الخميس, نوفمبر 28, 2024
الخميس, نوفمبر 28, 2024
Home » لا تفوتوا قراءة هذه الكتب في أبريل

لا تفوتوا قراءة هذه الكتب في أبريل

by admin

يقوم مارتن شيلتون بمراجعة ستة من أهم الإصدارات في أبريل (نيسان) ضمن زاويتنا الشهرية

اندبندنت عربية \ مارتن شيلتون كاتب وصحفي @MartinChilton

    تحتفل “بي بي سي” هذا العام بالذكرى المئوية المميزة لها، على الرغم من أنني لست متأكداً من أنها ما زالت الوسيلة الإعلامية المفضلة لدى الجميع. كما أن تكثيف 100 عام من تاريخ هذه المؤسسة في أقل من 300 صفحة ليس أمراً سهلاً، وقد قام سيمون جيه بوتر بعمل رائع في كتاب “هنا البي بي سي: ترفيه الأمة والتحدث باسم بريطانيا 1922-2022)” This is the BBC: Entertainment the Nation،Speaking for Britain 1922-2022).

يحتوي الكتاب على عدد من المقتطفات الممتعة. على سبيل المثال، بدأ أول “برنامج إذاعي مسلٍّ عن كرة القدم” عام 1923، وما زاد من جاذبيته ذكاء مدير فريق أرسنال تشارلز كريسب، وهو شخص تجعلنا “ملاحظاته البارعة” عن حكام المباريات ندرك أنه يتمتع بروح مسلّية أكثر من النكات التي يطلقها.

يتناول الكتاب الأوقات العصيبة التي مرت بها “بي بي سي” في العصر الحديث، ويوضح بوتر كيف كان هناك “تسامح مع التحرش الجنسي على نطاق واسع” داخل الهيئة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. على كل حال، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هذه هي الأوقات التي كان فيها مقدم البرنامج “المحتفى به” جيمي سافيل يغتصب الأطفال والإعلامي ستيوارت هول يرتكب اعتداءات جنسية داخل مبنى “بي بي سي”، فمن المؤكد أن هذا الفصل كان يستحق عنواناً مُديناً أكثر من “التحول والركود، 1960-1979”.

– في الوقت الحالي، غالباً ما يكون تسلق جبل إيفرست حكراً على الأغنياء الذين يشعرون بالملل، وهو سعي يجذب ذلك النوع من الأشخاص الباحثين عن الإثارة والقادرين على تحمل تكاليف الرحلات الفخمة التي تبلغ 100 ألف جنيه استرليني. لكن قبل قرن من الزمان، حاول جورج لي مالوري وفريق من المتسلقين البريطانيين الوصول إلى القمة الأشهر في العالم ببساطة “لأنها موجودة”. في كتاب “إيفرست 1922: القصة الملحمية لأول محاولة على أعلى جبل في العالم” Everest 1922: The Epic Story of the First Attempt on the World’s Highest Mountain الصادر عن دار آلين أند أنوين، يروي ميك كونفري القصة الدرامية الكاملة لرحلة استكشافية غير عادية.

– نتعرف عن قرب على العلاقة بين العلماء والتقارير التي تتناول الأخبار العلمية في وسائل الإعلام في كتاب “ما وراء الدعاية: قصة مطلعة على أكبر الخلافات الإعلامية حول العلم” Beyond the Hype: The Inside Story of Science

لـ فيونا فوكس، صادر عن دار إيليوت أند تومسون للنشر. فإضافة إلى تناول الخلافات مثل إقالة البروفيسور ديفيد نات [بسبب تصريحاته حول أضرار بعض المخدرات ومخاطر تشريع استخدامها] والمشادات حول الأغذية المعدلة وراثياً، تتطرق فوكس، وهي المديرة المؤسِسة لمركز العلوم الإعلامي، أيضاً إلى وباء كورونا وسجلّ بريطانيا الملتبس للرعاية الصحية.

تكتب فوكس: “كان البروفيسور مارتن هيبرد من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي في سنغافورة عندما بدأت أخبار الفيروس بالانتشار، إذ كان يعمل مع خبراء الصحة العامة هناك في الاستعداد للوباء… أصابته الحيرة وهو يرى حكومة المملكة المتحدة تفشل في تنفيذ خطط التأهب التي كان يعلم أنها طُورت هنا منذ بداية تفشي المرض – تدابير مثل إجراء الاختبارات الشاملة في المجتمعات وتتبّع الأشخاص الذين كانوا على اتصال بأحد المصابين. قال هيبرد ’كانت لدى سنغافورة خطة مشابهة جداً… لكن الاختلاف هو أنها طبقتها بالفعل‘”. يبلغ عدد سكان سنغافورة 5.45 مليون نسمة وخسرت 906 أرواح بحلول فبراير (شباط) عام 2022. لو كان معدل الوفيات بالمقارنة مع تعداد السكان في المملكة المتحدة ذاته، لكان عدد الوفيات خلال الفترة عينها 11 ألفاً بدلاً من 160 ألفاً.

– تم تشخيص ماريان إلويز بأنها مصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عندما كانت في أواخر العشرينيات من عمرها. في مذكراتها الصريحة والرائعة “التفكير الوسواسي والتطفلي الساحر” Obsessive, Intrusive, Magical Thinking  الصادر عن دار آيكون بوكس، تقدم الصحافية وصفاً قوياً للحالة التي تشعر فيها بأنك محاصر بسبب مشكلات الصحة العقلية والوساوس. إنها تتحدث بقسوة عن سلوكها – السرقة من المتاجر وإيذاء النفس والانهيار – لكنها تضفي نكهة على تلك الاعترافات بروح دعابة مستهجنة للذات. من الصعب عدم التعاطف مع روايتها الصادقة لكيف أن “العقول المتوترة تتشبث بأي فكرة سيئة”. الكتاب مليء بالإشارات التي تثير دهشة لا متناهية – بدءاً من كتاب شارلوت رونسي الرائع “ملح على لسانك” Salt on Your Tongue الذي يستكشف علاقة النساء بالبحر عبر المراحل المختلفة من الحياة، إلى شخصية والدة ماك اللامبالية والعدوانية في مسلسل “الجو مشمس دائماً في فيلادلفيا” It’s Always Sunny in Philadelphia. إنه كتاب شجاع يستعرض الضعف على الملأ.

– الكتاب غير الخيالي الأخير الذي أوصي بقراءته هذا الشهر هو “أخرج، من الجهة اليسرى للمنصة: الحياة الغريبة التالية لنجوم البوب” Exit Stage Left: The Curious Afterlife of Pop Stars لـ نيك ديوردن، صادر عن دار هيدلاين للنشر. هذا السرد المضحك عن الحياة بعيداً من أضواء عالم الموسيقى، والذي يتشارك في الجزء الأول من عنوانه مع عنوان الألبوم الثاني لفرقة “رَش” لموسيقى الروك، مليء بقصص الإدمان على المخدرات والإفلاس والاكتئاب والطلاق، على الرغم من أنها تروى بدفء وتعاطف. أجرى ديوردن مقابلات مع عشرات الموسيقيين، بمن فيهم سوزان فيغا. اعترفت فنانة موسيقى الفولك بوب بأنها أدركت أن نجمها آخذ في الأفول، عندما “توقفت شركة التسجيلات عن إرسال سيارة لاصطحابي من المطار”. كما أن حكاية الانهيار المرير لفرقة “فرانكي غوز تو هوليوود” لموسيقى البوب التي كانت ناجحة في الثمانينيات كانت مثيرة للاهتمام بشكل خاص، بفضل بعض الاقتباسات القاسية للغاية من عازف الغيتار بريان ناش، الذي ترك مجال الموسيقى ليصبح كهربائياً ثم منظم جنائز. يقول: “كنت كهربائياً جيداً”.

– من بين أفضل الروايات الأولى الصادرة هذا الشهر، رواية “غداً سأصبح امرأة”  Tomorrow I Become a Woman لـ أيوانوز أودافين، الصادرة عن دار سكريبنر. إنها قصة علاقة معقدة بين أم وابنة من نيجيريا. ورواية “امرأة حزينة” Blue Woman لـجوناثان بيج (صادرة عن دار ويذرغلاس بوكس)، قصة غنية ورائعة حول رسامة تدعى روز ونضالاتها داخل عالم الفن المشبوه وفي حياتها الشخصية المضطربة.

– نقدم لكم في ما يلي مراجعة كاملة لروايات بيتيم ستاتوفتشي، لويز كينيدي، جينيفر إيغان، ألي سميث، وجوليان بارنز، إضافة إلى كتاب عن الميكروبات لـ ستيغ إس فرولاند:

مبارزة بلا نهاية: معركة الجنس البشري مع الميكروبات (رياكتسيون بوكس)

“الجزء المكمِّل” Companion Piece  لـ ألي سميث ★★★★★

من بين أمور عدة تُثري رواية ألي سميث أن الكاتبة تقدم بعمق ومهارة، أشخاصاً هم، بحسب تعبيرها، “يقفون على الحافة”. في “الجزء المكمل”، وهي رواية بليغة قائمة بذاتها ومكملة لرباعيتها الرائعة التي تحمل أسماء الفصول، الشخصية المحورية التي ترسمها سميث هي ساندي الوحيدة، التي تعيش صدمة وجود أبيها في المستشفى الذي يصارع من أجل بقائه. تدور أحداث الرواية أثناء وباء كورونا، ولا تستطيع ساندي، التي ترعى كلبها، زيارة والدها بانتظام بسبب القيود المفروضة.

كما في رواياتها التي تحمل عناوين “خريف، شتاء، ربيع وصيف” Autumn, Winter, Spring and Summer، تصور سميث هنا ببراعة ضائقتنا الحالية، إذ نعيش في ما أصبحت “أرضاً للبريطانيين المتباهين الصاخبين”. إنها تقوم بجرد عدد من الجوانب الكئيبة لهذا العقد البائس الجديد، بما في ذلك سلوك الشرطة أثناء التحقيق في مقتل الشابة سارة إيفيرارد على يد ضابط في شرطة العاصمة. في المقاطع التي تشجب حال الأمة، تستخدم سميث ذكاءها الحاد للنيل من المتحدثين باسم الحكومة الذين يتكلمون عبر الراديو كما لو كانوا “يتلون إعلاناً ترويجياً”. عندما يقول شخص ما لساندي بإصرار إن الوباء قد انتهى لأن هذا ما تقوله الحكومة، تجيب: “نعم، ولكن غالباً هناك اختلاف تام بين ما يقال عما يحدث وما يحدث بالفعل”.

على الرغم من الخطورة المتمثلة في أن الروايات التي تتناول مواضيع آنية قد تختفي بسرعة، إلا أنه من الصعب أن نرى كيف ستتلاشى أهمية تعليقات سميث اللاذعة في فترة قصيرة، على سبيل المثال، تلك التي تنتقد فيها السياسيين المغرورين الذين “ينفشون أنفسهم وينتفخون مثل المناطيد”. لقد كانت صورة تبادرت إلى ذهني مباشرة أخيراً عندما كنت أشاهد رئيس وزرائنا وهو يرتدي ذلك الوجه المزيف في تقليد رخيص للممثل الكوميدي بيني هيل، الشهير بتعابير وجهه المبالغ بها، بينما كان وزير الخزانة ريشي سوناك يلقي خطاباً أمام مجلس العموم بشأن الكارثة في أوكرانيا.

وسط الغضب والتلاعب الذكي بالألفاظ، هناك أيضاً فقرات مفعمة بالجمال والأناقة الفائقة – بما في ذلك مقطع لا يُنسى حول كيف أن المشي في الغابات الفارغة أثناء الهدوء الذي فرضه الإغلاق أثار “مركز استجابة جديداً للأصوات في داخلها”. إلى جانب قصة ساندي، هناك قصة موازية لامرأة شابة من القرون الوسطى موهوبة بدأت حديثاً مهنتها في مجال الحدادة، توفيت والدتها وصاحب عملها في وباء سابق. ومع أن القصتين لا تتداخلان بسلاسة، إلا أن سميث تذكرنا بحقيقة ماضي بريطانيا، بما في ذلك ممارسة وصم “المتشردين” بالحرف V.

تُعدّ رواية “الجزء المكمّل” التي استوحي غلافها من لوحة “المزيد من الأشجار المقطوعة في ولدغيت” للرسام ديفيد هوكني، عملاً مكتوباً ومقدماً بشكل جميل. تكتب سميث عن الأمور المهمة بطريقة إنسانية وحصيفة ومضحكة وثاقبة. مع ذلك، وعلى الرغم من كل الغضب واليأس، فإنها تستحضر نهاية مؤثرة، يبدو أنها تقول إن أفضل ما في الروح البشرية سينتصر بطريقة ما في نهاية المطاف.

تصدر رواية “الجزء المكمّل” لـ ألي سميث عن دار هيمش هاملتون في 7 أبريل، وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.

“بولا”  Bolla لـ  بيتيم ستاتوفتشي ★★★ ☆☆

تُعدّ رواية “بولا” لـ بيتيم ستاتوفتشي جزئياً وصفاً لا يتزعزع للبؤس الذي تجلبه الحرب للناس العاديين – لذا فإن استيعاب هذا التوصيف إلى جانب متابعة التقارير الإخبارية اليومية عن الفظائع الروسية جعل تجربة القراءة غير مريحة للغاية. تقول إحدى الشخصيات في عبارة يتردد صداها بالتأكيد في فكر معظمنا خلال المأساة البائسة التي نعيشها اليوم: “لا يمكننا إبقاء الراديو مُشغَّلاً إلا لفترة قصيرة لأنه لا يخبرنا أبداً بأي أنباء سارة”.

أصبح ستاتوفتشي المولود في كوسوفو لأبوين ألبانيين، ما يشبه اللاجئ في الثانية من عمره فقط عندما فرّ والداه من الحروب اليوغوسلافية. يدور جزء من أحداث روايته التي ترجمها ديفيد هاكستون من الفنلندية، عام 1995، عندما كانت للحرب البوسنية آثار كارثية في الألباني أرسيم، الكاتب الطموح، والصربي ميلوش، طالب الطب. تنتهي علاقتهما التي يخفيها أرسيم عن زوجته بطريقة بائسة.

“بولا”، المستوحى عنوانها من كائن خرافي نصفه أفعى ونصفه تنين في الحكايا الشعبية الألبانية، هي رواية مؤثرة للغاية – فازت بجائزة فلنديا الأدبية – وما يجعلها أكثر تحدياً حقيقة أن أرسيم ابن الـ22 سنة هو بطل بغيض. إنه يخون زوجته ويعامل أولاده معاملة سيئة ويؤذيهم. سُجن لاحقاً لمدة 13 شهراً بتهمة ممارسة الجنس مع قاصر. لكن ميلوش يتعرض لأذية أكبر بسبب تقلبات القدر في قصة سوداوية.

من المستحيل قراءة “بولا” من دون رؤية أوجه التشابه المصوّرة بوضوح مع الأحداث في أوكرانيا وروسيا: الاحتجاجات والقتل العقيم وفراغ المدن مع فرار آلاف اللاجئين إلى الخارج (الشعب الألباني في حالة الرواية)، وفي خلفية كل ذلك، السياسيون عديمو الضمير. في الكتاب كما في الحياة، يزداد اعتياد الناس على إراقة الدماء. يكتب ستاتوفتشي: “القوات الصربية تتحرك بشكل متقطع، مثل حرائق الغابات، وتحتل بلا رحمة مناطق بأكملها في وقت واحد، وتنشر الرعب أثناء مرورها. لقد أصبحت الحياة قاسية، وأصبح الناس معتادين عليها، فالجسد البشري الميت لم يعُد جسداً بشرياً ميتاً بل صورة لجسد بشري ميت”.

عندما وصف ميلوش بعض الوحشية التي رآها، قال أرسيم: “تخيّل أن شخصاً ما يمكن أن يفعل شيئاً فظيعاً للغاية، ومثيراً للاشمئزاز لإنسان آخر”. للأسف، عام 2022 ، لا يحتاج أي منا أن يتخيّل.

تصدر رواية “بولا” لـ بيتيم ستاتوفتشي عن دار فيبر للنشر في 7 أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 14.99 جنيه استرليني.

“مبارزة بلا نهاية: معركة الجنس البشري مع الميكروبات” Duel Without End: Mankind’s Battle With Microbes لـ ستيغ إس فرولاند ★★★★

بينما يواصل جميعنا محاولة العيش من خلال حرب البشرية الأخيرة ضد الميكروبات، قد تبدو قراءة كتاب عن الأوبئة والأمراض المعدية أمراً مستنزِفاً بعض الشيء – بخاصة إذا كان الكتاب يمتد على أكثر من 600 صفحة – لكن كتاب فرولاند هذا (صادر عن دار ريآكشن بوكس، ومن ترجمة جون آيرونز) هو تقرير شامل عن موضوع مهم.

يقدم فرولاند، الأستاذ الفخري لمادة الطب في جامعة أوسلو، التحليلات والأفكار – ومخزوناً من التفاصيل الطبية الغنية. هل ترغبون بمعرفة بعض الأمثلة؟ جاء الانتشار الأخير لبعوض النمر الآسيوي إلى أميركا الشمالية عن طريق استيراد إطارات السيارات المستعملة من آسيا (حيث تحب هذه الحشرات القفز في وسائل النقل بدلاً من الطيران لمسافات طويلة). لا تتصرفوا بفوقية شديدة، فهناك ما يُسمّى بـ”ملاريا المطارات”، موجود في باريس وبروكسل ولندن.

وعلى الرغم من أن العلماء يحققون قفزات كبيرة (انظروا مدى السرعة التي باتت فيها اللقاحات المضادة لفيروس كورونا جاهزة للاستخدام من قبل عموم سكان العالم الصناعي)، فقد يكون المستقبل شديد الصعوبة، بخاصة مع أزمة المناخ. “أخيراً، تم ربط العدوى الفطرية المهددة للحياة بالاحتباس الحراري”، يحذر فرولاند، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تقوم الميكروبات التي تنتقل عن طريق القراد والماء “بتوسيع مداها”. ومع ذلك، فإن أكثر الفقرات التي تقشعرّ لها الأبدان في الكتاب هي: “سنصاب في وقت ما بجائحة جديدة من الإنفلونزا أيه A – ويمكن أن تأتي في أي وقت، ربما من أنواع الطيور البرية أو المدجنة، أو ربما من الخنازير”. وإذا لم يكُن ذلك مقلقاً بما يكفي، فهناك ميكروبات خارج الأرض قد تسبب مشكلات.

إلى جانب كل هذه الأمور “المبهجة”، هناك أيضاً عشرات الصور والرسوم التوضيحية اللافتة للنظر، مع أنك قد تحتاج إلى معدة قوية للصمود أمام تصوير ضحايا مرض الجدري.

بغض النظر عن الموضوع المحبط، إلا أنه كتاب تاريخي وتاريخي طبي رائع، وهو عمل يستكشف السياق الاجتماعي والاقتصادي وحتى الجنسي للجنس البشري ومكافحته للأمراض.

يصدر كتاب “مبارزة بلا نهاية: معركة الجنس البشري مع الميكروبات” لـ ستيغ إس فرولاند عن دار ريآكشن بوكس للنشر في 11 أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 25 جنيهاً استرلينياً.

ترصد كينيدي موازين القوى المتغيرة لعلاقة مضطربة وقلق ومخاوف امرأة شابة تشعر وكأنها دخيلة (بلومزبري)

“تعديات” Trespasses لـ لويز كينيدي ★★★ ☆☆

في السابق، استمتعت بقراءة المجموعة القصصية القصيرة “نهاية العالم هي طريق مسدود” The End of the World is a Cul de Sac لـ لويز كينيدي. تدور أحداث روايتها الأولى “تعديات” في إيرلندا أيضاً، في بلدة صغيرة بالقرب من بلفاست خلال اضطرابات السبعينيات. وعلى الرغم من أن خلفية الأحداث هي عبارة عن أجهزة مفخخة وقنابل حارقة ورصاص مطاطي واعتقالات، إلا أن لب الحكاية هو العلاقة بين مدرّسة شابة تدعى كوشلا ومحامٍ في منتصف العمر “يسحر النساء” اسمه مايكل أغنيو.

ترصد كينيدي موازين القوى المتغيرة لعلاقة مضطربة وقلق ومخاوف امرأة شابة تشعر وكأنها دخيلة. تكمن أفضل اللحظات في التفاصيل المتعلقة بضحالة تفكير الحياة المجتمعية في ذلك الوقت – مثل سؤال موظفة استقبال الفندق لـ مايكل عما إذا كان هو وزوجته قد استمتعا بإقامتهما، ما دفع كوشلا إلى الغمغمة خلف أسنانها “العاهرة العجوز” – بينما تتصاعد الإثارة بوتيرة ثابتة حتى تبلغ النهاية المأساوية.

“تعديات” هي قصة مكتوبة بشكل متماسك عن الاضطرابات الشخصية والسياسية.

تصدر رواية “تعديات” لـ لويز كينيدي عن دار بلومزبري للنشر في 14 أبريل وتباع النسخة الواحدة بسعر 14.99 جنيه استرليني.

“إليزابيث فينش” Elizabeth Finch  لـ جوليان بارنز ★★★ ☆☆

تقدم “إليزابيث فينش” وهي الرواية الـ17 في مسيرة جوليان بارنز الأدبية اللامعة، صورة جذابة لمحاضِرة محفِزة وغريبة وصريحة، إنها امرأة تستلذ بمتطلبات الحياة الفلسفية. نحن هنا أمام كمّ كبير من حكمة إليزابيث فينش – بما في ذلك ملاحظات فطينة من قبيل “كقاعدة عامة، إحذر مما يطمح إليه الناس”،  و”الوظيفة الرئيسة للسياسي هي أن يخيّب الأمال” – على كل حال، وعلى الرغم من الجاذبية الفكرية التي تتمتع بها إليزابيث، من الصعب أن تدرك تماماً السبب الذي يجعل راوي الحكاية، وهو طالب مخلص يدعى نيل، مسلوباً بها إلى هذا الحد.

على الرغم من أن رفقة إليزابيث فينش ممتعة – وتوضح بارنز السبب الذي يجعل عدداً من الطلاب في دورة “الثقافة والحضارة” التدريبية يستجيبون لتوجيهاتها المتمثلة في أن يتعلموا التفكير بأنفسهم وعدم الانخراط في القيم المعلنة لجيلهم – فإننا نرى بشكل أساسي هذه الإنسانة المتفردة الغامضة من خلال عينَي نيل المفتونتين. ومع أن الرجل الذي كان ممثلاً في السابق والمطلّق مرتين قادر على التعامل بشكل مَرَضي مع الحب والصداقة وهشاشة الشخصية الإنسانية (بما في ذلك شخصيته)، إلا أنه يندفع بطريقة غير عادية تجاه امرأة يراها  كـ “إلهة” فلسفية. قرب نهاية الرواية القصيرة، تقدم بارنز وجهة نظر بارعة، متمثلة في الآراء غير الجذابة حول الأكاديمية الراحلة التي يطرحها زميلا نيل في الدراسة، آنا وجيف. قد يكون التاريخ الشخصي غير موثوق به تماماً مثل تاريخ الأمة.

يدور الجزء الثاني من أجزاء الرواية الثلاثة حول جوليان المرتد، الشخصية التاريخية التي فتنت إليزابيث فينش. على الرغم من أن الجزء هو في حد ذاته تقييم للتاريخ محفز للفكر، فضلاً عن أنه يزداد تألقاً بملاحظات محفزة حول ما أسمته “خشب الإنسانية الملتوي”، إلا أنه مليء بالملاحظات الفلسفية التي تتطلب نوعاً من القراءة البطيئة والتفكير المتأني التي تعتقد إليزابيث أنه مفقود في العالم الحديث.

ربما لم يكُن من المفترض أن ننغمس بالكامل مع إليزابيث أو نيل وأن نستمتع ببساطة بغموض علاقتهما وعلاقة البطلة بالعالم. وكما هي الحال دائماً مع أعمال بارنز، هناك عدد من اللحظات الممتعة والمُرضية في الرواية، بما في ذلك وجبات الغداء التي تجمع نيل وكريس، شقيق الأكاديمية الراحلة. إنهما يلتقيان في وقت كان نيل يفكر في كتابة مذكرات عن مدرّسته القديمة، مما يحفز بعض الأفكار المثيرة للاهتمام حول طبيعة كتابة السيرة الذاتية. وقول كريس خلال إحدى محادثاتهما: “ألا تجد الحياة شيئاً غريباً؟”. من الصعب ألّا توافقه الرأي.

ستصدر رواية “إليزابيث فينش” لـ جوليان بارنز عن دار جوناثان كيب للنشر في 14 أبريل وتباع النسخة الواحدة منها بسعر 16.99 جنيه استرليني.

“بيت الحلوى” The Candy House  للكاتبة جينيفر إيغان ★★★★

من المزايا المرحب بها في كتاب “بيت الحلوى” هي أننا نستذكر بعض أعضاء “فرقة غون”، إذ تطلعنا جينيفر إيغان على الأحداث اللاحقة والمصائر التي تعيشها شخصيات من روايتها “زيارة من فرقة غون”  Visit from the Goon Squad التي حازت عام 2011 على جائزتي “بوليتزر” والجائزة الوطنية للكتاب في أميركا.

تماماً مثل تلك الرواية الرائعة، فإن “بيت الحلوى” هي أيضاً رواية تشبه في تركيبها الفسيفساء وتستخدم فيها إيغان بنية مماثلة، فتورِد عدداً لا يُحصى من السرديات المترابطة والفصول المتنوعة، لتظهر لنا ما حدث لـبيني سالازار وساشا بليك ولو كلاين وشخصيات أخرى.

تستكشف إيغان بعض المواضيع الرئيسة المهمة في المستقبل القريب إذ تسمح التكنولوجيا للشركات الكبرى “بالاحتفاظ بالذاكرة خارج الدماغ”. نتعرف على بيك بوتون، وهو رجل أعمال وطالب دراسات عليا في علوم الكمبيوتر في “فرقة غون” The Goon Squad، يبلغ من العمر 40 سنة الآن وهو مشوش. يدخل عالم الثراء من خلال شركته التي تحمل اسم ماندالا بفضل اختراع “امتلك اللاوعي الخاص بك” واختراعات ثورية للذاكرة بعنوان “هيه، مهما حدث في السابق” تسمح للناس بإعادة النظر في ماضيهم وحتى الانغماس في ذكريات الغرباء والخيالات الجنسية.

من الواضح أن هذا المستوى من الانتهاك الشخصي يزعج إيغان أكثر من بيك، ثري السوشيال ميديا. توضح لنا الكاتبة حالة العالم الذي نعيش فيه الآن، عالم يبدو فيه الناس مستعدين بطريقة تثير الدهشة لوضع ثقتهم بأباطرة التكنولوجيا، ليس من قبيل المصادفة أن إحدى العبارات المهمة في الكتاب هي التحذير من “عدم الوثوق أبداً بمنزل مصنوع من الحلوى”، في تلميح إلى قصة الأطفال الشهيرة “هانزل وغريتل” التي ألهمت عنوان الرواية.

تقدم إيغان مشهداً إنسانياً معاصراً عن النرجسية والانغماس المطلق في الذات، لمكان يقوم فيه أي شخص لا يشعر بالارتياح باللجوء فوراً إلى هاتفه الذكي “للانضمام إلى مجال افتراضي يمكّنه من إعادة تأكيد هويته تواً”. لم يسقط الجميع في براثن التكنولوجيا. فأكثر الشخصيات المتفردة في الرواية هي تلك التي تتوق إلى التفاعلات الإنسانية الحقيقية.

آمل أن ما سلف، لا يجعل “بيت الحلوى” تبدو عملاً ثقيلاً جداً، لأنها رواية رائعة جذابة ومسلية، مليئة بالشخصيات الغريبة والممتعة – بمن فيها ألفريد، الرجل الذي يلعب لعبة صراخ غريبة، ولينكولن المخيف، الشخص التجريبي الملتحي وخبير المقاييس الذي يعتمد على البيانات لإغواء حبيبته.

تمتلك إيغان أيضاً موهبة في صياغة عبارات مختصرة بارعة مثل “كان الوعد الذي قدمته روكسي هو فعلها الرئيس”، “اكتسى حزنها جلداً”، وحساً فكاهياً ذكياً واضحاً طوال العمل. من الصعب ألا تضحك على المشهد الذي ترى فيه فتاة صغيرة عن غير قصد الأعضاء التناسلية لوالدها وتعتقد أنها تبدو مثل حبات عنب وردية اللون متضخمة، ما دفعها إلى التفكير في أنه من المحال أن تمارس الجنس مع رجل “تبدو خصيتاه هكذا”. ومثلما يكتشف أبطال الكتاب، فإن الحياة تجلب خيبات أمل كهذه. يوضح “بيت الحلوى” أن إيغان لا تزال كاتبة تتمتع بشرارة فكرية مبهجة.

ستصدر رواية “بيت الحلوى” لـ جينيفر إيغان عن دار كورسير للنشر في 28 أبريل وتباع النسخة الواحدة منها مقابل 20 جنيهاً استرلينياً.

© The Independent

المزيد عن: أحدث إصدارات الكتب \ أوسع الكتب انتشارا \ الكتب

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00