5 أمور أساسيّة عن صفقة ميسي “الصّادمة”: هل أصاب أم أخفق؟

النهار العربي \عبد الناصر حرب

وقع قرار النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بالانتقال إلى الدوري الأميركي كالصاعقة على جماهير كرة القدم عموماً وعشاق اللاعب بخاصة، وسط ذهول عربي عن سبب رفض بطل العالم الدفاع عن ألوان الهلال السعودي، رغم العرض الضخم الذي قدّمه إليه “الزعيم”.

وبعدما نجحت السعودية في جذب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، عرضت المملكة الخليجية راتباً سنوياً بقيمة 400 مليون يورو على ميسي، بحسب تقارير صحافية، في محاولة منها لإعادة إحياء ثنائية “رونالدو – ميسي”، لكن المفاوضات لم تثمر، بعد إعلان “ليو” انتقاله إلى إنتر ميامي الأميركي.

وحتى لو أن ميسي لم يحصل على عرض من الفريق الأميركي، فهو كان يرغب في العودة إلى برشلونة، الذي تركه عام 2021 للانضمام إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، المملوك قطرياً، بعد التعثرات المالية للنادي الكاتالوني، التي ساهمت أيضاً بتعقيد مهمّة عودته إلى صفوف “بلاوغرانا”، فيما أكّد والده أنه الخيار المفضل لنجله.

على كل حال، لم يعد الكلام عن الماضي مفيداً الآن، بعدما قرر ميسي الذهاب إلى ميامي: “ليس لدي اتفاق مختوم بنسبة 100 في المئة أو ربما هناك أشياء يجب القيام بها، لكننا قررنا مواصلة طريقنا هناك”، ليكتب أفضل لاعب في العالم سبع مرات الصفحات الأخيرة من كتابه التاريخي في نادٍ يملكه النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام والمليارديران الأميركيان خورخي وخوسيه ماس.

هل أصاب ميسي في قرار خوض التجربة “الأميركية” أم أخفق؟

الجواب عن هذا السؤال المهم سيكون خلال الأشهر المقبلة، لكن الأكيد أن هناك 5 أمور أساسية يجب معرفتها عن هذه الصفقة “الصادمة”:

من هو إنتر ميامي؟

تأسّس نادي إنتر ميامي الأميركي في عام 2018، حيث يمتلك النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام حصة فيه، وهو الذي اتخذ قراراً في بداية شهر حزيران (يونيو) الحالي بإقالة المدير الفني للفريق فيل نيفيل.

وقال بيكهام وقتها: “في بعض الأحيان في هذه اللعبة، يتعيّن علينا اتخاذ قرارات صعبة، وللأسف نشعر بأن الوقت قد حان للقيام بالتغيير. أريد شخصياً توجيه الشكر إلى فيل للعمل الشاق الذي قام به وما أظهره من شغف لنادينا”.

ولم يحصد النادي الذي تبلغ سعة ملعبه 18 ألف متفرّج، أي لقب حتى الآن منذ تأسيسه.

مركز الفريق

يحتل إنتر ميامي المركز 15 الأخير في ترتيب الدوري الأميركي (المجموعة الشرقية) برصيد 15 نقطة من 5 انتصارات و11 خسارة في 16 مباراة فقط!

وتبلغ القيمة السوقية للنادي 34.40 مليون يورو، فيما يعد اللاعب الفنزويلي جوزيف مارتينيز الأعلى قيمة في التشكيلة قبل وصول ميسي (45 مليون يورو) بـ4 ملايين يورو.

أما على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، فكان يتابع النادي عبر “إنستغرام” نحو 900 ألف شخص، ليرتفع العدد ارتفاعاً خرافياً بعد ساعات من قرار ميسي إلى أكثر من 5 ملايين متابع.

قرار غريب

لا شك في أن “الثورة” الرياضية الكبرى التي تقوم بها السعودية كان يمكن أن تكون الخيار الأفضل لميسي، أقله من أجل عشاقه في الوطن العربي، لا سيما أن وصول نجوم من الصف الأول في العالم إلى المملكة سيرفع من وتيرة التحدي فيها.

ويعد هذا القرار غريباً، لأن العرض الذي وصل إلى ميسي من الصعب رفضه.

تمويل ورعاية… وسلاح تسويقي

لإتمام الصفقة، لجأ نادي المدينة الساحلية لإيرادات مصدرها المشتركون الجدد في البطاقة الموسمية للدوري الأميركي، على منصة “آبل تي في”.

وأعلنت “آبل تي في” أنها ستوفّر مسلسلاً وثائقياً من أربع حلقات يرافق من كثب ميسي، حتى رحلة تتويجه في كأس العالم الأخيرة في قطر نهاية 2022.

وأكّد مصدر في رابطة الدوري الأميركي: “تريد الرابطة أن تكون في غاية الإبداع. كل شيء حاضر على الطاولة”، فيما يتوقع أن يكون العرض مدعوماً من “آبل” و”أديداس”، شريكَي الدوري التجاريين على المدى البعيد.

وترعى شركة “أديداس” للمستلزمات الرياضية ميسي مدى الحياة والدوري الأميركي بشكله الحديث منذ انطلاقه في 1996. واقترحت تقاسم الأرباح الناجمة عن مشاركة الأرجنتيني في الدوري الأميركي.

يتضمن عقد ميسي خيار شرائه حصصاً في امتياز نادٍ ضمن الدوري، بعد اعتزاله اللعب نهائياً في الولايات المتحدة. خيار طبّقه بيكهام لشراء إنتر ميامي بعد انتهاء مشواره مع نادي لوس أنجلس غالاكسي.

رغم أن رابطة الدوري تعوّل على تعزيز أدوار اللاعبين الشبان، بدلاً من التعاقد مع نجوم مخضرمين على غرار بداياتها، فإن قدوم ميسي يشكّل دعاية لا تضاهي.

وسيشكّل وجود ميسي الذي يملك مقرّ إقامة في ميامي، سلاحاً تسويقياً لكأس العالم 2026 التي تنظّمها الولايات المتحدة مع جارتيها كندا والمكسيك.

الولايات المتحدة… والأعظم

قد يكون وصول ميسي إلى إنتر ميامي نقطة تحوّل بالنسبة إلى كرة القدم في الولايات المتحدة وكندا، حيث كتب الدوري الأميركي عبر حسابه في “تويتر”: “جاء الأفضل على مر العصور. ملايين من جمهور (إم إل إس) في كل أنحاء العالم يرحبون بك يا ليو”.

واعتبر مدرب فيلادلفيا يونيون جيم كرتن: “ربما يكون ذلك أعظم يوم في تاريخ الدوري الأميركي. إنه أفضل لاعب عرفته كرة القدم، من وجهة نظري. إنه يوم عظيم بالنسبة للدوري لا شك في ذلك. حين تتحدث عن هذا اللاعب، فهو يتحدث عن نفسه. فاز بكل شيء في كل مكان حضر فيه. ويثبت ذلك أن بطولتنا جذابة ولا مشكلة في التعاقد مع أفضل اللاعبين لاستقدامهم”.

أخيراً، تبقى الجماهير في حاجة إلى أجوبة عن الأسئلة الآتية: لماذا قرر ميسي أن يخسر أكبر عرض مادي يقدّم للاعب كرة قدم في التاريخ من الهلال السعودي؟ لماذا اختار دورياً لم يعد جاذباً للكبار؟ لماذا اتخذ القرار بعدم منافسة رونالدو وكريم بنزيمة وغيرهما من النجوم المتوقّع انضمامهم إلى الدوري السعودي؟

ننتظر مشوار ميسي في الملاعب الأميركية، فبعد نجاحه في إسبانيا، لم يكن الأمر كذلك في فرنسا (مع باريس سان جيرمان)، فهل يستعيد بطل العالم مستواه الحقيقي مع الأندية؟

المزيد عن :  ليونيل ميسي باريس سان جيرمان إنتر ميامي الدوري الأميركي كرة القدم برشلونة السعودية الدوري السعودي الهلال كريم بنزيمة كريستيانو رونالدو