الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » “أغنية الأرض” لماهلر: بدلا عن “العاشرة” القاتلة

“أغنية الأرض” لماهلر: بدلا عن “العاشرة” القاتلة

by admin

المبدع يغطي آلامه بالدواء القادم من الصين

اندبندنت عربية / إبراهيم العريس باحث وكاتب

نادرة هي الصور التي بقيت لنا من الموسيقي النمساوي غوستاف ماهلر، تصوّره مبتسماً. فإذا اعتمدنا على صوره المتوافرة للحديث عن مزاجه الشخصي، سيكون لنا أن نستنتج أن الرجل كان دائم الاكتئاب.

لقد ألمح السينمائي الإيطالي لوكينو فيسكونتي إلى شيء كهذا، ولو مواربة، من خلال بعض مشاهد فيلمه البديع “موت في البندقية”، المقتبس من رواية توماس مان، التي تطل بشكل ما على ماهلر وأفكاره وحياته، والتي تطالعنا فيها حوارات تشبه ما كان يرد على لسان ماهلر وبقلمه أحياناً.

وما نقوله هنا عن كآبة الرجل، ينطبق بشكلٍ خاص على السنوات الأخيرة من حياة ماهلر، تلك التي تلت بدايات القرن العشرين، وكان من خصائص موسيقاه فيها اتسامها بقدرٍ كبير من الشجن، وهو شجن عكس بالتأكيد تلك الأحداث التي عرفتها حياته في تلك الآونة، لا سيما موت ابنته الكبرى ماريا بالحمى القرمزية واكتشاف الأطباء ضعفاً في قلبه هو نفسه، ناهيك بمعاناته الوظيفية في وقت بات بدوره ضحية للاسامية راحت تستشري حينها. ولعله عرف كيف يعبر عن ذلك كله في رسالة كتبها إلى صديقه برونو والتر، يقول فيها “بضربة واحدة خسرت كل ما كان يخيّل إليّ أنني حققته في حياتي، وبات عليّ أن أبدأ من جديد مثل طفل ولد لتوّه”.

اقرأ المزيد

كلام وموسيقى من الصين

ولعل العمل الذي عرف ماهلر كيف يعبّر فيه عن كل ذلك، هو “أغنية الأرض” التي كانت آخر ما لحّن في حياته، حيث أنجزها خلال عامي 1908-1909. ولا شك أنها تعتبر واحدة من أشهر أعماله. وهي حتى لو صُنّفت “أغنيةً” يمكن اعتبارها في حقيقة الأمر سيمفونية رغم اعتمادها على قصائد استقاها من بعض مقاطع من الشعر الصيني، مضيفاً إلى هذا استخدام السُلم الموسيقي الصيني في تلحينها.

فالحال أن ماهلر الذي كان يطرح على نفسه خلال تلك السنوات الأخيرة من حياته أسئلة وجودية حول الحياة والموت والمرض والخلاص وجد في قصائد قرأها في كتاب مترجم إلى الألمانية عن الصينية عنوانه “الناي الصيني” ضالته بل ملاذه مما كان ينظر إليه بوصفه “لعنة السيمفونية العاشرة” ولهذه اللعنة حكاية.

فمنذ كتب بيتهوفن سيمفونيته التاسعة وقضى من بعدها من دون أن يتمكن من كتابة عاشرة له، راح مؤلفو السيمفونيات يتساقطون من دون اجتياز أي سيمفونية تاسعة يكتبونها، وهكذا حين وصل الدور إلى ماهلر وكتب تاسعته الرائعة وشرع يكتب تالية لها، استنكف لخوفه، عن تسميتها بالعاشرة وسماها أغنية، لكنها كانت أغنية طويلة ذات افتتاحية وحركات وخاتمة، وضمت عن قصد تلك الأغنيات الصينية الأصل لتقدم من دون أي ذكر لكونها سيمفونية. وتقول الحكاية إن ماهلر ما إن ارتاح إلى هذا “الاحتيال” الإبداعي وشرع بعد ذلك في كتابة سيمفونية جديدة حتى قضى من دون أن يكملها!

الترياق في فرنسا المتفهمة

المهم، نعود هنا إلى “أغنية الأرض” سواءً اعتبرناها سيمفونية أو أغنية أو “عاشرة” قضت على صاحبها، لنتعامل معها كعمل أساس في تاريخ الموسيقى الرومانطيقية المبنية على الشجن والتي ختمت حياة وعمل ذلك الموسيقي الذي تعمد أن يجعل موسيقاه منذ عمله الذاتي الكبير الأول “نشيد رفيق متشرد” (1883) مبدَعاً فنياً ندر أن كان له شبيه في ذاتيته، ويرى باحثون كُثر أنه يفتتح دائرة في عمل ماهلر أتت “أغنية الأرض” لتقفلها، حيث يتشابه العملان في شجنهما ونهلهما من الطبيعة والموسيقى الشعبية إنما مع إطلالات فلسفية في بعض لحظاته الموسيقية ومنها مثلاً إطلالة ماهلر على نيتشه في سيمفونيته الثالثة.

خلال مسيرته العملية، عرف ماهلر كيف يقسم وقته بين الإبداع الموسيقي والعمل الإداري، كما على العمل في قيادة الأوركسترا. ونعرف أنه حُورب كثيراً في هذا الميدان الأخير بالذات، ما انعكس دائماً في طابع شكوى تراجيدي غلب على بعض أكثر لحظاته الموسيقية جمالاً، ليصل إلى ذروته في “أغنية الأرض”، حتى وإن كان الموسيقي قد تغاضى في بعض الأحيان عن آلامه الخاصة ليحاول أن يجعل من موسيقاه وسيلة للتبشير بعوالم سيظل يشعر فيها الإنسان بعظمته وتفوقه، ويصبح، في استعارة من نيتشه في سيمفونية “التيتان” على وجه الخصوص، إنساناً متفوقاً. ولعل من المناسب أن نذكر هنا كيف أن السينمائي فيسكونتي قد استخدم مقاطع من هذه السيمفونية تحديداً لـ”تزيين” مشاهد الكوليرا والموت التي ضربت المدينة الإيطالية الرائعة ذات لحظة من تاريخها وكأنه يستعير من ماهلر قوله “الإنسان والحياة رغم كل شيء”!

ولا بد من أن نذكر هنا أن ماهلر، ورغم كل أوروبيته التي كانت في الوقت نفسه أوروبية نيتشوية خالصة عمادها الإنسان المبدع وسعيه إلى الحرية ولامبالاته بالمرض والموت، ظل مجهولاً طوال حياته في معظم أنحاء أوروبا خارج النمسا وألمانيا اللتين كانتا ميدان تحركه وإبداعه وشهرته. وهو ظل مجهولاً في الخارج إلى حد كبير حتى عام 1910 الذي سبق رحيله بعام، حيث قُيّض له أن يتوجه إلى باريس ليقود بنفسه أوركسترا ضخمة عزفت أمام جمهور فرنسي مندهش سيمفونيته الثانية بشكل عجائبي. وكانت هنا انطلاقته العالمية ولو للشهور القليلة الباقية من حياته، هو الذي كان البعض ينظر إليه حتى في فيينا وبرلين بكونه مؤلفاً لأعمال خفيفة تكاد تكون ترجمة خطّية لأفكار تبسيطية، فإذا به يجد في فرنسا جمهوراً متفهماً له بشكل أفضل. ويقول برونو والتر إن الموت لم يمهله لكي يستفيد من تلك المكانة التي حظي بها في فرنسا، حيث لم يمض عامٌ على تلك الانبعاثة الباريسية التي عوّضته بؤس سنواته الأخيرة وآلامها حتى اختطفه الموت، وتحديداً قبل أن يشهد في وطنه انهيار كل ما كان قد آن به في حياته، انهياراً لم يعد ذاتياً بل صار عاماً.

بعض أضواء مشعّة لكلمة النهاية

مهما يكن، لا بد من القول هنا إن غوستاف ماهلر، بدلاً عن أن يكون موسيقياً كبيراً، كما كان حقاً في حياته، كان يريد أن يُعتبر مفكّراً كبيراً، وهو ما لم يقنع كثراً من متابعي عمله وحياته. وهو كان بالكاد قد بلغ الخمسين من عمره، حين لحن “أغنية الأرض”، وكان من الواضح أنه في ذلك الحين قد بات يشعر بدنو نهايته، وقد رحل فعلاً بعد أن أنجز هذا العمل الكبير، بأقل من عامين.

وُلد غوستاف ماهلر في عام 1860 لأبوين يهوديين ثريين من بوهيميا، وتلقى علومه الموسيقية في كونسرفاتوار فيينا، متأثراً خصوصاً بفاغنر وبروكنر.

بدأ حياته العملية قائداً للأوركسترا في مدن ريفية، ثم تولى إدارة “أوبرا بودابست الملكية”، وبعدها “أوبرا هامبورغ”. وفي عام 1897 بدفعٍ من براهمز، أصبح مديراً لأوبرا فيينا، وخلال ذلك كتب أعماله السيمفونية والغنائية، وكان من أبرزها السيمفونيتان الثانية والرابعة، لا سيما أعماله التي كتبها، من منطلق روحي، بعد أن تخلى عن ديانته اليهودية واعتنق الكاثوليكية.

وفي عام 1907 بدا على ماهلر السأم من الوظائف التي يشغلها، فاتجه إلى الولايات المتحدة حيث تولى إدارة “متروبوليتان أوبرا”، وهناك استكمل عمليه الكبيرين: “السيمفونية التاسعة” و”أغنية الأرض”. وقد مات ماهلر في عام 1911 مخلّفاً وراءه عدداً من أعمال لم تكتمل ناهيك بأعمال اكتملت من دون أن تقدّم أمام الجمهور. ومن هذه الأعمال، كما أشرنا، “أغنية الأرض” التي كان برونو والتر صديقه أول من قدّمها في فيينا عام 1911 بعد أشهر من رحيل مؤلفها، علماً بأن تقديمها بعد ذلك بعامين في لندن شكّل انطلاقتها العالمية الكبرى.

المزيد عن: غوستاف ماهلر/موسيقى/لوكينو فيسكونتي/لعنة السيمفونية العاشرة/ايطاليا

 

 

You may also like

54 comments

Palma 20 يونيو، 2020 - 1:56 ص

A person essentially lend a hand to make severely posts I would state.

That is the very first time I frequented your website
page and thus far? I amazed with the analysis you made to create this actual
publish amazing. Magnificent task!

my site :: g it

Reply
Cleo 22 يونيو، 2020 - 11:01 ص

We’re a group of volunteers and starting a new scheme in our community.
Your website offered us with valuable info
to work on. You’ve done a formidable job and our entire community will be thankful to you.

Stop by my website – rsacwgxy g

Reply
Earl 26 يونيو، 2020 - 4:04 م

I’m really impressed with your writing skills and also with the layout on your blog.

Is this a paid theme or did you customize it yourself?
Anyway keep up the excellent quality writing, it is rare to see a great blog like this one nowadays.

Here is my blog post; cbd oil (jizzaxcity.uz)

Reply
Norberto 28 يونيو، 2020 - 9:07 م

We’re a group of volunteers and opening a new scheme in our community.
Your website offered us with useful info to work on. You have performed
an impressive job and our whole group will probably be thankful to you.

Also visit my homepage – cbd oil that works 2020

Reply
Mervin 29 يونيو، 2020 - 9:28 ص

Hi there, for all time i used to check weblog posts here in the early hours in the break of
day, since i enjoy to learn more and more.

Feel free to surf to my blog cbd oil that works 2020

Reply
Jared 18 يوليو، 2020 - 1:49 ص

Hey there! Someone in my Facebook group shared this site with us so I came to take a look.
I’m definitely enjoying the information. I’m bookmarking and will be tweeting this to my followers!
Terrific blog and excellent style and design.

My page web host

Reply
Beverly 25 يوليو، 2020 - 10:32 م

Hello! I just would like to give you a huge thumbs up for your excellent info you’ve got right here on this post.
I’ll be coming back to your site for more soon.

my web blog: best hosting

Reply
Nathaniel 30 يوليو، 2020 - 1:23 م

Good article. I am experiencing a few of these issues as well..
adreamoftrains web hosting companies web hosting sites

Reply
Finley 31 يوليو، 2020 - 2:51 ص

hello there and thank you for your info – I’ve certainly picked up something new from right
here. I did however expertise a few technical issues using this site,
since I experienced cheap flights to hawaii
reload the site a lot of times previous to I could get it to load correctly.
I had been wondering if your web host is OK? Not that I’m complaining,
but slow loading instances times will often affect your placement
in google and could damage your high quality score if ads and marketing with Adwords.
Anyway I am adding this RSS to my e-mail and can look out for a lot
more of your respective fascinating content. Make sure you update this again soon.

Reply
Luciana 6 أغسطس، 2020 - 5:07 م

Inspiring story there. What occurred after? Take care!

Feel free to surf to my site; best web hosting 2020

Reply
Louie 7 أغسطس، 2020 - 6:53 ص

Great blog here! Also your website loads up fast! What host are
you using? Can I get your affiliate link to your host?

I wish my web host site loaded up as quickly as
yours lol

Reply
Danial 24 أغسطس، 2020 - 5:10 ص

Attractive component to content. I simply stumbled upon your weblog and in accession capital to claim that I acquire actually loved account your blog posts.
Anyway I will be subscribing for your feeds and even I achievement you get
entry to persistently quickly.

My web blog – cheap flights

Reply
Pasquale 24 أغسطس، 2020 - 1:59 م

It is perfect time to make some plans for the future and it’s
time to be happy. I have read this publish and if I could I desire to counsel you few attention-grabbing issues or advice.
Maybe you can write next articles relating to this article.
I desire to learn even more things approximately it!

y2yxvvfw cheap flights

Reply
Cathy 27 أغسطس، 2020 - 11:22 ص

Hi I am so delighted I found your blog page, I
really found you by accident, while I was researching on Aol for something else, Nonetheless I am here now
and would just like to say thanks for a remarkable post and a all round thrilling blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read
it all at the minute but I have bookmarked it and also added your
RSS feeds, so when I have time I will be back to read more, Please do keep up the
excellent work.

Here is my website: cheap flights

Reply
Linette 28 أغسطس، 2020 - 2:32 م

Hi there! I understand this is kind of off-topic but I needed to
ask. Does building a well-established website like yours take a
massive amount work? I am brand new to writing a blog however I do write in my journal everyday.
I’d like to start a blog so I can easily share my personal
experience and feelings online. Please let me know if you have
any kind of recommendations or tips for new aspiring bloggers.
Thankyou!

my blog … black mass

Reply
Tosha 31 أغسطس، 2020 - 2:08 ص

This piece of writing will assist the internet users for creating new blog or even a blog from start to end.

Feel free to surf to my webpage :: black mass

Reply
Pearl 5 سبتمبر، 2020 - 10:56 ص

I believe this is one of the so much vital info for me.
And i am glad studying your article. However should statement on few general things, The website style is perfect, the articles is truly great : D.
Excellent activity, cheers

Feel free to surf to my page – web hosting companies

Reply
зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 2:03 م

With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My site has a lot of completely unique content I’ve either created myself or outsourced but it looks like a lot of it is popping it up all over the web without my authorization. Do you know any solutions to help stop content from being ripped off? I’d certainly appreciate it.

Reply
бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 11:58 م

It’s really a nice and helpful piece of information. I’m glad that you simply shared this helpful info with us. Please stay us informed like this. Thanks for sharing.

Reply
steam csgo skin gamble websites 8 مايو، 2024 - 2:43 ص

If you are going for best contents like me, simply visit this website every day since it gives quality contents, thanks

Reply
Francisk Skorina Gomel state University 16 مايو، 2024 - 3:37 ص

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 7:22 م

Its like you read my mind! You seem to know so much approximately this, like you wrote the ebook in it or something. I feel that you could do with some % to pressure the message house a bit, however other than that, this is great blog. A great read. I’ll definitely be back.

Reply
купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 9:59 م

I think this is one of the most significant information for me. And i’m glad reading your article. But want to remark on few general things, The website style is ideal, the articles is really nice : D. Good job, cheers

Reply
乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 8:36 م

Excellent, what a webpage it is! This weblog provides useful information to us, keep it up.

Reply
хот фиеста игра 13 يونيو، 2024 - 7:31 م

When someone writes an article he/she maintains the thought of a user in his/her mind that how a user can understand it. So that’s why this article is great. Thanks!

Reply
хот фиеста казино 14 يونيو، 2024 - 5:48 ص

Hey there! I could have sworn I’ve been to this blog before but after reading through some of the post I realized it’s new to me. Nonetheless, I’m definitely happy I found it and I’ll be bookmarking and checking back often!

Reply
хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 5:30 م

Having read this I thought it was really informative. I appreciate you finding the time and effort to put this informative article together. I once again find myself spending way too much time both reading and leaving comments. But so what, it was still worth it!

Reply
hot fiesta казино 15 يونيو، 2024 - 4:45 ص

I like what you guys are usually up too. Such clever work and exposure! Keep up the great works guys I’ve incorporated you guys to my blogroll.

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 3:30 ص

Hi, i think that i saw you visited my blog so i got here to go back the choose?.I am trying to in finding things to improve my site!I guess its good enough to use some of your concepts!!

Reply
Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 8:37 م

Magnificent goods from you, man. I’ve understand your stuff previous to and you’re just too wonderful. I really like what you’ve acquired here, really like what you’re stating and the way in which you say it. You make it entertaining and you still take care of to keep it sensible. I can not wait to read far more from you. This is actually a wonderful site.

Reply
Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:01 ص

This article will help the internet users for building up new blog or even a blog from start to end.

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 12:57 ص

Ahaa, its nice discussion regarding this post here at this webpage, I have read all that, so now me also commenting here.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:20 ص

Keep this going please, great job!

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 5:18 م

hi!,I really like your writing so so much! proportion we keep up a correspondence more approximately your post on AOL? I need an expert in this area to solve my problem. May be that is you! Looking forward to peer you.

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:10 ص

Great web site. Lots of useful information here. I’m sending it to a few pals ans also sharing in delicious. And obviously, thank you in your effort!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 9:31 ص

What’s up, its nice article concerning media print, we all know media is a great source of data.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 10:20 م

I am curious to find out what blog system you happen to be utilizing? I’m experiencing some minor security problems with my latest site and I would like to find something more safeguarded. Do you have any suggestions?

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 2:54 ص

1Хотите собственное дело с низкими инвестициями? Попробуйте автомойку самообслуживания под ключ – новый формат быстрой очистки автомобилей.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 10:29 م

Заказывая автомойку под ключ, вы получаете полный комплекс услуг, который включает выбор местоположения, проектирование, строительство и установку оборудования для качественной мойки авто.

Reply
строительство автомойки под ключ 8 يوليو، 2024 - 9:59 ص

Мойка самообслуживания под ключ – великолепный выбор для тех, кто хочет начать бизнес без лишних забот. Все под контролем, и вы в деле!

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 9:10 م

I seriously love your blog.. Pleasant colors & theme. Did you create this website yourself? Please reply back as I’m looking to create my own blog and would like to learn where you got this from or what the theme is called. Thanks!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:33 ص

Hi! I know this is kinda off topic however I’d figured I’d ask. Would you be interested in exchanging links or maybe guest writing a blog article or vice-versa? My site addresses a lot of the same subjects as yours and I feel we could greatly benefit from each other. If you might be interested feel free to send me an e-mail. I look forward to hearing from you! Wonderful blog by the way!

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 4:36 م

I visited many websites but the audio quality for audio songs present at this web site is in fact marvelous.

Reply
строительство автомойки под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:48 ص

Строительство автомойки под ключ – это выгодное вложение средств для начинающих предпринимателей. Компания берет на себя все этапы работ: от разработки проекта до запуска готового бизнеса.

Reply
custom police badges 5 أغسطس، 2024 - 1:16 م

Great advice! I’ll definitely be implementing some of these tips.

Reply
Джак 19 أغسطس، 2024 - 7:15 ص

Wow, this post is nice, my sister is analyzing such things, thus I am going to let know her.

Reply
theguardian 23 أغسطس، 2024 - 4:52 ص

This website was… how do I say it? Relevant!! Finally I have found something that helped me. Cheers!

Reply
theguardian 23 أغسطس، 2024 - 11:20 م

Hello there! This is my first visit to your blog! We are a collection of volunteers and starting a new initiative in a community in the same niche. Your blog provided us useful information to work on. You have done a extraordinary job!

Reply
theguardian 24 أغسطس، 2024 - 3:58 م

Hey there, You have done an excellent job. I will definitely digg it and personally recommend to my friends. I am sure they will be benefited from this web site.

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 8:00 ص

Hello there, simply became aware of your blog thru Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate in the event you continue this in future. Many other folks shall be benefited from your writing. Cheers!

Reply
theguardian 25 أغسطس، 2024 - 10:46 م

Thanks for ones marvelous posting! I quite enjoyed reading it, you may be a great author. I will make certain to bookmark your blog and will often come back in the foreseeable future. I want to encourage you to definitely continue your great job, have a nice weekend!

Reply
theguardian.com 27 أغسطس، 2024 - 9:55 م

constantly i used to read smaller posts which also clear their motive, and that is also happening with this piece of writing which I am reading here.

Reply
theguardian.com 28 أغسطس، 2024 - 11:20 ص

Wow, superb blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your site is great, let alone the content!

Reply
theguardian.com 29 أغسطس، 2024 - 12:40 ص

What’s up to all, it’s really a good for me to go to see this site, it contains priceless Information.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00