عربي التسارع التقني… هل سنلحق بالركب؟ by admin 19 أبريل، 2023 written by admin 19 أبريل، 2023 22 الخوف الحقيقي هو من وصول الآلة إلى مستوى يتجاوز قدرات البشر، وأن تطور أنظمة وأساليب تعلم خاصة بها لا يكون العقل البشري قادراً على التعامل معها أو إيقافها في الوقت المناسب اندبندنت عربية \ داليا محمد صحافية في كتابه “حرب خالصة” الصادر عام 1983، صاغ الفيلسوف الفرنسي بول فيريليو مصطلحاً سيحقق في السنوات التي تلت انتشاراً واسعاً أكثر مما كان يتوقع على الأرجح، حيث قال “هذا ليس عصر الديمقراطية بل عصر السرعة”. أود معرفة رأي فيريليو في الحد الذي وصلت إليه سرعة الحياة في يومنا هذا بعد أربعين سنة. هل كان سينظر إلى فترة الثمانينيات على أنها سريعة عندما يعلم أننا قادرون الآن على تحميل نسخة رقمية من كتابه في غضون دقائق؟ أو أنني عندما أنتهي من كتابة هذه المقالة سأرسلها بالبريد الإلكتروني وستصل إلى مسؤولي التحرير بعد حوالى 0.2 جزء من الثانية، أي في رمشة عين حرفياً؟ أو أنه كان بالإمكان، لو أن الفيلسوف ما زال على قيد الحياة، إجراء مقابلة معه في الوقت الفعلي وبالصوت والصورة من أي مكان في العالم عبر تطبيق على جهاز لا يتجاوز حجمه كف اليد يسمى الهاتف الذكي؟ معدات ماركوني اعتمدت على شرارات ضخمة من الكهرباء لتوليد النقاط والشرطات في شفرة مورس قبل أن يصبح الراديو من علامات المدنية الحديثة (غيتي) قرن الاختراعات تسعى البشرية منذ بدايتها إلى تطوير أدوات ووسائل تجعل الحياة أسلس وأكثر أماناً وتوفر الوقت والجهد، لكن في الواقع، كانت النقلة النوعية الأولى في القرن التاسع عشر الذي شهد تطورات مذهلة في تقنيات النقل والبناء والتصنيع والاتصالات التي نشأت في أوروبا. بعد الركود في نهاية ثلاثينيات ذلك القرن والتباطؤ العام في الاختراعات الكبرى، كانت الثورة الصناعية الثانية فترة من الابتكار والتصنيع السريع بدأت في ستينيات القرن التاسع عشر واستمرت حتى الحرب العالمية الأولى، وشملت تطويراً سريعاً للتقنيات الكيماوية والكهربائية والبترولية وصناعة الصلب المرتبطة بأبحاث تقنية على مستوى عال. شهدت نهايات القرن التاسع عشر والقرن العشرون ابتكارات جلعت الحياة أكثر سهولة وغيّرتها تماماً وإلى الأبد. من بين أبرز الاختراعات التي كان لها دور كبير في أسلوب عيشنا اليوم هو الراديو الذي سبب عند إطلاقه في عام 1895 حالة من الجنون عندما تمكن من ربط العالم عبر موجات الأثير غير المرئية ولعب دوراً مهماً في الحربين العالميتين وكان بداية الترفيه المشترك الذي تستمتع به العائلة والأصدقاء ومصدراً مهماً وسريعاً للأخبار. كان التلفزيون التطور الطبيعي لنجاح الراديو، وأحدث ظهوره في عام 1934 طفرة في المحتوى الذي بات يصل إلى الجمهور بالصوت والصورة. كانت التنقلات في الماضي عن طريق ركوب الأحصنة أو الحمير أو النوق، وبعد ذلك تحولت إلى عربات تجرها الحيوانات. ظل الحال كذلك إلى عام 1886 لما حصل كارل بينز على شهادة اختراع أول عربة تعمل بالوقود، وخضعت لتطويرات عدة إلى أن وصلت في عام 1908 إلى مركبة تعمل بمحرك وتمتلك نوافذ وتسهل قطع مسافات طويلة في مدة زمنية قصيرة وتشبه كثيراً السيارات التي نركبها في يومنا هذا. في حين أن اختراع الطائرة يعود إلى الأخوين رايت في عام 1903، إلا أن تجارب الطيران الحقيقية لم تبدأ حتى عام 1934، وشهد القرن العشرون تطوير طائرات النقل والشحن والطائرات المقاتلة. ومع أن اختراع أول كمبيوتر كان في عام 1934، إلا أنه كان بحجم غرفة ضخمة ويمتلك ذاكرة صغيرة جداً، ولم يتحول إلى جهاز يمكن اقتناؤه في المنازل إلا في عام 1976 لما طور ستيف وزنياك أول جهاز كمبيوتر شخصي يحمل اسم “أبل 1” واقترح صديقه ستيف جوبز تسويقه. تطور هذا الاختراع إلى جهاز محمول يعمل بالبطارية (لابتوب) في عام 1981 مع جهاز “إيبسون أتش إكس” الياباني. تبعت ذلك ولادة الإنترنت في عام 1983 التي باتت منذ ذلك الحين أداة أساسية في حياة البشر وتساعد في تسيير أعمالهم اليومية وتواصلهم وتمكنهم من تصفح مواقع مختلفة ومشاهدة مقاطع الفيديو ومتابعة الأخبار والبحث عن المعلومات والمحتوى. يعد الإنترنت الآن الاختراع الأكثر تأثيراً في حياة البشر على مر التاريخ. لعب الهاتف دوراً كبيراً في حياة الناس خلال القرن العشرين، لكنه اتخذ شكلاً جديداً بالكامل في عام 1973 عندما طرحت شركة “موتورولا” أول جهاز هاتف محمول، ثم تطورت وظائفه واستعمالاته تدريجاً مع مرور السنين وانتشر على نطاق واسع بسرعة كبيرة منذ إدخال خاصية الاتصال بالإنترنت. “هانسل وغريتل” أول عمل درامي تلفزيوني جرى عرضه عام 1953 (الموسوعة البريطانية) الإنترنت: الثورة الحقيقية العامل الذي لعب دوراً كبيراً في سرعة تطوير التكنولوجيا وسهولة ذلك ووصولها إلى المستخدمين كان الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت ويمتلكون خدمة النطاق العريض السريعة في منازلهم. بحسب الإحصائيات الأميركية كان أقل من نصف الأميركيين يمتلكون وصولاً سريعاً إلى الإنترنت في مطلع الألفية بينما تجاوزت نسبتهم اليوم 90 في المئة. بالتأكيد لم يقتصر توسع الوصول إلى الإنترنت على الولايات المتحدة الأميركية، حيث يمكن رؤية نمو مماثل على مستوى عالمي. في حين كان أقل من 7 في المئة من سكان العالم متصلين بالإنترنت في عام 2000، فإن أكثر من نصف سكان المعمورة لديهم وصول سهل إلى الشبكة. كذلك كان هناك انتشار مماثل في استخدام الهاتف المحمول. في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان هناك 740 مليون اشتراك في الهواتف المحمولة في جميع أنحاء العالم. وبعد عقدين من الزمن، تجاوز هذا الرقم 8 مليارات، أي أن عدد الهواتف المحمولة في العالم يفوق عدد سكانه. في الوقت نفسه، أصبحت التكنولوجيا شيئاً أكثر شخصية وقابلاً للحمل. باعت شركة “أبل” أول جهاز “آي بود” iPod في عام 2001، وبعد ست سنوات قدمت جهاز iPhone، الذي بشر بعصر جديد من التكنولوجيا الشخصية. أدت هذه التغييرات إلى عالم تدخل فيه التكنولوجيا في كل ما نقوم به تقريباً، من العمل إلى كتابة الملاحظات وطلب الطعام والملابس وعدد لا يحصى من الحاجيات الأخرى مروراً بالتقاط الصور والتواصل مع الأصدقاء والمعارف والاطلاع على الأخبار وأحدث التوجهات. عملياً بات الهاتف نافذة يطل منها كل فرد على العالم. أدى هذا التطور الهائل في تقنيات الاتصال إلى تغيير مباشر في حياة الناس من خلال الخدمات العامة والتطبيقات في مختلف القطاعات مثل: المرافق العامة، النقل والخدمات اللوجستية والأمن والتصنيع وتجارة التجزئة والصحة والتعليم والخدمات المالية والترفيه. بالتالي زاد عدد الشركات التي تسعى إلى تأمين هذه الخدمات، حيث وصل عدد الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في بداية هذا العام إلى 1.35 مليون شركة حول العالم. غيرت التكنولوجيا القطاعات الرئيسة على مدار العشرين عاماً الماضية، بما في ذلك وسائل الإعلام والعمل المناخي والرعاية الصحية. من التجارب الأولى على الطيران عام 1902 قبل أن تصبح الطائرة وسيلة النقل الرئيسة بين بلدان العالم (الموسوعة البريطانية) قرن التسارع التقني ما يميز قرننا الحالي هو أن أغلب الابتكارات التي حدثت خلاله حتى الآن هي في المجال التقني لأنه يسهم بدرجة كبيرة في تسهيل عمل القطاعات الأخرى ودقتها. الابتكار الذي غير فعلياً استهلاكنا للإنترنت واستخدامنا للهواتف النقالة هو تزويدها بشاشات تعمل باللمس. كانت شركة “أبل” أول من طرح أجهزة بهذه الميزة في عام 2007 جعلت التعامل مع الهاتف أكثر سهولة وبساطة ومكنته من القيام بوظائف أكثر تعقيداً من الأجهزة السابقة. بعد ذلك بثلاث سنوات، أصدرت “أبل” جهازاً آخر اعتبر ثورة في عالم التكنولوجيا هو “آيباد”، إذ إنه حاسوب كامل المواصفات ويؤدي المهام نفسها لكنه أخف وزناً وأصغر حجماً ويتم إدخال الأوامر إليه عن طريق لمس شاشته بدلاً من لوحة المفاتيح التقليدية. كذلك كان لشركة “أبل” الفضل في إدخال الساعات الذكية إلى حياة الناس في عام 2015 والسماعات التي تعمل لا سلكياً بتقنية “البلوتوث” في عام 2016. كان لإطلاق طائرات درون في عام 2013 تأثير كبير في مجال التصوير وبخاصة في أماكن الصراعات. الحدث الثوري الآخر كان بدء استخدام السيارات الكهربائية التي كانت حلماً لسنين طويلة لما طرحت شركة “تيسلا” سيارتها الأولى في عام 2012. أثبتت التجربة فعاليتها حيث نجد الآن بعد أكثر من عشر سنوات أن شركات صناعة السيارات التقليدية الكبرى حريصة على إنتاج سيارات تعمل بالبطارية بينما تسعى إلى التخلي تدريجاً عن السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري. كما شهد العقدان الأولان من الألفية تطوراً ملحوظاً في الطابعات ثلاثية الأبعاد القادرة بسهولة على طباعة أجزاء مركبة يتم تجميعها حتى نحصل على الشكل المراد تكوينه، وتمت الاستفادة من هذه الطابعات على نطاق واسع في الصناعة والطب والبناء، حتى أننا شهدنا في مارس (آذار) من هذا العام إطلاق الصاروخ “تيران 1” المصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ترجع السرعة الكبيرة للتطور التقني إلى أن الابتكارات في يومنا هذا باتت قادرة على تأدية أكثر من مهمة بينما أصبحت المنافسة كبيرة وشديدة ما يفضي عادة إلى خفض تكاليف إنتاجها. تؤدي هذه التكاليف المنخفضة إلى زيادة إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الحالية، ما يجعلها أكثر انتشاراً، كما أن أغلب أشكال التكنولوجيا موجودة بالفعل وما يتم هو تطويرها والبناء عليها، وهي عملية أسهل وأسرع من الاختراع بالكامل. التكنولوجيا والإعلام لعبت التكنولوجيا دوراً كبيراً في تحديد كيفية وكم وتوقيت استهلاكنا للمواد الإعلامية خلال العقدين الفائتين. في أوائل العشرية الأولى من القرن، كان عديد من شركات الإعلام لا يزال يركز على زيادة وصوله من خلال توسيع النطاق الترددي واستهلاك الوسائط الأخرى الشائعة اليوم، ثم بدأ تدريجاً التحول إلى خيارات تختلف عن المنافذ التقليدية مثل الصحف المطبوعة والقنوات الفضائية ومحطات الكابل والإذاعات. بدأ تحميل البث المباشر لعديد من المنصات الإعلامية على مواقعها الإلكترونية، وتحولت صحف كبيرة إلى نسخ إلكترونية وظهر شكل جديد للإعلام المسموع هو المدونة الصوتية في عام 2004 على يد الأميركيين آدم كاري وديف واينر. أدت هذه الخيارات الإعلامية الجديدة إلى نمو مجتمعات ووسائل إعلامية بديلة وأخرى هدفها الوصول الهائل للبشر وهي ما يعرف اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي. في بداية الألفية كانت هناك تجارب عدة في إنشاء شبكات اجتماعية أشهرها “ماي سبيس” و “سيكند لايف” و”فريندستر” لكن الثورة الحقيقية كانت في عام 2004 مع إطلاق “فيسبوك” الذي وصل عدد مستخدميه الآن إلى 2.96 مليار شخص حول العالم، هذا إلى جانب ظهور وانتشار منصات عدة أخرى من أبرزها “تويتر” و”إنستغرام” و”سناب تشات” و”تيك توك”. هذه الثورة المعلوماتية المتسارعة خلقت تنافساً محموماً بين شركات التكنولوجيا وشركات المعلومات والبرمجيات، وجعلها تسخر إمكانياتها المادية والعملية وتجند جيوشاً فعلياً من البشر وتستغل بطرق استخباراتية وصولها إلى المعلومات الشخصية للمستخدمين لمعرفة ما هي الثغرات الموجودة في السوق فتسرع إلى طرح منتج يسدها. وأسهم اتصال أعداد متزايدة من الناس بالإنترنت في سهولة وصول هذه الشركات إلى البيانات، حيث يقدر أن 90 في المئة من البيانات في العالم قد جمعت خلال العامين الماضيين فقط. كذلك يتجه أكثر من 90 في المئة من بين أكثر ألف شركة رابحة في العالم إلى زيادة استثماراتها في مجالي جمع البيانات والذكاء الاصطناعي. كورونا اختبار للتكنولوجيا كان وباء كورونا الذي ضرب العالم في عام 2020 اختباراً حقيقياً لقدرة الإنترنت والتكنولوجيا على تسيير الحياة بأقرب شكل للطبيعي في ظل حالات الإغلاق الشديدة التي فرضتها أغلب الحكومات. تم تطوير آليات ومنصات تتيح استمرار العملية التعليمية وعمل الشركات وحتى الاستفسارات الطبية عن بعد، إضافة إلى التسوق الإلكتروني وخدمات التوصيل والتواصل بين الأشخاص غير القادرين على الالتقاء فعلياً. والأهم من ذلك، هو الدور الذي لعبته التقنية في تطوير علاج ولقاح لفيروس كورونا في وقت قياسي. لكن تجربة الوباء أبرزت كذلك، المنافسة الشديدة بين الأقوياء، متمثلة في الشركات الدوائية الكبرى، ومحاولة كسب الأسبقية والريادة، وعززت التمييز بين البشر كل بحسب قدرته المادية (كان ذلك واضحاً في التفاوت الهائل في ظروف الحجر الصحي بين الأغنياء والفقراء)، أو بحسب البلد الذي يعيش فيه المرء، حيث كانت دول العالم الثالث بطبيعة الحال في أسفل قائمة الحاصلين على اللقاحات. الذكاء الاصطناعي من ناحية أخرى، سلط الوباء الضوء على مشكلات أخرى يعاني منها العالم على رأسها التغير المناخي والصناعات الاستهلاكية التي تعهد قادة كبرى الدول بأنها لن تبقى على حالها بعد الوباء. من بين الوسائل التي ستساعد في حل هذه المشكلات هو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل بعض الخدمات والتخفيف من الاعتماد على وسائل النقل التقليدية وتطوير تقنيات مبتكرة أكثر صداقة للبيئة. على رغم أن مصطلح الذكاء الاصطناعي يعود إلى مؤتمر عقد في كلية دارتموث في الولايات المتحدة عام 1956، وهو آخذ في التطور منذ ذلك الحين محاولاً جعل الآلة عوناً للإنسان، إلا أن القفزات الكبيرة التي بات يشهدها أخيراً صارت بوتيرة يصعب معها على الإنسان اللحاق بتطورات الذكاء الاصطناعي (عملياً هناك تطور جديد بين شهر وآخر)، ووصلت قدراته حداً تجعل الكائن البشري المسكين بمحدودية عقله يخشى أن الآلة ستنافسه في لقمة عيشه ووظيفته ومواهبه الإبداعية كالرسم والموسيقى والكتابة وحتى في علاقاته الحميمة. فهل يتفوق الذكاء الاصطناعي ويتحكم بزمام الأمور قريباً فتسيطر آلات عديمة الرحمة على العالم وتؤدي إلى نهايته كما نرى في أفلام الخيال العلمي المتشائمة؟ يعتمد الذكاء الاصطناعي على ثلاث تقنيات هي: – تعلم الآلة الذي يجعل الآلة قادرة على الاستفادة والتعلم من البيانات المعطاة لها أو التجارب السابقة وبالتالي تصبح قادرة على اتخاذ قرارات بنفسها. – التعلم العميق الذي يمكن الآلة من القيام بمهام معقدة ويمتلك قدرات كبيرة، إذ يعتمد على شبكات معقدة متعددة الطبقات حيث يمكن لكل طبقة أن تقوم بمهمة منفصلة مثل التنبؤ والتحليل واتخاذ القرار وتنفيذ المهمة. -الروبوتات التي قد تكون أكثر شكل مثير للاهتمام وللرعب في الوقت نفسه من أشكال الذكاء الاصطناعي، فهي تجعل الآلة قادرة على التفكير والتحرك وتنفيذ المهام مثل الإنسان. الآن هناك ضجة كبيرة حول منصة “تشات جي بي تي” وقدرة الذكاء الاصطناعي على الإجابة عن أسئلة متعددة يتم طرحها عليه، إضافة إلى كتابة المقالات وتزويد المستخدم بمعلومات عامة. يبدو أن الخوف الحقيقي من هذه التقنية ليس لدى المستخدمين، حيث سارع أكثر من مليون شخص إلى الاشتراك بها خلال الأيام الخمسة الأولى فقط من إطلاقها، لكن القلق أصاب منصة “غوغل” التي ترى في “تشات جي بي تي” تهديداً لمحرك البحث الخاص بها الذي يسيطر على هذا المجال منذ طرحه في عام 1998 حيث حل مكان محركات البحث السابقة مثل “إكسبلورر”، “ألتافيستا” و”إنفوسيك”. دفع هذا الخوف منصة “غوغل” إلى الإعلان على عجالة عن طرح برنامج محادثة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي خاص بها يحمل اسم “بارْد”. الخوف الحقيقي في هذا السباق يكمن في أن الآلة قد تصل إلى مستوى يتجاوز قدرات البشر العقلية، أو أن خللاً قد يطرأ على خوارزميات الآلات المصممة أساساً لأغراض تدميرية مثل صواريخ التتبع الحراري والطائرات من دون طيار، فما هي النتيجة لو خرجت هذه الآلات عن تحكم الإنسان وباتت قادرة على تطوير أنظمة وأساليب تعلم خاصة بها لا يكون العقل البشري قادراً على التعامل معها أو إيقافها في الوقت المناسب؟ عالمنا اليوم لا يسير بسرعة، بل يجري لاهثاً مقطوع الأنفاس تقريباً للتحكم في مستقبل لا ندري إن كنا سنصل إليه في ظل التصارع المحموم على القوة والدمار الكبير الذي تخلفه الصناعات الاستهلاكية الحالية. وفي حين أننا نستخدم آخر الابتكارات والصرعات التكنولوجية إلا أننا نتغافل عن حقيقة أن كثيراً من الشركات التي تقف وراءها يفتقد أبسط الأخلاقيات الحضارية. المزيد عن: التسارع التقني\الإنترنت\الذكاء الاصطناعي\التكنولوجيا 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post “منقذات الشواطئ” في غزة… مهنة جديدة تليق بمجتمع “محافظ” next post فنانو الخط والحروفية يشاركون في إحياء رمضان القاهرة You may also like قصة الطائرة الفرنسية المخطوفة على يد جزائري عام... 29 أبريل، 2024 هكذا هرب جنرال إيراني إلى أحضان “سي آي... 25 أبريل، 2024 هل تقف أوروبا “عاجزة” أمام التجسس الصيني؟ 25 أبريل، 2024 أحمد عبد الحكيم يكتب عن: قصة تحول عقود... 24 أبريل، 2024 “حزب الله”… من النشأة إلى حكم الدويلة والسلاح 23 أبريل، 2024 يوليوس قيصر… هل اغتال نفسه؟ 19 أبريل، 2024 من قتل الفرعون الصغير توت عنخ آمون؟ 12 أبريل، 2024 ماذا تبقى من “حزب البعث” في الذكرى الـ77... 10 أبريل، 2024 هل لدى روسيا حلفاء في مواجهتها الضارية مع... 1 أبريل، 2024 هل يدفع “المركزي البرازيلي” فاتورة تأييد الاستعباد في... 28 مارس، 2024