بأقلامهمعربي جهاد الزين: ما هي المكافأة التي سينالها لبنان بعد موقفه الأوكراني؟ by admin 12 مارس، 2022 written by admin 12 مارس، 2022 16 كانت “يد خفيّة” تنتشل لبنان من شلله بعد الحرب و”تحفظ مقعده بين الأمم”بموافقته على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 رغم المعارضة الداخلية كما حصل إلى حد بعيد في البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية ب”إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا” قبل أيام وفي اليوم الأول لدخول القوات الروسية إلى أوكرانيا. النهار اللبنانية \ – جهاد الزين ما هي “اليد الخفية”، لعلها يد الآلهة أو يد عليا في النظام الدولي، التي تتدخل لتدفع لبنان إلى اتخاذ قرار “يحفظ مقعده” بين الدول رغم ما يظهر أنه ضد إرادة الدولة الإقليمية التي تسيطر على قراره من خلال السيطرة على حياته السياسية؟ حصل هذا عام 1991 ، عندما وافق لبنان عبر وزير خارجيته يومها فارس بويز على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام الذي كانت تنظّمه الولايات المتحدةالأميركية بعد تحريرها الكويت من الاحتلال الصدّامي في محاولة لخلق دينامية شاملة لإيجاد تسوية للصراع العربي الإسرائيلي. ارتفعت المعارضة الداخلية لموافقة لبنان هذه خصوصا من الجهات الأكثر قربا من المرجعية السورية. كانت “كلمة السر” يومها لدى الوزير بويز وعمه الرئيس الياس الهراوي وسط ترحيب أميركي ظهر في تصريحات وزير الخارجية جيمس بايكر. كانت “يد خفيّة” تنتشل لبنان من شلله بعد الحرب كما حصل إلى حد بعيد في البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية ب”إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا” قبل أيام وفي اليوم الأول لدخول القوات الروسية إلى أوكرانيا. هنا أيضا كانت “اليد الخفية” تفعل فعلها فيتخذ لبنان هذا الموقف المنسجم مع الأكثرية المتحكمة بالنظام الدولي وهي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ووسط ترحيب الطرفين الأميركي والأوروبي رغم اعتراض القوى اللبنانية المؤيدة لإيران وسوريا على هذا الموقف . كانت “كلمة السر” هنا أيضا لدى ثلاثة رئيس الجمهورية ميشال عون حليف الحزب الإيراني في لبنان ووزير خارجية عون عبد الله أبو حبيب وطبعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وسيتابع لبنان مساره بالتصويت في الاتجاه نفسه في الجمعية العامة للأمم المتحدة كما عاد عام 1991 وأرسل وفدا لحضور مؤتمر مدريد. وسنلاحظ في الحالتين موافقة ومشاركة سوريا على وفي مؤتمر مدريد واليوم امتناع الصين وإيران عن التصويت على القرار الأممي وليس تأييد موسكو كما فعلت سوريا. ما هو هذا العامل الذي يحفظ رأس لبنان في النظام الدولي في كل مرة يظهر تحوّل كبير وخطير بقيادة الغرب فيتخذ لبنان الموقف وكأنه دولة مستقلة وغير مرتهنة؟ يبدو أننا رغم انهيار مؤسساتنا الإدارية والاقتصادية وعملتنا الوطنية، وموت نظامنا المصرفي العملي والقانوني والأخلاقي، لا نزال دولة على خارطة الأمم. السؤال الآن ما هو الثمن الذي سنحصل عليه من الولايات المتحدة وأوروبا مقابل هذا الموقف؟ علينا أن نتفاءل بوجود ثمن يوقف على الأقل مسار انحلال بلدنا على يد هذا النظام السياسي اللبناني الساقط ولكن الذي لا بديل له كنظام؟؟؟!!! ثمن أو مكافأة….سمِّها ما شئت علينا توقعها. هل هي السماح لنا بإطلاق يدنا المكبلة في استثمار ثرواتنا الغازية في البحر؟ أم هي في تكبير تسهيلات ومساعدات لن تُقفل بوجوهنا، وهي لم تقفل على مستويات متفرقة ومحدودة على أهميتها الأكيدة مثل المساعدة السعودية الفرنسية المشتركة، رغم السمعة المنحطّة لسياسيينا. لبنان لن يكون لجهة واحدة إقليمية على الأرجح كائناً من كانت. الغرب جزء من “منطق الدولة” عندنا أو من “منطق وجود الكيان” . إيران بسيطرتها الفعلية على شيعة لبنان لا يمكنها أن تستمر بتوظيفها الحالي لنفوذها غير المسبوق منذ خمسمائة عام ( خصوصا أن هناك الكثير من النخب والجمهور الشيعيّين يريدون الشراكة الطبيعية مع أغلبية اللبنانيين في نمط العيش والثقافة والطموحات المدنية وغير المتطرفة، الشراكة التي دفعوا ثمنها نضالات فردية وجماعية ومساهمات كثيرة منذ العام 1926 ولا يريدون تبديدها لصالح أي مشروع مغامر ). جاء سفراء الاتحاد الأوروبي ليشكروا رئيس الجمهورية على الموقف والتصويت والسفيرة الأميركية لا بد أنها تتحدث بإعجاب عن هذا البلد المشلول الذي يطلق موقفا يعبّر عن إرادة مستقلة ولو أنه ليس محايدا، (لكن لبنان يقف مع نفسه ضد جروحه الاجتياحية وحساسيته العالية منها. تفاؤل يحول دون انطلاقه الواثق حجم الانهيار وعدم قابلية مؤسسات الدولة، ماعدا الجيش، على استيعاب موجة دعم وقد أصبح فقدان مصداقية الطبقة السياسية المريع على المستوى الخارجي عبئاً على نجاح أي عملية إنقاذ على المدَيَيْن القصير والمتوسط. سقط نظامان في لبنان معا. نظام سياسي غير قابل للعيش وغير قابل للموت النهائي ونظام مصرفي أيضا غير قابل للعيش على مدى هذا الجيل ولكن تعثر وتخبط وتواطؤ المنظومة السياسية بما فيها ثقل دم الادعاء الإصلاحي لعدد من القوى السياسية، يحول دون اتخاذ قرارات جذرية لتأسيس نظام مصرفي جديد. كيف إذن ستتم عملية “مكافأة” لبنان في ظل هذين الانهيارين معا ومستتبعاتهما على أكثر من صعيد؟ لو رغب الغربيون أمكن تحريك العديد من المشاريع الكبرى التي سيُظهر تفعيلها للبنانيين مدى جدوى الخيار الغربي ويعزز الثقة بهذا الخيار في وجه التشكيك والتهديم المنظّمَيْن وضمن معايير تجعلها تحت الإشراف الغربي بل والتنفيذ الغربي كملف إعادة تعمير مرفأ بيروت وتمويل وإنشاء معامل جديدة للكهرباء كذلك مؤسسات ثقافية والمزيد من الهبات للقطاعين التعليمي والاستشفائي. j.elzein@hotmail.com Twitter: @ j_elzein 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post BEYOND LOCAL: March break: How parents can recharge and connect with children without a vacation next post تدّفق المقاتلين الكنديين المتطوعين إلى أوكرانيا You may also like غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: عودة هوكستين… وعودة الدولة 19 نوفمبر، 2024