عرب وعالمعربي “ميثاق الأرض”… معرض مصري يستلهم سير الأبطال الشعبية by admin 8 فبراير، 2022 written by admin 8 فبراير، 2022 33 يقدم رؤية بصرية جديدة وتصوراً يجمع بين الأصيل والمعاصر لحكايات من التراث الشرقي اندبندنت عربية \ مي إبراهيم صحافية على مر العصور كان لأبطال الأساطير والسير الشعبية سحر خاص بحكايات تثير خيال المستمعين عندما يلقيها الراوي، مسهباً في وصف التفاصيل والتحديات التي تواجهها الشخصيات الشهيرة في القصص خلال مغامراتها المثيرة، ودائماً ما كانت هذه السير الشعبية تمثل كنزاً للفنانين في كل المجالات بكل ما تشمله من عناصر ومفردات ليستوحوا منها أعمالاً تحمل الطابع الثقافي والحضاري لمجتمعاتنا العربية. وفي معرضه الأخير بعنوان “ميثاق الأرض” المقام بغاليري The Arts Hub بالقاهرة يقدم الفنان عمر بدران توليفة فنية متميزة تجمع بين الأصيل والمعاصر في سيمفونية تستوحي من أبطال السير الشعبية وتقدمها في قالب جديد يأخذ من روح القصة ويثير خيال المشاهد برؤية بصرية جديدة. يصف بدران “ميثاق الأرض” بأنه “الروابط التي تدفعنا للحياة، والعلاقات التي تشكل شخصياتنا وتدفعها لحب الأرض وتذكرنا بسيرة الأبطال، ولكن تحت شعار لتكن أنت بطل القصة، فإلى جانب لوحات تحمل أبطال السير الشعبية المعروفة يقدم شخوصه العادية في إطار وسمت الأبطال فكل منهم لديه ميثاق وهو بطل لحكاية في عالمه الخاص”. اعتمدت تجربة بدران الفنية بشكل عام على التراث المصري والعربي، فلوحاته تميزها نكهة شرقية واضحة بتفاصيل دقيقة يطالعها المشاهد في الملابس والحلي والزخارف، إضافة إلى العناصر المستوحاة من الأساطير والحكايات الشعبية المتداولة على مر السنين وتشكل جزءاً من التراث الثقافي والهوية العربية. وعن معرضه الأخير يقول لـ”اندبندنت عربية”، “من بداياتي ارتكزت في مشروعي الفني على التراث القديم وتقديمه في قالب تجريدي أو تعبيري من خلال سير شعبية مثل أبو زيد الهلالي أو حكايات مثل كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة وأحياناً كنت أقوم بتصوير الحيوانات المرتبطة بالأساطير الشعبية أو التي تعكس قيماً معينة أصبحت متعارف عليها كرموز للخير والشر والحسد والسلام”. يضيف “معرضي الأخير بعنوان (ميثاق الأرض) يعتمد كتيمة أساسية على فكرة وجود رابط معين يربط الأشياء بالأرض بمفهومها العام، ويشكل علاقة فريدة من نوعها هي الميثاق، فالعلاقة بالأرض والوطن هي ميثاق، والحب والعائلة وعلاقة الأم بابنها أو الزوج بزوجته كلها مواثيق، ترتبط بها حياة الأشخاص وتكون دافعاً لهم للاستمرار ومواجهة التحديات”. كل شخص عادي بطل لقصته ولديه ميثاق يدفعه للعمل والاستمرار والتضحية (اندبندنت عربية) أنت بطل قصتك إلى جانب الأعمال التي قدمت الشخصيات الشهيرة للسير الشعبية، ظهرت شخوص اللوحات بطابع يشبه هؤلاء الأبطال إلا أن كلاً منهم هو بطل لقصته، ما أعطى اللوحة بعداً آخر يدفع المتلقي لمحاولة تفسيرها من وجهة نظرة، يقول بدران “لم أقصد بشكل مباشر أن تظهر شخوصي في شكل أبطال السير الشعبية إلا أني أعطيتهم طابعها؛ فالرجل يحمل سمات الفروسية والكبرياء وتستند إليه السيدة على الحصان في شكل يوحي بالأمان والحماية، فكأنه أبو زيد الهلالي ولكنه بطل قصته وميثاقه، وأبطال مجموعة اللوحات التي تحمل اسم الوعد وتعكس لمحات رومانسية فسرها المتلقي كل بطريقته، فالبعض تخيلها أبطال قصص الحب الشهيرة المعروفة في السير الشعبية، بينما رآها آخرون بشكل معاصر، وكذلك مجموعة اللوحات التي تحمل قيمة الأسرة فيظهر فيها الرجل بملامح تعكس المسؤولية والحنان فهو شخص عادي ولكنه بطل في حكايته، وهذا من جمال الفن أنه يمكن أن يتم تأويله بوجهات نظر مختلفة”. يوضح، “قدمت أيضاً بعض التحديات أو المشكلات التي يواجهها كل شخص في ما يتعلق بميثاقه؛ فالأم ترضع طفلها بحنان ويظهر من خلفها الثعبان كرمز للشر والحسد والمخاطر التي تحيط بالطفل وتدفعها لحمايته، وفي لوحة أخرى صورت الجاموس كرمز للرزق وهو يقتل الثعبان وينتصر عليه فكل شخص في حياته الطبيعية يواجه تحديات في علاقاته بالأرض والأسرة والمجتمع، والصراع بين الخير والشر مستمر ولن ينتهي”. رؤية جديدة للسير الشعبية وعن تقديمه لتصور ورؤية جديدة للحكايات الشعبية المتداولة يقول بدران “السير الشعبية العربية تم تداولها على مدار السنين بحكايات مختلفة بحسب كل بلد، وجمعها كثير من الرواة بصور مختلفة، وهي تحمل عناصر ومفردات شديدة الثراء، الأمر الذي دفعني إلى تقديمها برؤية بصرية خاصة، تحتمل التفسيرات ووجهات النظر المختلفة التي يمكن أن يقدمها الفن التشكيلي عبر رمزية تثبت في أذهان الناس”. يتابع، “يمكن تقديم هذه الحكايات بشكل معاصر مستوحى من القصة الأصلية وعليه قدمت بعض أبطال السير الشعبية مثل أبو زيد الهلالي بشكل مغاير عن المألوف، فالرواية الشائعة للحكاية هي أنه كان دائماً ما يمتطي فرسه وأنه قتل الأسد حتى أن هناك واحدة من الموتيفات الشعبية الشهيرة في الصعيد لأسد يحمل سيفاً هي مستوحاة من قصة أبو زيد الهلالي، ولكني قدمته وقد أخضع الأسد وقام بامتطائه وهو شاهر سيفه ولم يقتله”. بين المحلية والعالمية يضيف بدران “الموتيفات المحلية لأي ثقافة حالياً أصبحت عالمية فالرموز الفرعونية على سبيل المثال أصبح لها طابع عالمي ويعرفها الناس في العالم كله، وبشكل عام فإن المشاهد الأجنبي تجذبه الأعمال المستوحاة من ثقافات أخرى لأنه يرغب في الاطلاع عليها، ومن المفترض أن يكون أحد أدوار الفنانين في مصر والبلاد العربية بشكل عام هو العمل على نشر ثقافتهم وهويتهم من خلال أعمال فنية تخلق ذاكرة بصرية للرموز الشهيرة لبلادهم عند المتلقين في كل مكان؛ ليكون هناك حضور للفن التشكيلي المستوحى من ثقافتنا عالمياً”. المزيد عن: مصر \ التراث الشرقي \ ميثاق الأرض \ السير الشعبية \ أبو زيد الهلالي 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post لماذا تتأخر “أبل” عن ركب الـ”ميتافيرس”؟ next post صدمة الفرد والجماعة في رواية “خطف الحبيب” الكويتية You may also like هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.