الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » أم كلثوم في الاتحاد السوفياتي… عن زيارة لم تكتمل!

أم كلثوم في الاتحاد السوفياتي… عن زيارة لم تكتمل!

by admin
المسكوبية/  وسام متى

حدث ذلك في 25 أيلول/سبتمبر عام 1970… في يوم موسكوفي خريفي بارد، تقابله أيامٌ ساخنة في الشرق الأوسط، سجلت إدارة الجوازات اسم أم كلثوم في الاتحاد السوفياتي ضمن قائمة الدخول للمرة الأولى.

في تلك الزيارة، كان من المقّرر أن تحيي “كوكب الشرق” أربع أمسيات لصالح المجهود الحربي – وهو النشاط الذي بدأته بعد نكسة حزيران يونيو عام 1967 – وكان ضمن الوفد المرافق لها إلى الاتحاد السوفياتي 50 شخصاً، من بينهم 21 عازفا من فرقتها الموسيقية، وفقاً لما أورده سعيد هارون رشيد في كتابه “أخبار المصريين في القرن العشرين من 1951 إلى 1975”.

كان الحدث تاريخياً بكل المقاييس، وقد جرى الاعداد له على مستوى رفيع، وتحت إشراف مباشر من وزارتي الثقافة والخارجية في القاهرة وموسكو، في وقت حرصت القيادة السوفياتية على توفير أرقى الترتيبات للزيارة النادرة، لا سيما أنها تلقت رسالة من القيادة المصرية تؤكد على ضرورة معاملة أم كلثوم كأي مسؤول رسمي مصري رفيع تستقبله موسكو.

مواكبةً للزيارة – الحدث، أعدّ قسم الإعلام الخارجي في وزارة الثقافة في الجمهورية العربية المتحدة كتيباً، بدا أقرب، في تصميمه ولونه الأحمر، إلى تلك المطبوعات “الثورية” التي كانت تصدرها “دار التقدم” في ذلك الوقت، وقد تصدّرته صورة لأم كلثوم بفستانها الأسود ومنديلها الأبيض.

في التقديم، بضعُ كلمات تختزل الحدث الكبير – “أم كلثوم في الاتحاد السوفياتي”: يسر الإعلام الخارجي لوزارة الثقافة في الجمهورية العربية المتحدة، أن يصدر هذا الكتيّب لمناسبة زيارة السيدة أم كلثوم للاتحاد السوفياتي في ايلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر 1970، وفقاً لبرنامج نظمته وزارتا الثقافة في الاتحاد السوفياتي والجمهورية العربية المتحدة.

داخل الكتيّب، برنامج الحفلات (اثنتان في موسكو وأخريان في طشقند، عاصمة جمهورية اوزبكستان السوفياتية الاشتراكية)، والريبرتوار الغنائي الخاص لكل منها: “ومرت الأيام” (كلمات مأمون الشناوي – ألحان محمد عبد الوهاب)، “ألف ليلة وليلة” (كلمات مرسي جميل عزيز – ألحان بليغ حمدي)، “أراك عصي الدمع” (كلمات أبي فراس الحمداني – ألحان رياض السنباطي).

في الكتيّب كذلك، نبذة عن حياة أم كلثوم باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والروسية، ومسيرتها الفنية منذ البداية حتى تربعها على عرش الغناء العربي.

الكتيّب ضم أيضاً بعض المقتطفات مما كتبته الصحافة العالمية في “كوكب الشرق”-

– أسطورة أم كلثوم تكبر وتستمر منذ 32 عاماً. ليست هناك أية علامة على أن كوكب الشرق تتأثر بالزمن، لأن العرب يؤمنون بأنه يزيدها قوة ويضيف إلى صوتها غنىً وصفاءً… في الشرق الأوسط هناك شيئان لا يتغيران ولا ينال منهما الزمن… أم كلثوم وأهرام الجيزة ــ (“تايم” الاميركية”).

– أم كلثوم هي نجمة الغناء العربي التي تجمع كل العرب حول أجهزة الراديو في الخميس الأول من كل شهر خلال موسمها ابتداء من الخريف حتى مطلع الصيف، بينما المحظوظون هم الذين يستمعون إليها مباشرة في القاعة ــ (“اوبزيرفر” البريطانية).

– “يُطلَق عليها أحياناً اسم “اديث بياف الشرق”، أو “سوبر – كالاس” – نسبة إلى ماريا كالاس مغنية الأوبرا العالمية – ولعلّ ما يتسم بمزيد من الدقة وصف أحد النقاد الموسيقيين لها إذ يقول إن “الحفل الذي تحييه أم كلثوم هو بمثابة حدث من أحداث الشرق الأوسط”… وانطلاقا من ذلك فهي تعتمد على التجاوب الوثيق مع مستمعيها، وهذا التجاوب الغنائي وليد صوتها الذي يعيد إلى ذاكرة الغربيين شهرة بيس سميث ومارلين ديتريتش ــ (“لوس انجلس تايمز” الأميركية).

وفي الختام، يفرد الكتيّب حيّزاً خاصاً لدور أم كلثوم العظيم بعد حرب عام 1967، بعدما قادت حملة موسعة لجمع التبرعات والغناء لصالح المجهود الحربي ضد إسرائيل. وخلال السنتين الأوليين بعد الحرب جمعت أكثر من مليون جنيه مصري، قدمها الجمهور لها باختياره لصالح البلاد، كما أحيت، للغرض نفسه، الكثير من الحفلات في باريس ولبنان والسودان وليبيا وتونس والمغرب، وكانت تقيس نجاح كل حفلة لها بمقدار المساهمة التي تسفر عنها لصالح مصر.

كانت أم كلثوم تقول دائما بعد كل حفل “إنني مجرد مواطنة مصرية… لم أعمل شيئاً أستحق عليه كل هذا النجاح. إن بلدي مصر هي صاحبة الفضل الأول في نجاحي”. وفي تلك الحفلات، حين كان الجمهور يردد لها الهتافات المدوية، كانت ترد: “إن كل هذا الحب لمصر… كل هذا الهتاف من أجل مصر، وليس من أجلي”.

مقابلة مع “برافدا”

في كتابه “أم كلثوم وحكام مصر”، يوثّق سعيد الشحات بعضاً من كواليس رحلة “كوكب الشرق” السوفياتية، على لسان شاهدين عليها، هما الكاتب سعد الدين وهبة والسفير وفاء حجازي.

كان سعد الدين وهبة أحد أصدقاء “كوكب الشرق”، وكشف لصاحب كتاب “أم كلثوم وحكام مصر” عن أن فكرة الحفلات في الاتحاد السوفياتي بدأت بحوار صحافي أجرته مع صحيفة “برافدا” الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوفياتي، وكان هو شاهداً عليه، وطرفاً فيه.

يتذكر وهبة ما جرى: “اتصل بي مندوب الجريدة في القاهرة، يطالبني بنقل رغبة الجريدة إلى أم كلثوم في إجراء حوار صحافي معها”.

ويضيف “كان مندوب البرافدا يعرف أنني أقابل أم كلثوم كثيراً لكتابة قصة فيلم عنها يخرجه يوسف شاهين، فطلبني لهذه المهمة لإزالة أية عوائق”.

ويتابع “أبلغتها في نفس اليوم، فسألتني عن أهمية الجريدة ومكانتها في الاتحاد السوفياتي، فأوضحت لها كل شيء، مؤكداً لها أنها أجرت حواراً مع الرئيس جمال عبد الناصر من قبل…”، فعلّقت ضاحكة: “حوار واحد فقط مع الرئيس؟”.

يكمل وهبة ذكرياته: “وافقت، وتحدد موعد في نفس الأسبوع، واصطحبت أنا مندوب البرافدا إلى فيلّتها في الزمالك لإجراء الحوار، وطلبت مني أن أقوم بدور المترجم للحوار الذي سيُجرى باللغة الإنكليزية، وكانت هذه أول مرة أعرف فيها أنها لاتتحدث الإنكليزية، بالرغم من إجادتها للغة الفرنسية إجادة تامة، وقد تعلمتها بعد سنوات من احترافها الغناء”.

شهد الحوار موقفاً طريفا يتذكره وهبة: “بعد ترجمتي لعدد من الأسئلة والإجابة عليها، توقفت هي وسألتني بالعربية: أنا بأعُكّ؟” (أقول أي كلام) لكنه رد عليها قائلاً “بالعكس يا ست… أنت بتقولي كلام رائع جداً”. يضيف “سألتني مستفسرة: طيّب ليه الرد اللي أنت ترجمته بالإنكليزية أطول من اللي أنا بأقوله لك بالعربي؟.. أجبتُ: أنا أُطيل الرد عن عمد حتى لا يفلت مني أي معنى أو يفلت من مندوب الجريدة… ظهر عليها الاقتناع، واستمر الحديث”.

كان آخر سؤال وجهه مندوب “برافدا” لأم كلثوم: “ماذا تفعلين إذا حققتم الانتصار على إسرائيل بالسلاح السوفياتي؟”، فأجابت: أغنّي للشعب السوفياتي في شوارع موسكو”.

توقع وهبة أن نشر الحديث في “برافدا” سيساهم في دوران عجلة تقديم حفلات لأم كلثوم في الاتحاد السوفياتي… وهذا ما حدث.

استقبال رسمي

في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 1970، وصلت أم كلثوم إلى موسكو.

يقول السفير وفاء حجازي، الذي كان مساعداً لوزير الخارجية المصري في الاتحاد السوفياتي آنذاك والمفوض بالإشراف على ترتيب زيارة أم كلثوم حتى عودتها إلى القاهرة، إن الاهتمام السوفياتي بأم كلثوم لم يقتصر على الجوانب الفنية، وإنما امتد إلى كافة التفاصيل الأخرى: نوع الأطعمة والمشروبات، المرافقون، الأماكن التي ترغب في زيارتها، بالإضافة إلى الأماكن المحددة سلفاً من السوفيات، كمترو الأنفاق، والمكتبة الوطنية فى موسكو، والمتحف التاريخي.

في مطار موسكو، كانت وزيرة الثقافة وكل الشخصيات الكبيرة في وزارتها فى استقبال أم كلثوم، بحسب ما يشير الدبلوماسي السابق، بالإضافة إلى طاقم السفارة المصرية، وعدد كبير من السفراء العرب.

بدأت أم كلثوم برنامجها يوم 26 أيلول/سبتمبر بلقاءات مع مسؤولين في وزارة الثقافة السوفياتية يشرفون على تنظيم الحفلات الأربع.

في حديث إلى فلاديمير بوبوف، نائب وزير الثقافة السوفياتي آنذاك، قالت أم كلثوم: منذ الدقائق الأولى لاقامتي في الاتحاد السوفياتي خرجت بأجمل الانطباعات، فلم أشهد مثل هذا المستوى العالمي للتنمية الفنية في أي بلد آخر من بلدان العالم، وإنني سعيدة بتلك الفرصة التي مكنتني من التعرف بنفسي إلى فن الغناء للشعب السوفياتي.

وأضافت أن كل “مُواطن في مصر يشعر باحترام كبير وعرفان عميق للشعب السوفياتي للمساعدة الشاملة التي يقدمها للشعوب العربية في نضالها العادل، وقد جئتُ معي بحب كل الشعب المصري الذي يكن مشاعر الحب والصداقة للاتحاد السوفياتي”.

رد بوبوف على الامتنان الذي عبرت عنه ام كلثوم قائلا إن “الحرارة التي استقبلك بها الشعب السوفياتي لا تدل على احترامه الكبير لموهبتك فحسب، ولكنها ايضاً تعبير عن الصداقة الخالصة تجاه الشعب المصري، وتأكيد للصداقة التي لن يستطيع أحد أن يقضي عليها، فالشعب السوفياتي على استعداد ليفعل كل ما في وسعه للحفاظ عليها وإعطائها مزيداً من القوة، فالروابط الثقافية بين البلدين تلعب دوراً مهماً في تنمية الصداقة بين شعبينا”.

ثمة تفاصيل طريفة في كواليس الرحلة، يرويها حجازي في احد اللقاءات الصحافية: “حين طلبت وزارة الثقافة الأغاني التي ستقدمها لترجمتها إلى الروسية، كانت قصيدة (أراك عصي الدمع) ضمن الأغاني التي ستقدمها في طشقند، وفشل مترجمو وزارة الثقافة السوفيتية في ترجمة معاني عبارة (أراك عصي الدمع)، وأحضرت السفارة المصرية مبعوثاً مصرياً كان يدرس في موسكو لترجمتها، ولما سئلت أم كلثوم بعد ذلك عن سبب اختيارها لهذه الأغنية رغم صعوبة معانيها، قالت إنها تناسب ذوق الجمهور المسلم في طشقند”.

زيارة لم تكتمل…

مساء يوم 28 أيلول/سبتمبر، دُعيت ام كلثوم والوفد المرافق إلى حفل عشاء في منزل السفير حجازي. غادرت أم كلثوم إلى الفندق، وفيما كان الحاضرون في نقاش حار حول الرحلة، رنّ جرس الهاتف على خبر مُفجع…

يروي حجازي تفاصيل تلك الليلة السوداء في حواره مع مؤلف كتاب “ام كلثوم وحكام مصر”: “كنا في انشراح وسعادة بوجود أم كلثوم بيننا، حتى تبدلت الحال تماماً… بقينا بعد انصراف أم كلثوم، واستغرقتنا المناقشات… دق جرس التليفون، رفعت السماعة، ارتبكت، ضاع لون وجهي، هرب صوتي، ثم خرج صوتي خفيضاً: جمال عبدالناصر مات… انفجرنا في بكاء هستيري، انكفأت المذيعتان سامية صادق، وأماني ناشد على الأرض، وفشلتُ في مقاومة دموعي.. شعرتُ بكمية هائلة من الألم… ألم موجع فيه لسعة نفسية لا يمكن وصفها ولم تفارقني أبداً”.

الكاتب الصحافي في جريدة “الجمهورية” محمد الحيوان كان ضمن الوفد الإعلامى المرافق لأم كلثوم، وقد سجل شهادته حول إبلاغ “كوكب الشرق” بالخبر- الفاجعة: “كنا نعرف جميعاً العلاقة بين عبدالناصر وأم كلثوم، ونعرف أن عبد الناصر كرّمها، وأنها قدمت خير أيامها… فكرنا: من يستطيع أن ينقل النبأ إليها… عجز الجميع وتهرب، لكن كان لابد أن يصل النبأ. في الصباح دخل المهندس محمد الدسوقي، ابن شقيقتها عليها… كان وجهه غريباً عليها… إنه ابن شقيقتها ويلازمها باستمرار، وشكله اليوم يبدو مختلفاً عن الأمس، عن كل يوم، وجه قاتم.. سألته أم كلثوم: ماذا بك؟ تمسك بنفسه، وقال: بعض آلام المعدة جعلتني أسهر الليل، ثم خرج من غرفتها إلى غرفته المجاورة ليكمل بكاءه”.

يضيف الحيوان: “دخل عليها رفعت الدسوقي ابن شقيقتها الثاني… قال لها: الريّس مريض… سكت، ثم أضاف: مرضه خطير.. سكت… ظل على حال قول الكلمة، ثم الصمت، وفي كل مرة تزيد لهفة أم كلثوم لمعرفة الباقي.. تحس إحساساً لا تريد أن تصدقه.. تبعد عن خيالها كل محاولة يتسرب من خلالها إليها شيء لا تتصوره… وأخيراً قال رفعت ما يعرفه”.

ما حدث بعدها يرويه السفير حجازي: عرفَت الخبر، فذهبَت إلى بكاء يدعو إلى البكاء… لزمت مقعدها في الصالون الملحق بغرفتها 48 ساعة متواصلة، تتساقط دموعها تحت نظارتها السوداء… لا تأكل، ولا تقول شيئاً… صامتة طوال الوقت، ومحاولات الكلام معها لا تنقطع لكنها لاترد”.

يضيف حجازي: ظلت أم كلثوم حبيسة غرفتها حتى يوم الجنازة في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 1970، وكنتُ أتردد عليها بين الحين والأخرى، رأيتها نصفين… نصف مات فور تلقيه الخبر، ونصف يعيش للبكاء فقط… في كل مرة أصعد فيها إلى حجرتها لم يكن يجمعنا كلام سوى: صباح الخير.. السلام عليكم. لم تكن تعطي فرصة الكلام لأحد.. ويهيأ لي إنه إذا لم يكن الإنسان في هذا الوقت سيبكي فراق عبدالناصر، سيبكى حال أم كلثوم.

يتابع حجازي روايته قائلاً: “أقامت السفارة عزاءً في نفس اليوم، وذهبت لإحضارها من الفندق… رأيتها تنزل بخطى متثاقلة على درجات السلم، تستند إلى ابن أختها محمد الدسوقي… بدا وكأن عمراً جديداً أضيف إلى عمرها… وحين شاهدت (سفير الجمهورية العربية المتحدة في موسكو) مراد غالب ألقت بوجهها على صدره باكية بحرقة فبكى هو الآخر… أدّينا صلاة الغائب، اقتربتُ منها، فقالت لي: بقينا يتامى يا وفاء… نفسي أقرأ قرآن في العزاء..لكن خلاص صوتي بقى مش معايا”.

تم تأمين العودة السريعة لأم كلثوم إلى القاهرة، لتنتهي فصول رحلة تاريخية لم تكتمل، اختزلها وفاء حجازي بالقول: “شعرت مع حالة أم كلثوم حتى وداعها في المطار أن أشياء جميلة ولى زمانها، وراحت مع رحيل عبدالناصر، فكلّ تصرفاتها كانت توحي بأن رحلتها مع الغناء انتهت، وأن عمراً من الجمال عشناه معها ذهب ولن يعود”.

المزيد عن : الاتحاد السوفياتي/ام كلثوم/روسيا/طشقند/عبد الناصر/مصر/موسكو

 

 

You may also like

31 comments

Alejandrina 19 يونيو، 2020 - 10:36 م

I am not sure where you’re getting your information,
but great topic. I needs to spend some time learning much more or understanding more.

Thanks for wonderful information I was looking for this information for my
mission.

Here is my page – g will

Reply
Sonia 21 يونيو، 2020 - 1:38 ص

Howdy, i read your blog from g time to time and
i own a similar one and i was just curious if you get a
lot of spam feedback? If so how do you reduce it, any plugin or anything you can recommend?

I get so much lately it’s driving me crazy so
any support is very much appreciated.

Reply
Sima 21 يونيو، 2020 - 3:33 م

This is the perfect webpage for anyone who wants to find out about this topic.
You understand a whole lot its almost tough to argue with you (not that
I actually will need to…HaHa). You definitely put a fresh spin on a topic which has been written about for decades.
Wonderful stuff, just wonderful!

Feel free to visit my site … time g

Reply
Leah 26 يونيو، 2020 - 5:53 ص

Its like you learn my mind! You appear to know so much approximately this, such
as you wrote the e-book in it or something. I feel that you just can do with some p.c.
to power the message house a little bit, however instead of that, this is great blog.
A fantastic read. I’ll definitely be back.

My blog … cbd oil (http://viper.anarchygaming.uk/index.php?action=profile;u=890058)

Reply
Rudolph 27 يونيو، 2020 - 5:03 م

Hi there! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site?
I’m getting fed up of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options
for another platform. I would be great if you could point me in the direction of a good platform.

Look at my web blog; cbd oil that works 2020

Reply
Nickolas 27 يونيو، 2020 - 11:19 م

I know this if off topic but I’m looking
into starting my own blog and was curious what all is required to get setup?
I’m assuming having a blog like yours would cost a pretty
penny? I’m not very web smart so I’m not 100% sure.
Any tips or advice would be greatly appreciated. Appreciate
it

Review my web-site cbd oil that works 2020

Reply
Kay 16 يوليو، 2020 - 10:26 ص

That is very attention-grabbing, You are a very professional blogger.

I have joined your rss feed and stay up for looking for extra of your excellent post.
Also, I have shared your website in my social networks

My web page web hosting providers

Reply
Ethel 17 يوليو، 2020 - 10:04 م

After exploring a number of the blog posts on your
website, I truly appreciate your way of blogging.
I saved as a favorite it to my bookmark webpage list and will be checking back soon. Please visit my web hosting services site too and let me know your opinion.

Reply
German 23 يوليو، 2020 - 2:43 ص

For the reason that the admin of this site is working, no uncertainty very soon it
will be renowned, due to its feature contents.

Here is my web-site :: best web hosting sites

Reply
Amelia 27 يوليو، 2020 - 2:46 م

Hi there every one, here every one is sharing these kinds of familiarity, thus it’s pleasant
to read this weblog, and I used to go to see this website
daily.

Feel free to visit my web page – book flight

Reply
Elane 30 يوليو، 2020 - 11:33 ص

Thanks for sharing your thoughts on adreamoftrains web hosting companies best
web hosting company. Regards adreamoftrains best web hosting

Reply
Zane 31 يوليو، 2020 - 1:21 ص

I’m really loving the theme/design of your blog. Do you ever run into any web
browser compatibility issues? A few of my blog readers have complained about my site not operating
correctly in Explorer but looks great in Firefox. Do you have
any ideas to help fix this issue?

Check out my blog post :: southwest airlines cheap flights

Reply
Vida 5 أغسطس، 2020 - 4:14 م

Howdy! This post couldn’t be written any better! Reading this post reminds me of my good old room
mate! He always kept chatting about this.
I will forward this write-up to him. Fairly certain he
will have a good read. Many thanks for sharing!

my web page: hosting services

Reply
Teresita 7 أغسطس، 2020 - 5:25 ص

If you desire to grow your know-how simply keep visiting this web site
and be updated with the most up-to-date information posted here.

Also visit my homepage; website hosting services

Reply
Foster 14 أغسطس، 2020 - 10:51 ص

Hi this is somewhat of off topic but I was wondering if
blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML.
I’m starting a blog soon but have no coding expertise so I wanted
to get guidance from someone with experience. Any help would
be greatly appreciated!

My page … best website hosting

Reply
Leila 28 أغسطس، 2020 - 11:29 ص

If you are going for most excellent contents like I do, only pay a quick visit this
web site everyday for the reason that it provides feature contents, thanks

Here is my page … black mass

Reply
Wanda 31 أغسطس، 2020 - 3:11 ص

I think that is among the most vital info for me. And i am happy studying your article.
But should statement on few common things, The website taste is ideal, the articles is
in point of fact great : D. Good job, cheers

Here is my webpage: black mass

Reply
Tiffani 31 أغسطس، 2020 - 12:42 م

Hi there colleagues, nice post and pleasant urging commented at this place, I am
in fact enjoying by these.

Also visit my blog post – web hosting service

Reply
Danuta 5 سبتمبر، 2020 - 11:29 ص

This post will assist the internet people for building up new webpage or even a blog from start to end.

my webpage :: content hosting

Reply
Clarkfouct 28 فبراير، 2021 - 9:02 م

wwpu6 t1hp0 09yu

Reply
amoxicillin generic name 10 مارس، 2021 - 10:56 م

amoxicillin 500mg dosage how much is amoxicillin prescription will amoxicillin cure a uti how much amoxicillin for an adult

Reply
furosemide 40mg tablet 11 مارس، 2021 - 9:24 ص

furosemide tab buy lasix 40 mg lasix interactions with other drugs lasix 40 mg injection equals how many ml

Reply
zithromax walmart 11 مارس، 2021 - 8:04 م

azithromycin and coronavirus zithromax 250mg how much does azithromycin cost without insurance azithromycin treats what std

Reply
ivermectin goat dosage 12 مارس، 2021 - 6:15 ص

ivermectin tablets uk ivermectin 1 cream generic oral liquid ivermectin for horses how long does it take for ivermectin to kill scabies

Reply
albuterol alcohol 12 مارس، 2021 - 11:16 م

inhaled albuterol purchase ventolin online ventolin inhaler dosage for adults how to purcahse ventolin in san francisco

Reply
cialis en vente libre 19 يونيو، 2021 - 3:29 م

viagra générique prix viagra sans ordonnance 24h ou acheter du vrai viagra quelle est la différence entre cialis et viagra

Reply
levitra usa price 20 يونيو، 2021 - 12:55 ص

viagra vente libre meilleur site achat viagra viagra cialis levitra doper leurs effets pourquoi le viagra ne fait pas d’effet

Reply
tarif viagra 20 يونيو، 2021 - 12:55 ص

levitra buy levitra levitra cost per pill at walmart levitra 10 mg generic viagra vs levitra vs cialis

Reply
cialis prix 20 يونيو، 2021 - 10:13 ص

viagra durée d’action combien coute du viagra vente de viagra en belgique acheter cialis ou viagra

Reply
gel viagra 20 يونيو، 2021 - 7:28 م

viagra 200mg viagra 50 mg viagra en ligne livraison rapide ou acheter du viagra sans ordonnance en suisse

Reply
acheter cialis 5 mg 21 يونيو، 2021 - 4:42 ص

generic cialis 20mg cialis vente libre cialis 20 mg 30 tablet combien coute le cialis

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00