من رواية _الأسماء_ العميقة والممتدة إلى استكشاف غير خيالي لمدينة بومبي (مزود من المصدر لاندبندنت) ثقافة و فنون أهم إصدارات الكتب في بريطانيا لشهر مايو 2025 by admin 10 مايو، 2025 written by admin 10 مايو، 2025 15 من رواية أولى ساحرة إلى سيرة ذاتية من الطراز الرفيع، إليكم اختيارات مبهرة للقراءة لهذا الشهر اندبندنت عربية / مارتن تشيلتون كاتب وصحافي MartinChilton@ تحكي السيرة الذاتية الشاملة “مارك توين” Mark Twain الصادرة عن دار “آلين لين” بقلم الحائز جائزة بوليتزر، رون تشيرنو، الحياة المعقدة للكاتب الذي لقب بـ”أب الأدب الأميركي”. وعلى امتداد 1100 صفحة، يرسم تشيرنو صورة دقيقة لحياة مارك توين، التي تحولت في سنواته الأخيرة قبيل وفاته عام 1910، عن عمر 74 سنة، إلى قصة حزينة بحق، إذ كان مؤلف “مغامرات هاكلبيري فين” مدمناً على الكحول، يعاني سعالاً مزمناً وبواسير مؤلمة. ولم يكن يخفي احتقاره للجنس البشري، إذ وصفه بعبارة “عرق بشري حقير”، ولم يتردد في اعتبار مواطنيه مجرد “أحواض من الفضلات العفنة”. وعلى رغم ذلك، يقدم تشيرنو رؤية متوازنة ومتبصرة لشخصية توين بكل أبعادها، من دون أن يغض الطرف عن عاداته المثيرة للجدل التي أطلق عليها هو نفسه “عادات متعلقة بفتيات الجامعات”، إشارة إلى طريقته الغريبة في استمالة الفتيات الصغيرات اللاتي كان يسميهن “أسماك الملائكة”. أما لمن يفضلون القراءات الخفيفة ذات الطابع الطريف، فهناك خياران مثاليان: كتاب “إجازات المدن التعيسة: احتفاء بالمدن المهملة” Shitty Breaks: A Celebration of Unsung Cities” للكاتب الساخر بن أيتكن، الذي يحتفي بالمدن المنسية بأسلوب فكاهي، وكتاب “الوجهة النهائية: ركوب قطارات بريطانيا حتى نهاية السكة” Final Destination: Riding Britain’s Trains to the End of the Line لـ نايجل تاسل، وهو رحلة ساحرة عبر 16 خطاً للسكك الحديدية، تمتد من ويك في أقصى شمال اسكتلندا إلى بينزانس في كورنوال. كلا العملين كفيل بإشعال حماسة عشاق القطارات لخوض هذه التجارب بأنفسهم. أما في عالم الرواية، فتبرز لهذا الشهر روايتان أوصي بقراءتهما هما: “نضج” Ripeness للكاتبة سارة موس صادرة عن دار بيداكور، وهي قصة مؤثرة عن الحب والانتماء تمتد من إيطاليا في الستينيات إلى إيرلندا المعاصرة، و”الصبية” The Boys”، الرواية الأولى الجذابة والساخرة بذكاء للكاتب ليو روبسون، صادرة عن دار “ريفررن”، التي تجسد ملحمة أجيال تدور أحداثها أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن في عام 2012. وفي ما يأتي مراجعاتنا الكاملة لما اخترته هذا الشهر في مجال الرواية، والكتب غير الروائية والسير الذاتية. في باكورة أعمالها الروائية تقدم فلورنس ناب سرداً يتسم بعذوبة المفاجآت وترتيب غير متوقع للأحداث (دار أوريون للنشر) في باكورة أعمالها الروائية تق رواية الشهر: “الأسماء” The Names لـ فلورنس ناب ★★★★★ رواية “الأسماء” The Names، ببساطة، تحكي قصة ثلاث نسخ مختلفة لحياة واحدة، تنسج مصائر متباينة بصورة كبيرة انطلاقاً من قرار بسيط اتخذته كارا: اختيار اسم لمولودها الجديد. وعلى امتداد 35 عاماً، تستعرض رواية ناب الأولى المبهرة ما يحدث للصبي ذاته إذا حمل اسم “بير” (دب)، وهو الاسم الذي اختارته له شقيقته الكبرى مايا لأنه بدا “رقيقاً ومحبباً ومفعماً باللطف”، أو اسم “جوليان”، وهو اسم يحمل دلالات رمزية تعني “الأب في السماء”، أو اسم “غوردون”، الذي يجسد تكراراً لاسم والده “وسيربطه بإرث طويل من الرجال المتسلطين”. تقسم ناب السرد إلى ست مراحل زمنية – 1987، 1994، 2001، 2008، 2015 و2022 – في إيقاع زمني يستدعي إلى الأذهان سلسلة الأفلام الوثائقية الشهيرة “سبعة أعوام من العمر” Seven-Up. وخلال عرضها لمسارات بير وجوليان وغوردون، ترصد الكاتبة أيضاً التأثيرات التي يتركها هذا القرار على كورا ومايا ومجموعة كاملة من الأقارب والعشاق والأصدقاء والغرباء. يجري تصوير العلاقة المحورية بين الأخ والأخت بجمال أخاذ في كل سردية، كما يظل حضور شخصية غوردون الأب ثابتاً، بصفته زوجاً من الطبقة الوسطى، متسلطاً وعنيفاً. فمن الخارج، يبدو طبيباً عاماً محترماً يحظى بتقدير المجتمع المحلي، لكنه في المنزل يتحول إلى شخص بغيض. وتبرع ناب في رسم ملامح رجل مهدد على نحو مقنع، كما تقدم تصوراً دقيقاً عن عجز المجتمع عن حماية النساء من العنف الأسري، النفسي والجسدي على السواء. ومع أن شرحها للأصول العائلية التي أسهمت في تشكيل شخصية هذا الطبيب جاء ثقيلاً بعض الشيء، إلا أن ذلك لا يقلل من قوة رسمها للشخصيات. وعلى رغم موضوعها المؤلم، تبني ناب روايتها انطلاقاً من فكرتها الذكية، مستعرضة مجريات الأحداث بحرفية تجمع بين الخيال والاتساق. ولا تقتصر الرواية على تتبع المسارات الحياتية الثلاثة فحسب، بل تتناول أيضاً قضايا أوسع مثل كراهية النساء في مرحلة المراهقة، والهوية الجنسية، وقوة الصداقة الحقيقية. ومن اللافت أن ناب، التي سبق أن نشرت كتاباً غير روائي عن فن صناعة اللحف، ترفد الرواية بوصف آسر لمهارات وشغف صانعي الفنون يتداخل بصورة متناغمة ومتفرقة مع الحبكة. تعد “الأسماء” رواية آسرة بامتياز، وبداية أدبية راسخة. وعلى رغم ما تحمله بعض المقاطع من قسوة ووحشية تجعل القراءة صعبة أحياناً، فإن لمسات ناب الرقيقة تنتشل القارئ من قاع الألم. صدرت رواية “الأسماء” لـ فلورنس ناب عن دار “فينيكس” في الثامن من مايو (أيار)، وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني. غابرييل تزوختريغل هو دليل مستنير لعرض قديم مذهل (هودر وستوتون) غابرييل تزوختريغل هو دليل مستنير لعرض قديم مذهل (هودر وستوتون) كتاب الشهر غير الروائي: “المدينة المدفونة: الكشف عن بومبي الحقيقية” The Buried City: Unearthing the Real Pompeii لـ غابرييل تزوختريغل ★★★★☆ بينما كنت أطالع كتاب “المدينة المدفونة: الكشف عن بومبي الحقيقية”، كانت آخر أعمال التنقيب في المدينة التي دفنت حية تحت رماد بركان فيزوف يوم الـ24 من أغسطس (آب) من عام 79 للميلاد تسفر عن اكتشافين مدهشين: تمثالان مفقودان منذ زمن بعيد، يعود أحدهما لكاهنة، وقد عثر عليه مدمجاً في جدار مقبرة قرب البوابة الرئيسة للمدينة، إنها بحق قصة أحياء تحكيها أطلال الأموات. غابرييل تزوختريغل، المواطن الإيطالي من أصل ألماني والمدير العام للمنتزه الأثري في بومبي، يقدم دليلاً ثرياً وممتعاً لعالم تجمد في الزمن. بحماسته المعدية تجاه عمله، يجعل هذا الكتاب – الذي ترجم عن الألمانية بواسطة جيمي بولوك – القارئ يتوق لزيارة بومبي، وتأمل الجداريات العتيقة وروائع العمارة بنفسه. في القرن الـ19، وصف الروائي الأميركي هيرمان ملفيل بومبي بأنها “تحافظ على بشريتها القديمة كما هي”، وإذا كان هذا صحيحاً، فإنها كانت بشرية نابضة بالحسية والإيروتيكية. يكتب تزوختريغل: “التمييز المعاصر بين المثلية الجنسية والمغايرة الجنسية لم يكن موجوداً في العالم القديم، لم يكن أحد بحاجة إلى الالتزام بهوية جنسية معينة”. لكنه يشير أيضاً إلى الواقع المرير الذي كانت تعيشه النساء آنذاك، إذ “لم يكن يبدو أن موافقة المرأة أو رفضها أمر ذو أهمية”، وكانت حوادث العنف الجنسي والاغتصاب شائعة في عام 79 ميلادية. ويؤكد الكاتب مراراً أن العالم القديم يقدم دروساً لا تزال صالحة للعصر الحديث – وربما ليس من قبيل الصدفة أن تبقى دار البغاء الشهيرة في المدينة، لوبانار، أحد أكثر المواقع استقطاباً للسياح حتى اليوم. وإن كانت معرفتك ببومبي (مثلي) تقتصر على تلك الرسوم المدرسية المزعجة التي تصور الكارثة، فستجد في “المدينة المدفونة” مادة مدهشة، ولا سيما الأوصاف العلمية الحية لما يحدث عندما ينفجر جبل بركاني بقوة مدمرة. يمضي تزوختريغل بعيداً في مواضيعه، مستعرضاً ممارسات الوسط الأكاديمي الصغيرة، والتمييز ضد العالمات الرائدات، وقضية نهب الآثار، ودور المافيا في التجارة غير الشرعية بالتحف، وحتى كيف أصبحت التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة أدوات حيوية بيد علماء الآثار المعاصرين. يقول تزوختريغل “تشبه بومبي تمزقاً في ستار الزمن، يتيح لنا إلقاء نظرة خلف الرواية الرسمية للتاريخ”، مؤكداً مكانته كدليل بارع على هذا العرض العتيق المذهل. سيصدر كتاب “المدينة المدفونة: الكشف عن بومبي الحقيقية” لـ غابرييل تزوختريغل عن دار “هودر برس” في الـ22 من مايو، وتباع النسخة الواحدة بسعر 22 جنيهاً استرلينياً. نظرة متعمقة على غيرترود شتاين (فيبر آند فيبر) السيرة الذاتية للشهر: “غيرترود شتاين: حياة ما بعد الموت” Gertrude Stein: An Afterlife لـ فرانسيسكا ويد ★★★★☆ تعتبر غيرترود شتاين، التي يشاد بها من المعجبين كـ”أم الأدب الحديث”، واحدة من أبرز الشخصيات الأدبية، وإن كانت تتسم بكثير من التفاخر. ضمن قائمة الادعاءات التي أوردتها فرانسيسكا ويد في كتابها “غيرترود شتاين: حياة ما بعد الموت”، نجد عبارات مثل: “كنت العقل الأدبي المبدع لهذا القرن”، وأنها كانت تعتقد أنها كتبت “الآداب الوحيدة المهمة التي خرجت من أميركا منذ هنري جيمس”، وأنه يجب “معاملة كتبي على أنها كلاسيكيات”. ربما علي الاعتراف بأن معرفة شخصية تربطني بـ ويد، التي كانت زميلة لي في الصحيفة، ولكن الأهم من ذلك هو تقديري لكتابها السابق “ساحة المطاردة” Square Haunting، عن الأجواء في دار “بلومزبري”. يمتاز كتاب ويد عن شتاين ببنية محكمة، فالقسم الأول يعد سيرة ذاتية تقليدية، بينما يتناول القسم الثاني إرث شتاين الثقافي وحياتها بعد وفاتها. وتستفيد ويد من كونها الباحثة الأولى التي تدرس الأرشيف الغني للمواد المتعلقة بشتاين التي جمعها ليون كاتز. تعد شتاين شخصية غريبة بحق، فهناك من يعشقون أعمالها، في حين ينتقدها آخرون بشدة، إذ وصف بعضهم كتاباتها بـ”419 صفحة من التفاهات” و”هراء” و”تخاريف مرعبة”. كما كانت تبدو وكأنها تسعى إلى الحصول على التمجيد الكامل من الجميع من حولها (وعلى رغم غرابة الأمر، فقد كانت تحصل على هذا التمجيد من عدد من المعجبين الشباب الخاضعين)، وعلى رغم أن ويد تصف شتاين بأنها “مغرورة”، إلا أن الكاتبة تقدم رؤية متوازنة لشخصيتها، بجانب نقائصها. الكتاب مليء بشخصيات ديناميكية – من بينها صديقها بابلو بيكاسو – ويركز جزء كبير من القصة على عشيقتها ورفيقتها الطويلة أليس بي توكلاس. كانتا تناديان بعضيهما بـ”بوسي” و”لافي”، وكانت توكلاس تبدو وكأنها تلغي حياتها الخاصة خدمة لشريكتها شتاين (كما قالت ويد: “كان الأمر كما لو أنها كانت مجرد مسافرة في حياتها الخاصة”). ومع ذلك، كان لدى توكلاس بعض الصفات القاسية، إذ كانت حاملة للأحقاد وذات تأثير، إذ كانت تكره إيرنست همنغواي، وتفاخر قائلة: “لقد أجبرت غيرترود على التخلص منه”. ويبدو أنه كان هناك كثير من تسوية الحسابات في دوائر شتاين الخاصة، وتقدم ويد وصفاً مثيراً للعلاقات الأسرية المليئة بالتوترات في حياتها. لقد جعلني الكتاب أتساءل عن مدى إقبال الناس حتى على قراءة شتاين في العصر الحالي (هل سيكون لدى كثير من قراء القرن الـ21 الصبر على أسلوبها التجريبي في الكتابة وخرقها المتعمد للقواعد النحوية؟)، على رغم أن ويد، التي تتمتع بمكانة أفضل من غيرها، مقتنعة بأن “روح الفكاهة في كتابة شتاين تبرز بوضوح” بعد نحو ثمانية عقود من وفاتها في عام 1946، عن عمر 72 سنة. تقدم ويد في هذا الكتاب الممتاز، المليء بالتفاصيل الدقيقة، عدداً من الحقائق العرضية، مثل أن “الصوت المفضل” لدى شتاين كان صوت البوم. وهذا التفصيل وحده جعلني أشعر بتعاطف أكبر معها، أكثر من موقفها الأدبي الكبير. سيصدر كتاب “غيرترود شتاين: حياة ما بعد الموت” لـ فرانسيسكا ويد عن دار “فيبر” في الـ22 من مايو، وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً. © The Independent المزيد عن: أحدث إصدارات الكتبإصدارات بريطانياالمطالعةقراءة الكتبأخبار بريطانيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post أرتيميسيا تلميذة كارافاجيو التي تفوقت عليه تستعيد مكانتها إنسانة وفنانة بعد نسيان next post حروب مشتعلة بين الهند وباكستان وفي السودان وغزة وأوكرانيا You may also like عن الازدراء الفلسفي للوجود بعين الكاميرا السينمائية 10 مايو، 2025 أرتيميسيا تلميذة كارافاجيو التي تفوقت عليه تستعيد مكانتها... 10 مايو، 2025 شعراء من العالم يلتقون في مهرجان كازابلانكا الدولي 10 مايو، 2025 تاريخ إيران من خلال مئة ألف بيت من... 10 مايو، 2025 صناعة السينما في بريطانيا تئن تحت وطأة رسوم... 10 مايو، 2025 القطار الأخير إلى الحرية: حكاية الخادمة تكتب فصلها... 8 مايو، 2025 مهى سلطان تكتب عن: متحف نابو يوثق ذاكرة... 8 مايو، 2025 هاملت: من شخصية مسرحية إلى مادة لشتى الدراسات 8 مايو، 2025 رحيل محمد الشوبي الفنان المغربي الأكثر إثارة للجدل 8 مايو، 2025 لماذا سمى بودلير ديوانه «أزهار الشر»؟ 8 مايو، 2025