عرب وعالمعربي كيف تحولت الصين إلى دولة تجسس؟ by admin 13 أكتوبر، 2021 written by admin 13 أكتوبر، 2021 23 تشديد قوانين حماية الخصوصية والمعلومات الشخصية لم تردع تكنولوجيا التنصت اندبندنت عربية \ أحمد مصطفى صحافي متخصص في الشؤون الدولية رغم جهود الحكومة الصينية، عبر تشريع قوانين جديدة للأمن الإلكتروني وحماية البيانات الشخصية وإجراءات بكين لإجبار الشركات الكبرى على أن يكون تخزين المعلومات لديها في الصين وليس في الخارج، لم يتوقف سوق تجسس الصينيين على بعضهم عن النمو. ونشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تحقيقاً مطولاً حول تحول الصين إلى دولة تجسس استند إلى مقابلة مع مخبر خاص تركز عمله على كشف خيانات الأزواج والزوجات وملاحقة المتهربين من سداد ما عليهم. كان هي تشيوي يعمل كضابط استطلاع عندما خدم في الجيش الصيني، ومطلع القرن بدأ العمل كمخبر خاص يعتمد في عمله على ما هو متوفر بشدة من أدوات تنصت تتطور بسرعة وتباع في المحلات في مدن الصين الرئيسية. يقول هي إن الأمر لم يكن يقلقه حين كان يزرع كاميرات تجسس دقيقة يشتريها من السوق أو يستخدم أجهزة تنصت على الهواتف وغير ذلك من منتجات تكنولوجيا التجسس. كانت القوانين الصينية مطلع الألفية الثالثة غامضة بشأن حقوق الحرية الشخصية، وبالتالي لم يجد أي مشكلة في استخدام تلك المنتجات من دون أي خشية من كونه يخالف القانون. مع مرور العقد الأول من الألفية، كثرت حالات انتهاك الخصوصية وانتشرت في آسيا الكاميرات الدقيقة التي يستخدمها الشباب في الشارع لتصوير ما تحت ملابس النساء من دون أن يلاحظ أحد. وفي عام 2010 كانت واقعة تصوير بطلة الغوص الأولمبية الصينية غوه جينغ جينغ وهي تتدرب في حمام سباحة خاص ونشر الفيديو على مواقع التواصل وانتشر بشكل رهيب. حملة على أدوات التجسس قبل صدور قانون الأمن السيبراني القومي في عام 2017، كانت هناك فقط فقرة في القانون الصيني تتعلق باستخدام تكنولوجيات التجسس التي يفترض أن تستخدمها الدولة من قبل الأفراد والشركات. وكان نص تلك المادة الوحيدة في القانون: “من يسرق أو يحتفظ بمعلومات شخصية عن مواطن بشكل غير قانوني يمكن أن يواجه الحكم عليه بالسجن 3 سنوات مع الغرامة، أو بغرامة”. والشكل القانوني للتجسس على المواطنين هو ذلك المتاح للدولة وسلطاتها فقط. وفي عام 2010، داهمت الشرطة مكتب هي تشيوي وبتفتيش جهاز الكمبيوتر الخاص به عثرت على تفريغ مكالمات هاتفية ومواد أخرى حصل عليها بالتنصت والتجسس. وقبض على المخبر الخاص وحكم عليه بالسجن 7 أشهر. وخرج بعدها ليعمل في مجال مكافحة التجسس وكشف الكاميرات المخفية وأجهزة التنصت الدقيقة. ويقول هي إنه رغم حملة الحكومة على مدى السنوات الأخيرة لملاحقة منتجي وبائعي تلك الأجهزة إلا أنها تظل متوفرة في السوق، بل وتتطور ويصدر منها ما هو جديد باستمرار. لكن مهمته الآن أصبحت أن يتعرف على جديد تلك الأجهزة لكشفها لصالح الشركات التي تخشى تجسس منافسيها عليها أو للأزواج والزوجات أيضاً الذين يخشون مراقبة الشريك لسلوكهم. مجال جديد في العمل أصبح متاحاً الآن لهي وأمثاله، وهو تدريب العاملين في الفنادق والمنشآت التجرية على كشف أجهزة التنصت والكاميرات الدقيقة – تلك التي كان هو يزرعها بنفسه في مجال عمله السابق. تشير قصة هي التي نشرتها “التايمز” إلى أن التطور التكنولوجي والانتشار الرهيب لاستخدام الإنترنت ومواقع الدردشة والتواصل جعل الصينيون يتجسسون على بعضهم بشكل يكاد يفوق تنصت الدول على المواطنين، كما يعلق بعض الصينيين في مدونات على الإنترنت. سوق هائلة ومع سياسة الرئيس الصيني شي جين بينغ الهادفة إلى ضبط قطاع تكنولوجيا المعلومات وسن تشريعات تهدف إلى حماية الأمن القومي المعلوماتي الصيني، تنشط سوق جديدة بالمليارات للأمن الإلكتروني ولخوادم تخزين البيانات في الصين. فمن بين القوانين التي صدرت مؤخراً قانون يفرض على شركات التكنولوجيا في قطاعات مختلفة، من التكنولوجيا المالية إلى السوق الإلكتروني، أن تحتفظ بالبيانات والمعلومات عن عملائها الصينيين داخل الصين وليس خارجها. وكانت الشركات الكبرى تلجأ لاستئجار خوادم خارج الصين، لكن بعد هذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ هذا العام لم يعد ذلك ممكناً. وبحسب البيانات الصادرة هذا الأسبوع عن “هيئة المعلومات الدولية” (آي دي سي) فإن قطاع تخزين المعلومات وتأمينها في الصين يعد الأسرع نمواً في العالم. وبلغ معدل النمو في القطاع في الربع الثاني من العام نسبة 33.5 في المئة، مقابل معدل نمو عالمي عند نسبة 9.7 في المئة. ينمو هذا القطاع منذ 2019 بوتيرة هي الأسرع في العالم، خاصة ما يتعلق بالأمن السيبراني وتأمين الشبكات والبيانات والمعلومات. وفي النصف الأول من هذا العام 2021 زادت عائدات شركات الأمن الإلكتروني في الصين بنسبة 110 في المئة لتصل إلى أكثر من مليار دولار (1.1 مليار دولار). كما حققت شركات الاستشارات في مجال تأمين المعلومات نمواً بنسبة 172 في النصف الأول من هذا العام. وبدأت سوق خوادم تخزين البيانات في الصين في النمو الهائل، لتزيد بنسبة 85.1 في النصف الأول من العام بعائدات وصلت إلى 2.19 مليار دولار. المزيد عن: الصين\التجسس\حماية الخصوصية\شي جين بينغ\التجسس الإلكتروني 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الخلاف يضرب تل أبيب بشأن خطة الغاز المصري إلى لبنان next post لماذا كان اكتشاف جاسوس الغواصات الأميركية خطيرا ومحيرا؟ You may also like هيئة البث الإسرائيلية: الاتفاق مع لبنان تم إنجازه 24 نوفمبر، 2024 تفاصيل خطة إسرائيل لتسليم إدارة غزة إلى شركات... 24 نوفمبر، 2024 حزب الله وإسرائيل يتبادلان الضربات في استعراض الكلمة... 24 نوفمبر، 2024 صواريخ حزب الله تصل الضفة الغربية وتصيب طولكرم 24 نوفمبر، 2024 أكسيوس: هوكستين يهدد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل... 24 نوفمبر، 2024 ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟ 24 نوفمبر، 2024 علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم... 24 نوفمبر، 2024 هكذا بدّلت سطوة «حزب الله» هويّة البسطة تراثياً... 24 نوفمبر، 2024 ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 1 comment custom law enforcement badges 5 أغسطس، 2024 - 2:23 م Thanks for the comprehensive overview. Very helpful! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.