الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » كتب أدبية وسير ذاتية من مختارات أواخر السنة الماضية

كتب أدبية وسير ذاتية من مختارات أواخر السنة الماضية

by admin

إليكم فيما يلي مراجعة لخمسة من أهم الإصدارات لأواخر السنة الماضية

اندبندنت عربية \ مارتن شيلتون كاتب وصحفي @MartinChilton

على مدى خمس سنوات، كان بول مكارتني يسترجع ذكرياته الرائعة في دردشة مع الشاعر الإيرلندي بول مولدن الحائز على جائزة بوليتزر، مما أفرز كتاب سيرة ذاتية من جزءين تحت عنوان “كلمات الأغاني: من عام 1956 إلى الآن” The Lyrics: 1956 to the Present (عن دار ألين لين للنشر). والنتيجة هي نظرة ثاقبة مثيرة للاهتمام حول الآلية التي كان يعمل بها أحد أعظم شعراء الأغنية في العالم.

كتاب “كلمات الأغاني” الذي يروي القصص التي كانت وراء تأليف 154 أغنية هو كنز من أرشيف مكارتني تم تقديمه للقارئ بشكل جميل. يشتمل الكتاب على صور لكلمات أغانٍ كتبت بخط اليد، وصور شخصية لم تنشر في السابق، ومسودات ورسومات، حتى إنه يضم كلمات لم يطلع عليها أحد من قبل لأغنية لفرقة بيتلز من ستينيات القرن الماضي لم يتم تسجيلها وتحمل اسم “قولي لي من هو”. من المثير للاهتمام، حتى بالنسبة إلى المعجبين غير المهووسين ببيتلز، معرفة المزيد عن الأشخاص والأماكن الذين كانوا مصدر إلهام كثير من الأغاني الرائعة (مثل “أوبلادا، أوبلادي”Ob-La-Di ، Ob-La-Da). لا يمكن نسيان العِبرة مما كتبه مكارتني “لا يمكن للمال أن يشتري لك الحب”، لكنكم ستحتاجون إلى 75 جنيهاً استرلينياً إذا أردتم شراء مذكراته “كلمات الأغاني”.

لكن الإصدار الأدبي/ الموسيقي الأكثر غرابة هذا الشهر هو “الخوف يطارد الأرض! كتاب مبتذل” Fear Stalks the Land! A Commonplace Book لتوم يورك وستانلي دونوود (عن دار كانونغيت للنشر)، الذي يحتفي عن طريق الكتابة والرسومات بالأفكار التي كانت وراء صناعة ألبومي “الطفل أ” Kid A و”فاقد الذاكرة” Amnesiac لفرقة راديوهيد لموسيقى الروك. يشتمل الكتاب على رسائل مرسلة بالفاكس وملاحظات وخربشات ورسومات تبادلها الموسيقي يورك والفنان دونوود في الفترة التي سبقت إنشاء الألبومين الخالدين.

هناك أيضاً مذكرات موسيقية أكثر نمطية، أصدرها عازف الباص جون إيلسلي تحت عنوان “حياتي في داير ستريتس” My Life in Dire Straits (عن دار بانتام بريس). يتذكر جون أن مدير فرقة داير ستريتس لموسيقى الروك، إد بيكنيل، كان يكره اسم الفرقة (ويعني حرفياً ضائقة رهيبة)، ويقول لهم “يا له من اسم فظيع… أنتم تبدون مثل فرقة موسيقى بَنْك لعينة”. لكنهم على كل حال احتفظوا بالاسم، لأنه يعبر عن عوز أعضاء الفرقة للمال عندما بدؤوا مسيرتهم. يتذكر إيلسلي بعض معاناتهم في البدايات، بما في ذلك الفنادق القذرة والنُزُل الرخيصة التي أجبر قائد الفرقة مارك نوبفلر وزملاؤه على الحلول بها. يتذكر قائلاً “في أحد أماكن الضيافة، كان هناك ثقب في الجدار يربط الحمامات المجاورة كبير لدرجة أننا كنا نمد رؤوسنا عبره وننظف أسناننا في الغرفة الأخرى”.

في هذه الأثناء، تتابع دار “لورنس كينغ” نشر سلسلة “حياة الموسيقيين” Lives of the Musicians مع كتاب “برينس” Prince من تأليف جيسون دريبر. هذه السيرة الذاتية الممتازة والموجزة، التي كتبها دريبر، المحرر السابق لمجلة “ريكورد كوليكتر” الموسيقية والمختص في موسيقى الفنان برينس، مليئة بالتفاصيل والحكايات الآسرة. كتاب “برينس” هو دليل ثاقب عن موسيقي اكتسح العالم وما زال تأثيره مستمراً في تشكيل ثقافة البوب.

في كتاب “عندما كانت هناك طيور: التاريخ المنسي لروابطنا” When There Were Birds: The Forgotten History of Our Connections (عن دار ليتل، براون للنشر)، يقدم روي وليزلي آدكنز تاريخاً اجتماعياً جذاباً لبريطانيا، يتناول العلاقة بين الناس والطيور. يحتوي الكتاب على الكثير من المعلومات الغريبة، بما في ذلك أن طيور الدراجين تتمتع بقدرات سمعية خارقة. في الحرب العالمية الأولى، غالباً ما كانت هذه المخلوقات غير المدجّنة تعطي تحذيرات عند اقتراب الطائرات الحربية الألمانية، قبل وقت طويل من تمكن البشر من سماع القاذفات الطائرة هذه.

من بين الأعمال الأدبية التي نوصي بقراءتها هذا الشهر أول رواية للكاتبة كلير أوشيتسكي وتحمل عنوان “بومة” Chouette (عن دار فيراغو برس)، وهي قصة غاية في الأصالة عن امرأة أنجبت بومة. إنها حكاية تتضمن أموراً عميقة عن الأمومة والطموح والتصورات عن القدرة.

رواية أخرى مليئة بالخيال هي رواية “سلام” Peaces لهيلين أوييمي (عن دار فيبر للنشر)، التي تستمد عنوانها من قصيدة لإميلي ديكنسون. تصف أوييمي المولودة في نيجيريا نفسها بأنها “شخص غريب تماماً”، وتستكشف الطبيعة الوهمية للسكينة في العلاقات من خلال قصة عشيقين (وحيوانات النمس التي يربيانها كحيوانات أليفة) أثناء رحلة غريبة في قطار تجبرهما على مواجهة ما يعنيه كل منهما للآخر. بعض المقاطع كتبت بشكل رائع، لكن الرواية بشكل عام تناسب ذائقة خاصة.

يمتلك الرجال الظرفاء العاملون في البحرية لغة خاصة بهم. من بين المصطلحات الغريبة المشروحة في كتاب “قاموس اللغة العامية للبحرية” لجيرالد أودريسكول (عن دار سويفت برس)، حقيقة أن البحارة يسمون الأشخاص ذوي الأقدام الكبيرة “أبو كُلّاب”. كما أن البحارة يطلقون الكثير من التسميات الخاصة على الطعام، وفي حين يمكن فهم بعضها بسهولة -تُعرف معكرونة الرافيولي باسم “وسادات رجل الأكشن”- تثير بعض الأسماء الحيرة. لم يتم توضيح سبب تسمية الفاصولياء البيضاء بصلصة الطماطم باسم “فراولة تكساس”.

مع أن جد ملكة بريطانيا الحالية، جورج الخامس، هو الموضوع الرئيس لكتاب السيرة الذاتية المفصل الذي كتبته جين ريدلي تحت عنوان “جورج الخامس: ولا لحظة مملة على الإطلاق” George V: Never a Dull Moment (عن دار شاتو أند ويندس)، هناك مقاطع تكشف معلومات عن زوجته ماري. لقد توفيت ماري في عام 1953، قبل تتويج إليزابيث الثانية. كانت هناك ادعاءات بأن جدة الملكة المسنة كانت تعاني “هوس السرقة”، لكن ريدلي تتجنب “أسلوب التجريم المباشر” وتصنف بحسن نية ما تردد عن “اعتياد الناس على إخفاء الساعات المحمولة والمصوغات الثمينة قبل وصول ماري” على أنه مجرد “ثرثرة”.

أخيراً، لا بد أن يثير النزاع في كشمير قلقنا جميعاً. إنه وضع شديد الاشتعال، أما الحدود المثقلة بالحضور العسكري فهي شديدة التقلقل. في الكتاب الممتاز “كشمير عند مفترق الطرق: داخل صراع القرن الحادي والعشرين” Kashmir at the Crossroads: Inside a 21st-Century Conflict (عن مطبعة جامعة ييل)، كتبت سومانترا بوز دليلاً موجزاً ​​ومخيفاً عن منطقة غير مستقرة، حيث يزداد حجم وخطورة الدور الذي تلعبه الصين في النزاع المستمر بين الهند وباكستان.

إليكم في ما يلي مراجعات كاملة لعمل أدبي لروز تريمين، إلى جانب مذكرات يان غرو، وسيرتين ذاتيتين عن أتش جي ويلز وماري غيتسكيل، ودليل عن كاتدرائيات أوروبا.

“أعيش حياة مثل حياتك” I Live a Life Like Yours ليان غرو ★★★★☆

تعد المذكرات الساحرة للكاتب والأكاديمي النرويجي يان غرو “أعيش حياة مثل حياتك” (صادرة عن دار بوشكين برس، وترجمها بي أل كوك) سرداً ذكياً لماهية أن يحيا المرء في جسد ضعيف، وتأملاً مؤثراً في معنى الإعاقة.

يستخدم غرو كرسياً متحركاً منذ طفولته المبكرة، بعد تشخيص إصابته بضمور عضلي في العمود الفقري، ويزخر كتابه بذكريات مؤثرة، وتشمل كل ما يخطر على البال، بدءاً من تأملاته حول نوع الكرسي المتحرك الذي حصل عليه الممثل بيتر سيلرز في فيلم “دكتور سترينجلاف”، وصولاً إلى أفكار باحث سابق في برنامج فولبرايت للتبادل الثقافي حول الفن والأدب والحزن والهوية ومفهوم وصمة العار.

قراءة ما كتبه غرو، وهو زوج وأب، ممتعة على امتداد الكتاب، وكان تفسيره وراء إحدى اللقطات المفضلة لديَّ، التي تتكرر في مسلسل “الجناح الغربي” The West Wing رائعاً. كتب غرو “هناك بالفعل بعض الأشخاص نماذج تحتذى… على الرغم من وجود العديد من الأشياء التي أحببتها في مسلسل الجناح الغربي، فإن أفضلها كان الطريقة التي يرتدي بها الرئيس بارتليت سترته. يلقيها فوق رأسه وحول ظهره، كما لو كانت وشاحاً وهو متجه إلى المعركة”.

في حين قد تبدو طريقة الممثل في ارتداء السترة كأنها حركة مميزة للشخصية، قال غرو إنه كان يعرف “بغريزته” أن ما يراه حقاً – هو تصرف رجل لديه عيب خلقي. هذه النقطة أكدها الممثل مارتن شين لاحقاً، عندما كشف أنه ولد في ظروف صعبة، حيث تسبب ملقط الولادة بتشويه كتفه اليسرى، مما جعل استخدامه يده اليسرى محدوداً.

“أعيش حياة مثل حياتك” الذي فاز بجائزة النقاد الأدبيين النرويجيين هو مذكرات رائعة بهدوء.

يصدر كتاب “أعيش حياة مثل حياتك” للكاتب يان غرو في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) عن دار بوشكين برس للنشر، وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 14.99 جنيه استرليني.

“أتش جي ويلز الشاب: تغيير العالم” The Young HG Wells: Changing the World لكلير تومالين ★★★★★

عندما كان الكاتب وزير النساء ذائع الصيت “أتش جي ويلز” يخون زوجته الثانية مع الكاتبة آمبر ريفز، وصف الطالبة البالغة من العمر 21 سنة، التي سينجب منها طفلاً فيما بعد بأنها “رعناء، وعبثية، وثرثارة، وجشعة”. لقد كان قاسياً في وصف عيوبه أيضاً، ولخص شخصيته بأنها “مشبوهة، وغاضبة، وقاسية، وضعيفة، وعبثية، وغير نزيهة”.

كان ويلز كل ما سلف، وتستحق حياته المليئة بالإثارة والجدل حكمة وذكاء المؤرخ اللذين تمتلكهما كلير تومالين، واحدة من أفضل كتاب السيرة الذاتية الأدبية، وكان ذلك واضحاً في أعمالها عن تشارلز ديكنز وجين أوستن وحدها. في كتاب “أتش جي الشاب” تقدم نظرة متوازنة لرجل كان في الوقت نفسه موهوباً بشكل مذهل وحاقداً ولديه عيوب شديدة.

كان والده، جوزيف، وهو أول لاعب كريكيت يجتاز بِكُرات متتالية أربعة حواجز، يلعب في فريق مقاطعة كِنت، وعمل لاحقاً مالك متجر لكنه فشل. عانى ابنه الفقير الذي حصل تعليمه بنفسه نكسات كان من شأنها تحطيم أي رجل أضعف. رمى صبي أكبر سناً هربرت جورج ويلز في الهواء عندما كان في السابعة من عمره، فهبط على وتد خيمة حطم عظم الساق لديه. وعندما كان يعمل مدرساً في سن الحادية والعشرين، أصيب أثناء لعب الركبي وعانى تلفاً معوياً شديداً وأذى في الكلى. خلال سنوات حياته راشداً، نجا مراراً وتكراراً من نزيف في الرئة كان يهدد حياته، وكتبت المؤلفة تومالين وصفاً طويلاً ومذهلاً لإحدى نوبات النزيف التي كان يخشى خلالها من أن “يخنقني الدم المتدفق إلى الأبد”.

يحتوي الكتاب على العديد من الجوانب الممتعة، بما في ذلك الطريق التي سلكها في حياته المهنية حتى أصبح مؤلفاً. كان يكره عمله مساعد بائع أقمشة، وقد برع مدرساً شاباً (كان المؤلف “أي أي ميلن” أحد تلاميذه)، وكتب أسئلة مسابقات لصحيفة “تيت بيتس” الرخيصة وعمل ناقداً أدبياً. تشير تومالين، وهي محررة أدبية سابقة في المجلات والصحف، إلى أن ويلز اشتكى من عدد الكتب التي كانت تصل إلى منزله، معلقة أنه “بالإضافة إلى الأعمال التافهة المعتادة، قام بتغطية العديد من الكتب الرائعة”. وقال في وصف كتاب “جود الغامض” Jude the Obscure لتوماس هاردي بأنه “كتاب كفيل لوحده بجعل عام 1895 عاماً لا يُنسى في تاريخ الأدب”.

تعتبر علاقة ويلز بزملائه الكتّاب عنصراً أساسياً في السيرة الذاتية. تتحدث تومالين بالتفصيل عن خلافه المرير مع هنري جيمس. في البداية، أشاد الكاتب الأميركي بعبقرية ويلز المولود في بروملي، الذي كان يبلغ من العمر 28 سنة عندما نُشرت روايته “آلة الزمن” The Time Machine في عام 1895، لكنه لم يعترف بأعماله الأخيرة باعتبارها صادرة عن كاتب “تدهور إنتاجه”.

خلال السنوات الخمس عشرة التي أعقبت إصدار “آلة الزمن”، وهي الفترة الأساسية التي يتناولها كتاب “أتش جي ويلز الشاب”، ألّف ويلز 19 رواية أخرى من بينها “جزيرة الدكتور مورو”The Island of Doctor Moreau الخيالية، و”الرجل الخفي” The Invisible Man، و”حرب العوالم” The War of the Worlds، و”أول الرجال على القمر” The First Men in the Moon، و”مدينة فاضلة حديثة” A Modern Utopia، و”الحرب في الهواء” The War in the Air، و”ميكيافيللي الجديد” The New Machiavelli. كان ويلز قوة طبيعية: كان يكتب سبعة آلاف كلمة في اليوم، ويسافر كثيراً وكان شديد الانخراط في القضايا الاشتراكية.

لكن على الرغم من كل إيمانه بما يسمى بالقضايا التقدمية، كان ويلز شوفينياً. لقد كان يعامل زوجته الثانية جين تحديداً بفظاعة، إذ أطلق عليها لقب “المملة” التي “لا تبادر في فعل أو قول أي شيء لديَّ رغبة فيه”. وقد سخر من كلتا زوجتيه لقلة مغامراتهما الجنسية.

وعلى الرغم من “صوته الحاد” وجسده الضعيف الذي “يخجل منه”، كان يستخدم جاذبيته لاستمالة العديد من الشابات الذكيات والموهوبات وإقامة علاقات جنسية معهن.

تصف تومالين سلوكه الجنسي بنظرة محايدة. وقد أوردت في الكتاب قصة عن زيارته الرئيس تيودور روزفلت، حين قام عند مغادرته البيت الأبيض باستقلال سيارة أجرة والتوجه مباشرة إلى بيت دعارة. تمنى الكاتب أن يتم نشر تقرير كامل عن حياته الجنسية، على الرغم من أن تلك النادرة لم تُطبع حتى عام 1984، أي بعد أربعة عقود تقريباً من وفاته في عام 1946 عن عمر 79 سنة.

ما زال إرث أتش جي ويلز حياً بفضل كتبه الخيالية المذهلة، لكن السيرة الرائعة التي كتبتها تومالين تقدم وصفاً ثرياً للشخص العبقري الغريب والتعيس الذي يقف وراء تلك الأعمال الرائدة.

يصدر كتاب “أتش جي ويلز الشاب: تغيير العالم” للكاتبة كلير تومالين في الرابع من نوفمبر عن دار فايكينغ للنشر، وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

“أفضل 100 كاتدرائية في أوروبا” Europe’s 100 Best Cathedrals لسيمون جينكينز ★★★★☆

كتب سيمون جينكينز “حتى في يومنا هذا، لا توجد مبانٍ أخرى على وجه الأرض يمكن أن تضاهي الكاتدرائيات”. لقد ألهم جمال الكاتدرائيات إشادات وأوصافاً بارعة من قبل شخصيات بارزة مثل روبرت لويس ستيفنسون، وتشارلز ديكنز، وتوماس هاردي، وويليام غولدنغ، ودبليو أتش أودين، الذي وصف بشكل شاعري إثارة “الكاتدرائيات، فهي بطانات فاخرة تملأها النفوس/ وتتجه بهياكلها الحجرية نحو الشرق”.

لطالما فهمت بالفطرة دوافع المشجعين الذين يقومون بزيارة أشبه بالحج إلى جميع ملاعب دوري كرة القدم في إنجلترا. وبعد قراءة تحفة “أفضل 100 كاتدرائية في أوروبا” لجينكينز، يمكنني أن أفهم لماذا قد يسافر شخص ما -حتى لو كان غير مؤمن- إلى أنحاء أوروبا كافة لمشاهدة أبراج الكنائس الرائعة في مدينتي أميان وتور الفرنسيتين، أو كاتدرائيات كولونيا أو ماينز في ألمانيا، أو تلك الموجودة في النمسا وسويسرا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا والبرتغال وروسيا.

بالطبع، العديد من الكاتدرائيات الأكثر روعة في العالم هي أقرب إلى بريطانيا، ويضمن جينكينز في دليله رائعِ التصوير لهذه الأعاجيب المعمارية، وصفاً غنياً وذكياً لكاتدرائيات بريطانيا: كانتربري، ودورهام، وإلي، وإكستر، وغلوستر، وكيركوول، ولينكولن، ولندن (سانت بول ووستمنستر آبي)، ونوريتش، وسانت ديفيدز، وسالزبري، وويلز، ووينشستر ويورك مينستر.

على الرغم من أن أفضل طريقة للاستمتاع بجمال الكاتدرائيات هي زيارتها شخصياً، لكن كتاب جينكينز يقدم فرصة للتأمل الهادئ في منازلنا المريحة بجمال أمجاد الثقافة الأوروبية هذه، والاستمتاع بأوصاف حية للمباني التي قال عنها جينكينز إنها “التاريخ والجغرافيا والفن والعلم، العقل والجسد في آن معاً”.

يصدر كتاب “أفضل 100 كاتدرائية في أوروبا” لسيمون جينكينز عن دار فايكينغ في الرابع من نوفمبر، وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 30 جنيهاً استرلينياً.

“ليلي: حكاية انتقام” Lily: A Tale of Revenge لروز تريمين ★★★☆☆

عندما كان يتم التخلي عن الأطفال في مستشفى اللقطاء بلندن في منطقة كورامز فيلدز، كانت الأمهات المفجوعات يتركن علامة مع الأطفال المهجورين للتعبير عن ندمهن. عندما قمت بزيارة إلى المستشفى الكائن في بلومزبري الذي تحول في وقتنا هذا إلى متحف، شاهدت مجموعة ضخمة من تلك العلامات، التي شملت قصاصات من القماش، ونقوداً معدنية، ومجوهرات، وأزراراً، وقصائد، وأوراق لعب، وحتى حبة مكسرات بسيطة. أتذكر أنني كنت أحدق بسحر كئيب في معروضات البؤس هذه. أخبرني المرشد أن هذه اللحظة هي التي كان معظم المراقبين ينفجرون عندها في البكاء.

في روايتها الخامسة عشرة، تخيلت روز تريمين بعض الطرق الأكثر قتامة التي عومل بها هؤلاء اللقطاء في منتصف القرن التاسع عشر. يتم إنقاذ بطلة روايتها، ليلي مورتيمر، من قبل ضابط الشرطة سام ترينش، الذي انتشلها من براثن ذئب كان قد عض أحد أصابع قدمها بعد أن أُلقي بها في أحد المنتزهات. يأخذها إلى مستشفى اللقطاء في كورامز فيلدز، حيث يتم ترويع هذه الطفلة المليئة بالحيوية، والملقبة بـ”الآنسة العاصية”، وتعذيبها وحتى انتهاكها جنسياً من قبل الممرضة المشوهة مود، وهي طاغية يلقبها الأطفال بـ”الوحشية”.

“ليلي: حكاية انتقام” هي رواية تاريخية مثيرة للاهتمام. تعد تريمين الفائزة السابقة بجائزة أورانج الأدبية، وجائزة ويتبريد السنوية لأفضل رواية وجائزة جيمس تيت، ماهرة في بناء القصص، ولندن التي ترسمها في العمل هي مكان مهجور كريه الرائحة. حتى الطعام الذي تصفه -الأكلات الفيكتورية اللذيذة مثل الأمعاء والبصل وباتيه الشحرور الأسود وأسماك الأنقليس الحية- معبر بشكل لاذع.

ليلي شخصية محورية قوية، وتكشف تريمين ببطء عن سبب تمكن هذه المراهقة الوحيدة من القتل بدم بارد، و”من دون شفقة”، في رواية بارعة ومحزنة.

يصدر كتاب “ليلي: حكاية انتقام” لروز تريمين عن دار شاتو آند ويندس في الحادي عشر من نوفمبر، وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 18.99 جنيه استرليني.

“معارضات” مقالات مختارة لماري غيتسكيل Oppositions: Selected Essays ★★★★☆

كان فيلم “السكرتيرة” Secretary الصادر عام 2002 مستنداً إلى قصة قصيرة لماري غيتسكيل، التي تولدت فكرتها بفضل تقرير قرأته في مجلة “ميس ماغازين” قبل عامين من ذلك، عن محامٍ في الغرب الأوسط يترشح في الانتخابات، “تم الكشف عن إساءة معاملته سكرتيرته السابقة، بضربها وتصويرها وهي واقفة في الزاوية مرددة (أنا غبية)”.

في مقالة “ضحايا وخاسرون، قصة حب: أفكار حول فيلم السكرتيرة” -وهي واحدة من بين 21 مقالة متميزة نُشرت بين عامي 1994 و2021 وتم جمعها في كتاب “معارضات”- كشفت غيتسكيل عن أنها التقطت على الفور جاذبية هذه القصة: إنها “مضحكة، فظيعة، مؤثرة ومقززة، يساوي بؤسها العميق حجم الإثارة الجنسية فيها”.

تكتب في المقال عن مشاكل قيام هوليوود بتشذيب قصة سوداوية ومثيرة. في قصتها الأصلية، على سبيل المثال، تبكي شخصية “لي” التي جسدتها الممثلة ماغي غيلينهال، في أول مرة تتعرض للضرب، لكن لا توجد ردة الفعل هذه إطلاقاً في النسخة السينمائية. لا يعني ذلك أن المؤلفة تلوم غيلينهال على انعدام المشاعر هذا. تكتب غيتسكيل “إنها تتمتع بحضور مبهج وطبيعي… حضورها ممتع للغاية لدرجة أنها كادت تنقذ شخصية على حافة التفاهة المطلقة”.

تكتب غيتسكيل بالقدر نفسه من المهارة عن حياتها وأفلامها وموسيقاها وكتبها. في قسم الكتب، هناك مقالات مثيرة للاهتمام حول جون أبدايك، وجويس كارول أوتس، رواية “المنزل الكئيب” Bleak House لتشارلز ديكنز وقصة “كشمش” Gooseberries لأنطون تشيخوف، التي تربطها ربطاً وثيقاً بتجربتها الخاصة في العيش في سيراكوز.

قراءة “المعارضات” غير مريحة، لأسباب ليس أقلها صراحة غيتسكيل. في تحليلها رواية “لوليتا” Lolita لـفلاديمير نابوكوف، ناقشت الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له شخصياً في طفولتها، عندما “تحرش بها” أحد الجيران، صديق للعائلة. ومع ذلك، فهي لا تزال تبجل لوليتا، القصة التي نسجها نابوكوف عن المتحرش بالأطفال هامبرت هامبرت، وتقول معترفة “أحد أسباب حبي للرواية هو أنني كنت راضية جداً بل ومرتاحة لاعترافها النادر بالتعقيد الفظيع للعلاقة الإنسانية بين الجمال والشر، وما هو طبيعي والشر، وحتى بين الحب والشر”.

إن قراءة مقالة “المشكلة في اتباع القواعد: حول “الاغتصاب في المواعيد الغرامية” و”ثقافة الضحية” و”المسؤولية الشخصية” هي أيضاً مزعجة للغاية، لأسباب ليس أقلها أنها تدرس تعقيدات منح المرأة موافقتها على ممارسة الجنس في مقال تناقش فيه تجربتها الشخصية “المرعبة” مع الاغتصاب. كما أن مقالها عن النجمة الإباحية ليندا لوفليس مربك للغاية. على كل حال، ما يجعل غيتسكيل مشوقة للغاية هو أنها توسع مدارك تفكيرك في موضوع ما، وفي هذه الحالة، من خلال إيجاد رابط بين فيلم “حنجرة عميقة” Deep Throat للوفليس، وفيلم “آلام جان دارك” The Passion of Joan of Arc الصامت الصادر عام 1928.

على الرغم من أن ما ورد قد يبدو ثقيلاً ومثيراً للاشمئزاز بشكل ملحوظ، فإنني أود التأكيد أيضاً أن كتابات غيتسكيل مليئة بروح الدعابة وذكية بشكل رائع. يظهر هذا في ما ترويه عن زيارة سان بطرسبرغ التي تصفها بـ”ناقلة الفوضى” أو قيامها بتشريح حملة رئاسية يبرز فيها جون ماكين البغيض الذي قام “ذات مرة بوصف زوجته بالعاهرة أمام الصحافيين”، حسبما تتذكر غيتسكيل. إنها تصف بذكاء خاص سُميّة سارة بالين، التي كانت على حد تعبير غيتسكيل “شخصاً يقطر قسوة صبيانية مشحونة للغاية، كانت واضحة في صوتها الساخر، الساحر بقوة، وفي جسدها وفي شكل فمها”.

تكتب غيتسكيل بذكاء عالٍ لدرجة أنه من الصعب ألا تغير رأيك بفضل الطريقة الدقيقة التي تتعامل بها مع المعضلات الأخلاقية والفكرية المؤلمة، بينما تحثك طوال الوقت على التعاطف. كما أنها علاج رائع لمدمني الجدل الاجتماعي الحديث. فعلى حد تعبيرها “لدينا ما يكفي من الأمور في أنفسنا لنحاول فهمها ومعرفتها، لو استطعنا فقط التوقف عن الاختلاف فيما بيننا لفترة تكفينا للمحاولة”.

يصدر كتاب “معارضات: مقالات مختارة” لماري غيتسكيل عن دار سيربنتس تيل في الحادي عشر من نوفمبر، وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.

© The Independent

المزيد عن: أحدث إصدارات الكتب \ الكتب الأكثر مبيعا \ أسعار الكتب

 

 

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00