ثقافة و فنونعربي وصف الأمير هاري لزوجة أبيه بـ”الشريرة” هو أمر غير لائق by admin 20 يناير، 2023 written by admin 20 يناير، 2023 35 فيما يكيل الأمير هاري الانتقادات لكاميلا باركر بولز في كتاب مذكراته المدوي، تعود الكاتبة إلى أصول هذه الفكرة الخيالية القديمة، وتتساءل إن كان من العدل تطبيقها على الملكة القرينة اندبندنت عربية \ أوليفيا بيتر “كاتبة “لايف ستايل @Oliviapetter1 ستتعرفون عليها فوراً. ستكون عظام وجهها بارزة وقوامها ممشوق. أما ثيابها فباهظة الثمن ومجوهراتها فاخرة. ينم تعبير وجهها عن عجرفة وابتسامتها متعالية. لكن أكثر ما ستلاحظونه هو شخصيتها. لأنها ستكون وضيعة جداً، خليط من أسوأ خصال البشر، يراوح بين الغيرة وحب الانتقام إلى الشر الصرف. طبعاً، أنا أتكلم عن زوجة الأب الشريرة. كل من قرأ قصة خيالية أو شاهد فيلماً لديزني، ليس بحاجة أبداً إلى أية مقدمات بشأن صورة زوجة الأب الشريرة. ومع ذلك، يبدو أنه قد يكون من الضروري أن نتذكر التحيز الجنسي المرتبط بهذا المفهوم، الذي ما يزال موجوداً بقوة في عام 2023 بفضل الأمير هاري وكتاب مذكراته الفضائحي، سبير (الاحتياطي)، والنقاش الذي أثاره حول زوجة والده، الملكة القرينة كاميلا. يعود المفهوم نفسه إلى روما القديمة، مع تصوير ليفيا دروسيلا – الزوجة الثانية للإمبراطور القيصر أغسطس – على أنها شخصية عديمة الرحمة وماكرة ومتعطشة للسلطة في سرد التاريخ الروماني وفقاً لرواية المؤرخ تاسيتوس. ثم ترسخت هذه الصورة في رواية روبرت غرايفز، “أنا كلاوديوس” I, Claudius، الصادرة في عام 1934. لكن أشهر زوجات الأب ولدن من مخيلة الأخوين غريم، مع بعض التعديل على شخصياتهن، في قصص سندريلا وبياض الثلج وهانسل وغريتل. في هذه القصص الثلاث، تظهر زوجة الأب على أنها شخصية مغرورة وحسودة ومهووسة بالنفوذ مثل الليدي ماكبث، ومصرة على معاداة البطلة الأصغر سناً. في البداية، عندما وضعت هذه القصص، كانت الشخصيات النسائية الشريرة أمهات كما تزعم خبيرة الفولكلور الألماني في جامعة هارفارد، ماريا تاتار. تاتار تشرح بأنهم “وجدوا في هذا المفهوم ما يرضيهم كثيراً من أجل الحفاظ على قدسية الأمومة. وعادة ما كانوا يطبقون هذا المفهوم عبر خلق شخصية الأم ’الجيدة‘ التي توفيت والأم ’السيئة‘ التي انضمت إلى العائلة عن طريق الزواج”. والسبب الثاني الذي يبرر وفرة هذه الشخصيات في قصص غريم هو أنه في بداية القرن الـ19، لم تنج نساء كثيرات من الولادة. وأضافت تاتار “كانت وفيات الأمهات مرتفعة جداً، ومن الشائع جداً أن يتزوج الرجال مرة ثانية”. بغض النظر عن أصل الموضوع، تحولت شخصية زوجة الأب الشريرة بسرعة إلى جزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية، فخرجت من عالم قصص الخيال وإعادة تصويرها السينمائية (قصة سندريلا A Cinderella Story; ميرور ميرور Mirror Mirror; إيلا المسحورة Ella Enchanted)، ودخلت إلى أفلام مثل “ذابارينت تراب” The Parent Trap، “ناني ماكفي” Nanny McPhee و”إن هير شوز” In Her Shoes. نعم، كل هذه شخصيات من روايات خيالية ولكن الدروس المستقاة منها تنتشر كثيراً في عالم الواقع. وهي تساهم في القمع. ففي النهاية، هل من طريقة أفضل لإسكات امرأة أكثر من اعتبارها شريرة أو بشعة أو مجنونة، كما تكون زوجة الأب عادة؟ وتتضح هذه الفكرة أكثر عندما نمعن النظر في بعض هذه الشخصيات المذكورة آنفاً. فلنأخذ مثال بياض الثلج. تقول تاتار “في نسخة ديزني، تبدو الملكة الشريرة (زوجة أب بياض الثلج) أكثر شخصيات الفيلم إثارة للاهتمام كذلك. عندما نراها في مخبئها السري تحت الأرض، تظهر محاطة بالكتب والقطع العلمية”. ربما ليس من قبيل المصادفة أن النساء اللاتي يتمتعن بالنفوذ في هذه القصص يتعرضن للنبذ من المجتمع. أما بالنسبة إلى موقع كاميلا في كل هذا الموضوع، فالقصة معقدة. في الكتاب، يذكر هاري خوفه من أنها ستكون قاسية معه “كما كل زوجات الأب في القصص الخيالية”. ويزعم بأنها حولت غرفة نومه إلى غرفة تبديل ملابسها فور مغادرته “كلارنس هاوس” Clarence House. ثم يدعي بأن كاميلا عملت مع الصحافة لإصلاح صورتها العامة كـ”المرأة الثانية” كي تتمكن في النهاية أن تقترن بتشارلز وتصبح الملكة القرينة. المسار النموذجي لزوجة الأب الشريرة. كما يكتب أن “المستشار الإعلامي” لتشارلز وكاميلا قرر “التضحية” بهاري عبر تسريب قصص عن تعاطيه المخدرات في عام 2022. ويكتب “ساورتني مشاعر معقدة بشأن وجود زوجة أب، قامت بالتضحية بي منذ فترة قريبة على مذبح علاقاتها العامة. وما يثير الضحك هو أنني تمنيت أن تكون كاميلا سعيدة. ربما ستكون أقل خطورة لو كانت سعيدة؟”. لا شك في أنه يتهم والده بسوء التصرف هنا أيضاً. لكن تمييزه كاميلا – ووصفه إياها بـ”الخطرة” – هو ما أحدث الانطباع الأكبر لدى الناس. ولذلك سئل هاري عن الموضوع في كل مقابلاته التلفزيونية التي كان الهدف منها الترويج للكتاب. في حديثه مع آندرسون كوبر الأسبوع الماضي [عبر محطة سي أن أن]، دعا زوجة أبيه بـ”الشريرة” وشرح بأنها اضطرت إلى إعادة تأهيل صورتها في عيون الشعب البريطاني بعد وفاة ديانا. وقال “في ظل عائلة قائمة على هيكلية هرمية وفي طريقها لكي تصبح الملكة القرينة، كان من المحتم التضحية ببعض الأشخاص، أو الجثث لهذا السبب”. وفي حديثه مع توم برادبي من “آي تي في” ITV، زعم هاري كذلك بأن كاميلا سربت إحدى محادثاتها الأولى مع ويليام إلى الصحافة – أفادت صحيفة “تلغراف” لاحقاً بأن مساعدتها هي من سربت المحادثة في الحقيقة وقد فصلت من وظيفتها بعد ذلك. في هذه الأثناء، وفي حديثه مع برنامج “غود مورنينغ أميركا” Good Morning America، أوضح هاري بأنه لا يعتبر الملكة القرينة “زوجة أب شريرة” قبل أن يواصل كلامه بطرح سلسلة من المزاعم بشأن تسريبها الأخبار إلى الصحافة. الأمير هاري أثناء لقائه مع توم برادبي (أي تي في) ومن الأسباب التي تجعل هذا الموضوع معقداً بهذا الشكل هو أننا لم نستمع إلى وجهة نظر كاميلا – ومن غير المرجح أن نستمع إليها إطلاقاً. ربما تكون فعلاً المسؤولة عن تسريب الأخبار إلى الصحافة. وربما، وفقاً لزعم هاري، هذا كله جزء من محاولة أكبر لتسلق هرم القيادة الملكي والجلوس بفخر إلى جانب الملك المستقبلي – مع أن كاتب سيرة كاميلا الذاتية زعم بأنه فيما شنت حملة هدفها تأمين قبول الشعب بها “من المخطئ كلياً أن نقول إنها هي من ألهمتها أو روجت لها”. والمسألة الأساسية الثانية هي ما يروج عن صداقة كاميلا بجيريمي كلاركسون وبيرس مورغان، اللذين كانا قد كالا انتقادات مستمرة لدوقة ساسكس [ميغان]، فيما كتب كلاركسون في صحيفة “ذا صن” أنه يكره ميغان “بكل جوارحه” ويريد من الناس أن “يلقوا كتل براز” عليها. أشار هاري إلى هذه المقالة في حديثه مع برادبي. وفي تعليق اعتبره كثيرون تلميحاً خفياً إلى كاميلا التي قامت بأعمال خيرية كثيرة في مجال العنف ضد المرأة، قال هاري “إن استعرنا كلمات قالتها زوجة والدي أخيراً كذلك، هناك وباء عالمي من العنف ضد النساء”. ليس الموقف الذي يجب أن نتخذه من كاميلا واضحاً بعد، لكنه من المهم أن نرفض الفكرة النمطية عندما تقابلنا. وتصوير زوجة الأب على أنها شريرة ليس سوى استمرارية لأسوأ الأفكار الخاطئة بشأن السلوك النسائي والتفاعلات داخل الأسرة، كما أنه أمر غير لائق أو عادل تجاه شخص موجود في موقع لا يحسد عليه – فليس من الضروري أن تكون العائلة بنصف اختلال آل ويندسور لكي يكون من الصعب جداً أن يدخل المرء عبر الزواج إلى وحدة تأسست قبله. ولهذا السبب، فلنحاول أن نحكم على كاميلا وفقاً لتصرفاتها وليس انطلاقاً من مفاهيم “ديزني”. © The Independent المزيد عن: مذكرات الأمير هاري\الملكة القرينة\الدوقة كاميلا\الملك تشارلز الثالث\أفلام ديزني\بياض الثلج\زوجة الأب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post عدد متلقي إعانات البطالة في أدنى مستوى تاريخي في كندا next post رضوان السيد : معاني العودة إلى كيسنجر! You may also like استعادة كتاب “أطياف ماركس” بعد 20 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 تحديات المخرج فرنسوا تروفو بعد 40 عاما على... 28 نوفمبر، 2024 21 قصيدة تعمد نيرودا نسيانها فشغلت الناس بعد... 28 نوفمبر، 2024 الرواية التاريخية النسوية كما تمثلت لدى ثلاث كاتبات... 28 نوفمبر، 2024 بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024