نيكولا ساركوزي أول رئيس يرتدي السوار الإلكتروني (اندبندنت عربية) X FILEعرب وعالم أبرزهم ساركوزي… قادة ومشاهير عاشوا بوصمة “السوار الإلكتروني” by admin 23 فبراير، 2025 written by admin 23 فبراير، 2025 35 جهاز يثبت عادة حول كاحل الشخص المحكوم عليه ويحوي تقنيات لتحديد الموقع الجغرافي اندبندنت عربية / هلا الخطيب كريّم صحافية لبنانية ودكتورة محاضرة في كلية الإعلام – الجامعة اللبنانية @halasco شتان ما بين سوار يزين المعصم بألوانه ومعدنه وجواهره وسوار يراقب الحركة ويسجن صاحبه في حيز مكاني معين، وسوار يحمل في طياته التباهي وآخر يحمل وصمة العار، وها هو الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي يرتدي الأخير وتلتقطه العدسات. تعود القضية لعام 2014، أي 11 عاماً قبل الرضوخ للبس السوار حين قرر ساركوزي بصحبة محاميه تييري هيرتسوغ الانغماس ربما في عالم الخدمات المتبادلة، محاولين الحصول على معلومات سرية من القاضي جيلبير أزيبير مقابل وعده بمنصب فخري في موناكو، حيث يبدو أن القاضي كان بحاجة إلى لقب جديد يضيفه إلى بطاقة أعماله. لكن لسوء الحظ أو ربما لسوء التخطيط لم يكُن ساركوزي يعلم أن الآذان الإلكترونية كانت تترصد كل همساته، فكشفت التسجيلات الهاتفية عن هذه المحادثات التي تحولت لاحقاً إلى دليل إدانة، ووجد الرجل الذي حكم فرنسا نفسه في مواجهة تهمة الفساد واستغلال النفوذ، في مشهد نسي فيه السياسي المخضرم أن الهواتف الذكية قضت على عصر الصفقات السرية. السوار الالكتروني هو جهاز يثبت عادة حول كاحل الشخص المحكوم عليه (ا ف ب) وفي مارس (آذار) عام 2021 جاء رد القضاء الفرنسي بثلاث سنوات من السجن، اثنتان منها مع وقف التنفيذ وسنة واحدة فعلية تنفذ عبر المراقبة الإلكترونية. وبعد محاولات عدة للطعن ثبت الحكم نهائياً في ديسمبر (كانون أول) عام 2024 بإدانة ساركوزي البالغ من العمر 69 سنة بتهم الفساد واستغلال النفوذ لتنفيذ عقوبة السجن لمدة عام في منزله، حيث يخضع للمراقبة عبر سوار إلكتروني. وأعلن ساركوزي استعداده لتنفيذ العقوبة من دون أن ينسى التأكيد على أنه ضحية للظلم وقرر أن يرفع القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، قائلاً “تقدمت باستئناف أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي ستحدد ما إذا كنت ضحية الظلم كما أعتقد وسأتحمل كل العواقب”. من ارتداه؟ وليست المرة الأولى التي ترتدي فيها شخصية عامة السوار الإلكتروني، لكن لم يصل الأمر إلى أن تطوق كاحل رئيس أو سياسي مشهور. وعلى رغم أن السلطات التايلاندية كانت اشترطت في فبراير (شباط) عام 2024 على رئيس وزرائها السابق تاكسين شيناواترا ارتداء السوار الإلكتروني بعد الإفراج المشروط، لكنها عادت وقبلت بتقديم تقرير شهري إلى خدمة المراقبة من دون ارتدائه بسبب عمره البالغ 74 سنة وحاله الصحية. وفي حين يحلم المواطن العادي بقضاء ليلة في فندق خمس نجوم، يجد بعض الرؤساء أنفسهم هناك وهم يقضون عقوباتهم بكل رفاهية، حيث تتحول الزنازين إلى منتجعات والأحكام إلى عطلات إجبارية مثل الديكتاتور الإندونيسي سوهارتو الذي وضع تحت الإقامة الجبرية في فيلا فاخرة، حيث عاش لبقية حياته، وديكتاتور هايتي جان كلود دوفالييه الذي قضى وقته بعد هربه في منتجعات فرنسا الفاخرة حيث عومل كضيف شرف وليس كمنفي سياسي، والرئيس البيروفي السابق ألبرتو فوجيموري الذي حكم عليه بالسجن بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، لكن بدلاً من إرساله إلى سجن عادي، حصل على سجن مصمم خصيصاً له يحوي غرفة جلوس أنيقة وتلفزيوناً ومطبخاً صغيراً. والأمثلة كثيرة لكن السوار بحد ذاته كان من نصيب ساركوزي، على رغم أنه يعد سابقة في فرنسا لرئيس حكم البلاد. شخصيات عامة سجنت بالسوار وشهد العالم حالات عدة لشخصيات بارزة اضطرت إلى ارتداء أساور المراقبة الإلكترونية كجزء من الإجراءات القانونية أو كبديل عن العقوبات السجنية، فعام 2011 ارتداه المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان ووضع تحت الإقامة الجبرية في نيويورك مع إيداع كفالة مالية تبلغ خمسة ملايين دولار بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على عاملة نظافة في فندق بنيويورك وأزيل السوار بعد إسقاط التهم عنه. وفي العام نفسه دينت سيدة الأعمال الثرية ومقدمة البرامج التلفزيونية الأميركية مارثا ستيوارت بتهم تتعلق بالتداول غير المشروع في البورصة، وبعد قضاء خمسة أشهر في السجن أفرج عنها لتقضي خمسة أشهر إضافية في الإقامة الجبرية مع ارتداء سوار إلكتروني لمراقبة تحركاتها، وصوّرت إبانها برنامجاً تلفزيونياً خاصاً من 18 حلقة تحت عنوان “الدرس: مارثا ستيورات” عن كيفية بناء إمبراطوريتها المالية. بينانت يلعب والسوار في كاحله (مواقع التواصل) وبعد عملية احتيال قيمتها 50 مليار دولار وضع المستثمر الأميركي برنارد مادوف في الإقامة الجبرية مع ارتداء سوار إلكتروني بعد تشديد شروط الاإفراج عنه بكفالة بلغت 10 ملايين دولار في عز أزمة عام 2008 الاقتصادية. وارتدى المخرج والممثل البولندي السوار بعد اتهامه بالاغتصاب في أميركا، وارتداه الفنان المغربي خريج برنامج “سوبر ستار” سعد لمجرد للسبب عينه في فرنسا عام 2016، والممثلة والمغنية الأميركية ليندسي لوهان عام 2008 بسبب إدمانها الكحول والمخدرات وحولت لوهان سوار المراقبة من وصمة إلى موضة، فظهرت وهي ترتديه بأشكال مبتكرة، كما تضمنت مجموعة “شانيل” لربيع وصيف عام 2008 حقائب للكاحل مستوحاة من سوار لوهان. وارتداه أيضاً المغني الأميركي دكتور دري (أندريه يونغ) بعد اعتدائه على ضابط شرطة عام 1992، وتقول عارضة الأزياء كريستين ديفيس التي ارتدته لخمسة أشهر عام 2008 “كان الأمر أشبه بوزن خمسة أرطال (نحو 2.3 كيلوغرام) على كاحلك”، ومن الرياضيين ارتداه نجوم اتحاد كرة القدم الأميركي بلاكسيكو بوريس ولورنس تايلور ونجم كرة القدم الإنجليزي جيرمان بينانت عام 2005 بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول. ما هو السوار الإلكتروني؟ هو ليس سواراً عادياً وكثيراً ما شاهدناه في الأفلام البوليسية عندما ينفذ القانون عدالته. إنه جهاز يثبت عادة حول كاحل الشخص المحكوم عليه، ويحوي تقنيات لتحديد الموقع الجغرافي GPS أو يعتمد على إشارات الراديو ويهدف إلى مراقبة تحركات الفرد والتأكد من التزامه القيود المفروضة عليه مثل البقاء داخل نطاق جغرافي محدد أو الامتناع عن زيارة أماكن معينة. ويستخدم هذا السوار كبديل عن العقوبات السالبة للحرية التقليدية، فيسمح للمحكوم عليه بقضاء العقوبة خارج السجن مع الحفاظ على الرقابة المستمرة. وتعود فكرة السوار الإلكتروني لأواخر الستينيات من القرن الـ20، واقترحها عالم النفس الأميركي رالف كيرك لاند، ثم طورت الفكرة في الثمانينيات وبدأ استخدامها فعلياً في أنظمة العدالة الجنائية كوسيلة لمراقبة المحكوم عليهم خارج السجن. وعلى رغم أن السوار الإلكتروني يسمح للمحكوم عليه بالبقاء خارج السجن، فإنه يفرض قيوداً صارمة على حركته، إذ يحدد نطاق جغرافي يسمح للشخص بالوجود ضمنه، وأي خروج عن هذا النطاق يؤدي إلى تنبيه السلطات المختصة. كما قد تفرض جداول زمنية محددة للخروج لأغراض معينة مثل العمل أو العلاج الطبي. أهداف السوار يهدف استخدام السوار الإلكتروني إلى تقليل الاكتظاظ في السجون وتوفير بدائل إصلاحية للمحكوم عليهم مع الحفاظ على الأمن العام ومراقبة تحركاتهم ضمن نطاق محدد، ويستعمل في كثير من الدول للمراقبة القضائية مثل الولايات المتحدة الأميركية التي تُعد من أوائل الدول التي تبنت نظام المراقبة الإلكترونية عام 1980 وبدأ التطبيق الفعلي في ولاية فلوريدا، وتبعتها بريطانيا عام 1989 والسويد عام 1994 وهولندا عام 1995. أما فرنسا التي وضعت السوار حول كاحل رئسيها السابق ساركوزي فبدأت اعتماده عام 1997. وكانت الجزائر بدأت بتطبيق نظام السوار الإلكتروني عام 2018، لكنها علقت العمل به في 2021 بسبب معوقات تقنية، وبدأت السعودية والإمارات العربية المتحدة بتطبيقه منذ عام 2019 للعقوبات المخففة وقصيرة المدى. وشهد مجلس النواب المصري الشهر الماضي مناقشات مكثفة حول إدراج السوار الإلكتروني كبديل عن الحبس الاحتياطي في مشروع قانون الإجراءات الجنائية، مما يسهم في تقليل الاكتظاظ بالسجون وتقليص كلف الحبس الاحتياطي. المطرب المغربي سعد لمجرد ارتدى السوار الإلكتروني بعد إدانته بالاغتصاب (أ ف ب) وظهرت مخاوف حول المساس بالحياة الخاصة للأفراد، لا سيما إذا رُكبت كاميرات في المنازل أو فرضت قيود صارمة على تنقلهم، وتساؤلات حول كيفية التعامل مع فقدان أو تلف السوار. واعتبر بعض النواب أن السوار الإلكتروني ليس رادعاً كافياً للمتهمين وقد لا يكون فاعلاً في بعض الجرائم الخطرة، إضافة إلى مخاوف من عدم جاهزية البنية التحتية والتكنولوجية لتطبيقه في جميع أنحاء مصر، على رغم أن دراسات قانونية تشير إلى أن كلفة الحبس الاحتياطي أعلى من تطبيق نظام السوار الإلكتروني، مما يجعل الأخير خياراً اقتصادياً أفضل، وسجل مقترح بأن يكون السوار مخفياً حتى لا يسبب وصمة اجتماعية للمتهم. ويعمل السوار الإلكتروني كوسيلة حديثة للمراقبة القضائية بهدف متابعة تحركات الأفراد الخاضعين لإجراءات قانونية معينة من دون الحاجة إلى احتجازهم داخل السجون والزنازين، إذ يثبت حول كاحل الموقوف، ويحوي جهازاً يرسل إشارات منتظمة إلى مركز مراقبة، مما يتيح للسلطات المختصة معرفة موقع الشخص والتأكد من التزامه الحدود الجغرافية والزمنية المفروضة عليه. وهو يعمل عبر إرسال إشارات لاسلكية بصورة دورية كل فترة زمنية قصيرة إلى جهاز استقبال أو نظام مركزي عبر شبكة الهاتف أو الأقمار الاصطناعية. وفي حال محاولة إزالة السوار أو خروج الشخص عن النطاق المسموح به، يرسل تنبيه فوري إلى السلطات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة. السوار الإلكتروني بين الرفاهية والسجن لم تعُد الأساور مجرد زينة والسوار الإلكتروني ليس فقط لاحتجاز جغرافيتك، فهناك سوار إلكتروني لأغراض أخرى إذ تحول إلى مساعد شخصي ومدرب رياضي ومحاسب مالي، إضافة إلى أنه حارس رقابة مشدد، وهناك سوار إلكتروني مناسب لكل حال. فسواء كنت رجل أعمال، رياضياً ملتزماً، أو سياسياً سابقاً تحت الإقامة الجبرية، هناك سوار إلكتروني يناسبك، فهو إما يمنحك حياة مترفة ومريحة أو يذكرك كل لحظة بأنك شبه سجين حتى لو كنت في قصر. والسوار الإلكتروني الفاخر متاح لأن الهاتف لم يعُد عصرياً كفاية، ولمن يهوى التكنولوجيا أصبحت الأساور الذكية الحل الأمثل لتجنب عناء إخراج الهاتف من الجيب، فهي تدفع الفواتير وترسل الرسائل وتراقب نبضك وتحذرك إذا جلست طويلاً، وهي تأتي بألوان وتصاميم تناسب عشاق الموضة، حتى إن بطاريتها تدوم لفترات أطول من الهاتف العادي. وبعض الأساور الإلكترونية تشبه الساعات الذكية وتسمى “السوار الذكي” ويمتاز بأنه خفيف الوزن وصغير الحجم وسهل الاستخدام ولديه شاشة أكبر حجماً مع مفتاح اللمس، مما يسهل التشغيل. ويقوم بمهمات متعددة مثل مراقبة النوم والخدمات المالية اللاتلامسية التي اعتمدت كثيراً أثناء جائحة كورونا، كما يقوم السوار بتتبع الحركة والتنبيهات وتحديد المواقع وسواها وتوضع هذه الأنواع من الأساور في المعصم لسهولة وسرعة استخدامها. المزيد عن: نيكولا ساركوزيفرنساسوار إلكترونيسعد لمجردنيويوركالجزائرالسعوديةالإمارات 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post سلاحه الاغتصاب… “سديه تيمان” سجن إسرائيلي سيئ الصيت next post عندما دخلت “أفلام التحريك” عالم السياسة واللؤم الاجتماعي You may also like علويو سوريا… مسالك العزلة مجددا 23 فبراير، 2025 تعريفات ترمب تحمل المستهلكين الأميركيين 10 مليارات دولار... 23 فبراير، 2025 مؤشرات على تقدم مصر في تحسين أوضاعها المالية... 23 فبراير، 2025 هل تستهدف سياسات ترمب إضعاف الدولار؟ 23 فبراير، 2025 “الدعم السريع” وجماعات متحالفة معها توقع ميثاقا لتشكيل... 23 فبراير، 2025 علي جمعة: يمكن أن يلغي الله النار في... 23 فبراير، 2025 سلاحه الاغتصاب… “سديه تيمان” سجن إسرائيلي سيئ الصيت 23 فبراير، 2025 ما سر فتور العلاقات بين تونس والإدارة السورية... 23 فبراير، 2025 نتنياهو يخوض حرب اتهامات ضد “الموساد” و”الشاباك” 23 فبراير، 2025 بيت هيغسيث… “جنرال البنتاغون” التلفزيوني 23 فبراير، 2025