الخميس, نوفمبر 28, 2024
الخميس, نوفمبر 28, 2024
Home » “سويفت” سيف العقوبات الاقتصادية الأميركية فوق رأس بوتين

“سويفت” سيف العقوبات الاقتصادية الأميركية فوق رأس بوتين

by admin

الصندوق السيادي الروسي يسعى للتخلي عن احتياطاته الدولارية والصين تتحسب لما قد ينالها

اندبندنت عربية \ إميل أمين كاتب وباحث @amen_emile

تبدو خيارات الولايات المتحدة الأميركية تجاه روسيا حال قررت القيام بعمل عسكري ما تجاه أوكرانيا، وسواء كان غزواً شاملاً، أو عملية ردع انتقائية، تبقى محدودة، لا سيما أن الخيار العسكري، يفتح الأبواب أمام سيناريوهات عدائية جهنمية، قد لا يقدر أحد على استشراف تبعاتها في الوقت الراهن، ولا في الأوقات التالية، ذلك أن أي صراع عسكري، وعند لحظة بعينها من سخونة الرؤوس، يمكن أن يقود كرة الثلج المتدحرجة من فوق الجبل، إلى الارتطام بالسفح والوصول إلى السيناريو الكارثي، الشتاء النووي.

لكن هل يعني ذلك أن واشنطن صفر اليدين من أي أدوات أخرى يمكن أن تسعى بها لعقاب روسيا؟

بالقطع تبقى قصة العقوبات الاقتصادية قائمة في مقدمة أوراق الضغط الأميركي بنوع خاص، وواشنطن لها قصة طويلة مع هذا النوع من العقوبات تجاه عديد من دول العالم، فهل ستعمد واشنطن إلى سلاح العقوبات الاقتصادية لمعاقبة القيصر؟ وهل تلك العقوبات فعالة بدرجة كافية لردع بوتين؟ ثم هل هناك من حلفاء الولايات المتحدة من سيتأثر سلباً بتلك العقوبات؟ ثم ماذا عن الصين التي يرتبط اقتصادها ارتباطاً وثيقاً بالأسواق المالية العالمية… عديد من التساؤلات سنحاول الإجابة عنها في السطور التالية.

إدارة بايدن وعقوبات غير مسبوقة

منذ بدايات الأزمة الأوكرانية لا تتوانى إدارة الرئيس الأميركي جوزيف بادين عن التهديد والوعيد باتخاذ حزمة من العقوبات غير المسبوقة على روسيا، بل ومعاقبة الرئيس بوتين نفسه، وكذا النخبة السياسية والاقتصادية المحيطة به.

ولعل الذين استمعوا إلى تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أخيراً، يعلمون علم اليقين أن بايدن مستعد لاتخاذ عقوبات أوسع من تلك التي فرضها الرئيس السابق أوباما على روسيا عام 2014.

تبدو العقوبات الاقتصادية سلاحاً أميركياً تقليدياً، بدأ في ستينيات القرن الماضي من كوبا، واليوم حط رحاله في ميانمار، وبينهما إيران، ولدى واشنطن حزم متنوعة من تلك العقوبات تبدأ بفكرة الحظر الشامل والكامل، وتمر بأنواع محدودة لها أهداف خاصة تحرم من خلالها بعض الدول من مزايا الشراكات الدولية.

وكما أن واشنطن تطال بعقوباتها الدول، فهي كذلك يمكنها أن تعاقب الأفراد والبنوك والمؤسسات وعديداً من الكيانات الاعتبارية.

ولعل خطورة مثل تلك العقوبات تتمثل في أنه حين تقوم واشنطن بفرضها على جهة ما فإن ذلك يعني وبشكل بدهي أنه يمتنع على عموم الأميركيين، أفراداً ومؤسسات التعامل معها.

هل يلعب الدولار الأميركي دوراً واضحاً في قدرات الولايات المتحدة على معاقبة من تراهم من الأشقياء حول الكرة الأرضية؟

ذلك كذلك قولاً وفعلاً، بخاصة أن التجارة العالمية تعتمد على الدولار الأميركي وتتدفق من خلال المؤسسات المالية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، ومن هنا فإن واشنطن تبدو في وضع فريد يسمح لها بفرض عقوبات، وقدر هائل من الألم الاقتصادي، من خلال  تقييد الوصول إلى الأسواق العالمية.

ما هو السلاح الأول ضمن طائفة الأفكار التي تخطط الولايات المتحدة لاستخدامها ضد روسيا كعقوبة اقتصادية لا تصد ولا ترد؟

 

صورة بالأقمار الاصطناعية تظهر الحشود الروسية على الحدود مع أوكرانيا (أ.ف.ب)

سويفت“… الخيار النووي الاقتصادي الأميركي

ربما يعد سلاح “سويفت” أخطر أنواع الأسلحة الاقتصادية التي تخشى روسيا بالفعل من أن تقدم واشنطن على استخدامها، ويعرف بأنه “السلاح النووي”، ضمن طائفة العقوبات الاقتصادية المتوقعة.

سلاح “سويفت” النووي هذا، لا يعني أن واشنطن ستوجه صواريخها النووية إلى المدن الروسية، لكنها ستقطع شرايينها المالية المرتبطة بالاقتصاد العالمي.

ما هو نظام “سويفت” أول الأمر؟

باختصار غير مخل، “سويفت” هو نظام الاتصالات المالية بين البنوك العالمية، وقد تأسس عام 1973، ومن خلاله تتم رسائل التبادلات والتحويلات المالية بأمان كبير، وقد أصبح النظام بمثابة جزء أساسي من التمويل العالمي.

تشاغب فكرة فصل روسيا عن هذا النظام العديد من المشرعين الأميركيين، ما يعني استحالة إرسال واستقبال الأموال في روسيا، مما سيصيب الشركات الروسية وعملاءها الأجانب بصدمة مفاجئة، بخاصة مشتري صادرات النفط والغاز التي يهيمن عليها الدولار الأميركي.

والمعروف أن هناك سابقة بعينها لفصل دولة مستقلة (إيران) عن نظام “سويفت”، جرى ذلك عام 2012 بسبب برنامجها النووي، من قبل الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تسبب لها في كارثة اقتصادية، حيث خسرت نحو نصف عائداتها من صادراتها النفطية، و30 في المئة من تجارتها الأجنبية بعد فصلها عن سياق الخطوط والنظام العام للمؤسسة المالية العالمية التي يقع مقرها في بلجيكا.

غير أن فكرة استهداف روسيا من خلال فصلها عن نظام “سويفت”، لا يبدو أنها فكرة جيدة بالمطلق، بل إن هناك من يرى أنها غير قابلة للتنفيذ، وقد حذر كثيرون من الإقدام عليها.

على سبيل المثال أنذر زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا، فريدريخ ميرتس، من كارثية الإقدام على مثل تلك الخطوة، معتبراً إياها بمثابة انفجار قنبلة ذرية بالنسبة إلى أسواق المال والسلع والخدمات، ودعا إلى ترك نظام “سويفت” وشأنه.

فريدريخ توقع انتكاسات هائلة للاقتصاد الألماني إذا حدث شيء من هذا القبيل في روسيا، وعنده أنه إذا كانت الأزمة ستضرب روسيا، إلا أنها سوف تلحق ضرراً كبيراً بألمانيا.

أما وكالة “بلومبيرغ” الدولية، فقد في تقرير صادر عنها في أوائل فبراير (شباط) الجاري، إلى أن طرد روسيا من نظام “سويفت”، قد يأتي بنتائج عكسية على حركة المدفوعات الدولية، وأنه وإن تهدد هذا الإجراء اقتصاد روسيا، إلا أنه في الوقت عينه سوف يتسبب في أضرار كبيرة لشركائها التجاريين.

هل لهذا كتبت صحيفة “هاندلسبالت” قبل بضعة أيام مشيرة إلى أن واشنطن وبروكسل قد صرفتا النظر عن فكرة فصل روسيا عن نظام “سويفت” خوفاً من زعزعة استقرار الأسواق المالية، بخاصة في أوقات يضرب فيها التضخم العالمي الأسواق، بعد عامين من جائحة لا تزال تترك بصماتها على الاقتصادات الدولية؟

أوروبا واليابان هل ترضخان لواشنطن؟

وفيما التخطيط الأميركي يجري على قدم وساق، والأحاديث دائرة في واشنطن عن اقتراب أعضاء مجلس الشيوخ من إبرام اتفاق يتعلق بإيجاد “تشريع” خاص تفرض بموجبه عقوبات على روسيا، والعهدة هنا على تقرير نشرته صحيفة “ذا هيل” الأميركية، تطفو على  السطح إشارات أخرى تبين كيف تدفع الولايات المتحدة، الضلعين الآخرين في المنظومة الرأسمالية العالمية، أي اليابان وأوروبا في  السياق نفسه، أي تحفيزهما على فرض عقوبات اقتصادية على  روسيا، والسؤال هنا هل ستوافق أوروبا واليابان على رغبة الجانب الأميركي؟

لا تبدو أوروبا بداية على قلب رجل واحد، ذلك أن بريطانيا وإن استجابت لشهوات قلب واشنطن الاقتصادية، بل والعسكرية، إذ أرسلت بضع مئات من قواتها الخاصة إلى أوكرانيا علناً، وربما هناك أضعاف هذا الرقم سراً، فإن فرنسا تختلف معها ولا ترى أن العقوبات على روسيا ستفيد أوروبا بشكل عام، كما أن الفرنسيين لا يميلون لإشعال أعواد الثقاب في القارة الأوروبية، وإنما يبغون حالة من حالات التنمية المستدامة، والتعاون الاقتصادي، الأمر الذي بان جلياً في زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون الأخيرة إلى روسيا ولقائه بوتين.

أما المانيا فيبدو أنها على الضد من الموقف الأميركي الخاص بالعقوبات، لا سيما وأن هناك قصة خط الغاز الشهير “نورد ستريم 2″، الذي يمثل شريان تواصل اقتصادي روسي – ألماني مهم للغاية بالنسبة إلى البلدين معا، عطفاً على أن الألمان يدركون عمق التاثيرات السلبية لفكرة العقوبات الاقتصادية على روسيا ومردوداتها على الجانب الأوروبي عامة وعليهم بخاصة، وهم الذين يفضلون الرؤية الإبستمولوجية للطرح الأوراسي شكلاً وموضوعاً، أي التلاقي مع روسيا وليس التصادم.

يبقى الضلع الياباني، حيث دعت الولايات المتحدة اليابان لبحث مسألة   فرض عقوبات اقتصادية على روسيا حال انتوى القيصر الدخول في مغامرة جديدة… ترى هل ستنساق طوكيو وراء واشنطن هذه المرة؟

بحسب وكالة “كيودو” اليابانية، لا يبدو أن فكرة فرض عقوبات من قبل طوكيو على موسكو تلقى هوى أو قبولاً من الدولة الجارة جغرافياً، وتاريخياً من روسيا، بل إنها خطة قد تؤدي إلى تدهور علاقات طوكيو مع موسكو، وتؤثر سلباً على المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاقية سلام بين البلدين.

ولعل استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة “نيكي” اليابانية الأسبوع قبل الماضي، قد أكدت على أن نحو 45 في المئة من اليابانيين يرفضون فكرة الانجرار وراء أميركا، بل ويفضلون اتخاذ البلاد مواقف مستقلة اعتماداً على مستوى علاقاتها مع روسيا.

عطفاً على ما تقدم، فإن اليابانيين يتخذون من الروس بشكل أو بآخر حائط صد ودفاع من أي غوائل صينية يمكن أن تحل بهم، وغالباً ما تشعر اليابان بأنها بين المطرقة الروسية والسندان الصيني.

ومن جانب آخر فإن التيار اليميني الياباني، لا يبدو أبداً متشجعاً للسير في الدرب الأميركي ذاته، بل إن هناك دعوات للخلاص مما يرونه ربقة علاقات جمعت طوكيو بواشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والهزيمة المذلة التي تعرضت لها اليابان على يد القوات الأميركية في ذلك الوقت، بخاصة بعد إلقاء القنابل النووية على هيروشيما وناغازاكي.

جندي أوكرانيا في موقعه على الحدود مع روسيا (أ.ب)​​​​​​​

الصين وموقفها من عقوبات روسيا الاقتصادية

في مقابلة معه نهار الأحد السادس من فبراير (شباط) الجاري، عبر شبكة “إي بي سي نيوز” الأميركية، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان، أن العقوبات التي قد تفرضها الولايات المتحدة على روسيا حال غزوها أوكرانيا ستؤثر على الصين، لأنها ستستهدف النظام المالي الروسي.

هل كانت رسالة ساليفان هذه لتغيب عن أعين الصينين والروس معا؟

من الواضح أنها رسالة لبكين وموسكو معاً، لا سيما بعد خطوات التقارب غير المسبوقة من العاصمتين الآسيوتين الكبيرتين اللتين تستشرفان معاً واقع مواجهة واشنطن الجامحة.

يدرك الصينيون أن العقوبات الأميركية الموجهة إلى موسكو، يمكن في الغد أن تتغير دفتها لتتجه ناحية بكين، وهناك في الأفق كثير من العلامات التي تؤكد استعداد واشنطن لذلك.

الصين وروسيا من الواضح أنهما يتحضران لمثل هذه المواجهة المالية مع الجانب الأميركي، ولهذا قطعتا خطوات واسعة في طريق اتفاق لإنشاء هيكل مالي مستقل لا يتأثر بالدول الأخرى.

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن الرئيسين بوتين وشي بينغ، قد اتفقا   على إنشاء بنية مالية مستقلة من شأنها ألا تتاثر بالدول الأخرى.

لاحقاً وفي أول فبراير الحالي، قال سفير روسيا لدى الصين، أندريه دينيسوف، إن موسكو وبكين تتحدثان بشكل متزايد، عن استخدام العملات الوطنية في الحسابات المالية المتبادلة، وعن تنسيق  الجهود لمواجهة العقوبات.

يدرك الصينيون والروس أن أي عقوبات أميركية خاصة وغربية عامة، بخاصة إذا تم إقصاء روسيا عن النظام المالي العالمي للتحويلات الائتمانية، سويفت، سوف يؤثر على مسارات المعاملات الاقتصادية بينهما، على سبيل المثال فرض عقوبات على أحد البنوك التابعة لروسيا، فمن الصعب جداً على الطرف الصيني الذي يستلم  المنتجات أن يدفعوا ثمنها، على الرغم من أن لديه المال والرغبة في القيام بذلك.

ليس من قبيل المصادفة إذن أننا نرى في السنوات الأخيرة أحاديث متواصلة بين البلدين لاستخدام أوسع للعملات الوطنية في عمليات التجارة الخارجية.

هل استعدت روسيا للعقوبات المتوقعة؟

يضحى من السذاجة السياسية لو اعتقدنا أن روسيا التي تتعرض لسلسلة من العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية، لا سيما بعد ضم شبه جزيرة القرم، لم تتحسب لمثل هذه العقوبات، وترتب أوراقها لملاقاة الغضب الاقتصادي الساطع القائم والمقبل.

في هذا الصدد كان من الطبيعي جداً إعلان وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، قبل نحو عام، نية الصندوق السيادي الوطني الروسي تصفية كل أصوله من الدولار، على خلفية تهديد بمواجهة عقوبات أميركية جديدة.

حدث ذلك العام الماضي خلال المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ، وفي وقت كان الدولار فيه يشكل نحو 35 في المئة من أصول هذا الصندوق السيادي الذي توضع فيه خصوصاً عائدات بيع النفط في الخارج، ويومها قال وزير المالية الروسي، إنه سيتم تبديل أصول الدولار باليورو والذهب، وكذا باليوان الصيني.

كان التخطيط الروسي ولا يزال أن يمتلك الصندوق السيادي أصولاً بنسب متفاوتة لا مكان للدولار فيها، 40 في المئة منها باليورو، 30 في المئة منها باليوان، 20 في المئة منها بالذهب، 5 في المئة منها بالجنيه الاسترليني، 5 في المئة بالين الياباني.

تعلم الروس من التجارب السابقة كيف يبنون اقتصاداً قوياً بدرجة أو بأخرى، بحيث يكون في أمان من تقلبات العم سام، وعقوباته الاقتصادية التي باتت تهدد القاصي والداني دفعة واحدة، ولهذا جرى الاهتمام بفكرة تعزيز الإنتاج المحلي للاستغناء عن الواردات الأجنبية التي تستهلك العملات الأجنبية.

في هذا الإطار تبدو روسيا أقوى عوداً هذه المرة من المرات السابقة، بخاصة في ظل عبء دين خارجي منخفض بصورة ملحوظة، مع رصيد من العملات الأجنبية يصل إلى حد 640 مليار دولار، وغطاء مالي يعادل حوالى 12 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، في صورة صندوق الثروة الوطني، الذي عرف كيف يستفيد أكبر استفادة من انتعاش عائدات تصدير النفط والغاز الطبيعي بعد طفرة أسعار النفط   الأخيرة.

هل لهذا استبعدت وكالات عالمية اقتصادية ومنها على سبيل المثال “ستاندرد آند بورز”، أن يكون هناك تأثير فعال للعقوبات الأميركية على السندات السيادية الروسية؟

في كل الأحوال، لا تبدو تأثيرات العقوبات الأميركية هذه المرة حال حدوثها كارثية على روسيا، التي استطاعت أن تنوع من صادراتها لا سيما العسكرية منها، تلك التي باتت تنافس الأسلحة الأميركية، وبعضها يتجاوزها، لا سيما الصواريخ الحديثة.

عطفاً على ذلك باتت روسيا مورداً معتمداً ومضموناً للحبوب العالمية، وفي مقدمها القمح، لكثير من بلدان العالم، وبجانب هذا وذاك تبدو مقدرة روسيا على بناء منظومة من الصناعات حول دول العالم آخذة في المد، وبشكل متميز المفاعلات النووية، تلك التي تسعى إليها دول كثيرة شرق وغرب، وجميعها يرغب في التكنولوجيا الروسية، التي على هامشها تحقق السياسات الروسية غرضاً مهماً بجانب العوائد المالية الضخمة، ذلك أنها تملأ مربعات نفوذ سياسي تختصم حكماً من نظيرتها الأميركية.

وفي الاستعدادات الروسية للعقوبات الاقتصادية الأميركية ورقة أخرى لها وزنها، نعني بها سلاح الغاز، ذلك القادر على إحداث صدمة كبرى في الأسواق العالمية للطاقة، وللتأثير على مقدرات الاقتصاد العالمي في زمن التضخم والمخاوف المتفشية من حدوث أزمات مالية عالمية جديدة.

يعرف الروس جيداً كيف يمنحون، ومتى يمنعون، الغاز عن أوروبا، ومن الواضح بشكل جلي أن كافة المحاولات الأميركية التي جرت لإيجاد بديل للغاز الروسي قد أخفقت، ولدى واشنطن إدراك سياسي أنه في ظل عقوبات أميركية أو أوروبية، سوف تتوجه أنابيب الغاز الروسي إلى الصين، ومن قبل أعلنت قطر عن عجزها عن توفير غاز يكفي أوروبا، سيما وأنها غير مستعدة لوقف ضخ الغاز لعملائها  الدائمين في شرق آسيا.

وتبقى إشكالية الغاز الروسي لأوروبا في حاجة إلى استفاضة كبيرة وقراءة قائمة بذاتها… ما الذي يتبقى؟

هل العقوبات الاقتصادية صالحة بالمطلق؟

هل بدأت العقول المفكرة ذات الارتباط الوثيق بمراكز الدراسات حول العالم في تغيير وجهة نظرها لجهة فكرة الشراكة والارتباط عوضاً عن العقوبات؟

يقول ريتشارد هاس، وهو من هو في مجال رسم السياسات الخارجية لأميركا من أيام ريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر، في كتابه الشهير “العسل والنحل” الذي تشاركه فيه ميغان أوسوليفان، أستاذة الشؤون الدولية في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن العقوبات تسفر بصورة شبه دائمة عن صعوبات اقتصادية، لكن تأثيرها لا يكفي غالباً، أو يعجز عن فرض التغيير السياسي المطلوب في البلد المستهدف.

وإضافة لذلك قد تكون العقوبات مكلفة بالنسبة إلى الأبرياء “الذين ليس لهم في العير ولا في النفير”، بخاصة أكثر الناس فقراً في البلد المستهدف ودوائر الأعمال والمصالح التجارية.

وإضافة إلى ذلك فإن العقوبات تثير عادة نتائج غير مقصودة، مثل تقوية النظم المعادية، وفي ضوء هذه النتائج هناك تسليم متزايد بأن الاعتماد فقط على الأدوات الجزائية مثل العقوبات نادراً ما يمثل استراتيجية فعالة للسياسة الخارجية، وقد كان تزايد الوعي بهذا وراء الدعوى لاستكشاف استراتيجيات للسياسة الخارجية، تتسم بأن الفوارق الدقيقة بينها أكثر، وأنها وإن تضمنت عنصراً محتملاً للعقوبات فإنها لا تعتمد عليه كلية في تحقيق أهداف الولايات المتحدة.

وفي الخلاصة، تبدو واشنطن أمام تحد حقيقي، لا سيما إذا تجاوز تأثير العقوبات روسيا، إلى غيرها من الدول الحليفة والصديقة، ومع الأخذ بعين الاعتبار كيف أن الاقتصاد العالمي برمته قد يضحى في مهب مخاطر عالية، الأمر الذي يستدعي إعادة مقاربة ثانية لفكرة العقوبات، تلك التي تستجلب غضباً عالمياً تجاه السياسات الأميركية،  ما ينفر شعوب العالم من العم سام، وهو ما تنبه له كثير من الإنتجلنسيا الأميركية، بخاصة الذين توقفوا طويلاً بعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 أمام استحقاقات التساؤل المحير المستمر حتى الساعة: “لماذا يكرهوننا؟”… فهل وجدت القيادات الأميركية الجواب أم ليس بعد؟

المزيد عن: أزمة أوكرانيا \ روسيا \ الولايات المتحدة الأميركية \ فلاديمير بوتين \ جو بايدنا \ لعقوبات الأميركية على روسيا \ نظام سويفتاخترنا لكم

 

 

You may also like

95 comments

IverSar 6 يونيو، 2022 - 8:54 ص

stromectol over the counter ivermectin oral 0 8

Reply
StromMek 7 يونيو، 2022 - 11:51 ص

ivermectin lice oral ivermectin lice

Reply
Cameroncip 10 يونيو، 2022 - 12:27 م

prescription without a doctor’s prescription anti fungal pills without prescription

Reply
Cameroncip 11 يونيو، 2022 - 6:13 ص

ed meds online without prescription or membership ed meds online without doctor prescription

Reply
Stevenunise 11 يونيو، 2022 - 11:07 ص

https://drwithoutdoctorprescription.site/ buy prescription drugs online legally

Reply
ThomasRaw 11 يونيو، 2022 - 11:33 ص Reply
Michaeljeria 16 يونيو، 2022 - 8:24 م

100mg viagra viagra online usa

Reply
BrandonFlini 17 يونيو، 2022 - 1:23 م

how much is viagra buy viagra online usa

Reply
BrandonFlini 18 يونيو، 2022 - 12:37 م

online doctor prescription for viagra viagra

Reply
BrandonFlini 19 يونيو، 2022 - 11:26 ص

buy viagra online usa sildenafil 20 mg

Reply
BrandonFlini 20 يونيو، 2022 - 10:41 ص

when will viagra be generic best place to buy viagra online

Reply
RobertNom 23 يونيو، 2022 - 7:07 ص Reply
Raymondadush 25 يونيو، 2022 - 12:27 ص

https://buymetformin.best/# metformin canadian pharmacy

Reply
RobertShiet 28 يونيو، 2022 - 8:49 ص

https://diflucan.icu/# where to get diflucan

Reply
RobertShiet 29 يونيو، 2022 - 5:02 م

https://erectionpills.best/# ed meds online without doctor prescription

Reply
RobertShiet 1 يوليو، 2022 - 1:07 ص

https://gabapentin.icu/# neurontin 300 mg tablet

Reply
RobertShiet 2 يوليو، 2022 - 9:20 ص Reply
IsiahMolla 2 يوليو، 2022 - 9:50 م

buy cipro cheap ciprofloxacin

Reply
RobertShiet 3 يوليو، 2022 - 5:41 م

https://erectionpills.best/# medication for ed

Reply
IsiahMolla 4 يوليو، 2022 - 10:38 ص

diflucan rx price online rx diflucan

Reply
RobertShiet 5 يوليو، 2022 - 2:25 ص

https://gabapentin.icu/# neurontin medication

Reply
IsiahMolla 5 يوليو، 2022 - 11:39 م

non prescription ed drugs pet antibiotics without vet prescription

Reply
RobertShiet 6 يوليو، 2022 - 11:20 ص

https://erectionpills.best/# erectile dysfunction drug

Reply
DanielRurse 7 يوليو، 2022 - 4:50 ص

cheap clomid can you buy clomid without rx

Reply
StevenKem 7 يوليو، 2022 - 9:12 ص Reply
Darrellwoops 8 يوليو، 2022 - 6:24 ص

ivermectin cream cost stromectol 3mg tablets

Reply
StevenKem 8 يوليو، 2022 - 5:51 م

https://clomidonline.icu/# clomid over the counter uk

Reply
DanielRurse 10 يوليو، 2022 - 8:48 ص

ed pills that work buy erection pills

Reply
DanielHak 10 يوليو، 2022 - 11:06 م Reply
Darrellwoops 11 يوليو، 2022 - 10:19 ص Reply
StevenKem 11 يوليو، 2022 - 11:14 ص

https://stromectol.life/# stromectol 12 mg tablets

Reply
Darrellwoops 13 يوليو، 2022 - 2:40 ص

generic ivermectin stromectol 12 mg tablets

Reply
RobertoPiemy 13 يوليو، 2022 - 12:37 م

stromectol 3 mg tablets price stromectol 12 mg tablets

Reply
PhillipSnose 13 يوليو، 2022 - 5:19 م

stromectol 3 mg tablets price stromectol

Reply
AllanPiz 14 يوليو، 2022 - 2:27 ص

https://stromectoltrust.com/# ivermectin for fungus

Reply
PhillipSnose 15 يوليو، 2022 - 3:16 ص Reply
LarryEnata 16 يوليو، 2022 - 8:40 ص

https://pharmacyizi.com/# buy cheap prescription drugs online

Reply
LarryEnata 17 يوليو، 2022 - 6:14 م

https://pharmacyizi.com/# errection problem cure

Reply
Arthurreack 18 يوليو، 2022 - 6:14 م

https://pharmacyizi.com/# online canadian pharmacy

Reply
LarryEnata 19 يوليو، 2022 - 3:30 ص

https://pharmacyizi.com/# carprofen without vet prescription

Reply
Douglasfadly 20 يوليو، 2022 - 12:05 ص

https://pharmacyizi.com/# comfortis for dogs without vet prescription

Reply
Arthurreack 20 يوليو، 2022 - 7:30 ص

https://pharmacyizi.com/# buy ed pills online

Reply
LarryEnata 20 يوليو، 2022 - 12:25 م Reply
SteveBus 21 يوليو، 2022 - 2:10 ص

real viagra without a doctor prescription usa comfortis for dogs without vet prescription

Reply
ThomasMup 22 يوليو، 2022 - 4:28 ص

https://allpharm.store/# online pharmacy no prescription

Reply
Geralddidly 22 يوليو، 2022 - 9:55 ص

erectile dysfunction medicines erection pills viagra online

Reply
Matthewchusa 23 يوليو، 2022 - 2:39 ص

https://canadiandrugs.best/# non prescription ed pills

Reply
Geralddidly 23 يوليو، 2022 - 6:47 م

mexican pharmacies online drugs pharmacies in canada that ship to the us

Reply
GeorgeMof 24 يوليو، 2022 - 8:01 م

https://canadiandrugs.best/# comfortis for dogs without vet prescription

Reply
Geralddidly 25 يوليو، 2022 - 3:48 ص

canadian online pharmacy how can i order prescription drugs without a doctor

Reply
KeithEnume 27 يوليو، 2022 - 2:04 م

how to cure ed cheap erectile dysfunction

Reply
Matthewchusa 27 يوليو، 2022 - 5:12 م

https://onlinepharmacy.men/# best online foreign pharmacies

Reply
GeorgeMof 27 يوليو، 2022 - 9:47 م

https://canadiandrugs.best/# non prescription erection pills

Reply
GeorgeRah 29 يوليو، 2022 - 7:59 ص

https://stromectolbestprice.com/# ivermectin tractor supply dogs

Reply
JeffreyjEx 30 يوليو، 2022 - 3:17 ص Reply
Lelandviene 30 يوليو، 2022 - 8:33 م

ivermectin ticks ivermectin for guinea pig

Reply
JeffreyjEx 31 يوليو، 2022 - 12:38 م

https://stromectolbestprice.com/# stromectol tablets uk

Reply
GerardDibra 1 أغسطس، 2022 - 10:15 م Reply
GerardDibra 3 أغسطس، 2022 - 7:13 ص Reply
DustinVak 4 أغسطس، 2022 - 7:23 ص

https://medrxfast.com/# buy anti biotics without prescription

Reply
Michaelinvaf 5 أغسطس، 2022 - 12:27 ص

best online canadian pharmacy prescription drugs online

Reply
DustinVak 5 أغسطس، 2022 - 4:07 م

https://medrxfast.com/# buy prescription drugs without doctor

Reply
DustinVak 7 أغسطس، 2022 - 12:57 ص

https://medrxfast.com/# canadian drugs online

Reply
DustinVak 8 أغسطس، 2022 - 5:28 ص

https://medrxfast.com/# best non prescription ed pills

Reply
Thomastix 8 أغسطس، 2022 - 5:29 م

https://medrxfast.com/# buy prescription drugs without doctor

Reply
DavidRoano 9 أغسطس، 2022 - 6:23 ص

pain medications without a prescription cvs prescription prices without insurance

Reply
DustinVak 9 أغسطس، 2022 - 8:47 ص

https://medrxfast.com/# how to get prescription drugs without doctor

Reply
DustinVak 10 أغسطس، 2022 - 12:02 م

https://medrxfast.com/# canada ed drugs

Reply
DavidRoano 10 أغسطس، 2022 - 7:29 م Reply
DustinVak 11 أغسطس، 2022 - 2:49 م

https://medrxfast.com/# pet meds without vet prescription canada

Reply
Thomastix 11 أغسطس، 2022 - 11:24 م

https://medrxfast.com/# pain medications without a prescription

Reply
DavidRoano 12 أغسطس، 2022 - 10:38 ص

non prescription ed drugs cat antibiotics without pet prescription

Reply
DustinVak 13 أغسطس، 2022 - 8:18 م

https://medrxfast.com/# canadian online drugs

Reply
DustinVak 14 أغسطس، 2022 - 10:58 م

https://medrxfast.com/# canadian drug pharmacy

Reply
Thomastix 14 أغسطس، 2022 - 11:41 م

https://medrxfast.com/# buy prescription drugs online without

Reply
DavidRoano 15 أغسطس، 2022 - 11:54 ص

canadian drugs online canadian drug pharmacy

Reply
RobertHat 17 أغسطس، 2022 - 3:43 ص

https://wellbutrin.best/# how to buy wellbutrin over the counter

Reply
Ralphacaft 17 أغسطس، 2022 - 10:57 م

https://gabapentin.top/# generic neurontin cost

Reply
Deshawnmed 18 أغسطس، 2022 - 6:09 ص

wellbutrin 75 mg cost wellbutrin 300 mg

Reply
Ralphacaft 19 أغسطس، 2022 - 8:07 ص Reply
Ralphacaft 20 أغسطس، 2022 - 5:05 م

https://valtrex.icu/# buy valtrex without get a prescription online

Reply
TommyMot 21 أغسطس، 2022 - 11:32 م Reply
TommyMot 23 أغسطس، 2022 - 8:45 ص Reply
TommyMot 24 أغسطس، 2022 - 5:50 م

https://finasteride.top/# purchase propecia

Reply
Adrianglync 25 أغسطس، 2022 - 4:07 م

buy propecia online uk propecia where to buy

Reply
TommyMot 26 أغسطس، 2022 - 2:37 ص

https://deltasone.icu/# 50 mg prednisone from canada

Reply
AlfredGlows 26 أغسطس، 2022 - 9:40 ص

https://tadalafil.pro/# tadalafil otc usa

Reply
ThomasBup 27 أغسطس، 2022 - 7:04 ص

https://hydroxychloroquine.icu/# plaquenil in australia

Reply
ThomasBup 28 أغسطس، 2022 - 12:00 م Reply
Leigh Sarver 8 مارس، 2023 - 8:38 ص Reply
discover more 26 مارس، 2023 - 4:40 ص

I think other web-site proprietors should take this website as an model, very clean and excellent user genial style and design, let alone the content. You’re an expert in this topic!

https://smarttechfrisky2.blogspot.com/

Reply
vigrx plus capsules 1 أبريل، 2023 - 5:33 ص

Well I truly liked studying it. This tip procured by you is very helpful for correct planning.

https://newherbalmaleenhancement.blogspot.com/

Reply
에볼루션바카라 14 أبريل، 2023 - 7:03 ص

Another thing I have noticed is for many people, low credit score is the consequence of circumstances above their control. Such as they may have already been saddled with illness so that they have high bills going to collections. It can be due to a work loss or the inability to work. Sometimes divorce or separation can send the financial situation in the undesired direction. Thank you for sharing your opinions on this site.

https://www.artporat.com/

Reply
click here 28 أبريل، 2023 - 12:49 ص

I have been examinating out some of your stories and i must say pretty good stuff. I will make sure to bookmark your blog.

https://iliradco.weebly.com

Reply
blog site 8 مايو، 2023 - 12:45 ص

Hello there, You’ve done a fantastic job. I will certainly digg it and personally recommend to my friends. I’m sure they will be benefited from this web site.

https://rietamiro.weebly.com/

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00