ثقافة و فنونعربي أعمال الفنان اللبناني عارف الريس في معرض استعادي by admin 19 مارس، 2022 written by admin 19 مارس، 2022 713 تنقل بين السنغال والجزائر وجدة وأبدع عوالم تشكيلية متعددة اندبندنت عربية \ ياسر سلطان الفن ليس مجرد أداة للتعبير عن المشاعر الداخلية والأفكار فقط، بل هو وسيلة للاشتباك مع الواقع وطرح الأسئلة، والخوض في قضاياه وأزماته. وحين يشتبك المبدع مع واقعه تتحول تجربته الفنية إلى مساحة رحبة يمكننا من خلالها إعادة قراءة الأحداث والتواريخ، مساحة تلتهم الواقع وتعيد تشكيله من جديد لترسم أمامنا أبعاداً أخرى لهذه التواريخ والأحداث أو تكشف لنا ما خفي أو توارى عن أبصارنا. ولعل هذه السمة التي يتمتع بها الفن تتجسد على نحو لافت في تجربة الفنان اللبناني الراحل عارف الريس المعروضة أعماله حالياً في متحف الشارقة للفنون حتى 7 أغسطس (آب). عشرات الأعمال المتنوعة تستضيفها قاعتان كبيرتان داخل متحف الشارقة للفنون تمثل مراحل مختلفة من تجربة هذا الفنان المخضرم الذي رحل عام 2005 بعد رحلة طويلة من الإبداع والتألق والترحال المستمر. المعرض من تنظيم مؤسسة الشارقة للفنون وبالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف وبدعم من القائمين على إرث الفنان الراحل وغاليري صفير- زملر في بيروت وهامبورغ. لوحة للرسام الريس في المعرض (الخدمة الإعلامية) يضم هذا المعرض الاستعادي مجموعة كبيرة من أعمال الفنان اللبناني البارز، من لوحات ورسوم وأعمال ورقية ومنحوتات ومنسوجات جدارية تمثل نماذج من تجاربه المتعددة التي أنتجها على امتداد خمسة عقود. يسلط المعرض الضوء على ثراء ممارسة عارف الريس الفنية وعمقها، ويكثف تجليات التجربة الفنية لهذا الحداثي العربي المهم الذي عرف بغزارة إنتاجه. عرف الفنان عارف الريس بنشاطه اللافت في المجتمع الفني في لبنان، فهو كان يدرس ويكتب ويشارك في المؤتمرات والمعارض المعنية بالأوضاع السياسية والفنية في العالم العربي. وكان كثير الترحال، وتعكس أعماله البيئات والأماكن التي عاش وعمل فيها، ومراحله الزمنية، بدءاً من تأثير السنوات الأولى التي أمضاها بين لبنان والسنغال، مروراً بأسفاره ودراسته بين أوروبا والولايات المتحدة، وصولاً إلى عودته إلى العالم العربي وانتقاله بين بيروت والجزائر ومدينة جدة. التقط الريس جوهر العالم من حوله في مجموعة من الأعمال التي تنبع من أعماقه السحيقة، والتي يعكس جانب منها الكثير من الصراعات السياسية في زمانه، كحرب الاستقلال الجزائرية والحرب الأهلية اللبنانية. يمثل عارف الريس نموذجاً للمبدع الباحث عن الحرية دوماً والمهموم بأوجاع وطنه وأوجاع الإنسانية على نحو عام. لوحة من أجواء الحرب (الخدمة الإعلامية) يضم المعرض الكبير الذي يستضيفه متحف الشارقة طيفاً واسعاً من الممارسات والأساليب والموضوعات التي أبدعها الفنان الراحل خلال مسيرته الفنية، التي يلامس بعضها العديد من الأحداث والتحولات الداخلية اللبنانية على الصعيد السياسي والاجتماعي. بين أعمال المعرض كذلك إشارات إلى رحلاته في غرب أفريقيا وإقامته الطويلة في السنغال. في أعمال الريس ثمة إحساس فطري يخيم على الأعمال، وهو إحساس نابع من عفوية التجربة وصدقها، هذه العفوية التي تترجمها خطوطه المتدفقة بحرية على سطح العمل. بين هذه الأعمال كذلك تسيطر مشاعر مشحونة بالقلق والتوتر، وهما سمة مشتركة تقريباً في معظم الأعمال التي أنتجها الريس خلال فترة السبعينيات والثمانينيات بالتزامن مع الحرب الأهلية في لبنان. فهو كان أحد أكثر الفنانين الذين عبروا عن هذه الحرب أصدق تعبير، وله مجموعة كبيرة من الرسوم التي تجسد انطباعاته حول الصراع والحرب في لبنان، بداية من السبعينيات من القرن الماضي. من المرحلة الأفريقية (الخدمة الإعلامية) في خضم قلقه وتوجسه أثناء الاضطرابات الأهلية في وطنه لجأ عارف الريس إلى النحت وأنجز العديد من الأعمال النحتية على الحجر، وهي التجربة التي بدأها في منتصف الثمانينيات وطور أسلوبه فيها، بخاصة خلال الفترة التي أقامها في مدينة جدة السعودية. وهو ما تعبر عنه منحوتاته العملاقة التي تشرف اليوم على ساحل المدينة. تميز عارف الريس بأنه لم يقف عند حدود الخامة، فقد اشتغل خلال حياته على العديد من الوسائط، من التصوير إلى الرسم والطباعة، كما استعمل الكولاج في مراحل لاحقة، ووظف الصور الفوتوغرافية في أعماله. لا شك أن عارف الريس يعد أحد الرموز البارزة في الفن اللبناني والعربي، ولعل أكثر ما يميزها هو ذلك الاشتباك اللافت مع الواقع والأحداث. بين التجارب التصويرية الشهيرة للفنان الراحل تأتي مجموعته التي تحمل عنوان “رؤى من العالم الثالث” ومثلت رؤيته البصرية للتحرر الوطني وثورات العالم الثالث والحركات الوطنية الملهمة، من أميركا اللاتينية إلى فلسطين وغيرها من البلدان التي كانت ما تزال في معترك التحرر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. كما خص وطنه لبنان بالعديد من الأعمال التي ترسم خارطة السياسة والفن والمجتمع اللبناني. المزيد عن: رسام \ فن تشكيلي \ لوحات \ الحرب \ طبيعة \ مشاهد أفريقية \ تعبيرية 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “بس يا بحر” لخالد الصديق بين أفضل عشرين فيلما عربيا next post أبرز الخيارات المحيرة لأكاديمية علوم السينما في منح جوائز الأوسكار You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024