الخميس, ديسمبر 26, 2024
الخميس, ديسمبر 26, 2024
Home » دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة* (1-4)

دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة* (1-4)

by admin

عرب 48 / د. محمود محارب/

​باحث غير مقيم في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وأستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسرائيلية في جامعة القدس، فلسطين.

تبحث هذه الدراسة في دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة سنة 1948 استنادًا إلى وثائقه. وتقف عند العوامل الأساسية التي ساهمت في دعمه، عشية حرب 1948، إنشاءَ دولةٍ للمستوطنين الكولونياليين الصهيونيين اليهود في فلسطين ضد إرادة أصحابها الشرعيين وعلى حسابهم. وتتابع الدراسة كيفية انخراطه وعمله في جميع المجالات الفكرية والسياسية والعسكرية والإعلامية والأممية لتحقيق هذا الهدف. كما تعالج تجاهل الحزب الشيوعي الإسرائيلي الطبيعة الكولونيالية الإحلالية والإجلائية للحركة الصهيونية وتحالفها المتين مع الدول الاستعمارية، وتجاهله هدف الصهيونية ونشاطها لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وتسويغه سعيها لإقامة الدولة اليهودية على حسابه بأنه “نضال من أجل التحرر القومي ومن أجل الاستقلال”، ونفيه في الوقت نفسه حق الشعب العربي الفلسطيني في الدفاع عن وطنه ووقوفه ضد الحركة الوطنية الفلسطينية، وادعاءه أنها “عميلة للاستعمار”، وأن المقاتلين الفلسطينيين والعرب ما هم إلا “عصابات مأجورة” و”قتلة” و”خدم” الاستعمار.

ونشرت هذه الدراسة في مجلة أسطور العدد 9 كانون الثاني/ يناير 2019، وهي جزء من بحث أشمل يعدّه الباحث لنشره كتابًا.

ملخص

تبحث هذه الدراسة في دور الحزب الشيوعي الإسرائيلي في النكبة سنة 1948 استنادًا إلى وثائقه. وتقف عند العوامل الأساسية التي ساهمت في دعمه، عشية حرب 1948، إنشاءَ دولةٍ للمستوطنين الكولونياليين الصهيونيين اليهود في فلسطين ضد إرادة أصحابها الشرعيين وعلى حسابهم. وتتابع الدراسة كيفية انخراطه وعمله في جميع المجالات الفكرية والسياسية والعسكرية والإعلامية والأممية لتحقيق هذا الهدف. كما تعالج تجاهل الحزب الشيوعي الإسرائيلي الطبيعة الكولونيالية الإحلالية والإجلائية للحركة الصهيونية وتحالفها المتين مع الدول الاستعمارية، وتجاهله هدف الصهيونية ونشاطها لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وتسويغه سعيها لإقامة الدولة اليهودية على حسابه بأنه “نضال من أجل التحرر القومي ومن أجل الاستقلال”، ونفيه في الوقت نفسه حق الشعب العربي الفلسطيني في الدفاع عن وطنه ووقوفه ضد الحركة الوطنية الفلسطينية، وادعاءه أنها “عميلة للاستعمار”، وأن المقاتلين الفلسطينيين والعرب ما هم إلا “عصابات مأجورة” و”قتلة” و”خدم” الاستعمار.

أولًا: خلفية تاريخية

يتفق الباحثون على أن جذور الحركة الشيوعية في فلسطين تعود إلى اليسار الصهيوني. ففي سنة 1919 أسس مستوطنون يهود صهيونيون في فلسطين “حزب العمال الاشتراكي” (مبس) على إثر انشقاقهم عن “حزب عمال صهيون” في فلسطين. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1919 عقد هذا الحزب أول مؤتمر عامّ له، سيعتبره الحزب الشيوعي الفلسطيني لاحقًا أول مؤتمر له[1]. وفي سنة 1920 أضاف الحزب إلى اسمه كلمة “العبريين”، فأصبح “حزب العمال الاشتراكيين العبريين” (مبسي)[2]. وشهد هذا الحزب في السنوات الثلاث التالية عدة انشقاقات، إلى أن توحّد في سنة 1923، بعد توسط الأممية الشيوعية (الثالثة)، (الكومنترن)، تحت اسم الحزب الشيوعي الفلسطيني[3].

انضم أول عربي إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني في سنة 1923، بيْد أن الحزب فشل لأسباب ذاتية وموضوعية في تعريب نفسه، وظلّ عدد العرب المنخرطين في صفوفه حتى بداية الثلاثينيات ضئيلًا جدًا. فوجئ الحزب الشيوعي بثورة 1929 في فلسطين وفشل في قراءتها وعدّها مذبحة “بوغروم” ضد اليهود، وبذلك تماهى موقفه منها مع موقف الحركة الصهيونية، ولم يرَ فيها أي جوانب ثورية، ما حدا بالكومنترن إلى التدخّل مرارًا لتصويب موقف الحزب وفرض التعريب عليه من “القمة إلى الأسفل”. في أواخر سنة 1929 حلّ الكومنترن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، وشكّل لجنة مركزية جديدة مكونة من ثلاثة من العرب ويهوديَّين إلى جانب الأمين العام للحزب الشيوعي الفلسطيني نجاتي صدقي[4]. وفي بداية سنة 1931، عقد الحزب الشيوعي الفلسطيني مؤتمره العام السابع الذي عُدّ نقطة تحول في تاريخ الحزب، إذ طوّر هذا المؤتمر موقف الحزب، ووضع وفقًا لتعليمات الكومنترن وتحليلاته المباشرة تحليلًا أعمق للحركة الصهيونية وللحركة القومية العربية وللصراع الطبقي ولأساليب النضال. فإلى جانب إقراره بأن الحركة الصهيونية كانت أداة في يد الإمبريالية البريطانية، أكّد المؤتمر العام أن الحركة الصهيونية تهدف إلى إقامة دولة يهودية على حساب الجماهير العربية من خلال استعمار فلسطين، وأشار إلى أن الاستعمار الصهيوني لفلسطين كان يمر بثلاث مراحل؛ الأولى، هجرة يهودية كبيرة من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين بمساعدة الإمبريالية البريطانية. والثانية، انتزاع الأراضي العربية من خلال طرد الفلاحين الفلسطينيين من أرضهم، ليستعمرها المستوطنون اليهود الصهيونيون. والثالثة، خلق امتيازات لمجتمع المستوطنين الصهيونيين في فلسطين. وأوضح المؤتمر العام أن كل فرد تقريبًا في المجتمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين يتمتع بامتيازات، بمن في ذلك المزارعون والعمال اليهود الذين كان دخلهم يبلغ أربعة أضعاف دخل المزارعين العرب، وقارن دورهم السياسي بدور الكولاك المضاد للثورة. وحلل المؤتمر السابع، بعمق، وضع الطبقة العاملة في مجتمع المستوطنين اليهود في فلسطين، وأكد أنها كانت تتمتع بفرص عمل وظروف أفضل من الطبقة العاملة العربية. وفي ما يخص مشاركة الطبقة العاملة اليهودية في النضال ضد الإمبريالية والصهيونية، أكد المؤتمر أن العمال اليهود لن يدركوا أن عليهم إما ترْك المعسكر الإمبريالي، ما يعني الهجرة من فلسطين، وإما الانضمام إلى المعسكر الثوري، إلا إذا فقدوا امتيازاتهم. وأكد المؤتمر أن جماهير الفلاحين والعمال العرب الفلسطينيين هي التي تشكل الغالبية العظمى من سكان فلسطين، وهي التي تشكّل قاعدة النضال الثوري ضد الإمبريالية البريطانية والصهيونية وكبار الملاكين العرب. وأشار المؤتمر إلى أن أشكال النضال التقليدية السلمية لم تعد تكفي وحدها، ودعا إلى القيام بالثورة المسلحة بقيادة الطبقة العاملة[5].

ويبدو أن قسمًا كبيرًا من المستوطنين اليهود أعضاء الحزب لم يهضم قرارات المؤتمر؛ فعند انطلاق ثورة 1936–1939 في فلسطين، أيّدتها قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني، ولكن سرعان ما دبّ الخلاف بين الأعضاء العرب الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في الحزب بشأن الثورة في فلسطين، وتوترت العلاقات بين الجانبين، ما أدى إلى سماح قيادة الحزب للمستوطنين اليهود في داخل الحزب بأن ينظموا أنفسهم تنظيمًا مستقلًا. وقد توسّع الخلاف والصراع بين العرب الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في داخل الحزب في أواخر الثلاثينيات وبداية الأربعينيات، بشأن المسألة القومية في فلسطين، ودار حول عدة مواضيع رئيسة، هي: الموقف من الحركة الوطنية الفلسطينية ومن أساليب النضال ومن تقويم ثورة 1936، والموقف من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإذا ما كان المستوطنون اليهود في فلسطين يشكّلون أمة، ولهم حقوق قومية تقدمية لا تتناقض مع حقوق الشعب العربي الفلسطيني القومية، ومدى وجود عناصر تقدمية داخل الحركة الصهيونية وإمكانية التحالف معها[6].

أسفر الصراع الداخلي بين العرب الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في داخل الحزب الشيوعي الفلسطيني عن انقسامه نهائيًا في سنة 1944 إلى حزبين. وفي حين أعاد المستوطنون اليهود أعضاء الحزب تنظيم أنفسهم بقيادة شموئيل ميكونيس[7]، الأمين العام للحزب حتى الانشقاق في الحزب في سنة 1965، ومئير فلنر[8]، الرجل الثاني في الحزب الذي أصبح أمينًا عامًّا للحزب الشيوعي الإسرائيلي في سنة 1965، واحتفظوا باسم الحزب الشيوعي الفلسطيني، نظّم الشيوعيون الفلسطينيون في أواخر سنة 1943 أنفسهم في “عصبة التحرر الوطني”.

عقد الحزب الشيوعي الفلسطيني، الذي اقتصرت عضويته على المستوطنين اليهود الشيوعيين فقط، كما كان الوضع عليه في السنوات الأولى لتأسيسه، المؤتمر العام الثامن للحزب الشيوعي الفلسطيني في سنة 1944. وقد تناقضت قرارات هذا المؤتمر مع قرارات المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الفلسطيني الذي عُقد في سنة 1931، واقتربت كثيرًا من مواقف الحركة الصهيونية، ولا سيما في ما يتعلق بالهجرة اليهودية إلى فلسطين، وبناء الوطن القومي اليهودي والموقف من الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه القومية. وقد عارضت قرارات المؤتمر الثامن للحزب، تمامًا كما عارضته الحركة الصهيونية بشدة، “الكتاب الأبيض” البريطاني الذي صدر في أيار/ مايو 1939، وحدّ من الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومن امتلاك الحركة الصهيونية الأراضي العربية. واعترف المؤتمر كذلك بالمستوطنين اليهود في فلسطين بوصفهم أقلية قومية لها حقوق جماعية في فلسطين[9].

وفي مؤتمره التاسع الذي عُقد في سنة 1945، اقترب الحزب الشيوعي الفلسطيني، بقيادة شموئيل ميكونيس ومئير فلنر، أكثر فأكثر نحو صلب الصهيونية ونحو هدفها المركزي؛ وهو إنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين، ولكن من دون أن يتبنّى الصهيونية رسميًا. ليس هذا فحسب، بل نادى الحزب بفتح أبواب الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتسهيل عملية الاستيطان فيها؛ فقد دعا ميكونيس في المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي إلى “التطور الحر للوطن القومي اليهودي”، وإلى “النضال من أجل تطوير الوطن القومي اليهودي”، وأكد أن الحزب الشيوعي الفلسطيني يعتبر “الييشوف”[10] اليهودي جزءًا لا يتجزأ من سكان فلسطين، وفي الوقت نفسه، جزءًا من الشعب اليهودي في العالم. وشرح مفهوم الحزب الشيوعي للوطن القومي اليهودي، فأكد أن الوطن القومي اليهودي يعني منح إمكانية للييشوف اليهودي لتطوير حياته الاقتصادية في مجالات الزراعة والصناعة والملاحة والتجارة … إلخ، وكذلك تطوير حياته القومية والثقافية على أسس التقدمية وأخوة الشعوب، ويعني إلغاء القوانين المعادية لليهود التي وردت في “الكتاب الأبيض” في ما يخص الهجرة اليهودية والاستيطان، ويعني أيضًا الحق في تطوير مؤسسات الحكم القومي الذاتي، ابتداء من السلطات المحلية وانتهاء باللجنة القومية[11]، في جميع القضايا الداخلية للييشوف اليهودي[12]. وأقر الحزب الشيوعي الفلسطيني في مؤتمرة العاشر الذي عقده في سنة 1946 بأن “الوطن القومي اليهودي بات حقيقة”، وبأن “وجود أمتين في فلسطين لم يعد بالإمكان تجاهله”، ودعا إلى إقامة دولة ثنائية القومية في فلسطين[13].

وخلاصة القول، غيّر الحزب الشيوعي الفلسطيني الجديد، الذي انبثق من المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الفلسطيني بقيادة ميكونيس وفلنر، والذي اقتصرت عضويته على المستوطنين الشيوعيين اليهود، شيئًا فشيئًا من سياسته، وتحرّك بوضوح نحو الصهيونية ونحو تحقيق أهدافها، ولكن من دون أن يتبنّى الصهيونية رسميًا. واستبدل مصطلح الصهيونية بمصطلحات تؤدي المعنى نفسه مثل “القومية اليهودية” و”الوطنية اليهودية” و”الوطنية الإسرائيلية”. وإلى جانب تغيير مضمون سياسته السابقة وتبنّيه مضامين الأهداف الصهيونية، أخذ الحزب الشيوعي الفلسطيني يستعمل اللغة والمصطلحات الصهيونية. وقادته هذه التغييرات إلى تغيير اسمه في أيار/ مايو 1947 من الحزب الشيوعي الفلسطيني إلى “الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي”. وشرع في استعمال المصطلحات الصهيونية، فذكر فلسطين في نشراته العبرية بـ “أرض إسرائيل”، وذكر الشعب العربي الفلسطيني بـ “عرب أرض إسرائيل”. وفي اليوم نفسه الذي أعلن فيه بن غوريون عن تأسيس دولة إسرائيل، غيّر الحزب اسمه مرة أخرى من “الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي” ليصبح “الحزب الشيوعي الإسرائيلي”[14].

ثانيًا: فرض الدولة اليهودية بقوة السلاح

لم يكن دعم الحزب الشيوعي، بقيادة ميكونيس وفلنر، لإقامة دولة للمستوطنين اليهود في فلسطين مفاجئًا تمامًا، بل جاء تتويجًا للتغيير الذي حدث في الحزب تدريجيًا، ولا سيما منذ مؤتمره العام الثامن في سنة 1944. لقد ساهمت مجموعة من العوامل في وصول الحزب إلى ذلك، وأهمها:

* الخلفية الصهيونية للحزب وواقع وجوده في فلسطين بوصفه جزءًا من حركة كولونيالية استيطانية إحلالية تسعى لإقامة دولة يهودية على حساب الشعب العربي الفلسطيني وعلى أنقاضه.

* ازدياد تأثير الأيديولوجيا الصهيونية في الحزب، ولا سيما عشية الحرب العالمية الثانية وخلالها وبعدها.

* إدراك قيادة الحزب أن باستطاعة المنظمات العسكرية الصهيونية، وخاصة الهاغاناه، فرض الدولة اليهودية في فلسطين بالقوة العسكرية.

* موقف الاتحاد السوفياتي الداعم لإنشاء الدولة اليهودية.

* إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947.

وفي اليوم الذي صدر فيه قرار التقسيم أعلن الحزب الشيوعي تأييده هذا القرار، ودعا أمينه العام، شموئيل ميكونيس، إلى اجتماع عاجل مع إدارة اللجنة القومية، لبحث قضايا الأمن. وأبلغ ميكونيس في هذا الاجتماع رئيسَ اللجنة القومية، دافيد ريمز، موقف الحزب الشيوعي الداعي إلى حشد القوى الشعبية المقاتلة وتعبئتها، الميليشيا، من أجل إقامة الدولة اليهودية المستقلة[15]. ووضّح ميكونيس، في مقالة له في صحيفة كول هعام بعد هذا الاجتماع بأسبوع، أن التحديات التي يواجهها الييشوف اليهودي توجب بذل جهد قومي شامل، وحشد كل ذرّة قوة لتحقيق الهدف التاريخي؛ وهو إقامة الدولة اليهودية. ودعا ميكونيس إلى إقامة جبهة وطنية مكونة من الحزب الشيوعي وحزبَي “هشومير هتسعير” و”أحدوت هعفوداه – بوعلي تسيون” لكي تشكّل القاعدة المتينة التي تكون قادرة على حشد جميع القوى لخوض حرب إقامة الدولة اليهودية المستقلة[16].

وسرعان ما انخرط “الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي” في الحملة الصهيونية التي دعت السلطات البريطانية إلى منح المنظمة العسكرية الصهيونية، الهاغاناه، وضعًا قانونيًا، كي تتمكن من فرض الدولة اليهودية بالقوة العسكرية. وطالب بيان أصدرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي، في 10 كانون الأول/ ديسمبر 1947، سلطات الانتداب البريطاني بمنح الهاغاناه وضعًا قانونيًا، كما طالب قيادة الييشوف بتوسيع عملية التجنيد لصفوف الهاغاناه لتشمل كل شخص يهودي باستطاعته حمل السلاح، وطالب كذلك بإقامة لجان أمن في كل حارة وشارع يهودي للانخراط في الجهد العسكري للييشوف[17]. وفي 25 كانون الأول/ ديسمبر 1947 طالبت سكرتاريا فرع الحزب الشيوعي في تل أبيب لجنة الأمن في المدينة بإشراك الحزب الشيوعي في لجنة الأمن في تل أبيب[18].

منذ أن تبنّى الحزب الشيوعي إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، أخذ يتخذ مواقف أكثر تشددًا من قادة الحركة الصهيونية في دعوته إلى إقامة الدولة اليهودية، وفي الإعراب عن قناعته بقدرة الييشوف على إقامتها بالقوة العسكرية، وفي توجيه النقد إلى قيادة الحركة الصهيونية لتقصيرها في حشد كل الطاقات من أجل تحقيق هذا الهدف. فقد انتقد ميكونيس في مقالة له سياسة قيادة الحركة الصهيونية وقيادة الييشوف في جملة من القضايا التي تؤثر سلبًا في قدراتها على حشد طاقات اليهود المختلفة لإقامة الدولة اليهودية[19]. وادعى ميكونيس في مقالته أن عدم قيام القيادة الصهيونية بتفعيل الجماهير اليهودية الواسعة وتجنيدها في الانخراط في الأمن، وحصر توجّهها لإقامة الميليشيا الشعبية بالمسار القانوني، وعدم وقفها التعاون مع الإدارة البريطانية في فلسطين وعدم توافر الاستعداد لديها لإقامة المؤسسات المؤقتة للدولة اليهودية؛ كل ذلك يشير إلى عدم وجود “مبادرة قومية ثورية” لدى القيادة الصهيونية في هذه اللحظات المصيرية، وإلى استمرار نمط تعاونها مع الإمبريالية. وعدّ ميكونيس أن سياسة القيادة الصهيونية تنبع من عدم الثقة بالجماهير اليهودية ومن الخوف من مبادراتهم. وأضاف قائلًا: “نحن نعلم أنه توجد طاقات عظيمة كامنة في الطبقة العاملة وفي جماهير الشباب، وأنه يوجد استعداد كبير للانخراط في النضال في القضايا الحاسمة من أجل إقامة الدولة اليهودية المستقلة رغم العقبات من الداخل والخارج”. وأردف قائلًا: “فلتقم هذه القوة ولتقف على قدميها ولتجنّد هذه القوة لخدمة الشعب والاستقلال، وليُضخّ دم جديد في عروق جيش التحرير الوطني” من أجل إقامة الدولة اليهودية[20].

وفي 26 كانون الأول/ ديسمبر 1947 أرسلت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي رسالة إلى الدائرة السياسية للوكالة اليهودية، جاء فيها أنه رغم توجّه الحزب الشيوعي إلى الوكالة اليهودية في ما يخص حشد جميع الطاقات اليهودية في الجهد الأمني، فإن الحزب الشيوعي لم يتلقّ ردًّا. وأعربت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عن استغرابها من تأخر الوكالة اليهودية في الرد، في ضوء ما وصفته بالخطر المتربص بالييشوف، ما يستدعي وحدة كل قوى الييشوف[21].

ودعا مئير فلنر أيضًا، في محاضرة له في اجتماع شعبي في 3 كانون الثاني/ يناير 1948، إلى تجنيد جميع قوى الييشوف في الجهد الأمني، وإلى “وجوب النظر إلى حربنا كحرب معادية للإمبريالية ورؤية الإمبريالية عدوًا رئيسًا، واعتبار ’المشاغبين العرب[22]‘ عملاء للإمبريالية”[23]. وأكد شموئيل ميكونيس في مقالة له دور الطبقة العاملة اليهودية في “حرب التحرر القومي والاستقلال” التي يخوضها الييشوف اليهودي، ودعا الطبقة العاملة اليهودية إلى المطالبة بأن تكون الهاغاناه المنظمة العسكرية الوحيدة في صفوف اليهود؛ وذلك من أجل التصدي لـ “المؤامرات الإمبريالية وخدمها العصابات العربية التابعة للجنة العربية العليا”، فكل عاقل يهودي يدرك ضرورة إقامة قيادة واحدة لجميع قوى الأمن في الييشوف من أجل إقامة الدولة اليهودية المستقلة[24].

وفي 14 كانون الثاني/ يناير 1948 نشرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بيانًا وصفت فيه منظمة الهاغاناه بأنها “جيش الشعب”، ودعت إلى تزويدها بالسلاح والعتاد[25]. وورد في هذا البيان كثير من المغالطات المقصودة، وادعى البيان أن “الإمبريالية البريطانية تشنّ حربًا مكشوفة ضد الييشوف”، وأنها تحاول إحباط إقامة الدولة اليهودية، وتبذل كل ما في وسعها لإثارة الفوضى في البلاد، وأنها باتت تشلّ الإدارة الحكومية والخدمات الحيوية. وادعى البيان، كذلك، أن الإمبريالية البريطانية والرجعية العربية تقفان في جبهة واحدة ضد إقامة الدولة اليهودية، وأن اللجنة العربية العليا وقوى الرجعية العربية أعلنتا الحرب على الييشوف، وأن الإمبريالية البريطانية تدّعي أنها تقف على الحياد، ولكنها بخلاف ما تدّعيه تدعم “المشاغبين العرب”، ولا تفرض حصارًا على القدس فحسب وإنما على كل الييشوف أيضًا، وهي مستمرة في مصادرة سلاح الهاغاناه وفي اعتقال اليهود المدافعين عن الييشوف. ورغم كل ذلك أضاف البيان قوله: “لقد صمدنا وسنواصل الصمود والنضال من أجل وجودنا واستقلالنا القومي” بكل القوة والاستعداد للتضحية، مدركين أن “كل الشعب يقف معنا” إلى جانب قوى تقدمية كبيرة في الأمم المتحدة والعالم. وأكدت اللجنة المركزية أن الحزب الشيوعي يقف مع الييشوف، وأنه سيجنّد “الرأي العام التقدمي في العالم بأسره، للوقوف إلى جانب مطالبنا العادلة ولإقامة الدولة اليهودية المستقلة والديمقراطية”. ونفى البيان أي صفة وطنية للفلسطينيين الذين كانوا يدافعون عن وطنهم ومدنهم وقراهم وممتلكاتهم، والذين كانوا يناضلون ضد إقامة دولة يهودية على أنقاض وطنهم وشعبهم، ووصفهم بأنهم “عصابات من المشاغبين” الذين يخدمون الإمبريالية البريطانية ويأتمرون بأوامرها. ودعا البيان إلى عزل “عصابات المشاغبين العربية” هذه عن بقية الشعب العربي الفلسطيني، وإلى ضربها بكل قوة[26].

وانسجامًا مع موقفه الداعي إلى فرض الدولة اليهودية بقوة السلاح على الشعب الفلسطيني، شدد الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي على ضرورة تجنيد كافة قوى الييشوف للعمل معًا لتحقيق هذا الغرض. وفي هذا السياق انخرط أعضاء الحزب الشيوعي وأنصاره في القتال في صفوف الهاغاناه، وفضّلت غالبيتهم الانضمام إلى قوات “البلماح”[27] التابعة للهاغاناه.

لا توجد معطيات رسمية بشأن عدد أعضاء الحزب الشيوعي وأنصاره الذين انخرطوا في صفوف الهاغاناه والبلماح ثم في الجيش الإسرائيلي، في حرب 1948. ولكن يمكننا أن نستشفّ عدد أعضاء الحزب الشيوعي وأنصاره الذين شاركوا في حرب 1948 من خلال معرفة عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب الشيوعي الإسرائيلي في الجيش الإسرائيلي في انتخابات الكنيست التي جرت في 25 كانون الثاني/ يناير 1949. فقد حصل الحزب الشيوعي الإسرائيلي في هذه الانتخابات على 3000 صوت من بين صفوف الجيش الإسرائيلي[28].

وقد دعا الحزب الشيوعي طوال أيام الحرب، منذ بدء الاشتباكات يوم صدور قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 حتى بداية سنة 1949، في قرارات مؤسساته والبيانات التي أصدرها، ومن خلال صحيفته الرسمية كول هعام وصحفه ونشراته الأخرى التي أصدرها حينئذ مثل كول هحيال (صوت الجندي) وكول هلوحيم (صوت المقاتل) وكول همجوياس (صوت المجند) وكول هنوعر (صوت الشبيبة)، إلى الانخراط في صفوف الهاغاناه والبلماح. وبعد تأسيس إسرائيل دعا الحزب، في وسائل إعلامه المختلفة، إلى الانخراط في صفوف الجيش الإسرائيلي. ولا يكاد عدد من أعداد هذه الصحف يخلو من دعوة الشباب اليهود، في إعلانات ونداءات خاصة موجهة إليهم، إلى الانخراط في صفوف الهاغاناه أو الجيش الإسرائيلي، ومن أمثلة ذلك: “أيها الشباب العبري لك الغد تطوع”[29]، و”لا تقل غدًا، تطوع اليوم”[30]، و”أيها الشباب العبري من أجل استقلالنا السياسي تطوع بسرعة”[31]، و”أيها الشباب العبري للدفاع عن العلم تطوع”[32]، و”أيها الضباط والجنود قوموا بواجبكم. تطوعوا لخدمة الشعب”[33].

إلى جانب ذلك، دعا الحزب الشيوعي طوال تلك الفترة في مختلف صحفه ونشراته إلى التبرع بسخاء للجهد العسكري من خلال مؤسسات الجباية الصهيونية، مثل: “إعلان حالة الطوارئ في إسرائيل. العدو على الأبواب ولا يهمنا سوى أمر واحد هو الانتصار في هذه الحرب. الانتصار بسرعة. أموال القرض القومي مخصصة لاحتياجات الحرب”[34]. وقد بلغت حماسة الحزب الشيوعي في الدعوة إلى جمع هذه التبرعات للجهد العسكري درجة لم تُمْحَ فيها الفوارق بينه وبين الأحزاب الصهيونية الأخرى فحسب، بل بات الحزب يتقدمها في رفعه الشعارات والأقوال الصهيونية المأثورة، كنشره في صحيفته كول هعام قولًا مأثورًا لمؤسس المنظمة الصهيونية العالمية، ثيودور هرتزل، على نحو بارز: “أنا سأقوم بتدبير قرض قومي لليهود. لقد كان هناك المال اليهودي الوفير جدًا من أجل سيناء، ومن أجل مد سكك حديدية للزنوج، ومن أجل أكثر المشاريع مغامرة – أوليس بالإمكان إيجاد المال من أجل الضرورة المباشرة الأشد عمقًا والأكثر حيوية لليهود؟ ثيودور هرتزل 1895″[35].

 

(تعالج الحلقة الثانية رهان الحزب الشيوعي على الحل العسكري، وزيارة ميكونيس إلى دول أوروبا الشرقية، وهي رومانيا ويوغسلافيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا، بهدف حشد مختلف أنواع المساعدات سيما العسكرية، لفرض الدولة اليهودية بقوة السلاح في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني).

* نشرت هذه الدراسة في مجلة أسطور العدد 9 كانون الثاني/ يناير 2019، وهي جزء من بحث أشمل يعدّه الباحث لنشره كتابًا.

[1] بيرتس مرحاف، تاريخ الحركة العمالية في أرض إسرائيل: التطور الفكري السياسي (مرحافيا: هاكيبوتس هآرتسي، 1967)، ص 83 (بالعبرية).

[2] اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي، خمسون سنة لتأسيس الحزب الشيوعي في البلاد (حيفا: الحزب الشيوعي الإسرائيلي، 1970)، ص 35 (بالعبرية).

[3] محمود محارب، الحزب الشيوعي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية 1948-1981: دراسة نقدية (القدس المحتلة: [د.ن.]، 1989)، ص 12.

[4] سميح سمارة، العمل الشيوعي في فلسطين: الطبقة والشعب في مواجهة الكولونيالية (بيروت: دار الفارابي، 1979)، ص 157. للمزيد عن دور الكومنترن في تعريب الحزب الشيوعي الفلسطيني، انظر: المرجع نفسه، ص 169-176.

[5] “قرارات المؤتمر السابع للحزب الشيوعي الفلسطيني”، في: إلياس مرقص (ترجمة وإعدادًا)، الأممية الشيوعية والثورة العربية: الكفاح ضد الإمبريالية، الوحدة، فلسطين، وثائق 1931 (بيروت: دار الحقيقة، 1970)، ص 121-173.

[6] محارب، ص 18.

[7] ولد شموئيل ميكونيس (1903-1982) في أوكرانيا لعائلة يهودية متدينة، وانضم في صغره إلى حركة “هحلوتس” الصهيونية، وهاجر من خلالها واستوطن في فلسطين في سنة 1921. تعلّم الهندسة في فرنسا، وفي سنوات 1933–1945 عمل مهندسًا في شركة “شل”، وبنى خلال وظيفته هذه قواعد عسكرية، وشقّ شوارع للجيش البريطاني في فلسطين. انضم في سنة 1939 إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني وأصبح أمينه العام في سنة 1944 بعد الانقسام الذي حصل في الحزب بين اليهود والعرب في ذلك العام. ظل أمينًا عامًّا للحزب الشيوعي، الذي غيّر اسمه إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي بعد قيام إسرائيل، حتى انشقاق الحزب الشيوعي الإسرائيلي في سنة 1965.

[8] ولد مئير فلنر (1918-2003) في مدينة فيلنا في ليتوانيا. انضم في فيلنا إلى حركة “هشومير هتسعير” اليسارية الصهيونية، وهاجر من خلالها إلى فلسطين واستوطن فيها في سنة 1938. تعلّم في الجامعة العبرية في القدس وانضم إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني في سنة 1940، وأصبح في سنة 1943 سكرتير فرع الحزب الشيوعي في القدس. وفي سنة 1944 أصبح الرجل الثاني في الحزب الشيوعي الفلسطيني بعد شموئيل ميكونيس. ومئير فلنر هو الذي وقّع وثيقة استقلال إسرائيل في سنة 1948عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي. وبعد انشقاق الحزب الشيوعي الإسرائيلي في سنة 1965 وخروج ميكونيس منه، أصبح مئير فلنر أمينًا عامًا للحزب الشيوعي الإسرائيلي.

[9] محارب، ص 19.

[10] تعني كلمة “الييشوف” بالعبرية مستوطنة أو استيطانًا، وتطلق مجازًا على مجتمع المستوطنين اليهود في فلسطين قبل تأسيس إسرائيل سنة 1948.

[11] اللجنة القومية، بالعبرية “هفاعد هليؤومي”، هي القيادة الرسمية لمجتمع المستوطنين اليهود في فلسطين حينئذ.

[12] شموئيل ميكونيس، “نحو المؤتمر التاسع للحزب”، في: شموئيل ميكونيس، عواصف الزمن (تل أبيب: اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الإسرائيلي، 1969)، ص 35-45 (بالعبرية).

[13] “كلمة مئير فلنر في المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الفلسطيني”، كول هعام، 5/12/1946. صحيفة كول هعام (صوت الشعب) هي لسان حال الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العبرية، بدأت في الصدور سنة 1937 بوصفها نشرة شهرية، ثم تحولت سنة 1942 إلى أسبوعية. وفي كانون الأول/ ديسمبر 1944 منحت سلطات الانتداب البريطاني صحيفة كول هعام تصريحًا للصدور، فأخذت تصدر منذ 20 كانون الأول/ ديسمبر 1944 بشكل قانوني، وفي شباط/ فبراير 1947 تحوّلت كول هعام إلى صحيفة يومية، وظلت لسان حال الحزب الشيوعي الإسرائيلي حتى انشقاق الحزب الشيوعي سنة 1965.

[14] “إعلان الحزب الشيوعي”، كول هعام، 16/5/1948.

[15] كول هعام، 30/11/1947.

[16] شموئيل ميكونيس، “في أيام الامتحان هذه”، كول هعام، 5/12/1947.

[17] بيان الحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي، “لئلا تصبح حياتنا مستباحة! لتعطَ الهاغاناه وضعًا قانونيًا”، كول هعام، 11/12/ 1947.

[18] كول هعام، 25/12/1947.

[19] شموئيل ميكونيس، “من روتين الماضي إلى طريق جديد”، كول هعام 26/12/1947.

[20] المرجع نفسه.

[21] كول هعام، 28/12/1947.

[22] استعمل فلنر والحزب الشيوعي الإسرائيلي مصطلح “هبورعيم هعرفيم”، تمامًا كما كانت الأحزاب والمنظمات العسكرية الصهيونية تستعمله، لوصف المناضلين الفلسطينيين الذين كانوا يدافعون عن وطنهم، ومعنى هذا المصطلح هو: المشاغبون العرب أو المعتدون العرب، ولكنه يحمل معاني سلبية أكثر من ذلك، فهو مشتق من فعل “برع” (פרע) ويعني اعتدى على، نكّل بـ، ومن المصدر “برعوت” (פרעות) ويعني اعتداءات، حوادث شغب، مذبحة، حوادث دموية.

[23] كول هعام، 7/1/1948.

[24] شموئيل ميكونيس، “جمهور العمال إزاء الوضع”، كول هعام، 9/1/1948.

[25] بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الأرض – إسرائيلي، “سلاح وعتاد للمدافعين”، كول هعام، 14/1/1948.

[26] المرجع نفسه.

[27] البلماح هي اختصار لكلمتي “بلوغوت ماحتس” اللتين تعنيان بالعبرية كتائب “السحق” أو “كتائب الانقضاض”، وقد كانت القوة العسكرية الضاربة الأكثر تدريبًا ومهنية لمنظمة الهاغاناه، ووصل عدد أفرادها في حرب 1948 إلى نحو 6000 عنصر، وهي التي ارتكبت معظم المجازر في حق الفلسطينيين في حرب 1948، وكان من أبرز قادتها يغآل ألون ويسرائيل غليلي وموشيه ديان وحاييم بارليف وإسحاق رابين.

[28] “شهادة ميكونيس”، في المقابلات التي أجراها معه لاودر منور من قسم التاريخ الشفوي في معهد ترومان في الجامعة العبرية في القدس، في كانون الأول/ ديسمبر 1975، الممتدة على مئات الصفحات، والمحفوظة في أرشيف معهد لافون، ملف 1v-104-85-151A، ص 97.

[29] كول هعام، 16/12/1947.

[30] كول هعام، 17/12/1947.

[31] كول هعام، 18/12/1947.

[32] كول هعام، 19/12/1947.

[33] كول هعام، 18/2/1948.

[34] كول هعام، 21/5/1948.

[35] كول هعام، 27/6/1948.


المزيد عن : محمود محارب/
الحزب الشيوعي الإسرائيلي/النكبة

 

You may also like

115 comments

Alexis Morgensen 7 يوليو، 2020 - 9:21 م

I simply want to mention I am just newbie to blogs and really liked you’re web blog. Likely I’m want to bookmark your website . You actually have perfect articles and reviews. Kudos for sharing your blog site.

http://www.withapackofpizzaz.com

Reply
viagra 8 يوليو، 2020 - 10:50 م

I am commonly to blog writing as well as i actually value your material. The short article has really peaks my interest. I am going to bookmark your website as well as keep checking for new info.

https://judpharmacy.com/

Reply
CBD Oil for sale 9 يوليو، 2020 - 3:04 ص

This is a excellent blog, would you be involved in doing an interview about just how you designed it? If so e-mail me!

https://www.diariopiaui.com/stf-pede-manifestacao-do-presidente-por-medidas-contra-covid-19/

Reply
John Deere Service Manuals 10 يوليو، 2020 - 11:14 ص

Heya this is a good submit. I’ll electronic mail this kind of in order to my own close friends. My partner and i stumbled on this while looking upon google I will be certain to come back. thanks for revealing.

http://partscatalog.sellload.com

Reply
replacement screens for security doors 10 يوليو، 2020 - 11:54 ص

Hi, i read your blog from time to time and i own a similar one and i was just curious if you get a lot of spam comments? If so how do you stop it, any plugin or anything you can suggest? I get so much lately it’s driving me crazy so any help is very much appreciated.

https://vegasinc.lasvegassun.com/business/2020/jun/29/when-it-comes-to-security-everything-is-fine-until/

Reply
cbd oil with thc for sale in upper darby pennsylvania 14 يوليو، 2020 - 12:30 ص

I was very pleased to locate this web-site. I wanted to many thanks for your time for this remarkable read!! I most definitely delighting in every bit of it and also I have you bookmarked to have a look at brand-new stuff you article.

https://cbdhempoilsale.us/

Reply
see it here 14 يوليو، 2020 - 2:50 ص

You ought to participate in a contest for among the most effective blogs on the web. I will certainly advise this website!

https://judproducts.com/

Reply
Tractor Workshop Manuals 14 يوليو، 2020 - 5:35 م

well is say just Whenever you arrived at our site, the first you should know is you can buy the highest quality and most expensive ipad case, additionally your favorite apple ipad cases as well as ipad add-ons. You will find hundreds types of ipad situation

http://www.repairloader.net

Reply
cbd oil for sale in north myrtle beach 14 يوليو، 2020 - 10:27 م

Oh my goodness! an incredible article guy. Thanks Nonetheless I am experiencing concern with ur rss. Don?t know why Unable to subscribe to it. Is there anyone obtaining the same rss issue? Anyone that recognizes kindly react. Thnkx

http://cbdoil4u.org/

Reply
do dogs have cbd receptors 15 يوليو، 2020 - 11:15 م

This truly addressed my trouble, thanks!

https://wfieldsforpets.com/

Reply
best cbd for dog joints and pain 16 يوليو، 2020 - 7:36 م

There are some interesting times in this write-up but I don?t recognize if I see all of them facility to heart. There is some validity yet I will take hold viewpoint until I look into it additionally. Great post, thanks and we want a lot more! Contributed to FeedBurner as well

https://cannabidioloilfordogs.com/

Reply
fairwinds cbd capsules 18 يوليو، 2020 - 10:52 م

This is the ideal blog site for anybody who intends to find out about this subject. You recognize so much its practically tough to suggest with you (not that I actually would want?HaHa). You definitely put a brand-new spin on a topic thats been blogged about for many years. Fantastic things, just wonderful!

https://cbdpillsforsale.org/

Reply
Google 21 يوليو، 2020 - 11:34 ص

I could not refrain from commenting. Well written!

https://google.com

Reply
Home Page 28 يوليو، 2020 - 9:21 م

Would certainly you be fascinated in trading links?

http://cs-hub.ru/five-suggestions-to-acquire-the-best-mattress-for-back-pain/

Reply
visit this site 30 يوليو، 2020 - 8:14 ص

You ought to take part in a competition for one of the very best blogs on the internet. I will certainly suggest this website!

http://titanoid.ru/five-questions-about-purchasing-drugs-from-internet-retailer-500ml-of-cbd-oil/

Reply
안전토토 30 يوليو، 2020 - 8:36 ص Reply
안전 메이저사이트 30 يوليو، 2020 - 9:51 ص

Best you can see in the morning !

https://www.tranquilkneads.org

Reply
안전카지노 30 يوليو، 2020 - 10:07 م

Best view in the town !

https://kizi-2.org

Reply
안전사이트 31 يوليو، 2020 - 1:42 م

Love watching movies !

https://www.tranquilkneads.org

Reply
www.landpage.co 1 أغسطس، 2020 - 8:32 ص

I go to see everyday some sites and information sites to read content, however this website presents quality based content.

https://www.landpage.co/c9ad11cc-c83c-11ea-8c4c-def777a16ebd

Reply
More Info 1 أغسطس، 2020 - 6:33 م

The following time I read a blog, I really hope that it doesn’t disappoint me as high as this one. I mean, I recognize it was my option to review, yet I in fact thought youd have something fascinating to state. All I hear is a bunch of whining about something that you could deal with if you werent as well busy trying to find interest.

http://l2-lance.ru/getting-the-very-best-software-program-to-energy-up-your-mattress/

Reply
Giovanny Underwood 1 أغسطس، 2020 - 8:38 م Reply
안전카지노 2 أغسطس، 2020 - 10:31 م

Best view in the town !

https://www.tranquilkneads.org

Reply
안전사이트 2 أغسطس، 2020 - 10:34 م

Love watching movies !

https://kizi-2.org

Reply
click for more 3 أغسطس، 2020 - 2:23 م

really great post, i absolutely enjoy this web site, keep on it

http://direst.ru

Reply
Felipe Gretter 4 أغسطس، 2020 - 6:23 ص

You’re a really valuable internet site; couldn’t make it without ya!

https://www.business.com/advice/member/p/gail-morton/

Reply
look what i found 4 أغسطس، 2020 - 2:30 م

Place on with this article, I absolutely believe this site needs much more consideration. I?ll possibly be once again to check out much more, many thanks for that info.

http://laba1.ru

Reply
cbd online california 7 أغسطس، 2020 - 1:30 ص

When I originally commented I clicked the -Alert me when brand-new comments are included- checkbox and also now each time a remark is included I obtain 4 emails with the same remark. Is there any way you can remove me from that service? Thanks!

https://cbdoilcompanies.com/

Reply
just cbd gummies 500 mg how to take 8 أغسطس، 2020 - 4:16 ص

Wonderful article. I find out something a lot more challenging on various blogs daily. It will always be stimulating to read material from other writers and practice a little something from their shop. I?d like to utilize some with the web content on my blog whether you don?t mind. Natually I?ll offer you a web link on your web blog. Thanks for sharing.

https://cbdediblescandy.com/

Reply
Sandy Zachariah 10 أغسطس، 2020 - 9:49 م

This is the best blog for anyone who intends to learn about this subject. You recognize a lot its practically difficult to say with you (not that I actually would want?HaHa). You certainly put a brand-new spin on a subject thats been discussed for years. Fantastic stuff, just great!

http://dvernik.net/

Reply
can viagra cause cancer 14 أغسطس، 2020 - 6:47 م

Aw, this was a really nice article. In suggestion I would like to put in composing such as this additionally? taking some time and actual initiative to make a great article? yet what can I say? I hesitate alot as well as never seem to get something done.

https://judpharmacy.com/

Reply
Google 15 أغسطس، 2020 - 1:37 ص

It’s hard to come by well-informed people on this topic, but you sound like you know what you’re talking about! Thanks

https://google.com

Reply
Kira Gick 16 أغسطس، 2020 - 4:24 م

My brother recommended I might like this blog. He was totally right. This post truly made my day. You cann’t imagine simply how much time I had spent for this information! Thanks!

http://www.costumesbypattijo.com

Reply
viagra gum 18 أغسطس، 2020 - 6:29 م

Hello there! I just want to give a massive thumbs up for the excellent information you have here on this article. I will certainly be coming back to your blog site for even more quickly.

https://jud10.org/

Reply
cheap viagra with bitcoin 19 أغسطس، 2020 - 9:44 ص

you have a fantastic blog here! would certainly you such as to make some invite posts on my blog?

https://viagrawithoutadoctorprescription.com/

Reply
en usa se puede comprar viagra sin receta 20 أغسطس، 2020 - 4:26 ص

There are some intriguing points in time in this article yet I don?t know if I see all of them center to heart. There is some legitimacy yet I will certainly hold viewpoint till I consider it better. Good write-up, thanks as well as we desire extra! Contributed to FeedBurner too

https://judpharm.com/

Reply
viagra and metoprolol 20 أغسطس، 2020 - 8:55 م

Hello! I simply would love to provide a massive thumbs up for the fantastic details you have here on this blog post. I will be coming back to your blog for more quickly.

https://noprescriptionproducts.com/

Reply
download joker123 apk 26 أغسطس، 2020 - 10:40 ص

I blog often and I seriously appreciate your information. This great article has really peaked my interest. I am going to book mark your website and keep checking for new details about once per week. I opted in for your Feed as well.

http://www.buyselltrademyanmar.com/user/profile/268880

Reply
slot joker apk 26 أغسطس، 2020 - 10:43 ص

I’m extremely pleased to uncover this website. I want to to thank you for your time for this particularly fantastic read!! I definitely loved every little bit of it and I have you saved to fav to look at new things in your web site.

http://vopsav.ru/user/FlindtFlindt8/

Reply
cbd oil usage 26 أغسطس، 2020 - 6:41 م

Good article. I find out something more challenging on different blog sites everyday. It will certainly constantly be promoting to review content from other authors and also exercise a little something from their shop. I?d favor to utilize some with the material on my blog site whether you don?t mind. Natually I?ll give you a web link on your internet blog. Thanks for sharing.

https://blurpalicious.com/

Reply
cbd oil from tennessee 27 أغسطس، 2020 - 5:20 ص

Aw, this was a truly good article. In idea I would like to place in writing such as this furthermore? taking some time as well as real initiative to make a very good write-up? however what can I state? I postpone alot and by no means appear to obtain something done.

https://cbdoil4u.org/

Reply
where to buy cbd oil in fargo nd 28 أغسطس، 2020 - 7:44 ص

very great blog post, i definitely like this internet site, continue it

https://cannabiseducationcentre.com/

Reply
her explanation 30 أغسطس، 2020 - 11:35 م

It?s hard to find experienced individuals on this subject, but you seem like you recognize what you?re discussing! Many thanks

http://hiromantsekreti.ru/are-medicines-buyed-from-abroad-safe-biogenic-male-enhancement-pills/

Reply
Damien Hunsucker 3 سبتمبر، 2020 - 10:44 م

I uncovered your blog site on google and examine a few of your very early posts. Continue to maintain the very good run. I just added up your RSS feed to my MSN News Visitor. Looking for onward to reading more from you later on!?

http://salespromotion.ru/

Reply
cbd oil 5 سبتمبر، 2020 - 4:16 م Reply
Tarsha Wojdak 6 سبتمبر، 2020 - 2:38 م

The following time I review a blog, I wish that it doesn’t dissatisfy me as much as this. I imply, I recognize it was my choice to read, yet I in fact thought youd have something interesting to say. All I hear is a bunch of whining regarding something that you can repair if you werent too hectic looking for attention.

http://delavoiportal.ru/

Reply
sildenafil is used for 11 سبتمبر، 2020 - 8:02 ص

I?m impressed, I have to claim. Truly rarely do I encounter a blog that?s both instructional and also enjoyable, and also let me tell you, you have hit the nail on the head. Your suggestion is superior; the concern is something that not nearly enough individuals are talking intelligently around. I am really satisfied that I stumbled across this in my look for something relating to this.

https://stablepharmacy.com/

Reply
sildenafil vs viagra 14 سبتمبر، 2020 - 4:31 ص

It?s difficult to locate well-informed individuals on this subject, but you sound like you recognize what you?re discussing! Many thanks

https://fortunegraphite.com/

Reply
difference between tadalafil and sildenafil 15 سبتمبر، 2020 - 11:46 ص

Youre so great! I don’t suppose Ive read anything like this before. So nice to discover somebody with some original ideas on this subject. realy thanks for starting this up. this site is something that is needed on the web, someone with a little originality. helpful task for bringing something brand-new to the net!

https://tevaviagra.com/

Reply
figral sildenafil 100mg tablets tabla con 4 tabletas 16 سبتمبر، 2020 - 10:36 ص

Would you be interested in trading web links?

https://upharmacy24.com/

Reply
what ingredients are in sildenafil 17 سبتمبر، 2020 - 1:03 م

This internet site is truly a walk-through for every one of the details you wanted regarding this and didn?t recognize who to ask. Peek right here, and you?ll absolutely discover it.

https://cheapgenericpills.com/

Reply
best non prescription erectile dysfunction drugs 18 سبتمبر، 2020 - 5:25 م

Oh my goodness! an impressive short article dude. Thanks However I am experiencing concern with ur rss. Don?t know why Unable to register for it. Exists anybody obtaining the same rss trouble? Anybody who understands kindly respond. Thnkx

https://pharmacywithoutdoctorprescription.com/

Reply
cbd oil for sale in indiana 21 سبتمبر، 2020 - 9:38 ص

This is the right blog site for any person who wants to find out about this subject. You realize so much its nearly difficult to suggest with you (not that I in fact would want?HaHa). You certainly put a brand-new spin on a topic thats been discussed for years. Excellent stuff, simply wonderful!

https://cbdhempoilsale.us/

Reply
Sharyn Crome 29 سبتمبر، 2020 - 2:31 ص

Would certainly you be fascinated in trading web links?

http://maximum-auto96.ru/

Reply
cannabis products for sale in illinois which only have cbd 30 سبتمبر، 2020 - 4:34 م

I?m impressed, I need to state. Actually hardly ever do I experience a blog that?s both educative and entertaining, as well as let me inform you, you have actually struck the nail on the head. Your idea is exceptional; the problem is something that not nearly enough people are talking smartly around. I am very satisfied that I came across this in my search for something associating with this.

https://cannabidioloilsale.com/

Reply
peralatan laboratorium 4 أكتوبر، 2020 - 8:21 م

That is a really good tip particularly to those fresh to the blogosphere. Brief but very precise info… Thank you for sharing this one. A must read post!

http://georgia-news.org/user/vesteraggerholm0/

Reply
alat laboratorium 5 أكتوبر، 2020 - 7:42 ص

May I simply say what a comfort to uncover a person that really knows what they’re discussing on the net. You certainly realize how to bring a problem to light and make it important. More people ought to look at this and understand this side of the story. I was surprised that you are not more popular given that you surely possess the gift.

http://k97774d4.beget.tech/user-16146.html

Reply
Agen QQ Terbaik 5 أكتوبر، 2020 - 7:45 ص

The very next time I read a blog, Hopefully it does not fail me as much as this particular one. After all, Yes, it was my choice to read, however I actually thought you’d have something useful to talk about. All I hear is a bunch of moaning about something that you could possibly fix if you were not too busy seeking attention.

https://bebele.ru/user/mcconnell39niebuhr/

Reply
Drew Tysinger 6 أكتوبر، 2020 - 8:13 م

It’s not that I want to duplicate your web-site, but I really like the pattern. Could you let me know which theme are you using? Or was it especially designed?

http://small-business-paper.mystrikingly.com/blog/seeking-healthy-tips-on-how-to-get-a-good-massage-check-this-out

Reply
Eugene Dibrell 7 أكتوبر، 2020 - 10:47 ص

you have got an important weblog here! would you like to make some invite posts on my blog?

https://www.pearltrees.com/chesbroughivory75/item271752023

Reply
Tonisha Hilty 7 أكتوبر، 2020 - 7:25 م

bad credits can happen at any point in your life so be prepared to always get some extra income.

https://marketing101blogs.doodlekit.com/blog/entry/6373526/finding-inspiration-in-the-daytoday-15-ways-to-set-yourself

Reply
Cesar Kopczyk 8 أكتوبر، 2020 - 11:56 ص

You need to experience a tournament for just one of the highest quality blogs over the internet. I’m going to suggest this site!

https://www.goodreads.com/user/show/102770463-serita-stanovich

Reply
best dog cbd oil anxiety 16 أكتوبر، 2020 - 3:53 م

I uncovered your blog website on google and examine a few of your very early posts. Remain to maintain the very good operate. I simply added up your RSS feed to my MSN Information Viewers. Looking for onward to finding out more from you later!?

https://wfieldsforpets.com/

Reply
Jamel Maul 27 أكتوبر، 2020 - 12:15 م

I found your blog website on google and check a few of your early posts. Remain to maintain the great run. I just extra up your RSS feed to my MSN Information Viewers. Seeking onward to reading more from you later!?

http://domov-stroy.ru/

Reply
Lindsey Thierauf 28 أكتوبر، 2020 - 7:00 م

An impressive share, I simply provided this onto a coworker who was doing a little analysis on this. As well as he actually acquired me morning meal due to the fact that I located it for him. smile. So let me reword that: Thnx for the reward! But yeah Thnkx for investing the time to review this, I really feel highly concerning it as well as like reading more on this topic. Preferably, as you become know-how, would certainly you mind updating your blog with more information? It is very useful for me. Big thumb up for this blog post!

https://cbdediblescandy.com/

Reply
is cbd oil safe for kids 8 نوفمبر، 2020 - 5:11 م

Good post. I learn something much more challenging on different blogs daily. It will certainly always be promoting to review material from various other writers and practice a little something from their store. I?d prefer to utilize some with the web content on my blog whether you don?t mind. Natually I?ll provide you a link on your internet blog. Many thanks for sharing.

https://cdboilstore.com/

Reply
canadian pharmacy 13 نوفمبر، 2020 - 9:02 ص

canadian and international pharmacy services

http://supermarketpharmacysummit.com/

Reply
canada pharmacies prices 11 ديسمبر، 2020 - 6:31 ص

Area on with this review, I genuinely believe this website needs far more factor to consider. I?ll possibly be once again to check out far more, thanks for that details.

https://supermarketpharmacysummit.com/

Reply
get viagra without doctor 15 ديسمبر، 2020 - 6:41 م

Good blog post. I discover something a lot more difficult on various blogs everyday. It will constantly be promoting to review material from other authors as well as exercise a little something from their store. I?d like to use some with the material on my blog site whether you don?t mind. Natually I?ll offer you a web link on your web blog site. Many thanks for sharing.

http://judshop.com/

Reply
blue chew viagra scam godoctorofff 16 ديسمبر، 2020 - 12:19 م

Youre so cool! I do not expect Ive read anything similar to this before. So wonderful to locate somebody with some initial thoughts on this subject. realy thanks for beginning this up. this internet site is something that is needed online, someone with a little creativity. valuable task for bringing something brand-new to the web!

https://jud10.org/

Reply
does cbd oil cause hair loss 18 ديسمبر، 2020 - 11:16 ص

This really answered my problem, thanks!

http://cannabisoil24.com/

Reply
can you take cialis with alcohol 19 ديسمبر، 2020 - 1:21 م

Would certainly you be interested in trading web links?

http://cialispharm.com/

Reply
viagra vs cialis vs levitra cost 21 ديسمبر، 2020 - 4:21 م

An impressive share, I just given this onto a coworker that was doing a little analysis on this. And he in fact bought me breakfast due to the fact that I located it for him. smile. So let me reword that: Thnx for the reward! Yet yeah Thnkx for spending the time to discuss this, I feel highly regarding it and like reading more on this topic. Ideally, as you come to be competence, would certainly you mind upgrading your blog with even more details? It is highly helpful for me. Big thumb up for this post!

http://cheapgenericpharmacy.org/

Reply
can i take prednisone for diverticulitius 22 ديسمبر، 2020 - 9:12 ص

I?d have to consult you here. Which is not something I normally do! I delight in reviewing a post that will certainly make individuals think. Likewise, many thanks for allowing me to comment!

https://judpharma.com/zz239516.htm

Reply
liquid tadalafil 30mg 23 ديسمبر، 2020 - 4:28 ص

very great post, i absolutely enjoy this internet site, keep on it

https://usorganicpharmacy.com/

Reply
over counter viagra walgreens 25 ديسمبر، 2020 - 6:39 ص

You made some suitable points there. I viewed on the internet for the concern and discovered most individuals will support with your site.

https://judpharmacy.com/

Reply
teva 5343 vs viagra 26 ديسمبر، 2020 - 1:44 م

There is visibly a package to understand about this. I think you made certain nice factors in attributes also.

https://judrxstore.com/

Reply
how to increase effects of sildenafil 27 ديسمبر، 2020 - 3:21 م

I uncovered your blog site on google as well as inspect a few of your early posts. Continue to keep up the great operate. I just additional up your RSS feed to my MSN Information Visitor. Seeking ahead to reading more from you later on!?

https://fortunegraphite.com/

Reply
what happens if i take tamsulosin and sildenafil 28 ديسمبر، 2020 - 11:52 ص

Your location is valueble for me. Many thanks !?

https://tevaviagra.com/

Reply
blue chew sildenafil 29 ديسمبر، 2020 - 10:50 ص

Nice blog post. I find out something extra difficult on various blogs day-to-day. It will constantly be promoting to read material from other authors and exercise a little something from their store. I?d choose to utilize some with the web content on my blog site whether you don?t mind. Natually I?ll offer you a link on your internet blog. Thanks for sharing.

https://upharmacy24.com/

Reply
side effects of sildenafil citrate 25mg 31 ديسمبر، 2020 - 8:05 م

This actually addressed my issue, thank you!

https://cheapgenericpills.com/

Reply
зарубежные сериалы смотреть онлайн 21 مارس، 2024 - 7:39 م

Undeniably believe that that you stated. Your favourite justification appeared to be at the net the simplest thing to bear in mind of. I say to you, I definitely get irked at the same time as other folks consider worries that they plainly do not realize about. You controlled to hit the nail upon the top as welland also defined out the whole thing with no need side effect , folks can take a signal. Will likely be back to get more. Thank you

Reply
глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 3:02 ص

Incredible points. Outstanding arguments. Keep up the good effort.

Reply
глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 4:19 م

This is very interesting, You are a very skilled blogger. I have joined your feed and look forward to seeking more of your fantastic post. Also, I have shared your web site in my social networks!

Reply
new cs2 skins gamble website 7 مايو، 2024 - 7:15 م

These are in fact wonderful ideas in about blogging. You have touched some good points here. Any way keep up wrinting.

Reply
F. Skorina Gomel State University 15 مايو، 2024 - 8:08 م

Крупный учебный и научно-исследовательский центр Республики Беларусь. Высшее образование в сфере гуманитарных и естественных наук на 12 факультетах по 35 специальностям первой ступени образования и 22 специальностям второй, 69 специализациям.

Reply
Гостиничные Чеки СПБ купить 24 مايو، 2024 - 11:41 ص

Why people still use to read news papers when in this technological world all is accessible on net?

Reply
удостоверение тракториста машиниста купить в москве 30 مايو، 2024 - 2:14 م

Wow, that’s what I was looking for, what a information! present here at this blog, thanks admin of this site.

Reply
国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 12:43 م

Thank you a bunch for sharing this with all folks you really realize what you are talking approximately! Bookmarked. Please also discuss with my web site =). We may have a link exchange contract among us

Reply
russa24-diploms-srednee.com 10 يونيو، 2024 - 5:51 م

always i used to read smaller articles or reviews which also clear their motive, and that is also happening with this piece of writing which I am reading at this place.

Reply
хот фиеста игра 14 يونيو، 2024 - 1:49 ص

I think this is one of the most significant information for me. And i’m glad reading your article. But wanna remark on few general things, The website style is great, the articles is really excellent : D. Good job, cheers

Reply
хот фиеста слот 14 يونيو، 2024 - 1:33 م

Hi, yes this post is really nice and I have learned lot of things from it regarding blogging. thanks.

Reply
хот фиеста slot 15 يونيو، 2024 - 12:51 ص

It’s a shame you don’t have a donate button! I’d without a doubt donate to this excellent blog! I suppose for now i’ll settle for book-marking and adding your RSS feed to my Google account. I look forward to fresh updates and will talk about this blog with my Facebook group. Chat soon!

Reply
Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 7:56 م

Oh my goodness! Awesome article dude! Thanks, However I am going through issues with your RSS. I don’t know why I am unable to subscribe to it. Is there anybody else getting the same RSS problems? Anybody who knows the solution will you kindly respond? Thanx!!

Reply
Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 8:29 م

What’s up to all, it’s actually a nice for me to go to see this website, it consists of precious Information.

Reply
Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 9:07 ص

Link exchange is nothing else but it is simply placing the other person’s website link on your page at proper place and other person will also do same for you.

Reply
Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 4:36 م

If you wish for to increase your knowledge only keep visiting this site and be updated with the latest news posted here.

Reply
Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:10 م

I am curious to find out what blog system you have been utilizing? I’m experiencing some minor security problems with my latest site and I would like to find something more safeguarded. Do you have any suggestions?

Reply
Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:27 ص

What i do not realize is if truth be told how you’re now not really a lot more well-favored than you may be right now. You are so intelligent. You understand therefore significantly in relation to this matter, produced me individually consider it from numerous numerous angles. Its like men and women don’t seem to be fascinated until it’s something to accomplish with Woman gaga! Your personal stuffs excellent. Always care for it up!

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 4:59 ص

Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates.

Reply
Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 5:49 م

Thanks for finally writing about > %blog_title% < Liked it!

Reply
Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 6:17 ص

Wow, this article is nice, my sister is analyzing these things, thus I am going to tell her.

Reply
строительство автомойки под ключ 5 يوليو، 2024 - 6:17 م

Франшиза автомойки – шанс начать бизнес с минимальными рисками и максимальной поддержкой. Давайте расти вместе и достигнем успеха.

Reply
автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 3:07 م

С нами строительство автомоёк под ключ превращается в приятный и легкий процесс, ведь мы заботимся о каждом аспекте вашего будущего предприятия.

Reply
автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 6:16 م

Автомойка самообслуживания под ключ — современный и прибыльный проект. Мы предложим лучшее оборудование и технологии.

Reply
мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 5:56 ص

Автомойка самообслуживания под ключ – наше предложение для тех, кто ценит эффективность и инновации. С нашей помощью вы войдете в рынок быстро и без проблем.

Reply
автомойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 5:29 م

“Строительство автомойки под ключ” гарантирует высокую отдачу от инвестиций. Начните свой путь к успешному бизнесу с нами!

Reply
строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 5:15 ص

1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии.

Reply
Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 1:41 م

My brother suggested I would possibly like this website. He was totally right. This publish actually made my day. You cann’t consider just how much time I had spent for this information! Thank you!

Reply
Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 11:06 م

I am extremely impressed with your writing skills and also with the layout on your blog. Is this a paid theme or did you customize it yourself? Either way keep up the nice quality writing, it’s rare to see a nice blog like this one nowadays.

Reply
Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 12:00 م

Heya i’m for the first time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I hope to give something back and help others like you helped me.

Reply
Прогнозы на футбол 12 يوليو، 2024 - 12:48 ص

Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again.

Reply
автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 12:49 ص

Мойка самообслуживания под ключ — это удобно и выгодно. Оборудование европейского качества обеспечит стабильную прибыль.

Reply
Jac Благовещенск 19 أغسطس، 2024 - 1:41 ص

Hey! Quick question that’s completely off topic. Do you know how to make your site mobile friendly? My web site looks weird when viewing from my iphone. I’m trying to find a theme or plugin that might be able to fix this problem. If you have any suggestions, please share. With thanks!

Reply
theguardian 23 أغسطس، 2024 - 5:05 م

Fantastic blog! Do you have any tips and hints for aspiring writers? I’m planning to start my own website soon but I’m a little lost on everything. Would you suggest starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many choices out there that I’m totally confused .. Any recommendations? Cheers!

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00