ثقافة و فنونعربي جوليان نيكولسون: أتفهم التناقض الصارخ في تلقي فيلم “شقراء” by admin 8 أكتوبر، 2022 written by admin 8 أكتوبر، 2022 49 تقدم الممثلة الفائزة بجائزة إيمي أداءً شرساً ومرعباً لشخصية والدة مارلين مونرو في هذا الفيلم المثير. تتحدث هنا عن الجنس في الفيلم، وشعورها بواجب حماية مارلين، وكيف تتعامل مع عدم حصولها على التقدير الذي تستحقه اندبندنت عربية \ آدم وايت صحافي @__adamwhite كانت جوليان نيكولسون تعتبر مارلين مونرو “قدوة لها” في سن مراهقتها. النجمة الحائزة جائزة إيمي عن أدائها في مسلسل “مير من إيست تاون” Mare of Easttown وبطلة فيلم الرعب “مونوز” Monos الذي تدور أحداثه في الأدغال، كانت تقرأ بنهم كل كتاب يحكي عن مارلين. شاهدت أفلامها، واستمعت إلى ألبومات كاملة من أغانيها، وكان تعلق صورة لها في خزانتها. تتذكر قائلة “كنت مهووسة بها… كانت في رأيي جميلة جداً وعاشت حياة مأسوية وغامضة نوعاً ما”. الآن، بعد مرور بضعة عقود، تلعب دور والدة مارلين في فيلم مثير للغاية لدرجة أن جميع العاملين فيه – بمن فيهم النجمة آنا دي أرماس – أجبروا على الهرع للدفاع عنه. يحسب لنيكلسون اعترافها بأن الفيلم ليس صالحاً للجميع، بخاصة أولئك الذين لا يريدون رؤيتها كامرأة مسيئة للأطفال في قبضة مرض انفصام الشخصية. إذا كان “شقراء” Blonde فيلم سيرة ذاتية عن مارلين مونرو تم غمسه في البنزين وإضرام النار فيه، فإن نيكولسون تلعب شخصية عود الثقاب الذي أشعلها. خلال مساحة ظهورها الممتدة لـ 15 دقيقة فقط في شخصية غلاديس والدة مارلين، تعاني نيكولسون انهياراً عصبياً، وتقود مسرعة في شوارع هوليوود بينما تشتعل فيها النيران وتحاول إغراق ابنتها في حوض الاستحمام. تقول بتجهم “أشعر أن علي تهيئة بعض أفراد عائلتي قبل مشاهدته أو أجرؤ على القول، في الواقع عليّ ثنيهم عن مشاهدته. غالباً ما أشارك في أعمال درامية أكثر قتامة، لذلك عندما يتابعون أعمالي الآن، يقولون – تتنهد تنهيدة طويلة – (ها هي تفعلها مجدداً!). هذه المرة سأكتفي بالقول “اصغوا إليّ، ليس عليكم مشاهدته”. تحدثني نيكلوسون، ذات العينين الخضراوين والوجه المنمش، من غرفة نوم ابنتها في هامبشير، بينما يتخلل شعاع الشمس الساطع النافذة خلفها. لقد انتقلت للتو إلى المملكة المتحدة من نيويورك مع زوجها الممثل جوناثان كيك – البريطاني – وابنيهما، بعد توقفهم في مهرجان البندقية السينمائي لمشاهدة “شقراء” للمرة الأولى. كانت متوترة – جعلها عشقها لمارلين في سن المراهقة تشعر بواجب “حماية” ذكرى النجمة، وصولاً إلى النساء اللاتي لعبن دورها على الشاشة – تقول، “لكن آنا أذهلتني”. هل امتد هذا الشعور بحماية ذكرى مارلين ليشمل فيلم “شقراء” نفسه؟ تجيب نيكولسون بهدوء: “نعم”، ثم تكرر إجابتها بنبرة حاسمة أكثر هذه المرة. وتضيف: “أعتقد أن الكتاب الذي يستند إليه الفيلم كتب بقدر كبير من الحب، وكذلك السيناريو. عندما التقيت أندرو وتحدثت معه حول المعالجة والسنوات التي قضاها في المشروع والقصة التي أراد روايتها… بدا مشروعه جديراً بالاهتمام ومميزاً جداً”. هل امتد هذا الشعور بالحماية لذاكرة مارلين إلى بلوند نفسها؟ يقول نيكلسون بهدوء: “نعم”. تكررها بشكل أكثر حسماً هذه المرة. “أعتقد أن الكتاب كتب بمثل هذا الحب، وكذلك السيناريو. لقاء أندرو والتحدث معه حول العملية والسنوات التي وضعها في المشروع والقصة التي أراد سردها… شعرت أنها جديرة بالاهتمام ومميزة تماماً”. يختزل “شقراء” حياة مارلين مونرو القصيرة في استعراض من المواجهات المروعة والضربات القاصمة للروح. لقد تحولت إلى رطل من اللحم تنهشه أميركا [لقمة سائغة]. تسببت هذه الفرضية -التي قدمها الكاتب والمخرج أندرو دومينيك استناداً إلى كتاب جويس كارول أوتس الأكثر مبيعاً – في وقوع الفيلم في مشكلات بالفعل. إنه فيلم فني انطباعي تتخلله مشاهد من الإساءة والجنس الجماعي وومضات من الفرح تتحول إلى بؤس – إضافة إلى جنين ناطق! – وصفته مجلة ذا نيويوركر بأنه “مبتذل بشكل سخيف”، بينما قال موقع “إن بي آر” إنه “مسيرة نحو الموت بتنقية الحركة البطيئة”، كما وصفته الناقدة السينمائية في “اندبندنت”، أماندا وايتينغ، بأنه “دمغة خفية رديئة جديدة” تضاف إلى معاملة هوليوود للنجمة. كان البعض الآخر، أكثر لطفاً، حيث كتب مارك كرمود في صحيفة “ذي أوبزرفر” أنه “حلم ميلودرامي قوطي [و] محموم”. في موقع مراجعات الأفلام “روتن توماتوز” يتمتع فيلم “شقراء” حالياً بتقييم 52 في المئة – وهو تقييم منخفض جداً. تقول نيكولسون: “أعتقد أنه فيلم استثنائي… ولكن تم تبجيله والتعامل معه بقسوة بالفعل، وأنا أتفهم الموقفين. أتخيل أنه سيحصل على مزيد في كلا الجانبين مع استمرار عرضه”. يبدو أن هناك نوعاً من الانفصال بين بعض ردود الفعل على الفيلم والروح التي صنع بها – على سبيل المثال، دان كل من دومينيك ودي أرماس، التصنيف الرقابي للعمل في الولايات المتحدة الذي يسمح بمشاهدته لمن هم فوق سن السابعة عشرة. هذا يعني أن “شقراء” وضع في نفس الخانة الغامضة التي تشمل أعمالاً مثل: “فتيات الاستعراض” Showgirls، “إيمانويل 2″ Emmanuelle 2 و”فليش غوردون يلتقي المشجعات الكونيات” Flesh Gordon Meets the Cosmic Cheerleaders. أعترف أنني وجدت “شقراء” كريهاً بنسبة أقل مما توقعت. اقرأ المزيد كلنا مارلين مونرو وفيلم الشقراء يثبت ذلك كل أفلام مارلين مونرو استغلالية لكن فيلم “شقراء” يخترقها حرفيا لماذا تطغى ملابسات موت مارلين مونرو على موهبتها التمثيلية اللافتة؟ تقول نيكولسون: “أنا أيضاً، اعتقدت أنه سيكون أكثر صراحة… أشعر أنني أشاهد بانتظام أفلاماً صريحة جنسياً أكثر أو أعنف، يسمح للأطفال في سن السابعة أو الثامنة أو التاسعة بمشاهدتها، وهو أمر فظيع. كثير مما نراه [في شقراء] هو فني وجميل، لكنني أتساءل عما إذا كان ذلك بسبب أن الجنس والعنف هنا يثيران فينا مشاعر لا تحركها عادة مشاهدة فيلم فاضح أكثر ومصنف رقابياً على أنه يصلح لمن هم فوق السابعة عشرة. لا أعرف ما إذا كان ذلك يضايق الناس”. أحد آمال نيكولسون من الفيلم هو أن يعرفها الناس منه. تقول، “الأمر الذي قد يجعلهم يرغبون في التعمق أكثر في الأعمال التي قدمتها، أو ربما سيذكر أحد المشاهدين بي… أتوقع أن كثير من المخرجين الذين أحبهم مهتمون بمشاهدته”، لكنها أيضاً تتعامل ببراغماتية مع النتائج المحتملة – لم تسر حياة نيكولسون المهنية في خط مستقيم أبداً، لطالما كانت متعرجة. حتى حصولها على جائزة إيمي لا يبدو أنه حقق نقلة نوعية. تقول، “من النادر أن يحصل الممثل على دور يغير مسيرته المهنية بالكامل بعده… نحن نعتقد بذلك دائماً، لكنه تصور أحمق. نقول لأنفسنا (يا إلهي، لم أحصل على ذلك الدور حتى الآن؟)”. لقد كانت هناك بعض الفرص الوهمية في بداية مشوارها. في عام 2000، كان قد مر على تخرجها من مدرسة الدراما بضع سنوات عندما اختارها ستيفن سبيلبرغ لبطولة مسلسل درامي عن خوارق الطبيعة من إنتاجه بعنوان “الآخرون” The Others – كانت نيكولسون قد عملت في العام السابق مع زوجة سبيلبرغ، كيت كابشو، في فيلم “رسالة الحب” The Love Letter الرومانسي الكوميدي. كان “الآخرون” مشروعاً مخيفاً وطموحاً (تتوفر حلقاته كاملة على “يوتيوب” إذا كانت لديكم رغبة في مشاهدته)، ولكنه توقف بعد 12 حلقة. بعد فترة وجيزة حصلت على دور مختزل في مسلسل “آلي ماكبيل” Ally McBeal، ولعبت دور البطولة في عدد قليل من الأعمال التلفزيونية التي لم تصمد لفترة طويلة، وأدت شخصيات مساندة في أفلام مثل “كينزي” Kinsey و”القداس الأسود” Black Mass و”أنا، تونيا” I، Tonya. إن رؤيتها وهي تخطف الأضواء في المشاهد تشبه تقريباً تلقي دعوة للانضمام إلى ناد سري. فلنسميه نادي أتباع جوليان نيكولسون. في كل مرة تحصل على فرصة نادرة لاستعراض قدراتها، مثل فيلم “من نحن الآن” Who We Now المستقل الصادر عام 2017 – الذي تلعب فيه دور أم مدمرة يائسة تقاتل من أجل حضانة ابنها الصغير – تعلو أصوات النقاد المتحدثين عن “جوليان نيكولسون الرائعة والمجهولة”، أو أنها كانت ستفوز بجائزة الأوسكار” لو كان هناك شيء من العدالة في هذا العالم الحزين والمخبول”. هل لاحظت يوماً ما الكلمات التي ترافق اسمها في العادة؟ تقول ضاحكة: “مثل مستخف بقدراتها”، هذا بصراحة ما يحدث خلال السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك. أشعر أنه لم يتم ذكر اسمي من دون أن يتبعه توصيف “المستخف بقدراتها”. لا بأس في ذلك! لكنه شعور غريب”. تتذكر كيف كان الفوز بجائزة إيمي تجربة خارج الواقع وكذلك الذهاب لتسلم جوائز مسلسل “مير من إيست تاون”، وهو عمل يدور حول جريمة قتل غامضة تعرضه شبكة “أتش بي” أو من بطولة كيت وينسلت. كان الناس يقتربون منها ليخبروها كم أحبوا أداءها. تقول، “عندما لا أكون في موقع التصوير، أنا لا أخرج كثيراً حقاً… أنا لست طموحة جداً، لذلك أشعر أحياناً أنني أمثل في عالم آخر. وكأنني أقوم بالعمل فقط ثم أعود إلى حياتي، لذلك من المؤثر حقاً مقابلة أشخاص يعملون في نفس المجال وسماعهم يقولون أشياء دمثة، أو تعاملهم بكثير من اللطف”. وهذه طريقة دمثة للقول إنها تود ألا تتفاجأ كثيراً عندما يلاحظها الناس. العامل الذي قد يساعدها هو حصولها على أدوار أكبر. تعترف قائلة، “يبدو هذا مضحكاً، لكنني أود أن تكون شخصياتي محورية أكثر في تطور القصة. أحب أن أكون جزءاً من فريق الأبطال، لكنني في مكان الآن حيث أود أن تصبح مشاركتي أكبر”. عندما تحضر لعمل ما، تجد أنها تتعلم مزيداً عن شخصياتها عندما تؤديها. تقول “ولكن عندما يكون لديك أربعة أو خمسة مشاهد فقط، فهذا يعني أن الشخصية ستنتهي [في وقت مبكر]. أريد شخصيات أكثر عمقاً”. هذا هو حلم نيكولسون، إضافة إلى ذلك، تضيف أنها لا تريد مزيداً من صدمات الطفولة. لو كان هناك عامل واحد يربط بين أدوار نيكولسون في “شقراء” و”مونوس” و”مير من إيست تاون” وسلسلة “أتش بي” أو المحدودة التي شاركت فيها عام 2020 “الغريب” The Outsider، فهو العنف الذي يمارس على الأطفال أو من قبلهم. بالتأكيد ليست مصادفة جميلة. تتذكر عبارة قالتها لوكيل أعمالها في بداية هذا العام – ما بين المزح والجد: “إذا أرسلت لي دوراً آخر فيه طفل ميت، أقسم أنني سأغادر”. فيلم “شقراء” متوفر للمشاهدة الآن على منصة “نتفليكس”. © The Independent المزيد عن: جوليان نيكلسون\مارلين مونرو\سينما\فيلم شقراء\نيتفلكس 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post رضوان السيد : حدود لبنان البحرية والعلاقات الأميركية ـ الإيرانية next post السينما التونسية تضيء أول أيام فعاليات مهرجان الإسكندرية You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024