء في صحة المرأة” The Vagina Business: The Innovative Breakthroughs That Could Change Everything in Women’s Health (عن دار آيكون للنشر). تكتب غيرنر بأسلوب مشوق وجذاب هذا الكتاب الذي يقدم رؤى عميقة ومهمة حول كيفية تجاهل الألم الذي تعانيه النساء وتطبيع معاناتهن على مدى قرون. تستعرض غيرنر طرقاً حديثة يمكن أن يتعامل بها المجتمع مع قضايا الصحة النسائية، بدءاً من “حمالات الصدر الذكية” التي قد تنقذ الأرواح، وهي اختراع ملح نظراً إلى كون أمراض القلب السبب الأول للوفاة بين النساء في العالم المتقدم، وعلى رغم ذلك فإن ثلث المشاركين فقط في التجارب السريرية من النساء. كما يتناول الكتاب قضايا الخصوبة ووسائل منع الحمل و”التكنولوجيا النسائية” وسن اليأس، وعديداً من التابوهات المتعلقة بأجساد النساء والتي تحتاج إلى تحطيم. فيما يلي مراجعات شاملة لروايتين تألقتا في القائمة الطويلة لجائزة بوكر للكاتبين ريتشارد باورز وريتشل كوشنر، إضافة إلى مجموعة من الكتب غير الروائية التي كتبها كل من سام ليث، ديارميد فيريتير، ريتشل كلارك، ومايك بات. يشيد سام ليث بقوة أدب الأطفال (وان وورلد/مارك راشر) “الغابة المسكونة: تاريخ القراءة في مرحلة الطفولة” The Haunted Wood: A History of Childhood Reading لـسام ليث ★★★★★ في مقدمة كتابه الرائع “الغابة المسكونة، تاريخ القراءة في مرحلة الطفولة” يكتب سام ليث المحرر الأدبي لمجلة “سبيكتاتر” The Spectator “أدب الأطفال هو الأساس الذي يبنى عليه كل شيء آخر”. وعلى مدار أكثر من 500 صفحة يستعرض ليث رحلة شاملة تنطلق من حكايات الكاتب اليوناني إيسوب القديمة [مثل “السلحفاة والأرنب”] التي تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وصولاً إلى سلسلة قصص “كيف تروض تنينك” How to Train Your Dragon لـكريسيدا كويل التي انطلقت عام 2010. تعج فصول الكتاب بأوصاف وتحليلات غنية بالسياق والفكاهة والحماسة بينما يحتفل ليث بسحر القصص التي تأسر القلوب. ومن بين فصوله المتألقة كان المفضل لدي فصل يحمل عنوان “ألف كلمة”، ربما لأنه أيقظ بداخلي حنين الذكريات حين كنت أستمتع بقراءة القصص مع أبنائي. وجعلني هذا الفصل الذي يتناول الكتب المصورة أُعجب من جديد بمهارة عديد من كتاب قصص الأطفال ورساميها المبدعين ومن بينهم على سبيل المثال لا الحصر ألان آلبيرغ (صاحب كتاب “إيتش بيتش بير بلام” Each Peach Pear Plum) ولينلي دود (صاحبة كتاب “مكلاري المشعر من مزرعة دونالدسون للألبان” Hairy Maclary from Donaldson’s Dairy)، إذ يبرز ليث براعتهم في استخدام هيكل القصة بما في ذلك التكرار والترديد والإيقاع المرافق للتنقل بين الصفحات. كتاب “الغابة المسكونة” هو احتفاء حقيقي بقدرة الأدب على نقلنا إلى عوالم ساحرة، وهو بلا شك أحد الكتب التي تجب قراءتها عام 2024. صدر كتاب “الغابة المسكونة، تاريخ القراءة في مرحلة الطفولة” لـسام ليث خلال الخامس من سبتمبر (أيلول) الجاري عن دار وان وورلد للنشر وتباع النسخة الواحدة بسعر 25 جنيهاً استرلينياً. خط ديارميد فيريتر كتاب ممتاز عن تاريخ إيرلندا الحديث (بروفايل بوكس/ بوبي هانفي) “كشف إيرلندا، 1995-2020” The Revelation of Ireland: 1995-2020 لـديارميد فيريتر ★★★★☆ خلال عام 2004 كشفت دراسة حول جودة الحياة في إيرلندا عن حقيقة صادمة، فقد أظهرت أن نسبة لا تتجاوز تسعة في المئة من المشاركين يثقون في الكنيسة “بصورة كبيرة” أو يعدونها “صادقة وعادلة”. ومن الواضح أن مستويات العنف والاعتداءات الجنسية المروعة التي ارتكبها رجال الدين والراهبات كانت السبب الرئيس وراء فقدان هذا الثقة. تاريخ إيرلندا الحديث مثقل بالتحولات والاضطرابات، وفي كتابه “كشف إيرلندا، 1995-2020” يروي أستاذ التاريخ الحديث في كلية دبلن الجامعية ديارميد فيريتر كيف أن زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى أحد الأديرة في دبلن عام 1979 كانت محاطة بمظاهر التبجيل المبالغ فيه. فقد استقبلته الصحافة بأغنية “إنه يمتلك العالم برمته بين يديه”، فيما وصفه فيريتر بـ”الخضوع الجماعي الهستيري”. ولكن هذه الصورة المتزينة تتناقض بصورة صارخة مع حقيقة مأسوية، إذ تعرض صبي في مدرسة سانت جوزيف الصناعية في كلونميل لاعتداء من قبل أخ من الرهبانية الروزمنية، وهي جريمة وقعت أثناء الزيارة الباباوية وظلت سرية حتى كشفت خلال عام 2004 بفضل جهود لجنة ريان [لجنة ريان هي لجنة تحقيق إيرلندية تأسست عام 2000 للتحقيق في سوء المعاملة والاستغلال الجنسي للأطفال في المؤسسات الكنسية الخيرية في إيرلندا. وقد سميت اللجنة على اسم القاضي جورج ريان الذي ترأسها]. تغطي رواية فيريتر الممتازة فترة زمنية قصيرة ولكنها غنية بالتغيرات الكبرى، بدءاً من فترة النمو الاقتصادي السريع الذي شهدته إيرلندا بين منتصف التسعينيات وأواخر العقد الأول من القرن الـ21 والمعروفة بفترة “انتعاشة النمر السلتي” مروراً بالنقاش حول الإجهاض، ووصولاً إلى مسيرة السلام في إيرلندا الشمالية. صدر كتاب “كشف إيرلندا، 1995-2020” لـديارميد فيريتر خلال الخامس من سبتمبر الجاري عن دار بروفايل بوكس وتباع النسخة الواحدة بسعر 25 جنيهاً استرلينياً. يروي أحدث كتاب للدكتورة ريتشل كلارك قصة غير عادية لعائلتين اتحدتا بفضل عملية زرع قلب (ليتل، براون بوك غروب) “قصة قلب” The Story of a Heart لـريتشل كلارك ★★★★☆ تخيل نفسك كجراح قلب. وكما تقول الدكتورة ريتشل كلارك في كتابها “قصة قلب”، “من منا يجرؤ على مواجهة التحدي المتمثل في عملية قلب مفتوح؟ أن نعيش في عالم مغمور بالدماء، إذ يتوقف مصير حياة صبي في التاسعة من عمره على قدرتك على منع أصابعك من الارتجاف؟”. في هذه القصة، كان الصبي الذي يواجه هذا التحدي هو ماكس الذي حصل على قلب من كيرا، فتاة في مثل سنه تعرضت لإصابات قاتلة في حادثة سير. كلارك صاحبة الكتاب المميز “عزيزتي الحياة” Dear Life والفضح المثير لجائحة كورونا في كتاب “خاطف للأنفاس” Breathtaking تقوم في “قصة قلب” برواية الحكاية الاستثنائية لكيفية تحول حزن إحدى العائلات إلى تصرف كريم إنقاذي ملهم. “قصة قلب” هو كتاب مليء بالعواطف والإلهام ويعكس تعاطف كلارك المعتاد مع المتوفين ولماذا يستحقون التكريم. صدر كتاب “قصة قلب” لـريتشل كلارك خلال الخامس سبتمبر الجاري عن دار أباكوس وتباع النسخة الواحدة بسعر 22 جنيهاً استرلينياً. وصلت أحدث رواية لـ ريتشل كوشنر إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر (بينغوين بوكس/غابي لورينت) “بحيرة الخلق” لـريتشل كوشنر Creation Lake ★★★☆☆ في رواية “بحيرة الخلق” نجد سادي سميث العميلة الأميركية ذات الـ34 سنة وهي جاسوسة حرة تتمتع بمهارات استثنائية في التجسس، تتسلل إلى مجتمع من النشطاء البيئيين المتطرفين في منطقة نائية من فرنسا. سميث، التي عملت سابقاً في مكتب التحقيقات الفيدرالي تجد نفسها مضطرة للغوص في أعماق عقل برونو لاكوم، شيخ يعيش في كهف إنسان بدائي ويعتقد أن العالم سيكون أكثر نضجاً إذا عدنا جميعاً إلى البدائية. لكن هذه الرواية، التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر ليست مجرد قصة تجسس تقليدية، إذ في وسط الملاحقات بين الصائد والفريسة، يدور كثير من المناقشات الفلسفية العميقة المتعلقة بتاريخ إنسان النياندرتال والإنسان العاقل. وعلى رغم أن سادي التي تتمتع بنظرة تشاؤمية للعالم (تعتبره “مكاناً فوضوياً وعشوائياً وخارجاً عن القانون”) تظل شخصية مثيرة للاهتمام ومؤثرة، إلا أنني وجدت نفسي أترنح بطريقة غريبة بين المتعة والتحمل على مضض خلال صفحات الرواية الأربعمئة. صدرت رواية “بحيرة الخلق” لـريتشل كوشنر في 5 سبتمبر عن دار جوناثان كيب وتباع النسخة الواحدة بسعر 18.99 جنيهاً استرلينياً. “ساحة اللعب” هي رسالة حب مقنعة وبليغة إلى كوكب “يخبو” (بنغوين بوكس/مايك بيليم) “ساحة اللعب” لـريتشارد باورز Richard Powers ★★★★☆ رواية “ساحة اللعب” للكاتب الحائز جائزة بوليتزر، ريتشارد باورز، هي رسالة حب رائعة ومتقنة لهذا الكوكب الذي يصفه بأنه “يخبو”. هذه الرواية المعقدة، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر، تتنقل بين الأزمنة والرواة لتكشف حياة أربع شخصيات رئيسة هم رافي وتود، الطالبان المتميزان المختلفان جداً اللذان يتشاركان شغفاً بلعبة لوحية قديمة بينما تمر صداقتهما باختبار حين يصبح تود ثرياً بصورة هائلة بعد قيامه بتسويق لعبة حاسوبية تدعى “ساحة اللعب” (تتناول الرواية بصورة شيقة “عقوبات النجاح القاسية”). وإلى جانبهما نجد إيفي بويليو غطاسة المياه العميقة الموهوبة، وإينا أرويتا التي نشأت في قواعد البحرية العسكرية عبر المحيط الهادئ. تلتقي هذه الشخصيات على جزيرة ماكاتي في بولينيزيا الفرنسية، إذ يستكشف باورز المحيطات والتكنولوجيا والبيئة. وفي رواية “ساحة اللعب” تكتشف عالماً غنياً ومعقداً حيث تتداخل أفكار القوة والطبيعة والصداقة في إطار سردي آسر ورسم متقن للأبطال. ويمنح الكتاب المتلقي تجربة قراءة عميقة تستحق التروي والانغماس فيها. من أبرز جوانب الرواية المؤثرة هو معالجة باورز لتجربة الشيخوخة وأثرها في تود عندما يصل إلى مرحلة متقدمة في السن ويعاني من الخرف. عبارة تود “بغض النظر عن كيفية رحيلي ستكون النهاية موتاً لجسد حيوان مشوش”، تظل عالقة في ذهن أي شخص شاهد أحد أحبائه وهو يفقد ذاكرته بهذه الطريقة المؤلمة. ستصدر رواية “ساحة اللعب” لـريتشارد باورز خلال الـ26 من سبتمبر الجاري عن دار هاتشنسون هاينمان وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً. في مذكراته، يشاركنا مايك بات ذكرياته عن حياته المهنية في كتابة الأغاني (ناين إيت بوكس/ دي كي بي آر) “أقرب شيء إلى الجنون، حياتي المليئة بالمغامرات الموسيقية” The Closest Thing to Crazy: My Life of Musical Adventures ★★★☆☆ كانت الموسيقى العنصر الذي جعل شخصيات سلسلة “وومبلز” The Wombles أشهر دمى مكسوة بالفرو تجمع القمامة في العالم. عندما كان مايك بات في الـ23 من عمره أظهر ذكاء نادراً، إذ قرر رفض الأجر البسيط البالغ 200 جنيه استرليني لقاء تأليف موسيقى مقدمة برنامج الأطفال الشهير، مقابل الاحتفاظ بحقوق الشخصيات لاستخدامها في أي إنتاج موسيقي. وأثمرت أغانيه الممتعة عن ثمانية أعمال ناجحة وصلت إلى قائمة أفضل 30 أغنية، وأربعة ألبومات ذهبية. وفي مذكراته “أقرب شيء إلى الجنون، حياتي المليئة بالمغامرات الموسيقية” يسرد بات قصصاً طريفة عن شخصيات “وومبلز” وخصوصاً عن تجربة ارتداء البدلات التنكرية الشهيرة (التي صممتها والدته). وفي نهاية المطاف صارت تلك البدلات مغطاة بطبقات من العرق مثل “حلوى جيلاتين باردة ومتعفنة”، مما دفع أحد الأطفال في المصعد يعلق ببراءة ذات مرة “يا أمي، تفوح من هذا الوومبل رائحة كريهة”. النص بسيط إلى حد ما، لكن بات، الشاعر الغنائي والمنتج والموزع الذي أتم عامه الـ75 خلال فبراير (شباط) الماضي، يروي فيه قصصاً طريفة عن تفاعله مع نجوم مثل أعضاء فرقة “آبا” وبول مكارتني وآرت غارفانكل ورود ستيوارت وستينغ وجون هيرت وديفيد إسيكس وبرنس وبرايان ماي. استمتعت بتفاصيله المطلعة حول تقلبات صناعة الموسيقى ونجاحاته البارزة مع إلكي بروكس وستيل آي سبان وكيتي ميلوا. يتجلى فهمه للغرائب والطرائف في الحياة بصورة رائعة في قصته عن الإبحار حول العالم على متن قاربه “بريمير” Braemar. أعجبني أيضاً شغفه بموسيقى الجاز وعشقه لعازفين مثل بلوسوم ديري وبيل إيفانز وستيفان غاربيلي. وتضيف قصته عن لطف تابي هايز لمسة دافئة ومؤثرة. إلا أن هناك بعض نقاط الضعف. على سبيل المثال نجد وصفه كرجل مسن للنساء الشابات الجميلات يحمل نبرة قد تعد مزعجة من منظور اليوم، مع أنه يلتزم بالصدق ويعترف بأن بعض صديقاته تحولن إلى “وقود للأغاني”. كما أشعرني وصفه لطلاقه المرير بالاقشعرار، وكذلك يحول الكتاب نبرته الحماسية إلى مرارة عندما يتناول النقاد اللاذعين الذين هاجموا عرضه المسرحي المكلف “صيد السنارك” The Hunting of the Snark الصادر عام 1991. ويزعم بات أن النقاد “كرهوني على ما يبدو” ويطلق عليهم أوصافاً قاسية مثل “أوغاد” و”أناس قذرون”. وأدى فشل العرض إلى وضعه في أزمة مالية حادة وأصابه “باكتئاب سريري شديد”. مع ذلك، يوضح “أقرب شيء إلى الجنون” أنه إذا كان بات يتملك شيئاً ما فهو روح التعافي والانتعاش. وتنتهي مذكراته بنبرة إيجابية، إذ يتحدث عن جميع المشاريع المثيرة التي يخطط لتحقيقها في المستقبل. يصدر كتاب “أقرب شيء إلى الجنون، حياتي المليئة بالمغامرات الموسيقية” لـمايك بات خلال الـ26 من سبتمبر الجاري عن دار ناين إيت وتباع النسخة الواحدة بسعر 22 جنيهاً استرلينياً. © The Independent المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبأخبار بريطانياالمطالعة 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لماذا توقف بوتيتشيلي عن الرسم في ذروة عطائه؟ next post قائد عسكري كبير يدفع باتجاه توغل بري لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان You may also like فلسطين حاضرة في انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي 14 نوفمبر، 2024 أنجلينا جولي تواجه شخصية ماريا كالاس في فيلم جديد 14 نوفمبر، 2024 المسرح الباريسي يتذكر شوينبرغ من خلال 12 حياة... 14 نوفمبر، 2024 الكنز المفقود… ماذا يخفي نهر النيل؟ 13 نوفمبر، 2024 سيمون فتال: السومريون أنتجوا أجمل الفنون وهي الأساس 13 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: نصبان جنائزيان من مقبرة... 13 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: أي دور للكتاب والمبدعين... 13 نوفمبر، 2024 كيف تستعيد الجزائر علماءها المهاجرين؟ 12 نوفمبر، 2024 مثقفان فرنسيان يتناقشان حول اللاسامية في “المواجهة” 12 نوفمبر، 2024 مكتبة لورين غروف تتحدى حظر الكتب في أرض... 12 نوفمبر، 2024