الأحد, نوفمبر 24, 2024
الأحد, نوفمبر 24, 2024
Home » جهاد الزين: عن الاعتداءات “الأميركية” على المملكة!

جهاد الزين: عن الاعتداءات “الأميركية” على المملكة!

by admin

ليس سهلا على قادة الخليج أن “يهضموا” استمرار قصف الحوثيين للمملكة والإمارات بعد رفع الإدارة الأميركية لهذا التنظيم، أي للحوثيين، عن “لائحة الإرهاب” ليظهر الأمر وكأنه تشجيع أميركي على ممارسة السياسة الحوثية الإيرانية نفسها.

النهاراللبنانية  – جهاد الزين

لو صحّت التقديرات أن الولايات المتحدة وإيران على وشك توقيع الاتفاق النووي بينهما لأمكن الوصول إلى نتيجة سوريالية وهي أن الاعتداءات عبر القصف الذي تعرّضت له منشآت بترولية سعودية بواسطة مُسيَّرات طائرة وصواريخ دقيقة موجّهة من الحوثيين هي قصف أميركي على المملكة أو قصف برعاية إيرانية أميركية مشتركة على المملكة!!

تبدو الأمور هكذا وكأنها تتجه إلى مسرح اللامعقول.

الأحداث حافلة في المنطقة. هناك صناعة للتاريخ جارية بشكل جدي وعلى أكثر من صعيد وبين أكثر من جهة.

لكن ما قرأناه مؤخرا “سوريالي” أيضا: استخفاف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في حديثه إلى مجلة “أتلانتيك” بعدم اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن به ثم ما تردد عن عدم تجاوب دولة الإمارات والمملكة السعودية مع الطلب الأميركي بزيادة كميات النفط المنتَج في الدولتين لتعويض نقص محتمل في إمدادات البترول عالميا ثم على مستوى آخر استقبال أبوظبي على أرضها الرئيس السوري بشار الأسد رغم المعارضة الأميركية المعلنة لفك العزلة عن دمشق وهي معارضة بدأتها واشنطن بانتقاد زيارة وزير خارجية الإمارات لدمشق في تشرين المنصرم.وبين هذه الإشارة وتلك ما تردد عن رفض ولي عهد الإمارات محمد بن زايد اللقاء بقائد القوة العسكرية الأميركية في المنطقة (CENTCOM) الجنرال فرانك ماكنزي عندما حضر الجنرال إلى أبوظبي في شباط المنصرم بعد 22 يوما من سقوط الصواريخ الحوثية في الإمارات احتجاجا من الإماراتيين على اعتبارها زيارة تضامن متأخرة تشبه عدم التضامن إذا واصلنا التفسيرات السوريالية! فيما صار الأميركيون أنفسهم يوسِّطون الإسرائيليين في بعض المسائل العالقة مع الإمارات.

علينا هنا التذكير بمعادلة تقليدية وهي أن أي دولة تكون على علاقة جيدة بإسرائيل تصبح قادرة على استخدام نفوذ اللوبي الإسرائيلي التقليدي في الكونغرس الأميركي كما كانت تركيا ما قبل عهد رجب طيب أردوغان تفعل في واشنطن. أو ربما ستعود لتفعل ذلك إذا واصل الرئيس أردوغان تحسين علاقاته وتوطيد مصالحه المتعددة مع إسرائيل وآخرها مصلحة نقل الغاز الإسرئيلي إلى أوروبا كما عرض أردوغان علناً على ضيفه الرئيس الإسرائيلي الذي زاره قبل مدة وجيزة..وهناك في الأساس تقارير في الصحافة الغربية أن الأزمة الأوكرانية وما أشهرته من مخاطر نقص في إمدادات النفط عالميا ستجعل الولايات المتحدة مضطرة إلى استعادة تركيزها على علاقاتها مع المملكة العربية السعودية بل هناك من يذهب أبعد بالقول أن الأزمة الأوكرانية أظهرت أن عصر النفط التقليدي باقٍ لفترة طويلة جدا عكس تقديرات سابقة عن حلول الطاقة البديلة مكانه.

هل بدأت الحركة الخليجية بين القوتين العظميين أميركا والصين بل بين القوى الثلاث أميركا و الصين وروسيا وهل باستطاعة السعودية أصلا القيام بصياغة مساحة جديدة أو توازن جديد في علاقاتها الدولية بعد أن ظهرت قوة الصين العالمية انطلاقا من عمليتها الاقتصادية كما بعد وصول المواجهة الجيوسياسية في أوروبا بين موسكو وواشنطن إلى حد الغزو الروسي لأوكرانيا؟

كل ما سبق من وقائع أيضا هو وقائع “سوريالية”!!

علينا طبعا هنا الذهاب إلى التخفيف من الاحتمالات المثيرة على مستوى العلاقات الخليجية الأميركية فدعونا لا ننسى أن المنظومة الخليجية التي نعرف والتي جعلت القرن العشرين في العالم العربي وحتى اليوم في القرن الحادي والعشرين هو قرن البترودولار الخليجي أي قرن أميركي خليجي. فكيف يمكن لمنظومتين متشابكتين إلى هذا الحد أن تنفكّا بصورة أو بأخرى:البترو دولار و”الباكس أميركانا”؟

من الواضح حسب بعض تعليقات سعودية من شخصيات ذات وزن وخبرة أن هاجس نوعية التعامل مع الصين أو التحرك بين أميركا والصين هو هاجس حقيقي خصوصا أن الخليجيين لاشك يدرسون بدقة حدود المتغيرات في الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط أكانت “انسحابا” أو تخفيفا سياسياً وعسكريا لصالح التركيز على أولوية التنافس مع الصين والصراع الجيوسياسي مع روسيا.

على أي حال الانفتاح الإماراتي والبحريني على إسرائيل هو الخطوة الكبرى في المتغيرات الخليجية و”الحليف المحتمل إسرائيل” حسب التعبير الجريئ لولي العهد السعودي في حديثه المشار إليه هو السقف الأعلى لاستبدال الحماية الأميركية بالصديق الأوثق لأميركا في المنطقة ذي الأسنان العسكرية القادرة على ردع إيران وهو إسرائيل. قمة شرم الشيخ التي ضمت حول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هي خطوة جوهرية في دلالتها على التغيّر العميق في المنطقة. والمعلن رسميا من عناوين هذه القمة هو اقتصادي لاسيما ربطاً بأوضاع ما بعد انفجار الأزمة الأوكرانية.

لقد رفع الجانبان الإماراتي والإسرائيلي حجم التبادل التجاري بينهما إلى ما يتجاوز البليون دولار عام 2021 فيما كان 180 مليون دولار عام 2020 وذلك بسبب تزايد هذا التبادل في مجالات صناعة الألماس و بعض المنتجات الصناعية الأخرى والسياحة وقطاعات الخدمات. وحسب تقرير لمؤسسة راند البحثية نشرته مجلة “فورين أفيرز” فإن اتفاقات التجارة الحرة بين إسرائيل وكل من البحرين والمغرب والسودان والإمارات من شأنها أن تزيد الناتج القومي (GDP) الإسرائيلي بنسبة 2,3 بالمائة عن الفترة نفسها.

ليس سهلا على قادة الخليج أن “يهضموا” استمرار قصف الحوثيين للمملكة والإمارات بعد رفع الإدارة الأميركية لهذا التنظيم، أي للحوثيين، عن “لائحة الإرهاب” ليظهر الأمر وكأنه تشجيع أميركي على ممارسة السياسة الحوثية الإيرانية نفسها.

في عالم يبلغ فيه حجم التبادل التجاري بين جزيرة لا تتجاوز مساحتها السبعمائة و29 كيلومترا مربعاً هي سنغافورة وبين الصين (الشعبية) 57 مليار دولار سنوياً، من الصعب حساب حجم المتغيرات بما فيه منطقتنا حتى لو كانت لا تزال أسيرة انهيارات وصراعات وحروب أهلية هي مضيعة للوقت اقتصاديا وتنمويا.

تُظْهِر مرحلةُ محمد بن سلمان بالنسبة للمملكة العربية السعودية بعد مرور بضع سنوات على تولّيه للسلطة في ظل والده أنها كانت حاجةً ماسةً لمنع دخول نظام المملكة في خطر انهياري فيما لو تُركت الأمور على النحو الذي كانت عليه. المائة مليار دولار التي استرجعها الأمير من بعض من يمكن تصنيفهم بأنهم أكبر لصوص الثروة العربية في الخمسين عاماً الأخيرة كانت بداية القبضة المالية التي ستتيح إنفاقا مختلفا حتى لو كان البعض يعتبر حرب اليمن ثغرة كبيرة فيه، كما أن معادلة الانفتاح الاجتماعي للحياة العامة في المملكة استطاعت أن تستعيد انخراط الجيل الشاب فيها عبر تأييده الأكيد لهذا الانفتاح بدل ذهاب بعضه نحو التيارات الإرهابية المتطرفة.

j.elzein@hotmail.com

Twitter: @ j_elzein

 

 

 

You may also like

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00