مدرعة تستخدمها قوات الأمن السورية تتحرك على طول طريق في مدينة اللاذقية (أ ف ب) عرب وعالم أحداث سوريا… أمور دبرت بليل أم أخطاء فردية؟ by admin 10 مارس، 2025 written by admin 10 مارس، 2025 15 يتوقع أن تقدم لجنة تقصي الحقائق المشكلة رئاسياً تقريرها عن الوقائع خلال شهر اندبندنت عربية / مصطفى رستم صحافي @MustafaRostom1 بعد انقضاء ثلاثة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد وهربه إلى موسكو يبدو أن أتباعه استشعروا خطراً خصوصاً كبار قادة الجناح العسكري والأمني، وفضل من لديه سجل إجرامي خلال أعوام الحرب اللجوء إلى جبال الساحل الوعرة والمعقدة تضاريسياً رافضين إجراء تسوية أمنية كانت الإدارة الجديدة قد أعلنتها سابقاً لتسليم السلاح. إلى ذلك وبعد انقضاء هذه المدة الزمنية، التي انشغلت خلالها الإدارة الجديدة في سوريا بترتيب أوراق البيت السياسي الداخلي وبناء جسور دبلوماسية مع الدول الإقليمية في سعي منها لمنح تطمينات باستقرار المنطقة، أعاد فلول النظام ترتيب صفوفهم بدعم خارجي، إذ لا يزال الحديث يسري عن دور إيراني ومراقبة روسية من كثب لمجريات الأحداث. ولعب الفلول على الوتر الطائفي عبر زج الطائفة العلوية في الساحل بمعركة السادس من مارس (آذار) الجاري، حيث أوقع كمين محكم في منطقة جبلة بريف اللاذقية الجنوبي (تبعد 25 كيلومتر عن مركز المدينة) 16 من عناصر الأمن العام قتلى. في هذه الأثناء صدرت الأوامر بإنهاء ملف فلول النظام خصوصاً أن المعلومات الأولية أخذت تصل عن تأطيره لمجموعاته وتشكيل مجلس عسكري يقوده غياث دلا وهو عميد في جيش النظام السابق وتأليف ما سمي “درع الساحل”. يقود سائقون مركباتهم أمام لافتة كبيرة للعلم السوري مع شعار “سوريا للجميع” في اللاذقية (أ ف ب) وبحسب مصادر أهلية أكدت تشكيل الفلول مجموعات مقاتلة، واستغلال الحاجة المادية للسكان بعد عمليات تسريح طالت نسبة كبيرة خصوصاً كما هو معروف عن التحاق شباب الساحل السوري بخدمة الجيش أو الأمن على مدى عقود طويلة، وبعد انهيار النظام أعلن عن تسريح كل أفراد الجيش وأجهزة أمنه، علاوة على جهاز الشرطة بغية تشكيل جيش جديد وسلك أمني لا يضم أياً من القادة أو العناصر من النظام السابق. نفير غير مدروس على الفور اتجهت أرتال التعزيزات القادمة من محافظات في الشمال السوري والمنطقة الوسطى، وغيرها من المدن بعدما سرى خبر النفير العام بغية مؤازرة قوات الأمن العام في حربها ضد الفلول ودارت معارك في قرى اللاذقية. ويرى مراقبون أن التعزيزات وعلى كثرتها جاءت بطريقة غير مدروسة أو منظمة بطريقة غير صحيحة، بل شكلت عبئاً على القوات المقاتلة من الأمن العام. وفق هؤلاء المراقبين، ارتكبت مجموعات من القوات المؤازرة أعمال عنف في الساحل. وتحدث مصدر أهلي من مدينة اللاذقية عن دور لمسلحين أجانب في أعمال عنف ميدانية على عكس تعامل أفراد الأمن العام، مضيفاً “نعيش اليوم في مدينة جبلة هدوءاً حذراً، وقوات الأمن العام أعادت الأمور إلى نصابها، ونأمل وقف حمام الدم”. في غضون ذلك شهدت مناطق الساحل 72 ساعة دامية وأحداثاً مؤلمة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه جرى تسجيل “40 مجزرة”، ومقتل 973 مدنياً في اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص. وبالحديث عن تداعيات ما يدور من أعمال عنف، فرقت قوات الأمن السوري، أمس الأحد، اعتصاماً في العاصمة دمشق دعا إليها ناشطون من المجتمع المدني احتجاجاً على أحداث الساحل. وجاء تدخل قوات الأمن العام بعد إطلاق أشخاص أثناء الوقفة الاحتجاجية عبارات طائفية أججت المشهد وتطور إلى اشتباك بين التجمعين. لجنة تحقيق في المقابل، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري مهمتها الكشف عن الأسباب والظروف والملابسات التي أدت إلى وقوعها، والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون، وتحديد المسؤولين عنها، والتحقيق كذلك في الاعتداءات على المؤسسات العامة ورجال الأمن والجيش وتحديد المسؤولين عنها. ومن المتوقع أن تستكمل اللجنة المؤلفة من سبع شخصيات من سلك القضاء والقانون أعمالها وترفع تقريرها بعد شهر من بدء عملها، في وقت عثر على مقبرة جماعية في مدينة القرداحة في ريف اللاذقية تضم جثثاً لعناصر من الأمن العام قتلوا على يد فلول النظام بعد أسرهم. الرئيس السوري أحمد الشرع (أ ف ب) ومع كل مناشدات المنظمات الأهلية للإدارة السورية الجديدة بإنزال أشد العقوبات في حق مرتكبي الجرائم في الساحل خرجت أصوات ألقت اللوم على مجموعات فلول النظام، وظهر رجل الأعمال رامي مخلوف المعروف بصلة قرابة مع بشار الأسد موجهاً كلامه للضابط في الفرقة الرابعة، غياث دلا، ورئيس فرع الأمن العسكري “ألم تتوقعوا بعد ما فعلتموه بعناصر الأمن أن تكون ردة الفعل عنيفة جداً؟”. واستكمل مخلوف تدوينته على حسابه بمنصة “إكس” قائلاً “لماذا ورطتم هؤلاء المدنيين المساكين معكم واستغليتم حاجتهم للمال، كونهم فقدوا وظائفهم المدنية والعسكرية، وأوهمتموهم أنكم سيطرتم على المنطقة، وتحتاجونهم لحراستها، أنتم قبضتم الأموال، ودفعتم أهلنا دماء وجوعاً”. محاسبة المسؤول بعد دعوة الشرع فلول النظام السابق إلى تسليم أسلحتهم متعهداً محاسبة كل من يثبت بحقه تجاوزات في حق المدنيين العزل. طالبت الأكاديمية والصحافية المقربة من البيت الأبيض مرح البقاعي من واشنطن بضرورة محاسبة ومساءلة من تنطح لإعلان (النفير) وهذه المحاسبة واجب وطني وقانوني. وقالت البقاعي، “ملاحقة فلول النظام البائد من مسؤولية رجال الأمن العام حصراً، ومن أعلن النفير هو المسؤول أخلاقياً في الأقل عن تشجيع انفلات جهات غير منضبطة، وتنفيذها للمجازر الكارثية في حق السوريين والإنسانية جمعاء، وبسبب هذا النفير دفعنا المئات من قتلى الأمن والدفاع والمدنيين العزل”. في المقابل تحدث مصدر عسكري عن محاولات فرض السيطرة على قرى محافظة اللاذقية، وإخراج كل تلك المجموعات المؤازرة، في وقت لا تزال الأعمال القتالية تدور مع الخارجين عن القانون. وأضاف، “لقد تسبب الفلول بقتل مدنيين من الطائفة العلوية بعد رميهم بالرصاص لأنهم يقودون مركبات على الطرقات العامة فقط لأن تلك السيارات الخاصة تحمل لوحات إدلب أو حلب”. تجمع حاشد في دمشق دعا إليه نشطاء سوريون وممثلون عن المجتمع المدني حداداً على الضحايا المدنيين وأفراد الأمن (أ ف ب وحذر المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، حسن عبدالغني من الاقتراب أو التعرض لأي شخص داخل منزله إلا وفق الأهداف المحددة من قبل وزارة الدفاع، وطالب جميع الوحدات الميدانية الملتحقة بمواقع القتال الالتزام الصارم بتعليمات القادة لضبط العملية على الأرض، ودعوة كل من هب للمؤازرة العودة إلى مناطقهم. وقال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبدالغني، إن الغالبية العظمى من أهالي الساحل ضد فلول الأسد وهم سعداء بالتخلص من النظام السابق القمعي. وفي آخر إحصاءات للشبكة الحقوقية وثق 121 قتيلاً من قوات الأمن العام حتى تاريخ كتابة التقرير، بينما قتل فلول النظام 26 مدنياً خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن سرعة التوثيق سببها الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل. ومع كل ذلك يطالب حقوقيون بإسراع لجنة التحقيق بإجراءات تأكد تبدأ من توقيت طلب النفير العام إلى التجمع والحشود الكبيرة التي لم تتخذ إجراءات ضبطها، وتنظيمها بالشكل الأمثل، أو إعادتها إلى مناطقها من السوريين الذين اندفعوا إلى مؤازرة السلطات الأمنية في ملاحقة الفلول إلى كمية المجازر المرتكبة والخروج بلائحة اسمية والتحقيق معها وتقديمها للمحاكمة العادلة. المزيد عن: سوريااللاذقيةالساحل السوريطرطوسالنفير العامأحمد الشرعتحقيقات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كيف يستوحي شعراء الحداثة أبعاد التراث الديني؟ next post تباطؤ التضخم في مصر يثير تساؤلات حول الجنيه والفائدة You may also like الحجار يكسر قرار عويدات: “بركة” التعيينات القضائية حلت؟ 10 مارس، 2025 مصادر “المدن”: توجه لاتفاق مع السويداء..مماثل للاتفاق مع... 10 مارس، 2025 بول سالم يكتب عن: ديناميتان تعيدان تشكيل الشرق... 10 مارس، 2025 السلطات السورية تتوصل إلى اتفاق حول دمج “قسد”... 10 مارس، 2025 تغييرات عباس في الأجهزة الأمنية… إصلاح أم إحكام... 10 مارس، 2025 رئيس وزراء كندا المقبل مارك كارني: لا يمكننا... 10 مارس، 2025 تباطؤ التضخم في مصر يثير تساؤلات حول الجنيه... 10 مارس، 2025 قانون العمل الجديد يمس الاستقرار الوظيفي في الأردن 10 مارس، 2025 قلق في إسبانيا من أن يعلن ترمب سيادة... 10 مارس، 2025 القضاء بين سندان المجلس الشيعي ومطرقة الضغوط الدولية 10 مارس، 2025