يعد تشكيل وحدات "حماية الشعب" أول تنظيم عسكري كردي في تاريخ سوريا الحديث (اندبندنت عربية) عرب وعالم أكراد سوريا… معركة التاريخ والمخاض الجديد by admin 24 ديسمبر، 2024 written by admin 24 ديسمبر، 2024 28 يكافحون لنيل حقوقهم القومية المشروعة عبر الاعتراف الدستوري والعيش في دولة لا مركزية اندبندنت عربية / عبد الحليم سليمان مراسل @A_S_Abdulhalim مساء الإثنين الماضي أعلن عضو القيادة المركزية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان بصورة رسمية عدم وجود أي من قواته أو أعضائه في مناطق روجآفا (شمال شرقي سوريا) أو ارتباط أي تنظيم سياسي في هذه المنطقة بحزبه. جاء ذلك عقب تحضير تركيا والجيش الوطني السوري المعارض الموالي لها لهجوم واسع على مناطق شرق الفرات انطلاقاً من منبج التي دخلها مسلحو المعارضة بعد أيام من المعارك مع قوات سوريا الديمقراطية، وتوجهت صوت سد تشرين وجسر قره قوزاق الاستراتيجيين على نهر الفرات شرق مدينة منبج. كوباني الرمز مهددة لكن تركيا تستمر في تهديدها بالقضاء على قوات سوريا الديمقراطية وإبعادها من جنوبها القلق بالوجود الكردي منذ تأسيسها على يد أتاتورك في عشرينيات القرن الماضي، فبعدما نجحت تركيا والفصائل التابعة للجيش الوطني السوري في إخراج المسلحين الأكراد من تل رفعت المتاخمة لعفرين التي سيطرت عليها في 2018، تشد أنظارها الآن إلى مناطق شرق الفرات، إذ سبق لها أن سيطرت على المنطقة الواقعة بين سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وبذلك حاصرت كوباني وريفيها الغربي والشرقي بمناطق نفوذها من جرابلس غرباً وتل أبيض شرقاً، وهي (تركيا) تهدد الآن بشن عملية عسكرية عليها وإخراج مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية منها، لكن كوباني تحمل طابعاً رمزياً لدى الأكراد في سوريا وحلفائهم من الدول الذين قارعوا معاً تنظيم “داعش”، وكانت أولى الساحات التي تحالفت فيها وحدات “حماية الشعب” التي تعد عماد قوات سوريا الديمقراطية، في معركة كوباني مع التحالف الدولي ضد “داعش” خريف 2014. أمام جدارية تصور أنصار قوات سوريا الديمقراطية، وأحدهم يرفع علماً يظهر وجه عبد الله أوجلان (أ ف ب) خلال الأيام القليلة الماضية وعلى أثر فشل جهود الوساطة التي قادتها قوات التحالف الدولي، وفي مقدمها الأميركية لوضع هدنة دائمة ووقف إطلاق النار بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا التي ترعى الجيش الوطني السوري، زادت التحشيدات العسكرية التركية في الجهة المقابلة لكوباني داخل الأراضي السورية، وهو ما يشي بعمل عسكري وشيك قد تشنه تركيا على هذه المنطقة المتاخمة للضفة اليسرى لنهر الفرات في نقطة دخولها من الجانب التركي إلى سوريا، وبحسب المعلومات الميدانية فإن تركيا جلبت إلى منطقتها الحدودية مع كوباني قرب سروج الدبابات والمدرعات، وكذلك داخل الأراضي السورية قرب جسر قره قوزاق. قرب هذا الجسر وعلى ضفته اليسرى كان يقع ضريح “سليمان شاه” أحد مؤسسي السلطة العثمانية الأوائل، إذ توفي غرقاً في النهر ودفن هناك وفق مصادر تاريخية، وعلى أثر وجود الضريح في هذا المكان الذي يبلغ بضعة مئات من الأمتار المربعة اعتبر أرضاً تركية وفق اتفاقية عام 1920، أي مع تشكل سوريا بخريطتها السياسية الحالية، وفي فبراير (شباط) 2015 نقل الضريح من قبل قوة عسكرية تركية مدججة من قرب الجسر إلى قرية آشمة القريبة من مدينة كوباني، إذ سيطر عليها الجيش التركي بغرض وضع الرفاة هناك، بينما كان سبب نقله، بحسب مسؤولين أتراك وقتها، هو “توتر الوضع الأمني بمحيط الضريح”، إذ كان خاضعاً لسيطرة “داعش” وقتها. معادلة صفرية قبل أيام قليلة فشلت محاولة وقف إطلاق النار بين “قسد” والفصائل الموالية لتركيا والجيش التركي الذي كان ينص أحد بنوده على إعادة رفات “سليمان شاه” إلى مكانه السابق قرب جسر قره قوزاق وفق ما أعلن مظلوم عبدي قائد قوات “قسد”، إذ تريد تركيا مساحة كيلومتر مربع مع وجود أسلحة ثقيلة في المكان، وهو ما عدته “قسد” بمثابة حصار فعلي لمنطقة كوباني. نقطة الخلاف الرئيسة بين تركيا وأكراد سوريا لا تتوقف عند إعادة الرفات إلى مكانه السابق، بل تهدف إلى احتلال كامل الشريط الحدودي بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وصرح بذلك علناً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحمل خريطة تحدد المناطق التي سيسيطر عليها في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) 2019 تحت مسمى “المنطقة الآمنة”، ويبلغ طولها 480 كيلومتراً بدءاً من عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وصولاً إلى ديريك في أقصى شمال شرقي البلاد مع الحدود العراقية. نفذت تركيا عمليتها العسكرية “غصن الزيتون” وسيطرت بها على عفرين فأصبحت المنطقة من جرابلس على الضفة اليمنى للفرات في شمال البلاد وكامل الشمال السوري باتجاه الغرب تحت سيطرة فصائل سورية موالية لتركيا، لتعود مرة أخرى وتجري عملية عسكرية باسم “نبع السلام” في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وهذه المرة تحتل تركيا مسافة نحو 130 كيلومتراً من طول حدودها بالريف الشرقي لمدينة سري كانيه حتى الريف الغربي لتل أبيض، وبذاك أصبحت كوباني محاصرة من جهة جرابلس وتل أبيض. وفي المرحلة الحالية وبعد سقوط النظام تطمح التوجهات التركية إلى نزع السلاح كلياً من يد الأكراد، إذ صرح وزير خارجيتها هاكان فيديان الأسبوع الماضي بأن “على مقاتلي حزب العمال الكردستاني مغادرة سوريا، والعناصر السوريين في قوات سوريا الديمقراطية عليهم إلقاء السلاح والعيش كمواطنين عاديين”، وأمام هذه المعادلة الصفرية يحاول قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي التواصل مع الحلفاء، خصوصاً الأميركان، للخروج من الاستعصاء باقتراح مدينة كوباني منطقة منزوعة السلاح وضمان إقامة الضريح في مكانه السابق. وسبق أن سلطت تركيا مواليها من السوريين على المسلحين الأكراد وحاولت منذ عام 2012 السيطرة على المناطق الكردية من خلالهم، لكن وقتها تمكنت وحدات حماية الشعب من إخراج فصائل الجيش السوري الحر ومعها “جبهة النصرة” التي أصبحت فيما بعد “هيئة تحرير الشام” وآخرون شكلوا تنظيم “داعش” من مدينة سري كانيه (رأس العين)، إذ كانت هذه الفصائل تتخذ من الأراضي التركية إلى جانب المجلس الوطني السوري كمظلة سياسية مقراً ونقطة انطلاق، ثم استمرت المواجهات بعدها إلى أن تحولت السيطرة غير الكردية من الجيش الحر إلى تنظيم “داعش” وأعلنت الخلافة وهوجمت كوباني بعد الرقة ودير الزور وغيرهما من المناطق. أول تشكيل عسكري كردي لم يكن للكرد السوريين أي تنظيم عسكري قبل اندلاع الاحتجاجات الشعبية في وجه النظام السابق عام 2011، فمنذ تأسيس أول جمعية سياسية كردية في 1927 التي عرفت باسم خويبون (الاستقلال)، وكانت تضم نخبة من الشخصيات الكردية، وبعدها عام 1957 أي مع تشكل أول تنظيم سياسي (الحزب الديمقراطي الكردي) كان الكرد في سوريا يطالبون بحقوقهم وفق أشكال وأطر سلمية سياسية حزبية تركزت على إظهار الهوية في اللغة والثقافة، والمطالبة الدائمة بالمشاركة في الحياة العامة، إلى جانب إظهار ما يترتب على نزع الجنسية السورية من نحو 120 ألف شخص عام 1962 بدعوى أنهم مهاجرون من دولة أجنبية في حين أن الكرد كانوا يصرون على وطنيتهم السورية وانتمائهم التاريخي للجغرافية السياسية التي تشكلت بها سوريا بعد الحرب العالمية الأولى مع إظهار خصوصيتهم القومية. في مارس (آذار) 2004 حضر فريق لكرة القدم من مدينة دير الزور معروف باسم “الفتوة” لملاقاة فريق غالبيته كردية في مدينة القامشلي وهو فريق “الجهاد”، وفي تلك المباراة حمل مشجعو الفريق الضيف صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وكان قد مر على سقوطه أقل من سنة، وألقوا بهتافات مناوئة للأكراد، خصوصاً في كردستان العراق، وتشاحنوا مع مشجعي الفريق المستضيف، مما أدى إلى حال شغب في الملعب فضتها قوات الأمن بالقوة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الكرد في عقر دارهم. وفي اليوم التالي اندلعت تظاهرات عارمة في جميع المدن الكردية ومناطق سكنها تزامناً مع تشييع الشبان الكرد، واتهم الحركة السياسية النظام السوري وقتها بتدبير الأحداث بغية إخافتهم وعدم التطلع لحقوقهم القومية أسوة بما يحدث في إقليم كردستان العراق المجاور. يطمح الكرد عبر مراحل نضالهم في نيل الحقوق القومية دستورياً والعيش في دولة لا مركزية (اندبندنت عربية) قمعت التظاهرات بصورة عنيفة وقتل نحو 30 شاباً واعتقل الآلاف من الناشطين والمدنيين الكرد وآخرون على الهوية بسبب انتمائهم العرقي، وأودعوا السجون لمدد مختلفة رافقها حملات تعذيب منظمة، كما قتل بعد ذلك عدد من المجندين الكرد أثناء تأديتهم الخدمة الإلزامية في صفوف الجيش السوري في ظروف غامضة، وكانت القيادة العسكرية تخبر ذويهم بأنهم “انتحروا”. ومع أن النضال السلمي للحركة السياسية الكردية كان مستمراً في مواجهة النظام السوري وكانت كلفته اعتقالات في صفوف ناشطيها لسنوات من السجن بموجب قرارات من محكمة أمن الدولة العليا، فإن أحداث ما عرف بانتفاضة قامشلو (12 آذار)، شكلت نقطة فاصلة في حياة السوريين الأكراد، إذ أصبح هناك أول تنظيم عسكري كردي في سوريا للدفاع عن شعب أعزل بمواجهة الحديد والنار الذي كان يستخدمه نظام البعث ضدهم. هذه الحادثة الفارقة أدرجت في بيان تأسيس وحدات “حماية الشعب” عام 2012، وأشارت إلى أن هذه الانتفاضة كانت انطلاقتهم لحماية الشعب الكردي في سوريا، إذ كان من بين مؤسسي هذا الفصيل العسكري أنصار سابقون وأبناء عائلات كانت لها إسهاماتهم في الوقوف مع الحراك الكردستاني السياسي، لا سيما مع حزب العمال الكردستاني الذي لجأ زعيمه عبدالله أوجلان أواخر سبعينيات القرن الماضي إلى سوريا، واستطاع الاستفادة من المناخ اليساري الذي كان يسود في عدد من دول المنطقة إلى جانب الفصائل الفلسطينية والحكومات الرسمية العربية، لا سيما سوريا، حيث بقي فيها، إلا أن ضغطاً تركياً على النظام السوري أجبر الأخير على توقيع “اتفاقية أضنة” أواخر 1998 مع تركيا يتح لها التوغل مسافة خمسة كيلومترات داخل الأراضي السورية في حال اقتضت الحاجة ووفق بنود الاتفاقية، كما قضت بترحيل أوجلان إلى خارج حدود سوريا حتى ألقي القبض عليه بعملية استخباراتية مشتركة واختطف من على متن طائرة عادت به إلى أنقرة وحكم بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة. شكل اعتقال زعيم العمال الكردستاني نقطة فاصلة لكفاح حزبه، إذ بدلت علاقاته مع الأوساط والظروف التي كانت يستفيد منها، وفي مراجعة له لطبيعة عمله اتخذ قراراً بأن يعمل الكرد في الدول الأربع التي “تتقاسم” كردستان التاريخية بالعمل حسب ظروفها وتشكيل أحزاب خاصة بها، فكان نصيب الأكراد من مناصري الحزب في سوريا تأسيس حزب الاتحاد الديمقراطي، وأصبح له معتقلون سياسيون إلى جانب أحزاب الحركة الوطنية الكردية المؤسسة منذ 1957، والتي يناصر بعضها نهج الديمقراطي الكردستاني في العراق وزعيمه البارزاني الأب، ولاحقاً الابن. شكل تغير مقاربة العمال الكردستاني وتحالفاته السابقة فرصة للعمل المسلح للأكراد السوريين، وكان الاختبار الأول أمام وحدات “حماية الشعب” في قرى عفرين خلال خريف 2012، ومن ثم في سري كانيه (رأس العين) عندما هاجمتها فصائل “الجيش الحر” المدعوم من تركيا، وكان من بينهم “جبهة النصرة” التي تحول بعض عناصرها لاحقاً إلى تنظيم “داعش” و”هيئة تحرير الشام” الحالية التي يقودها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، واستطاعت الوحدات الكردية التغلب على الفصائل التي كانت تخطط للسيطرة على مناطق الجزيرة السورية عقب انسحاب وتقهقر النظام السوري في مناطق واسعة من سوريا. لماذا الخوف التركي؟ من منظور أوسع لا تكتفي تركيا بتدبير العمليات العسكرية، سواء من خلال السوريين الموالين لها أو العمليات العسكرية التي يقوم بها جيشها، فهي دائمة الحضور في دول الجوار الإقليمي التي تضم ملايين الأكراد في حدودها، ومنذ زمن مؤسس الدولة التركية الحالية مصطفى كمال أتاتورك تصدر الكرد بنود الاتفاقات الثنائية التي كانت تركيا تعقدها مع الدول الجارة وقتها بما فيها العراق وسوريا التي تشكلتا حديثاً، وكذلك إيران الشاهنشاهية، ففي يونيو (حزيران) 1932 زار الشاه رضا بهلوي ملك إيران أنقرة والتقى مصطفى كمال أتاتورك في زيارة طويلة استغرقت شهراً كاملاً، وتمخض عنها اتفاقات بين الطرفين، وكان من أبرز ملفاتها “عقد تحالف عسكري بينهما لمواجهة الحركات الكردية المسلحة على الحدود المشتركة”، بحسب ما ورد في كتاب “العلاقات التركية – الإيرانية” لفراس صالح خضر الجبوري. كذلك في العهد المعاصر عارضت تركيا بشدة إجراء ونتائج الاستفتاء الشعبي في إقليم كردستان العراق الذي جرى في خريف 2017، وخلصت نتيجته إلى أن الكرد في هذا الإقليم يريدون العيش في دولتهم المستقلة، وفي خطابه المشهور هدد الرئيس التركي بقطع المواد والصادرات وإغلاق الحدود مع الإقليم الذي يعتمد بصورة كبيرة في تجارته مع تركيا، وكذلك يصدر الإقليم من خلالها نفطه عبر ميناء “جيهان” على البحر المتوسط، إضافة إلى إجراءات عقابية أخرى هددت بها الحكومة لرفضها نتائج الاستفتاء. مقاتل كردي يقف على الطريق المؤدي إلى مطار القامشلي شمال شرق سوريا بعد سقوط دمشق (أ ف ب) تذكر سيرة مكافحة التطلعات الكردية السياسية من جانب الدول، أن تركيا هي الأعنف بينها من خلال القمع العسكري والسياسيات، وهي الأكثر قلقاً من نظيراتها وإن اختلفت أشكال القمع للأكراد في إيران أو العراق وحتى سوريا، ويعود ذلك إلى الثقل السكاني الكبير للأكراد داخل حدود تركيا التي يقدر بنحو 20 مليون شخص، في حين يبلغ عدد سكان تركيا نحو 85 ميلون شخص، بينما يوجد في إيران ما يراوح بين 8 و10 ملايين كردي ضمن نحو 90 مليوناً من سكان الدولة الفارسية، كما أظهر الإحصاء الأخير في العراق أن سكان الإقليم الكردي في مناطقه الإدارية فقط يبلغ 6.4 مليون تقريباً، بينما وصل العدد الكلي لهم، بما في ذلك ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل إلى 45.5 مليون، أما في سوريا التي انهكتها الحرب على مدى العقدين الأخيرين فيقدر عدد الأكراد فيها بنحو 3 ملايين من بين 23 مليون سوري، وبذلك يناهز عدد الأكراد في الدول الأربع التي يوجدون فيها بصورة رئيسة 40 مليون شخص، بينما يتوزع بضع مئات من الآلاف في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، وكانوا ضحايا تهجير قسري، خصوصاً في زمن حكم ستالين. الوجود التاريخي لم يوجد هذا الثقل السكاني في منطقة الشرق الأوسط نتيجة ظروف سياسية أو طبيعية طارئة، بل تشير التنقيبات والأبحاث الأثرية والتاريخية إلى ممالك وإمبراطوريات عدة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد يعدون أصل الأكراد، ويذكر الباحث الكردي فارس عثمان في دراسته التاريخية عن أصل وجود الأكراد في سوريا، أن من بين الشعوب التي سكنت سوريا منذ العصور التاريخية القديمة واستمروا على هذه الأرض حتى الآن هم الشعب الكردي، موضحاً أن الهوريين (الحوريين – الخوريين)، والميتانيين، سكنوا سوريا الحالية واستقروا فيها وأسسوا مجموعة من الممالك القوية سيطرت عليها وعلى معظم المنطقة ردحاً من الزمن، وبحسب اللقى الأثرية فإن هذا الوجود يعود إلى أواخر العهد الآكادي في الألف الثالث قبل الميلاد. وتكشف الدراسات التاريخية والأثرية عن أن أجداد الكرد تركز توزعهم في سلسلة جبال زاغروس وطوروس والهول المحيطة بها وصولاً حتى البحر المتوسط، مثلما وجدت لقى أثرية في أوغاريت بلغة الميتانيين، ووصولاً إلى عيلام في بلاد فارس، كما أن هذا الحضور لم ينقطع من المنطقة على رغم تغير سيطرات ونشوء وزوال حضارات وممالك مختلفة أصبح فيها الكرد أسياداً في بعض الأحيان، ثم وقعوا تحت سيطرة أقوام وممالك أخرى، لكنهم واصلوا وجودهم عبر مختلف الأزمنة، خصوصاً مع وصول العصر الإسلامي، وصولاً إلى نشوء الدول القومية في بداية القرن الـ20، والتي شكلتها اتفاقات الدول الرابحة في الحرب العالمية الأولى على حساب انهيار السلطة العثمانية، لا سيما في بلاد الشام، قبلها كان تنقل الكرد طبيعياً وغير خاضع لحدود سياسية كما نشهد اليوم، إذ قسمت الحدود السياسية المجتمع الكردي بين دول أربع، وهو ما أدى إلى انقسام عائلات وعشائر وقبائل كردية تحمل صلة القربى بين حدود حكومات جديدة كانت سبباً في ظهور صراع جديد في المنطقة عرف بالقضية الكردية. المزيد عن: الحرب في سورياسقوط الأسدقوات سوريا الديمقراطيةالقضية الكرديةتركياإقليم كردستان العراق 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟ next post حكايات وأرقام مفزعة للمختفين قسرا في سوريا You may also like عامُ “البجعات السوداء” في العالم العربي! 25 ديسمبر، 2024 وثائق خاصة لـ”المجلة” تكشف تجسس نظام الأسد على... 25 ديسمبر، 2024 دمشق تحمل إيران تداعيات تصريحاتها وتركيا تسعى لترسيم... 25 ديسمبر، 2024 خيمة اليأس والرجاء… نساء المختطفين اللبنانيين في سوريا 25 ديسمبر، 2024 الاعتراف بسورية مزارع شبعا قد ينزع شرعية “حزب... 25 ديسمبر، 2024 حكايات وأرقام مفزعة للمختفين قسرا في سوريا 24 ديسمبر، 2024 مخطوفون ومطلوبون… ما مصير رجالات الأسد في لبنان؟ 24 ديسمبر، 2024 الغموض يكتنف مصير السوريين في مصر بعد الإطاحة... 24 ديسمبر، 2024 لبنان يبحث عن جثامين مفقوديه وينتظر الانسحاب الإسرائيلي 24 ديسمبر، 2024 الشرع يتفق مع قادة الفصائل السورية على الاندماج... 24 ديسمبر، 2024