ثقافة و فنونعربي “جائزة المرأة للإبداع” البريطانية رسخت موقعها وتنافس البوكر by admin 5 مايو، 2022 written by admin 5 مايو، 2022 30 ست روائيات عالميات يتسابقن عليها وإليف شافاك للمرة الثانية اندبندنت عربية \ سناء عبد العزيز تؤكد “جائزة المرأة للإبداع” كل عام صدق دوافعها ووجاهة استنكارها لعدم تضمين أي كاتبة في جائزة البوكر عام 1991، وقد انطلقت الجائزة رداً على هذا التجاهل من البوكر وغيرها من الجوائز. وكان عليها أن تتغاضى عن كل التعليقات السلبية بشأن تخصيص جائزة للمرأة وحدها، حتى إن البعض علق متهكماً بأننا سنشهد قريباً جائزة لذوي الشعر الأحمر. وفطن آخرون إلى أن المرأة تفشل لا محالة حين تدخل في منافسة مع الرجال، وإلا ما تسترت خلف جائزة تستثنيه خصيصاً منها، كما أن استثناء الذكورة من المشهد لهو بذاته ضرب من التمييز، وهذا معناه أن الجائزة تكافح تمييزاً بتمييز آخر. “فتاة، امرأة، أخرى” رفضت الجائزة الخوض في هذا اللجاج، منصرفة بكليتها إلى هدف بعينه كخير دفاع عن قضيتها، وهو تسليط الضوء على الأدب المتميز الذي كتبته نساء من جميع أنحاء العالم، من دون تمييز يذكر، عدا أن يكون التنافس بين إبداع المرأة فحسب. أمر كهذا جلب على اللجنة المانحة للجائزة في العام الماضي انتقادات لا حصر لها حين أدرجت في قائمتها الأميركية توري بيترز وهي أول امرأة متحولة في تاريخ الجائزة، ما دفع برناردين ايفاريستو بالرد نيابة عن اللجنة التي كانت ترأسها آنذاك، بتوضيح ما تعنيه مفردة امرأة “يمكن لأي شخص يتم تعريفه قانوناً على أنه امرأة أن يحصل على الجائزة، فكلمة (امرأة) تتسع لتشمل المرأة العادية، أو المتحولة جنسياً ما دامت تعرف قانونياً بأنها امرأة”. رد كهذا يتماشى مع روايتها الحائزة على البوكر بدءاً من العنوان “فتاة، امرأة، أخرى”. 6 روايات في اللائحة القصيرة (موقع الجائزة) على مدى نحو ثلاثين عاماً، حصلت على “جائزة المرأة للإبداع” البالغة قيمتها 30 ألف استرليني كاتبات مشهود بإبداعهن مثل تاياري جونز وسوزانا كلارك وإيمير ماكبرايد وكاميلا شمسي وزادي سميث. وفي هذا العام تنوعت القائمة القصيرة التي أعلن عنها أخيراً تنوعاً هائلاً، من حيث البلدان والموضوعات والرؤية والأسلوب، موفرة بذلك مشاهد تغطي الكرة الأرضية، من القارة القطبية الجنوبية إلى مونتانا، ومن قبرص إلى ترينيداد. وأثارت مجموعة من القضايا والإشكاليات كالانتماء والهوية والخلل العقلي والأشباح والعنف بين الجنسين وفرص التغير والتجديد. تقول ماري آن سيغارت، رئيسة لجنة التحكيم والكاتبة الأكثر مبيعاً “لقد منَّ الله علينا بمشاركات رائعة هذا العام، وهو ما جعل تقليص القائمة الطويلة من 16 عنواناً إلى ستة فحسب، أمراً بالغ الصعوبة. لكن الكتب المختارة تحتوي على مجموعة متنوعة رائعة من القصص والموضوعات والأماكن والمؤلفات، من تجربة امرأة أميركية أصلية في مكتبة مسكونة بالأشباح، إلى أول كابتن طائرة أنثى في القطب الجنوبي، ورواية واحدة على لسان شجرة. بعضها استطاع أن يفجر ضحكنا بصوت عالٍ، والبعض الآخر حملنا على البكاء، وأحياناً نجد الاثنين في عمل واحد. لقد أحببنا، نحن المحكمين، قراءتها، لذلك نشيد بها كأفضل روايات كتبتها نساء ونشرت العام الماضي. مشكلتنا الوحيدة الآن تتمثل في تحديد الفائز من بين هذه الروايات الست الرائعة”. هل تفوز رواية إليف شافاك؟ (صفحة الكاتبة – فيسبوك) انضم إلى سيغارت في لجنة التحكيم الصحافية والمحررة لورين كاندي، والروائية دوروثي كومسون، والكاتبة أنيتا سيثي، والإعلامي والكاتب باندورا سايكس. في ما يلي استعراض للعناوين المختارة في قائمة جائزة المرأة 2022. ا”شحذ عربتك من بطارية مؤلف آخر” عندما شرعت الكاتبة الأميركية ماغي شيبستيد في كتابة روايتها “الدائرة العظمى” عام 2014 لم يكن بين أصابعها سوى خيطين، أحدهما كابتن طائرة أنثى تختفي أثناء محاولتها الطيران حول العالم من الشمال إلى الجنوب، فوق القطبين. والخيط الثاني نجمة سينمائية مضطربة تلعب دورها في فيلم يتناول سيرتها الذاتية بعد نحو نصف قرن، فكيف استطاعت أن تنسج حكاية من هذين الخيطين القريبين المتباعدين؟ هب أن المخيلة تشبه بطارية لا بد من شحذها لتنطلق شرارة الإبداع، وأن ماغي أدركت كغيرها من الكتاب، أهمية البحث عن موضوعها في كتب تتحدث عن الطيران والطيارين. ومع تقدم الرواية واتساع نطاقها وتعقيدها، تجمعت لديها مكتبة من المراجع لا تتعلق بالطيران فقط، بل تمتد حتى القارة القطبية الجنوبية، ومونتانا التاريخية، وهوليوود المعاصرة، والمهربين، والألواح التكتونية، والمعارك الغامضة في الحرب العالمية الثانية، وفناني المناظر الطبيعية الكندية والأميركية في الثلاثينيات، وموضوعات أخرى شديدة التباين… ولكن متى كانت الحقائق وحدها قادرة على فعل الخلق؟ لم تعتمد ماغي إذاً، على الحقائق في كتابة قصتها وحسب، بل راحت تستمد من الخيال ما يتناسب مع روح بطلتها التي شغفت بالطيران منذ أن لمحت طائرة تحلق فوق رأسها، وهي لم تزل طفلة، إلى أن انتهت حياتها ضمن حطام طائرتها في صحراء جليدية. أثناء ذلك، كانت تستمد من كتابات الآخرين ما يساعدها على تدفق السرد، ولأجل هذا تحتفظ ماغي بمجلد أو اثنين على مكتبها للاستغراق في القراءة، وهو بمثابة “بدء تشغيل سيارة من بطارية مؤلف آخر”، على حد تعبيرها. روايات اللائحة الطويلة (موقع الجائزة) ماغي من الكاتبات الأكثر مبيعاً، فازت روايتها “ترتيبات المقاعد” بجائزة ديلان توماس وجائزة التايمز للرواية الأولى، وأدرجت “الدائرة العظمى” في قائمة البوكر القصيرة قبل أن تدرج في القائمة القصيرة لجائزة المرأة قبل أيام. الحياة تمنحنا فرصاً أخرى تتبع رواية النيوزيلندية ميغ ميسون “سراء وضراء” امرأة تدعى مارثا فريل، ذكية وجميلة، وكاتبة رائعة، وما يجعل حياتها أكثر مثالية حقيقة أن زوجها يحبها، وهو أمر يغبطها عليه الجميع، حتى إن أمها تخبرها أنه بمثابة هبة لا ينالها كل إنسان. فما الذي يجعل حياتها تبدو حطاماً لا سبيل إلى إصلاحه؟ ما السبب في عدم وجود أصدقاء لها وهي على عتبة الأربعين؟ ما كنه سر حزنها الهائل؟ تجبر مارثا بعد فراق زوجها، على العودة إلى منزل طفولتها لتعيش مع والديها البوهيميين في فرصة أخيرة، لمعرفة ما إذا كانت حياتها المحطمة يتعذر إصلاحها، أو ربما عبر كثير من التبدلات، قد تكتب لحياتها نهاية أفضل. بطلة ليزا ألين أغوستيني في “عجن خبز الشيطان” في المرحلة العمرية نفسها، ولكنها على النقيض، امرأة عصرية، مشاكسة ومستقلة، تدير متجراً في وسط المدينة، وخلف الأبواب المغلقة تخفي كدمات من شريكها الذي يسيء معاملتها وتسعى للحصول على العزاء في علاقة غرامية مع رئيسها. عندما تشاهد امرأة تقتل على يد عاشقها الغيور، تشعر بالخطر يقترب من بيتها. المرأة في رواية أغوستيني تفشي لنا حقيقتها بصوت ترينيدادي جذاب وقاسٍ، وتكشف ذكريات مكبوتة منذ الطفولة وتبدأ في فهم الشخص الذي أصبحت عليه، لتكون خطوتها التالية هي تحديد الشخص الذي تريد أن تكونه. كتبت أغوستيني روايتها “عجن خبز الشيطان” بلهجة ترينيدادية عامية، قالت عنها سيغارت “قد تعتقد أن اللهجة ستكون مقلقة بعض الشيء”. “ومع ذلك، في الصفحة الخامسة تقريباً، تجد نفسك مستغرقاً لدرجة تجعلك تتوقف تماماً عن الملاحظة”. وصفت سيغارت رواية أغوستيني بـ”المضحكة” و”الإنسانية للغاية”، مشيرة إلى أن القراءة على المستوى الدولي “توسع آفاقنا حقاً” “لم أكن لأعرف شكل الحياة مع شريك مسيء في إدارة متجر للألعاب لو لم أقرأ عجن خبز الشيطان”. في متجر آخر ولكن للكتب، ومسكون بالأشباح، تدور أحداث رواية “الإدانة” للويز إردريش. فما الذي ندين به للأحياء والأموات وللقارئ وللكتاب؟ تموت فلورا في عيد “جميع الأرواح”، لكنها ببساطة لن تغادر المتجر. وتحاول توكي، التي حصلت على وظيفة في المتجر أن تحل اللغز وتستكشف في الوقت نفسه كل ما يحدث في مينيابوليس خلال عام من الحزن، والدهشة والعزلة والغضب. تبدأ “الإدانة” في عيد “جميع الأرواح” عام 2019 وتنتهي في العيد نفسه 2020، وخلال هذا العام، تفضي تيمة اللغز وتكاثر قصص الأشباح إلى سرد غني وعاطفي وعميق، مثل أي شيء كتبته لويز إردريش. حين تتحدث إلينا كل الأشياء ليس بجديد أن تستنطق الرواية الحيوان والنبات والجماد، ولكن، لما كان الوجود البشري منسياً باستمرار من لدن الإنسان، فلن تستطيع اكتشافات الروائيين على قدمها أن تكف عن إدهاشنا الآن، كما يخبرنا كونديرا في ثلاثيته الشهيرة عن الرواية. في روايتها، “كتاب الشكل والفراغ” تستنطق روث أوزيكي الجماد. فبعد وفاة والده المأساوية، يبدأ بيني البالغ من العمر أربعة عشر عاماً في سماع الأصوات. أصوات لأشياء موجودة في منزله تتكلم بنبرات مختلفة لطيفة أو غاضبة أو حزينة. ثم تصاب والدته بداء تكديس الأشياء، وتزداد الأصوات صخباً. عندما لا ينجح في تجاهلها، يبحث “بيني” عن ملجأ في صمت مكتبة عامة كبيرة. وهناك يلتقي بفنان شارع؛ فيلسوف متشرد يشجعه على إيجاد صوته الخاص بين كل الأصوات ليصنع كتابه الخاص، الذي يروي حياة بيني ويعلمه الإنصات إلى الأشياء المهمة حقاً. الشخصيات عند أوزيكي لا تنسى؛ تمزجها بكل شيء، بدءاً من موسيقى الجاز؛ تغير المناخ؛ تجعلنا نتشبث بممتلكاتنا المادية. في سياق مغاير، تمنح الكاتبة التركية إليف شافاك صوتها لشجرة في روايتها “جزيرة الأشجار المفقودة” التي اعتبرها النقاد أفضل ما كتبته شفاق على الإطلاق. وفيها تعيد معالجة القصة الرومانسية القديمة روميو وجولييت، لتروي من خلالها قصة قبرص المنقسمة، حين يصيب سهم كيوبيد قلب كل من ديفني وكوستاس؛ تركية مسلمة ويوناني مسيحي. وتتوالى لقاءات العاشقين على الرغم من رفض عائلتيهما لهذه العلاقة في حانة “التين السعيد”، مختبئين تحت الحزم السوداء التي تتدلى منها أكاليل الثوم والفلفل الحار والأعشاب البرية. هذا هو المكان الذي يمكن للمرء أن يجد فيه أفضل طعام في المدينة، أفضل موسيقى، أجود أنواع النبيذ. لكن هناك سراً آخر في المكان: فهو يجعل المرء ينسى، حتى ولو لساعات قليلة، العالم الخارجي وأحزانه المفرطة. وسط الحانة تنتصب شجرة التين كشاهد على الأحداث، تراقب لقاءاتهما المتكررة وفراقهما في نهاية كل لقاء. وتبقى الشجرة هناك عندما تندلع الحرب، وتتحول العاصمة إلى ركام، ويختفي المراهقان وتتفرق بهما السبل. في محاولة منه للإمساك بالماضي، ينتزع كوستاس قطعة من الشجرة وينقلها إلى لندن في الحديقة الخلفية لمنزله، حيث تجلس ابنتهما آدا، تستكشف عبرها جذورها الدفينة لملء الفراغات في هويتها غير المكتملة، وتصبح الشجرة هي الصلة الوحيدة التي تربطها بأرض أسلافها. باستثناء شافاك، التي دخلت من قبل قائمة جائزة المرأة، يعتبر هذا هو الظهور الأول لبقية الأسماء المتفردة، التي توصي سيغارت بقراءتهن لا سيما الرجال، في إشارة إلى حقيقة أن الرجال أقل حماسة لقراءة إبداع المرأة. المزيد عن: جائزة البوكر \ الرواية النسائية \ أليف شافاك \ زادي سميث \ أدب عالمي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الإسكافي الفيلسوف ياكوب بومه عاين حقائق الوجود next post “وصايا” الكتاب اللاتينيين في المئوية الخامسة لـ”اكتشاف” أميركا You may also like بودلير وهيغو… لماذا لا يطيق الشعراء الكبار بعضهم... 27 نوفمبر، 2024 شوقي بزيع يكتب عن: شعراء «الخيام» يقاتلون بالقصائد... 27 نوفمبر، 2024 محمود الزيباوي يكتب عن: ماجان القديمة …أسرارٌ ورجلٌ... 27 نوفمبر، 2024 «سأقتل كل عصافير الدوري» للكاتبة العُمانيّة هدى حمد 27 نوفمبر، 2024 محمد خيي ممثل مغربي يواصل تألقه عربيا 27 نوفمبر، 2024 3 جرائم سياسية حملت اسم “إعدامات” في التاريخ... 27 نوفمبر، 2024 سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024