بأقلامهمعربي وليد الحسيني : عنتريات بلا عنتر by admin 21 فبراير، 2022 written by admin 21 فبراير، 2022 35 النصر الحقيقي يحتاج إلى سيوف كسيوف صلاح الدين، لا إلى سيوف كسيوف اسماعيل هنية. وليد الحسيني \ رئيس تحرير الكفاح العربي ذات يوم رفعنا رأسنا عالياً، فقد ولّى عهد العدو الذي لا يقهر. هذا المتغطرس قهرته حركة حماس، وقبلها قهره حزب الله. “كتائب القسام” الحمساوية شهرت “سيف القدس” بوجه الكيان الصهيوني. ولم يعد السيف إلى غمده، إلاّ بعد أن تم تأديب جيشه المغتصب. أبلغتنا “المقاومة الإسلامية” أن المحتل لن يجرؤ، بعد هذا النصر الإلهي، على المساس بحق أهلنا، في حي “الشيخ جراح”، في إمتلاك مساكنهم… وأنه لن يغامر مجدداً ويدنّس بجنوده عتبات المسجد الأقصى. وأبلغتنا الإحصاءات الفلسطينية أن الثمن كان باهظاً: – الشهداء: 240 – الجرحى: 1000 ويزيد – المساكن المتضررة: 7680 – المساكن والأبراج المدمرة كلياً: 1313 كل هذه الأثمان تهون أمام أن نرفع رأسنا عالياً. لكن، ودائماً تكمن في انتصاراتنا هذه الـ “لكن” اللعينة… ففي فترة وجيزة، لا تكفي لمسح الذاكرة، عاد العدو إلى اعتداءاته، “لكن” حركة حماس لم تعد إلى سيفها المقدسي. جراح “الشيخ جراح” زادت عمقاً. الجرافات الإسرائيلية تجرف ما تشاء من بيوت، بما فيها من أثاث وذكريات. الأسر تفترش الأزقة وأرصفة الشوارع. المسجد الأقصى مستباح لأي مستوطن ولكل حاخام. لقد انقلبت الآية. أصبحت الأحداث أصدق إنباء من السيف… وفي حدّها الحد بين الجدّ الإسرائيلي المتوحش، واللعب الحمساوي المخادع. اعتداءات اليوم موثقة بالصوت والصورة. … وها هو رأسنا، الذي رفعناه عالياً، يعود إلى الإنحناء… فقد ولّى عهد النصر المزيف. النصر الحقيقي يحتاج إلى سيوف كسيوف صلاح الدين، لا إلى سيوف كسيوف اسماعيل هنية. وقبل ذلك وبعده، ياما رفعنا رؤوسنا عالياً… ودائماً كانت الخيبات تنتهي بطأطأة هذه الرؤوس المتنقلة بين الشموخ والإنحناء. رفعناها، عندما سمعنا السيد حسن نصر الله يحدثنا عن المئة ألف مقاوم، وعن آلاف الصواريخ الدقيقة، وعن مصانع الطائرات المسيّرة. وطأطأناها، عندما طال وطوّل انتظارنا لتحرير مزارع شبعا النائمة في أحضان العدو نوم أهل الكهف. منذ أن انتزعت من الوطن الأم، لم يدخلها مقاوم. ولم يقصف محتلَّها صاروخ. ولم تستكشف أوضاعها مسيّرة. ورفعناها مؤخراً، عندما تجرأت دولتنا على إبلاغ الأمم المتحدة بأن حدودنا البحرية تبدأ عند الخط 29. وسرعان ما طأطأناها عندما تراجع فخامة الرئيس إلى الخط 23 متعرجاً، إلى حد الإقتراب من “خط هوف”، الذي يلبي شهية إسرائيل في غاز لبنان ونفطه. ورفعناها عندما أكدوا أن الجنرال ميشال عون هو “بي الكل”. وطأطأناها عندما لم يعترف إلا بأبوَّته لجبران باسيل وغادة عون، ومن لفَّ لفهما… واحترف بلْفهما. ورفعناها عندما زعم الزعيم والمؤسس لـ “التيار الوطني الحر”، أنه يسعى لاستعادة حقوق المسيحيين، التي سرقها إتفاق الطائف. وطأطأناها عندما اعتبر فخامته، وتياره الوطني الحر، كل مسيحي لم يعمّد في “كنيسة” ميرنا الشالوحي (المقر الرئيسي للتيار)، ويُعتمد من جبران باسيل، هو كافر ومتهم بصلب السيد المسيح مرة أخرى. هذا جزء من حكاياتنا مع الرفع والطأطأة… ولاستكمالها نحتاج إلى رواية أجزاء كثيرة من تاريخنا الحديث الحافل بحكايات “عنتريات بلا عنتر”. 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جدل شعبي ورسمي بشأن المتسبب في قتل المتظاهرين في السودان؟ next post Tax reform on the way for commercial property owners in HRM You may also like شيرين عبادي تكتب عن: السعودية وإيران من وجهة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: لبنان… و«اليوم التالي» 26 نوفمبر، 2024 ساطع نورالدين يكتب عن: “العدو” الذي خرق حاجز... 24 نوفمبر، 2024 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: شالوم ظريف والمصالحة 24 نوفمبر، 2024 حازم صاغية يكتب عن: لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ 24 نوفمبر، 2024 مها يحيى تكتب عن: غداة الحرب على لبنان 24 نوفمبر، 2024 فرانسيس توسا يكتب عن: “قبة حديدية” وجنود في... 24 نوفمبر، 2024 رضوان السيد يكتب عن: وقف النار في الجنوب... 24 نوفمبر، 2024 مايكل آيزنشتات يكتب عن: مع تراجع قدرتها على... 21 نوفمبر، 2024 ما يكشفه مجلس بلدية نينوى عن الصراع الإيراني... 21 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.