الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » 40 كتابا ينبغي للمرء أن يقرأها في حياته

40 كتابا ينبغي للمرء أن يقرأها في حياته

by admin
من متع الحياة أن نغرق في رواية عظيمة. ناقدانا الأدبيان، سيري رادفورد وكريس هارفي، يضعان لائحة بالكتب التي ينبغي قرأتها

كتب، كتب، كتب. سوف تطيل من عمركم وتخفف من تعبكم وتعزز ذكاءكم. وستمدكم بشعر أغزر وأقوى.

مهما تعددت الأقوال عن القراءة يبقى شيء واحد مؤكد: الغرق في رواية عظيمة يمثل إحدى المتع الدائمة والموثوقة في الحياة. فالرضا عن الوظيفة يأتي ويذهب، والشركاء يثيرون الغضب وينفضون، على أن المرء بوسعه دائماً العودة لقدرة الأدب الأبدية التي يمكن أن تأخذه إلى عالم آخر. من أجواء جين أوستن وما صورته من غرف رسم (وكتابة) متكلفة، إلى كتل الأبراج الخانقة في رواية “1984”، تبقى الروايات قادرة على الإتيان بما هو فريد ومختلف. فهي تخاطب القلب والعقل على نحو تلقائي، وتطلعنا على تاريخ عالمنا، واحتمالات مستقبلنا، ونسيج أرواحنا.

أين نبدأ إذاً؟ إنه سؤال دقيق، لأن الجواب الواضح أو البديهي يقول: نبدأ بـ”المصنفات الأدبية”، أي تلك النخبة من الرجال البيض، الراحلين بمعظمهم، إذ إن تركيبة السلطة التي قامت طوال قرون أتاحت لفئة صغيرة جداً من الناس فرصة الكتابة عن كينة الإنسان (أي حالة وجوده) بصوت مسموع عالمياً. ومن المستحيل في هذا السياق تجاهل أشكال التحيز. أدنى شيء يمكننا القيام به إزاء هذا يتمثل في الإقرار بأشكال التحيز تلك، وإضافة وجهات نظر مختلفة إليها، والإشارة إلى بعض المصادر الممتازة هنا وهناك، لاكتشاف مزيد من الكتاب الذين تنبغي قراءتهم.

وضع هذه اللائحة، بشكلها الحالي، واقتصارها على 40 رواية، تطلب عملية صعبة قد تبدو مفاوضات “بريكست” إزاءها سهلة وودية. نأمل أن تستمتعوا بهذه الخيارات، أو تستمعوا في الأقل بالجدال حول من كان يجب أن يضاف إلى اللائحة أو يستثنى منها.

“كبرياء وتحامل” (Pride and Prejudice)، جين أوستن

ثمة مسلّمة يقر بها الجميع ترى أن كل لائحة كتب عظيمة ينبغي أن تضم “كبرياء وتحامل”. لا تنخدعوا بالأثواب وحفلات الرقص: إذ تحت السطح المزين المغطى بالسكر تكمن الكعكة الحقيقية لسوق الزواج ومؤسسته في إنجلترا الجورجية [نسبة لحقبة الملك جورج في القرن الـ18]. ومقابل كل “إليزابيث” محظوظة تتمكن من ترويض واستمالة “السيد دارسي” المتعجرف والوسيم وتتعلم في السياق فهم ذاتها، ثمة فتاة مثل “تشارلوت” تضطر، بسبب افتقارها لجمال الوجه، إلى قبول الحياة مع شخص سوقي وثرثار. (سيري رادفورد)

“مفكرة أدريان مول السرية، بعمر الـ 13 و3|4” (The Secret Diary of Adrian Mole, Aged 13 3|4)، سو تاونسيند

اقرأوا هذه الرواية عندما تكونون قد طعنتم في السن بما يكفي، وثمة إمكانية حينذاك أن تموتوا ضاحكين. لم يتمكن أحد من هجاء الهوس بالذات وأوهام العظمة والكبت الجنسي المرافق لسن البلوغ، بنفس براعة سو تاونسيند، ولا أحد سيتمكن من ذلك أبداً، إذ ما وراء الشعر العظيم والبثور، ثمة أيضاً تناول لاذع لـبريطانيا التاتشرية. (س. ر)

“تشارلي ومصنع الشوكولا” (Charlie and the Chocolate Factory)، رولد دال

قد يكون هاري بوتر أكثر شعبية، لكن “ويلي وونكا” يبقى أشد غرابة في كل شيء. من الفقر المدقع الذي يعيشه تشارلي باكيت وعائلته، إلى الأولاد الفاسدين الشرهين والأشقياء الذين يرافقون تشارلي في رحلته إلى ويلي وونكا. في مصنع حلوى غرائبي كهذا ليس ثمة ما هو مصطنع الحلاوة في عمل رولد دال التخيلي الباهر هذا. (كريس هارفي)

“عالم يتهاوى” (Things Fall Apart)، تشينوا أتشبه

في تناولها الكلاسيكي للاستعمار تأتي رواية أتشبه لترصد ما حصل في قرية نيجيرية مع وصول البعثات (الإرساليات) الدينية الأوروبية. بطل الرواية “أوكونكوو”، الذي يشبه شخصيات المحاربين، يجسد القيم التقليدية المحكومة بالزوال في نهاية المطاف. عندما ولد أتشبه عام 1930، كانت تلك الإرساليات قد أقامت واستقرت في قريته منذ عقود. ألّف الكاتب روايته بالإنجليزية واستمد عنوانها من قصيدة لـ ييتس Yeats، إلا أنه حبك الأمثال “الإغبووية” [من شعب الإغبو في نيجيريا] ونسجها في قلب نصه الغنائي. (س. ر)

“1984”، جورج أورويل

مثلت رواية “1984” ذروة في أدب الواقع المرير (ديستوبيا) وتميزت بأبعاد استشرافية تنبؤية جعلتها مع الوقت تغدو “كليشيهاً”. وإن تغاضى المرء عن العملين التلفزيونيين “الأخ الأكبر” Big Brother والمهزلة المبتذلة “الغرفة 101” Room 101، فإن الأصل يبقى محتفظاً بكل قوته الجامحة. كان أورويل مهتماً بآليات عمل الأنظمة السياسية الشمولية (التوتاليتارية) وتخيل في روايته هذه مجتمعاً عاش ذعر وارتياب الرقابة السوفياتية بالغاً في السياق أقاصي تلك التجربة. ويحاول بطلنا في “1984”، “ونستون”، مقاومة عالم رمادي تقوم الشاشة فيه بمراقبة كل حركة يأتي بها المرء، بيد أن الشجاعة تظهر عقمها في النهاية عندما تتسلل الدولة، مثل الدود، إلى أدمغة الناس. (س. ر)

“ريبيكا” (Rebecca)، دافني دو مورييه

شخصية السيدة “دو وينتر” الثانية هي راوية القصة القوطية المذهلة التي كتبتها دو مورييه عن امرأة شابة تحل في مكان ريبيكا زوجة للثري ماكسيم دو وينتر وسيدة لقصر وأراضي مانديرلي. وهناك تلتقي المرأة الشابة بمدبرة القصر السيدة دانفيرس، فتباشر الأخيرة بتعذيبها بعد أن كانت سابقاً تعمل في خدمة ريبيكا. لا تتوقف الرواية مع تتالي أحداثها عن الإغراق في القتامة، وذلك بفضل أجواء الرعب الإيحائية والنفسية التي تلفّها. (س. هـ)

“آمال عظيمة” (Great Expectations)، تشارلز ديكنز

كان ديكنز ضميراً اجتماعياً للعصر الفكتوري، لكن لا تدعوا هذا الأمر ينفّركم. لقد جاءت “آمال عظيمة” لتمثل حكاية مؤرقة عن الولد اليتيم “بيب” والفتاة الطيبة “إستيلا” و”الآنسة هافيشام” المحبطة. كتبت الرواية في الأصل بحلقات متسلسلة بحيث لم يكن المرء ليحظى بوقت كاف بعد قراءة كل حلقة لتجاوز التشويق الذي مر به، قبل خوضه في الحلقة التالية، وذاك كله بفضل أسلوب ديكنز الفخم والفكاهي والعميق. (س. ر)

“أن تقتل طائراً بريئاً” (To Kill a Mockingbird)، هاربر لي

دعوة خالدة إلى العدالة في رواية تدور أحداثها في جنوب الولايات المتحدة العنصري خلال حقبة الركود العظيم، وقد أثارت الرواية عندما صدرت موجة من التعاطف. اعتمدت الروائية هاربر لي في كتابها أداة بسيطة، لكن نارية حارقة: نظرة إلى العالم بعيني فتاة بعمر السادسة تدعى جين لويز فينش، والدها محام يدافع عن رجل أسود يتهم زوراً باغتصاب امرأة بيضاء. لم تسع لي في الكتاب إلى شيء سوى “موت سريع ورحيم على يد النقاد والمراجعين”: بيد أن روايتها فازت بجائزة “بوليتزر” وحظيت بمكان راسخ في مناهج التعليم. (س. ر)

“قصر الذئاب” (Wolf Hall)، هيلاري مانتيل

في فعل بوح داخلي أدبي مذهل تتقمص مانتيل صيغة تخيلية من توماس كرومويل، الصبي ابن الطبقة العاملة الذي ترقى عبر ذكائه الخارق ليغدو لاعباً أساسياً في الأفعال التآمرية بسياسات الزمن الـ “تيودري” (Tudor period) [بين عامي 1485 و1603]. رواية تاريخية غامرة لدرجة تسمح للمرء بتنشق رائحة الخوف والطموح بين كلماتها. (س. ر)

“النوم الكبير” (The Big Sleep)، رايموند تشاندلير

كان يمكن لـ “داشيل هاميت” التمتع بصلابة أكبر وأن تكون مؤامراته أكثر تعقيداً وتشابكاً، لكن يا للروعة، أي أسلوب هذا الذي يكتب به رايموند تشاندلير. الأخذ والرد في مطلع “النوم الكبير” بين التحري الخاص فيليب مارلو، ببذلته الزرقاء الفاتحة وقميصه الكحلي، والآنسة كارمن ستيرنوود ذات “الأسنان الصغيرة المسننة والمفترسة” والرموش التي تخفضها وتعليها كستار مسرح، تدوزن نبرة قصة متكاملة عن فتيات ورجال سيئين. (س. هـ)

“فرانكنشتاين” (Frankenstein)، ماري شيلي

كانت شيلي بعمر الـ18 فقط عندما كتبت “فرانكنشتاين” كجزء من تحدٍّ قام بينها وبين زوجها المستقبلي، بيرسي شيلي، واللورد بايرون، لتأليف أفضل قصة رعب. بغض النظر عن لون وجهه الأخضر فإن وحش “فرانكنشتاين” هذا أتى ليمثل كائناً معقداً يتوق إلى التعاطف والرفقة. واليوم، بعد قرابة 200 سنة من نشرها للمرة الأولى، تبدو هذه القصة القوطية أكثر صلة بالواقع من أي وقت مضى، وذلك على ضوء التطورات الكبرى التي حققها علم الجينات في إطار ما يعنيه فعل اختراع حياة. (س. ر)

“مرتفعات ويذرينغ” (Wuthering Heights)، إيميلي برونتي

هل يمكن أن تظهر في يوم من الأيام رواية تضطرم بحدة المشاعر أكثر مما تفعل “مرتفعات ويذرينغ”؟ القوى التي تجمع ما بين بطلة الرواية، الضارية كاترين إيرنشو، وبطلها القاسي هيتكليف، هي قوى عنيفة وعصية على الترويض، لكنها متجذرة عميقاً في تفانٍ وإخلاص تبادلاهما منذ الطفولة، وذلك منذ أن أطاع هيتكليف للمرة الأولى كل أمر صدر من “كاثي”. من المستحيل تصور هذه الرواية كمصدر للخمود والبلادة، إذ إن رؤية إيميلي برونتي للطبيعة جاءت مفعمة بالشعر. (س. هـ)

“أمير الذباب” (Lord of the Flies)، ويليام غولدينغ

كل امرئ سبق وتصور الأطفال وحوشاً بدائية صغيرة، سيهز رأسه إعجاباً واستحساناً فيما يقرأ هذا العمل الكلاسيكي الذي ألفه غولدينغ. نظريته هي التالية: خذوا مجموعة من فتية المدارس إلى جزيرة، وشاهدوا مدى سرعة اختفاء مظاهر السلوك اللائق بينهم. لم يسبق لزوج نظارات مكسور أن بدا بهذا السوء، أو لحضارة أن بدت بهذه الهشاشة. (س. ر)

“دار الغرور” (Vanity Fair)، ويليام ماكبيس تاكيري

كل الحياة الصاخبة في لندن القرن الـ19 تتبدى هنا بهذه التحفة التي ألفها تاكيري، بما في ذلك “بيوت الكاري” التي داوم “جوس سيدلاي” على التردد إليها بفضل حبه للأطعمة الحارة الذي اكتسبه منذ أن كان ضابطاً في شركة الهند الشرقية للتجارة. إلا أن “بيكي شارب” التي تمثل إحدى أهم الشخصيات في الأدب، هي التي منحت الرواية سحرها المستمر. لقد شكلت بيكي، كامرأة في طور التكوين، نموذجاً مثالياً للذكاء والطرافة والقسوة الماكرة التي لا ترحم. ومقابل الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حاولت تلطيف بيكي وخلق الأعذار لها، تبقى هذه الشخصية بحاجة إلى ضحايا لكي تحيا! وهي تبقى أكثر جاذبية بفضل ذلك. (س. هـ)

“أولاد منتصف الليل” (Midnight’s Children)، سلمان رشدي

يولد بطل رواية سلمان رشدي الأشهر في اللحظة ذاتها التي تحقق فيها الهند استقلالها. وهو يولد بقوى خارقة ولا يكون وحيداً في ذلك. في هذا العمل الجريء والشاعري، المؤلف بأسلوب الواقعية السحرية، يروي رشدي قصة النهضة الدموية للهند من خلال مجموعة من الأطفال المولودين في منتصف الليل والمتمتعين بقدرات خارقة. (س. ر)

“لوليتا” (Lolita)، فلاديمير نابوكوف

هذا العمل المدهش ببراعته والمستمر في إثارة الجدل، ألفه نابوكوف وحظر في بريطانيا عندما نشر عام 1955. يعرفنا العمل إلى أستاذ الأدب والرجل ذي الميول الجنسية تجاه الفتيات المراهقات همبرت همبرت، تلك الميول التي يقر بها بنفسه. على أن همبرت هذا قد لا يوحي براوٍ موثوق لأحداث الرواية. فهو يتزوج الأرملة تشارلوت هايز فقط كي يتقرب من ابنتها دولوريس، البالغة من العمر 12 سنة والتي تلقبها أمها بـ “لو”، ويناديها همبرت بـ “لوليتا”، نور حياتي ونار أحشائي. خطيئتي وروحي”. على أن تورية اعتداءاته بلغة تلميحية ومشاعر حب مثالي لا تقلل من جرائم همبرت، بل تسمح لـنابوكوف بفضحه حيث يختبئ. (س. هـ)

“جين آير” (Jane Eyre)، تشارلوت برونتي

قد يحتاج المرء هنا إلى قلب بارد قاس كي لا يتأثر بواحدة من أصلب شخصيات الأدب. فمن القسوة المؤسساتية السائدة في مدرستها الداخلية تأتي جاين آير، “الصغيرة والبسيطة”، لتغدو معلمة تنشد حق التفكير والإحساس. ما من قصص حب كثيرة تحبس امرأة مجنونة في علّية معزولة، وترصد بقعة التشوهات العلاجية، لكن هذه الرواية، وبثقة أسطورية بالنفس، تفعل ذلك إلى حد ما. (س. ر)

“أميريكانا” (Americanah)، تشيماماندا نغوزي آديتشي

نظرة دقيقة وحاذقة إلى مسألة الهوية العرقية من خلال قصة شابة نيجيرية ذات شخصية قوية تترك موطنها الهادئ في لاغوس وتسافر إلى عالم الصراعات في الولايات المتحدة الأميركية. عبر تصويرها حياة المهاجرين الصعبة في الولايات المتحدة والانقسامات المؤلمة في نيجيريا الصاعدة، تجوب آديتشي القارات برقتها الكتابية وأسلوبها المتميز، المشحون بمشاعر عميقة. (س. ر)

“مزرعة الراحة الباردة” (Cold Comfort Farm)، ستيلا غيبونز

بين أيدينا هنا بهجة روائية مطلقة وصافية. فـستيلا غيبونز تقوم، بمهارة عالية، وعبر بطلتها الحاذقة “فلورا” التي هي أكثر اهتماماً بالنظافة الأولية مما هي بالتكلف والتمثيل،  بإثارة المرح والسخرية من النرجسية. بكلمات أخرى: إن رأيت “أمراً دنيئاً في مخزن الحطب”، أغلق الباب وكفى. (س. ر)

“محبوب” (Beloved)، توني موريسون

الرواية مهداة إلى “60 مليوناً وأكثر” من الأفارقة وأحفادهم ممن قضوا جراء تجارة العبيد، وهي تشكل علامة ثقافية فارقة وعملاً حائزاً على جائزة “بوليتزر” ما زال إلى اليوم يفرض وجوده بقوة. استلهمت موريسون عملها من قصة حقيقية لامرأة مستعبدة فضلت قتل ابنتها على رؤيتها تعود إلى العبودية. وفي حبكة القصة التي كتبتها موريسون تعود تلك الطفلة المقتولة ليسكن طيفها جماعة من السود، مما يشير إلى وصمة دامغة في التاريخ الأميركي، لا يمكن تجاهلها أو تخطيها. (س. ر)

“عودة إلى برايدزهيد” (Brideshead Revisited)، إيفلين ووه

تختزن إيفلين ووه في روايتها هذه البخار المسكر لحقبة آفلة، فتسرد قصة ابن الطبقة الوسطى تشارلز رايدر الذي يلتقي بـابن الطبقة العليا سيباستيان فلايت بجامعة أوكسفورد في عشرينيات القرن الماضي. استثنوا المقدمة المرتبطة بالحرب ومجمل علاقة تشارلز بشقيقة سيباستيان، جوليا (العزيزة إيفلين، شكراً على صيغة النص الأحدث، هناك بعض المقاطع نقترح إلغاءها…)، وستكونون حينها أمام أكثر علاقات الحب تأثيراً في اللغة الإنجليزية. (س. هـ)

“كثيب” (Dune)، فرانك هيربيرت

يمكنكم تقريباً أن تشعروا بجفاف أفواهكم جراء العطش عندما تلجون عالم فرانك هيربيرت في “كثيب”، وتواجهون الكوكب الصحراوي “أراكيس” بعواصفه الرملية الهائلة وأجوائه شديدة الإيحاءات. إنه المكان الذي تدور فيه القصص الملحمية للعائلات الإقطاعية المتصارعة، وهو يلائم أيضاً انعقاد قصص مغامرات مشوقة. من النادر أن حظي مكان تخيلي بهذا التبلور المكتمل. (س. هـ)

“ميثاق آل ووستر” (The Code of the Woosters)، بي جي وودهاوس

إن لم تقرأوا بي جي وودهاوس وأنتم في مغطس مياه ساخنة وبيدكم كأس ويسكي وأمامكم بطة مطاطية تطفو على سطح الماء كي تكمل المشهد، فإنكم لم تعيشوا بعد. “والو” في هذه القصة بالغة الابتذال وذات البعد الثنائي الكوميدي الخالص، هو الأرستقراطي المتلعثم بيرتي ووستر وكبير خدمه الحكيم، جيفيس. إنه كتاب يستدعي بقراءته فرحاً غامراً وينجح في الهزء من الزعيم الفاشي البريطاني أوسفالد موسلي، ذاك الرجل الشاكي والمشاكس بسرواله الأسود القصير. (س. ر)

“غاتسبي العظيم” (The Great Gatsby)، فرانسيس سكوت فيتزجيرالد

الانتقادات الضارية التي استقبلت رواية فيتزجيرالد الثالثة، “ليست أكثر من أقاصيص مبالغ بها”، “تماشي الموسم لا أكثر”، فشلت في الانتباه إلى أمر عظيم فعلاً: استخلاص على نحو يقارب الكمال لعناصر الأمل والطموح والتشاؤم والرغبة الكامنة في قلب الحلم الأميركي. ثمة روايات أخرى تتناول سحر الذات المبتكرة مثل “الأحمر والأسود” (The Red and the Black) لـ ستاندال و”اعترافات فيليكس كرول” (Confessions of Felix Krull) لـتوماس مان، إلا أن جاي غاتسبي الغامض يلقي ظلاً عريضاً يبلغ “دون درابر”، بطل “رجال مجانين” (Mad Men)، ويتجاوزه. (س. هـ)

“برتقالة آلية” (A Clockwork Orange)، آنطوني بيرغيس

من اللحظة الأولى للقائنا أليكس ورفاقه الثلاثة الأشرار في حانة كوروفا يشربون المولوكو مع مخدر أو مادة مهلوسة، ويفكرون في محادثة الشابات خلف البار أو ضرب بعض كبار السن في الزقاق، يتضح أن التقاليد الروائية العادية لا تنطبق هنا. الكتاب الصغير هذا الذي ألفه بيرغيس عن عنف المستقبل القريب، حيث يمارس “العلاج التنفيري” على الشبان الجانحين والعنيفين الذين يتكلمون لغة “نادتسات” Nadsat [لغة مخترعة من قبل بيرغيس وتقوم على أنجلزة عبارات روسية] ويقترفون الاغتصاب والجرائم، يمثل تحفة في أدب الواقع المرير (الأدب الديستوبي).

“همس الخواطر” (Tess of the d’Urbervilles)، توماس هاردي

في هذه الرواية الميلودرامية، لكن المؤثرة جداً، شن توماس هاردي قبل 125 عاماً من حركة “أنا أيضاً#” (#MeToo)، حملة شعواء على النفاق الجنسي في العصر الفكتوري. “تيس” هي فتاة ساذجة من عائلة فقيرة تتعرض للاغتصاب من قبل مالك أراض ثري. وتحاول “تيس” بعد موت طفلها بناء حياة جديدة، بيد أن “عار” ماضيها يبقى مخيماً بظله الثقيل. اقرأوا هذه الرواية إن أردتم فهم الثقافة المهترئة الكامنة في نزعة لوم الضحايا. (س. ر)

“هل تحلم الروبوتات بخرفان آلية؟” (Do Androids Dream of Electric Sheep)، فيليب ك ديك

هنا تجدون “روي باتي” و”ريك ديكارد” و”راكيل روزين”، في الرواية التي ألهمت فيلم “بلايد رانر” (النصل الحاد Blade Runner) والأغرب منه حتى. ففي زمن سبق حقبة الذكاء الاصطناعي وقدرته على تعليم ذاته في ساعات قليلة أداء لعبة الشطرنج بكفاءة تتجاوز كفاءة أي معلم فيها، كان فيليب ديك يستخدم مفهوم الحياة الروبوتية ليستكشف معاني أن يكون الشخص إنساناً، ومعنى أن يترك المرء وحيداً على كوكب معرض للخطر. تمكن ديك من تناول كل هذه الأمور في 250 صفحة تحث العقول وتحرك المشاعر مع كل صفحة جديدة. وذلك ما جعل كتابه يغدو بالفعل تحفة فريدة في أدب الخيال العلمي. (س. هـ)

“إله الأشياء الصغيرة” (The God of Small Things)، آرونداتي روي

حازت روي على جائزة “بوكر” عام 1997 عن روايتها الأولى التي تمثل قصة حب مؤثرة وعابرة للأجيال تخترق حدود الطبقات الاجتماعية في جنوب الهند، وتضيء على المصائر المروعة التي يواجهها أولئك الذين يكسرون المحرمات التي “تحدد من ينبغي أن يحب وبأي طريقة. وإلى أي مقدار”. الجنس، الموت، الدين، الدوافع المتناقضة للأمومة: كل هذه الأمور ترد في هذا الكتاب الجميل والآسر. (س. ر)

“قلب الظلام” (Heart of Darkness)، جوزيف كونراد

مستلهماً تجربة كونراد في قيادة عبارة نهرية تجارية في نهر الكونغو، جاء كتاب “قلب الظلام” ليتناول في جزء منه رحلة مغامرات تشويقية، وفي جزء آخر رحلة سيكولوجية في قلب المجهول، إذ يقوم الراوي، مارلو، بإسناد قصته إلى رحلة خاضها في الأدغال لمقابلة تاجر العاج الغامض، السيد كورتز. “قلب الظلام”، على رغم استمرار السجال حول ما إذا كانت مقاربته لأفريقيا والاستعمار تمثل مقاربة عنصرية، يبقى كتاباً شديد الصلة بما كان يحصل، وتنبغي قراءته. (س. هـ)

“التاريخ السري” (The Secret History)، دونا تارت

لقموا المدفأة بحطبة إضافية وأبحروا في هذا العمل الأدبي البوليسي الرائع، بأجوائه القاتمة والغرائبية. الكتاب يتناول مجموعة من طلاب الأدب الكلاسيكي يفتن أفرادها بالأسطورة اليونانية، وينتقلون بها إلى مستوى آخر. أيها الأولاد، انتبهوا: لا تجربوا أبداً ممارسة الطقوس الديونيسية (من الإله الإغريقي ديونيسيوس) الهذيانية في البيت. (س. ر)

“دراكولا” (Dracula)، برام ستوكر

كل ما دار بين الإيرلندي مدير المسرح، برام ستوكر، وبين الرحالة والكاتب المجري آرمين فامبيري عندما التقيا في لندن وتحدثا عن جبال الكاربات، جرى التقاطه في مخيلة ستوكر القوطية وورد ضمن عمله الذي أثر في الثقافة الغربية تأثيراً كبيراً. ليس صعباً أن نقارب الكونت كشخصية غامضة ذات أبعاد جنسية تؤرق الناس في إنجلترا الفكتورية، بيد أن هذه الشخصية اكتسبت على يد ستوكر أبعاداً دموية مرعبة. (س. هـ)

“ميدل مارش” (Middlemarch)، جورج إليوت

إنها نموذج رواية ناضجة تحمل على رضا بالغ، وهي تتناول حياة وغراميات سكان بلدة صغيرة في إنجلترا بين عامي 1829 و1832. المقاربات الذكية اللاذعة والحقائق الخالدة في سرديتها تجعلها في مقام عمل عبقري، بيد أن الكاتبة ماري آن إيفانس، اضطرت في ذلك الزمن إلى استخدام اسم ذكر كي يؤخذ كتابها على محمل الجد. (س. ر)

“الفزاعة في حقل الشوفان” (The Catcher in the Rye)، جي دي سالينجر

يتطلب الأمر جملة واحدة فقط، بصيغة المتكلم، ليعلن هولدين كولفيلد، بطل سالينجر، عن مجمل عدميته المراهقة، مستهزئاً من رغبتنا في معرفة تفاصيل حياته الشخصية “وكل ذلك الهراء الذي يشبه هراء ديفيد كوبرفيلد”. “الفزاعة في حقل الشوفان” رواية مثالية لتجربة المراهقة مكتوبة بلغة خالدة. (س. هـ)

“الناقوس الزجاجي” (The Bell Jar)، سيلفيا بلاث

الرواية الوحيدة التي كتبتها الشاعرة سيلفيا بلاث وهي شبه سيرة ذاتية عن الإصابة بالاكتئاب الذي تشبهه إستر غرينوود، راوية الحكاية، بالكفاح بغية التنفس عندما يكون المرء محبوساً تحت ناقوس زجاجي (المستخدم لخلق الفراغ في موضعٍ ما خلال التجارب العلمية). كل كلمة، تقريباً، آسرة في هذه الرواية. كذلك فإن طريقة التقاط بلاث لكل ما يحدث حول إستير، وقائع الأخبار وحفلات المجلات، تسهم في إبراز ذلك المرض المميت الذي يمدها بميول انتحارية. وبلاث انتحرت بالفعل بعد شهر واحد من نشر الرواية عام 1963. (س. هـ)

“آنا كارينينا” (Anna Karenina)، ليو تولستوي

عمل أندرو دايفيس الأحدث للتلفزيون الذي استقاه من رواية “الحرب والسلام” ذكّر أولئك الذين لا يمكنهم تقبل العودة للمتطلبات الوحشية التي تطرحها الرواية، بمدى حذاقة تولستوي في تناول شؤون القلب حتى لو كانت الجهود الكبرى على الدوام مركزة في المقاطع المتعلقة بالحرب. في “آنا كارينينا”، الهائلة أيضاً!، يلتقط الروائي الروسي العظيم الإيحاءات الإيروسية بين آنا المتزوجة وفرونسكي الأعزب، ثم يدفع بطلته إلى مواجهة سخط المجتمع فيما علاقتها بـفرونسكي تتبلور، وذلك من دون أن يقترح أبداً تخلينا عن مؤازرتها. (س. هـ)

“الخدعة 22” (Catch-22)، جوزيف هيلر

ليس شائعاً كثيراً أن يتحول مصطلح صيغ في رواية من الروايات إلى عبارة دارجة، إلا أن جوزيف هيلر نجح في تحقيق ذلك عبر براعته الهائلة والوحشية وطرافته الجامحة. تمثل الحرب أقصى الطرق المسدودة أمام المنطق الإنساني، وهذه الرواية تستعرض كل عبث الحرب من خلال حملنا على تتبع الطيار الحربي الأميركي الكابتن جون يوساريان. صحيح أن هيلر يستفيد هنا من تجربته كطيار في الحرب العالمية الثانية، إلا أن الماكارثية في خمسينيات القرن الـ20 هي التي أججت الغضب الرهيب المتفجر في الكتاب. (س.ر)

“علاقات خطرة” (Dangerous Liaisons)، بيير شوديرلو دو لاكلو

ألذ تجربة ماكرة وشريرة في الأدب، وقد جاءت هذه الرواية المؤلفة من رسائل لتعرفنا إلى الماركيزة دو ميرتيول والفيكومت دو فالمونت اللذين يمارسان على ضحاياهما العرضيين ألعاباً فظة تعتمد إخضاعاً جنسياً. وأصاب تبرير الماركيزة لتصرفاتها، “أنا، ولدت لأنتقم لبنات جنسي وأُخضِع أبناء جنسكم”، وتراً في حقبة “أنا أيضاً#” [#MeToo الحركة النسوية العالمية التي تفضح المتحرشين والمعتدين الجنسيين]، بيد أن العواطف، بما فيها الحب، تتدخل وتفعل فعلها لدرجة تغدو معها لا أخلاقية “لاكلوس” أمراً لا يحتمل. مثيرة، لكن بالغة السوء. (س. هـ)

“مئة عام من العزلة” (100 Years of Solitude)، غابريال غارسيا ماركيز

منذ نصف قرن تستمر حيوية رواية غارسيا ماركيز في الوجود، تلك الرواية التي تسرد قصة سبعة أجيال من عائلة “بيونديا” التي عاشت ببلدة صغيرة في كولومبيا. أطياف أشباح وتنبؤات تقترن بعين صحافية ترصد التفاصيل، وبحس شاعري مرهف، وذاك منح واقعية ماركيز السحرية وقعاً فريداً. (س. هـ)

“المحاكمة” (The Trial)، فرانتز كافكا

“هناك من ينشر الأكاذيب عن جوزف ك…” هكذا تبدأ قصة كافكا الكابوسية عن رجل عالق في معاملة بيروقراطية معقدة إثر توقيفه من قبل عميلين لجهاز شرطة غير محدد، بتهمة ارتكابه جريمة لا يسمح لهما بإخباره عنها. رواية مربكة، ومحيرة في أحيان أخرى، وذات أصداء مرعبة، تنذر بالعداء للسامية الذي انتشر في أوروبا مع الاحتلال النازي، وبأساليب الـ”شتازي” (البوليس السري في ألمانيا الشرقية) والـ”كي جي بي” (جهاز الاستخبارات السوفياتي) والـ “أس تي بي” (البوليس السري في تشيكوسلوفاكيا). (س. هـ)

“الفهد” (The Leopard)، غويسيبي توماسي دي لامبيدوسا

نشرت الرواية عام 1958 بعد موت كاتبها، وتدور أحداثها في القرن الـ19 بجزيرة صقلية حيث كانت الأجواء تنذر بثورة مرتقبة. ويحكم الأمير المهيب دون فابريسيو بلدة قريبة من باليرمو في حقبة تشهد الأيام الأخيرة لعالم قديم تنعم فيه الطبقية بالاستقرار والقبول. ثم تقوم قوات غاريبالدي بالسيطرة على الجزيرة، فيبدأ على الأثر عالم جديد بالظهور. العمل هو نص تأملي معمق وشاعري، يتفكر بالتحول السياسي والشخصيات الناتجة منه. (س. هـ)

نشرت المقالة للمرة الأولى في 13 أكتوبر 2019

© The Independent

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00