صحةعربي هل يعاني لاعبو كرة القدم من أمراض عقلية؟ by admin 5 ديسمبر، 2022 written by admin 5 ديسمبر، 2022 20 حالات انتحار عدة ومعرضون لـ”ألزهايمر” بـ5 أضعاف الأشخاص العاديين ومحاولات لجذبهم للتحدث عن معاناتهم اندبندنت عربية \ أحمد ناصر حجازي واحدة من زوايا عديدة تلك التي تنظر بها غالبية جماهير كرة القدم إلى اللاعبين، وخصوصاً النجوم الأوسع شهرة والأكثر نجاحاً. أولئك النجوم يمثلون قمة هرم ضخم يخفي في داخله ملايين المعذبين، امتهنوا اللعبة الشعبية الأولى عالمياً فتحولوا في نظر كثير من المتابعين إلى مجرد عناصر أساسية في اللعبة يمكن الإشارة إليهم وتقييم مدى جدارتهم أو فشلهم بالأرقام فقط. كثير من الجماهير يتناسون أو يغضون الطرف عن طبيعة هؤلاء اللاعبين البشرية ومشاعرهم وكم الضغوط التي يتعرضون إليها بحجة تقاضيهم رواتب ضخمة لا تضاهيها أو تقترب منها أجور المهن الأخرى الأقل جذباً للأضواء مهما بلغت أهميتها. لم تكن النظرة الأحادية للاعبي كرة القدم مصدرها الجماهير وحدهم، بل إن مجتمع اللعبة نفسه ظل لعشرات السنوات يقاوم بشدة إظهار اللاعبين لمشاعرهم السلبية انطلاقاً من أن كرة القدم لعبة خشنة لا مكان فيها للمشاعر. لكن خلال السنوات الأخيرة بدأت هذه النظرة تتبدل بعض الشيء لفتح أفق صغير أمام اعتراف نجوم اللعبة بلحظات ضعفهم وإخفاقاتهم وطلب المساعدة بدلاً من الاستسلام للمعاناة النفسية والأمراض العقلية. كن رجلاً يأتي الفيلم الوثائقي “مان آب” أو “كن رجلاً”، الذي أنتجه لاعب نادي يوفيل تاون الإنجليزي الشاب تشارلي ويكفيلد (24 سنة) كأحدث حلقة في سلسلة محاولات دعم لاعبي كرة القدم في مواجهة الضغوط التي قد تؤثر في الصحة العقلية، ولتشجيع الآخرين على الانفتاح حول الصعوبات التي قد يواجهونها. ويكفيلد، الذي يلعب في خط الوسط، هو أحد أبناء العملاق اللندني تشيلسي، حيث تدرج في مراحله السنية منذ عام 2014 قبل الانتقال مجاناً إلى كوفينتري خلال شتاء 2019، ثم تنقل بين أندية عدة قبل الاستقرار في يوفيل تاون، المنافس بدوري الدرجة الرابعة الإنجليزي. استوحى ويكفيلد فكرة فيلمه، الذي صدر يوم السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من مأساة فقدان عمه لي كولينز، قائد فريق يوفيل تاون السابق، الذي انتحر في مارس (آذار) 2021 عن عمر ناهز 32 سنة. وتعليقاً على الفيلم، قال ويكفيلد “هناك ضغط في كرة القدم، أعتقد أن الفتية لا يريدون إظهار الضعف، وأول شيء يمكن أن يفعله الناس هو التحدث، أريد أن تكون هذه هي البداية، هناك كثير مما يتعين القيام به، ومن الصعب معرفة متى يمر الناس بوقت عصيب”. وأضاف أن “كرة القدم يمكن أن تكون مرهقة عقلياً، لقد عشت كثيراً من الإنجازات وكثيراً من الإخفاقات، ودائماً هناك عديد من المشاعر التي لا يراها الناس”، مؤكداً أنه “منذ ذلك الحين اتصل بي أشخاص اعترفوا بأنهم يعانون، وكان هذا هو الهدف بالنسبة إلي، ويسعدني أن يتواصل الناس معي”. ويأمل ويكفيلد أن يكون فيلمه الوثائقي صوتاً للاعبي كرة القدم الذين يعانون ضغوطاً تكون في أحيان كثيرة أكبر من قدرتهم على التحمل. ضغوط لا تحتمل تتعدد أشكال الضغوط النفسية التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم وتتسبب في أزمات كبرى لهم، بداية من فترات نشأتهم التي تتسم بالتنافسية الشديدة وسط مجموعات كبيرة من الأقران بحثاً عن فرص نادرة للوصول لمراحل الاحتراف، وإلا ستضيع جهود سنوات طويلة وكأنها لم تكن، مروراً بضغوط التدريبات اليومية والمباريات المتلاحقة والبطولات التي لا تنتهي. ونظراً للجماهيرية الواسعة لكرة القدم يظل اللاعبون تحت مجهر المتابعين في كل وقت، ومع أقرب انخفاض في مستوى أي لاعب غالباً ما يتلقى الإهانات والسخرية والاستهزاء والتدخل في حياته الشخصية وأدق تفاصيلها. ومع التقدم التكنولوجي وتوسع شبكات التواصل الاجتماعي أصبح لاعبو كرة القدم هدفاً أسهل للجماهير الغاضبة أو المتشاحنة، وهو ما دفع عدداً كبيراً من الأندية الكبرى، خصوصاً في إنجلترا، للتنسيق مع إدارة الشبكات الكبرى مثل “فيسبوك” و”إنستغرام” و”تويتر” للتقليل من جرائم العنصرية والتنمر التي يتعرض لها اللاعبون خوفاً عليهم من التضرر النفسي الشديد. وخلال التاريخ الطويل للعبة الأكثر شعبية تسببت الضغوط النفسية في وصول بعض النجوم إلى حد اليأس الكامل، مما دفعهم لإنهاء حياتهم، مثل النجم الإنجليزي جاستن فاشانو، الذي انتحر في الثاني من مايو (أيار) 1998، وحارس المرمى الألماني الدولي روبرت إنكه الذي ألقى بنفسه أمام قطار بالقرب من مدينة هانوفر في العاشر من نوفمبر 2009، ثم نجم الكرة الويلزية اللاعب والمدرب غاري سبيد الذي انتحر في 27 فبراير (شباط) 2011 بعد صراع مع الاكتئاب. ليس نفسياً فقط لا تتوقف مخاطر كرة القدم على اللاعبين عند حد التعرض اليومي لضغوط نفسية وجماهيرية كبرى، بل يمتد الأمر لجوانب أكثر خطورة من جراء التعامل مع الكرة ذاتها. وتمكنت دراسات علمية عدة خلال السنوات الأخيرة من رصد وإثبات بعض التأثيرات السلبية التي تسببها ضربات الرأس في كرة القدم في الوظائف الدماغية للاعبين، إذ يتعرض بعضهم لخطر التلف الدماغي أو الإصابة بالخرف على المدى الطويل، إضافة لأخطار الإصابات المباشرة في الرأس. ورصد بحث علمي مشترك بين جامعة كارديف وكلية لندن للصحة العامة في فبراير 2017، أعراض التلف الدماغي بأربعة من أصل ستة لاعبي كرة قدم سابقين تم تشريح أدمغتهم بعد الوفاة. وفي 2018، كشفت دراسة أجرتها جامعة بريتش كولومبيا الأميركية، أن مستويات البروتين المرتبط بتلف الخلايا العصبية في المخ تزيد في الدم بعد ضرب الكرة بالرأس، وهي عملية يكررها لاعبو كرة القدم المحترفون آلاف المرات طوال مسيرتهم الرياضية. وأثبتت دراسة أخرى أجراها خبراء من جامعة غلاسكو بالتعاون مع الاتحاد الاسكتلندي لكرة القدم أن خطر إصابة لاعبي كرة القدم بمرض ألزهايمر يزيد مقارنة مع غيرهم من الأشخاص العاديين بمعدل خمسة أضعاف، وأربعة أضعاف بمرض العصبون الحركي، وضعفين بمرض الشلل الرعاش. المزيد عن: كرة القدم\الأمراض العقلية\ألزهايمر\الشلل الرعاش\العصبون الحركي\الاكتئاب\الانتحا\رمان آب\كن رجلاً\جماهير كرة القدم 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post ليبيا… معارك السلاح تهدأ و”حرب الإلغاء” تشتعل next post النظام الإيراني يدرس النظر في مواد الدستور بعد إلغاء شرطة الأخلاق You may also like الزواج يبطئ شيخوخة الرجال 24 نوفمبر، 2024 قريبا: استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن أورام الدماغ 24 نوفمبر، 2024 هل نحن معرضون للإصابة بإنفلونزا الطيور عبر تناول... 24 نوفمبر، 2024 رصد أول إصابة بجدري القردة في كندا 24 نوفمبر، 2024 القاتل الصامت: لماذا تستحق الأمراض التنفسية المزمنة الاهتمام... 21 نوفمبر، 2024 هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟ 19 نوفمبر، 2024 لماذا تحدث أشياء سيئة للأشخاص الطيبين؟… دليل السعادة... 19 نوفمبر، 2024 عالمة كرواتية تختبر علاجاً تجريبياً للسرطان على نفسها... 15 نوفمبر، 2024 الشبكة العصبية الاصطناعية ثورة في استنساخ عمل الدماغ... 15 نوفمبر، 2024 السماح بعلاج ضد ألزهايمر سبق منعه في أوروبا 15 نوفمبر، 2024