ثقافة و فنونعربي المرأة في السينما الفلسطينية: تكسر القيود أم تخضع لها؟ by admin 13 أكتوبر، 2019 written by admin 13 أكتوبر، 2019 35 المجتمع لا يتقبل طرح مواضيع ترتبط بالتحرر وكسر القيود… ويحاول تنميط المُخرِجات اندبندنت عربية / فنتينا شولي صحافية @phantinasholi “لا يعني لا” عنوان برنامج أفلام وورشات عمل وجلسات نقاش، تزامنت مع مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الذي أقيم مع بداية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ويتطرق إلى موضوع مكافحة العنف ضد المرأة ودور السينما في تغيير الصور النمطية عنها، “لما للأفلام من قدرة في التأثير في الناس ولفت نظرهم إلى ما يجري من عنف جسدي وكلامي ونفسي ضد المرأة”، وفق ما قالت الناطقة الإعلامية باسم المهرجان خلود بدوي. “تسلل” هو أحد الأفلام التي عرضت ضمن المهرجان، في محاولة لتسليط الضوء على فكرة المساواة بين الصبيان والفتيات، وجاء مبنياً على تجارب شخصية تعرّض لها الأطفال الذين عملوا على إنتاجه بمساعدة مؤسسة “فيلم لاب”، وحاولوا من خلاله إيصال فكرة أن الألعاب والرياضة وغيرها من الأمور يجب ألا تفصل وتفرّق بين الجنسين. مخرجات يتحدين المألوف وتقول المخرجة زينة رمضان إن البعض يتخيل صانعة الأفلام بأفكار نمطية، كأن تكون بالملابس الجميلة على السجادة الحمراء وتحت الأضواء مهملين تماماً ما يُبذل خلف الكواليس من جهد ووقت في العملية الإنتاجية. أما المخرجة آلاء الداية فتواجه نوعاً آخر من الانتقاد المتمثل في جزء منه بالتعليقات على بقائها حتى ساعة متأخرة في تصوير أحد الأفلام، أو الخلط ما بين الصحافة وصناعة الأفلام، والفكرة الخاطئة عن الأخيرة، أنها مهنة خطرة ولا تناسب الفتيات في المجتمع. أما بشأن كيفية تناول الأفلام الفلسطينية للمرأة، فترى الداية أن بعضاً منها عمل على تكريس الصور النمطية وعممها، مشيرةً إلى أنها تعمل حالياً على فيلم بعنوان “مجدولين”، وفيه تحاول البطلة التأقلم مع معايير الجمال التي يفضلها مجتمعها، في حين تجد المخرجة زينة رمضان أن “الأفلام تكسر صوراً نمطية لتخلق أخرى، فقد نرى المرأة قوية وتملك شخصيةً خاصة بها في المجتمع ولكنها أيضاً صاحبة جرح مخفي”، مضيفة أنه “يجب التركيز على المرأة الإنسانة أكثر من هويتها”. وتروي المخرجة زينة رمضان في فيلمها “سرد” قصة فتاة من قطاع غزة، واجهت تحديات سياسية لمغادرة القطاع بعد حصولها على منحة دراسية خارج فلسطين، ولكن بسبب الحصار خسرت أشهراً دراسية، وهي قصة حقيقية نتجت من حوار بينها وبين صديقة لها هناك. وتعتبر الناشطة الاجتماعية لمى حوراني أن “السينما الفلسطينية بشكل عام، تظهر المرأة بصورة تقليدية عادة، كأن تكون المناضلة أو أم الأسير أو الشهيد، على الرغم من أنه يجب الحديث عن قضايا أخرى والخروج عن المألوف، موضحةً أن “هذا موجود بشكل قليل جداً وقد لا يتقبله المجتمع أو لا يُطرح بطريقة صحيحة”. ويرى الناقد الفني سعيد أبو معلا من خلال مشاهدته أن “الأفلام السينمائية اختلفت في طرحها ومقارباتها، فبعضها طرح قضايا المرأة بطريقة غير تقليدية كفيلم نجوى نجار “المر والرمان”، الذي نرى فيه زوجة الأسير التي تعيش صراعاً بميلها العاطفي لشاب آخر، أما فيلم “أميركا” للمخرجة شيرين دعيبس فالمرأة تقرر الهجرة من فلسطين، وفي آخر نراهنّ ناقمات على الوضع السياسي والاجتماعي في غزة”. تفعيل دور المرأة في السينما الفلسطينية المرأة وجدت منذ البدايات إذا ما اطلعنا على بعض الوثائق القديمة والكتب التي تحدثت عن تاريخ السينما الفلسطينية ونشأتها، نجد اسم سلافة جاد الله يتردد كثيراً كإحدى مؤسسي “وحدة أفلام السينما” وواحدة من العاملين أيضاً على استخدامها في توثيق القضية الفلسطينية، مع المخرجين هاني جوهرية ومصطفى أبو علي. وازداد مع الوقت عدد المخرجات اللواتي يتحدثن عن قضايا مختلفة. ويقسم الناقد الفني أبو معلا وجود المرأة في السينما إلى نموذجين، الأول داخل فلسطين ويعالج قضايا اجتماعية وسياسية ووطنية من منظور نسوي، والثاني خارج فلسطين في خضم المنافسة العالمية أمثال: مي المصري وبثينة كنعان وآن ماري جاسر وغيرهنّ، مشيراً إلى أنه “من الصعب مقارنة حال السينما في الماضي بهذه الأيام، لأنها تغيرت مواكبةً للظروف السياسية والاجتماعية، فبعد اتفاقية أوسلو ظهرت أفلام عدة ركزت على الشق الاجتماعي من قضايا النساء، وأخرى تتناول الوطنية والسياسة ولكن ليس بالطريقة الخطابية والمنبرية، بل بتقديم شخصيات غير نمطية”. العوائق والتحديات أمور كثيرة تنقص السينما الفلسطينية المختصة في شأن المرأة ومن أهمها الدعم المجتمعي والمادي كما يرى البعض، وبالنسبة إلى أبو معلا “تتمثل أهم المعوقات في عدم توافر التمويل للإنتاج والعرض والتوزيع لتكون السينما صناعة بشكل أساسي، إضافة إلى غياب دُور العرض، وغياب جهات داعمة حقيقية تتبنى مشروع سينما في فلسطين يكون جوهره القضايا، وليس مدى الإبهار أو التكاليف الباهظة”. اقرأ المزيد السينما الموريتانية… حلم التشكّل السينما المصرية تطرح 40 فيلما بدور العرض في 2019 عندما غزا “لص بغداد” السينما الغربية بحكايات شهرزاد 114 عاماً على ميلاد ماري منيب جوجل يحتفل بـ”الحماة الأشهر” في السينما المصرية هل يتقبل المجتمع كسر التابوهات؟ عند سؤالنا إذا ما كان الناس يتقبلون محاولة كسر الصور النمطية أو التمرد على مجموعة من المفاهيم في الأفلام، رأى البعض أن السينما أداة يجب أن تُستخدم لتغيير واقع المرأة في المجتمع، بخاصة ما تواجهه بعض النساء من تقييد للحريات وعنف، في حين اعتبرت مجموعة أخرى أن بعض هذه الأفلام يسهم في فساد الأخلاق ولا يتعدى كونها محاولة لتقليد الغرب. لا يمكن فصل الواقع الفلسطيني عن العربي، فهناك أفلام فلسطينية عدة متأثرة بصناعة الأفلام العربية، وعن هذا يقول الكاتب والناقد العربي في سياسات الجسد ومؤسس مبادرة “سينمجي” موسى الشديدي “إننا نعمل في المبادرة على مخاطبة الناس من خلال الأفلام لطرح قضايا عدة، من أبرزها صورة المرأة، لأن أفلاماً عربية عدة تظهرها كمادة لمشاهدة جسدها، أو ضعيفة تحتاج إلى رجل بطل ينقذها أو قوية متسلطة أو مخالفة لعادات المجتمع، ونهايتها قد لا تكون حميدة”، مشيراً إلى أن “الناس تتقبل الأفلام لأنها يعتبرونها “تمثيلاً” في حين قد لا يوافقون على طرح قضايا الجسد والمرأة بشكل مجرد أو عبر قصص حقيقية”. المزيد عن: السينما/فلسطين/المرأة 11 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post بعد انتخابه بنسبة 76 في المئة : من هو قيس سعيّد رئيس تونس الجديد؟ next post يارا المصري اصغر مترجمة تفوز بجائزة صينية لنقلها 9 كتب الى العربية You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 11 comments Karina 10 أغسطس، 2020 - 5:34 ص Hey very nice blog! my blog content hosting Reply Waylon 11 أغسطس، 2020 - 5:38 م A fascinating discussion is worth comment. I think that you ought to publish more about this subject matter, it may not be a taboo matter but usually people don’t discuss these subjects. To the next! All the best!! Feel free to surf to my web blog :: webhosting Reply Stephany 28 أغسطس، 2020 - 4:36 ص First of all I would like to say awesome blog! I had a quick question in which I’d like to ask if you don’t mind. I was curious to know how you center yourself and clear your mind before writing. I have had difficulty clearing my mind in getting my thoughts out there. I do take pleasure in writing however it just seems like the first 10 to 15 minutes are usually wasted simply just trying to figure out how to begin. Any recommendations or tips? Appreciate it! Here is my blog post; cheap flights Reply Marie 30 أغسطس، 2020 - 11:25 م My brother suggested I might like this web site. He used to be totally right. This publish truly made my day. You cann’t imagine just how much time I had spent for this info! Thank you! Also visit my page :: black mass Reply Nila 5 سبتمبر، 2020 - 12:25 م Great information. Lucky me I came across your website by chance (stumbleupon). I have book-marked it for later! Here is my page; web hosting companies Reply www.XMC.pl 15 نوفمبر، 2020 - 5:55 ص If you are like a lot of people you can simply overlook this. The real truth comes with being honest with yourself and your goals. This will lead to a sad and unfulfilling life. http://www.xmc.pl Reply Anatomia 26 أغسطس، 2021 - 10:17 ص I truly do love engaging with your business. Your internet layout is incredibly easy about the eye. You have a very good great spot for their shop. I actually enjoyed navigating together with ordering out of your site. http://www.anatomia.xmc.pl Reply Webmaster INFO 8 سبتمبر، 2021 - 3:03 ص Pretty insightful submit. Never thought that it was this simple after all. I had spent a beneficial deal of my time looking for someone to explain this topic clearly and you’re the only one that ever did that. Kudos to you! Keep it up http://www.webmaster.m106.com Reply Filozofia Koncepcja 29 سبتمبر، 2021 - 6:27 م The most difficult thing is to find a blog with unique and fresh content but your posts are not alike. Bravo. http://www.filozofia.xmc.pl Reply Wegetariański Blog 16 أبريل، 2022 - 7:45 ص Many thanks for the awesome facts enclosed within your blog, what follows is a little test for your blog page viewers. Who said the following quote? . . . .A lie gets halfway around the world before the truth has a chance to get its pants on. https://wegetarianizm.xmc.pl Reply Lamborghini Revuelto 28 يوليو، 2024 - 8:44 م Thanks for sharing your knowledge on this topic. It’s much appreciated. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.