ثقافة و فنونعربي “بيكاسو” يموت مجدداً في معرض مدريد للفن المعاصر! by admin 6 مارس، 2023 written by admin 6 مارس، 2023 154 من الواضح أن الرسالة قاسية، فالفن الذي يمثله بيكاسو بشخصه، “يموت هنا” في مجسم مخصص لجذب مدمني التقاط صور السيلفي! بيروت- النهار العربي وسط ممرّات معرض ARCO للفنّ المعاصر في مدريد، يلوح طيف رجل عبقري تُخيّم روحه على تاريخ الفن الحديث. تحت الأضواء، يبرز مجسم كبير لجسد بيكاسو المسجى على منصة بيضاء، وهو أحد أبرز أعمال الفنان الإسباني أوجينيو ميرينو بعنوان “أكوي موريو بيكاسو” أي “هنا توفي بيكاسو”، ويعود لعام 2017. علماً أن بيكاسو مات في فرنسا! بدلاً من الاعتماد على صور جثة بيكاسو الفعلية، استعاد ميرينو صورة الفنان المتفرّد التي علقت بأذهان الكثيرين، فأظهره وهو يرتدي قميص بريتون أبيض اللون بخطوط زرقاء داكنة، وبنطالاً أبيض اللون من الكتّان مع حذاء رياضي مريح. ومن الملاحظ أن العمل الفني أكبر من الواقع حرفياً. فبينما بلغ طول بيكاسو 162 سنتيمتراً فقط، يزيد طول التمثال عن 182 سنتيمتراً. وهي حقيقة مغلوطة أخرى تبرز في العمل. لا شك بأن التمثال نجح في جذب مجموعات كبيرة من المتفرجين منذ يوم الافتتاح، حتى أن النقاد وصفوه بأنه أحد المراكز الرئيسة لجذب مدمني صور السيلفي الراغبين في زيادة رصيدهم من الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي كالإنستغرام. في الواقع، تم وضع التمثال في المعرض كرسالة نقد لما آلت إليه حال المعارض الفنية، أو بالأحرى لاستفحال “سياحة” المعارض، حيث بات الغرض الأول من زيارة الكثيرين التقاط صور السيلفي ومشاركتها افتراضياً، من دون أي اكتراث بمعرفة المعنى أو القيمة الفنية والرمزية للقطع المعروضة. عن ذلك، يقول ميرينو “يعد التمثال في الأساس من المعالم السياحية التي صنعناها استناداً إلى كتاب دين ماكنيل “السائح” الصادر عام 1976، وفيه يشرح المؤلف خصائص عوامل الجذب بغض النظر عن مصداقيتها. بالنسبة إلينا، فإننا نرى ما تحول إليه عالم الفن والمعارض الفنية (…) لذلك قدمنا التمثال، عبره يمكن لـ”مستهلك الفن السياحي” أن يحصل على صورة السيلفي التي ينشدها، ويمكن لآخرين رؤية قيمته الرمزية. وإن كان “هنا توفي بيكاسو” مزيف للغاية مثل أي منطقة جذب سياحي أخرى”. من الواضح أن الرسالة قاسية، فالفن الذي يمثله بيكاسو بشخصه، “يموت هنا” في مجسم مخصص لجذب مدمني التقاط صور السيلفي! المزيد عن : بيكاسو\ مدريد 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ابتكار قد يتخطّى الذكاء الاصطناعيّ: ما هو الذكاء العضويّ؟ next post ليلة أسطورية وضعت “لا سكالا” ميلانو أمام ثورة فنية You may also like القطار الأخير إلى الحرية: حكاية الخادمة تكتب فصلها... 8 مايو، 2025 مهى سلطان تكتب عن: متحف نابو يوثق ذاكرة... 8 مايو، 2025 هاملت: من شخصية مسرحية إلى مادة لشتى الدراسات 8 مايو، 2025 رحيل محمد الشوبي الفنان المغربي الأكثر إثارة للجدل 8 مايو، 2025 لماذا سمى بودلير ديوانه «أزهار الشر»؟ 8 مايو، 2025 محمود الزيباوي يكتب عن: سرير أميرة ثاج 8 مايو، 2025 لماذا يخطئ المثقفون؟… دور التنوير في مجتمعات ملتهبة 7 مايو، 2025 رحلة مع روبرت ماكفارلين عبر الأنهار 7 مايو، 2025 بيرليوز يستلهم صائغا نهضويا في أوبرا مشاكسة 7 مايو، 2025 مرصد الأفلام… جولة على أحدث عروض السينما العربية... 7 مايو، 2025