الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » جهاد الزين : أسئلة ما بعد الاتفاق النووي

جهاد الزين : أسئلة ما بعد الاتفاق النووي

by admin
لنفترض حصول اتفاق إقليمي بين طهران وواشنطن يشمل تحديدا العراق وسوريا ولبنان واليمن يتم كاتفاق “ستاتيسكو” هل يعقل أن يحصل من دون نوع من الانسحاب الإيراني من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما تبقى من الصراع العربي الإسرائيلي وماذا سيعني ذلك على الوضع اللبناني
النهار اللبنانية \ جهاد الزين
إذا كان من المؤكّد أن هدف المفاوضات الدائرة في فيينا بين إيران والدول الكبرى بما فيها التفاوض غير المباشر مع وفد أميركي هو وضع قيود صارمة على القدرات النووية الإيرانية ليست دون القيود التي تضمنّها الاتفاق الأول عام 2015، فإن عددا من الأسئلة يطرح نفسه في ما يتعلّق بالمضامين البعيدة المدى لأي اتفاق جديد.
السؤال الأول “شكلي” وهو أين تدور مفاوضات سرية حاليا بين إيران والولايات المتحدة الأميركية؟ إذْ لا يُعقل أن يكون تفاوض مصيري واستراتيجي على هذا المستوى محصوراً بمجموعة أطراف دفعة واحدة بينها أصدقاء لإيران على المقاعد المقابلة للوفد الإيراني وهما الصين وروسيا؟ ويكاد المراقب يشكّك في استراتيجية التفاوض نفسه إذا لم يكن هناك في مكان آخر تفاوض سري إيراني أميركي إنْ لم يكن تفاوض ما إيراني إسرائيلي؟ دون أن ننسى أن إسرائيل هي حاضرة بالضرورة حيث تكون أميركا.
فالتاريخ التفاوضي الإيراني بكل دهائه ودقته علّمنا أن أي صيغة تفاوض معلنة أو غير معلنة يمكن للنظام الإيراني أن يلجأ إليها إذا كان الأمر يتعلّق بمصالحه الكبرى فكيف حين يتعلق بمصيرها؟
سؤال يتعلّق بالمضمون: هل يعني الاتفاق النووي وهل يمكن إلا أن يعني استسلام المشروع النووي العسكري الإيراني ولذلك يصبح السؤال المنطقي طبعاً ما هو الثمن
الاقتصادي و الجيوسياسي الذي ستأخذه إيران مقابل ذلك فكيف إذا أضيفت مسألة الصواريخ الباليستية في الترسانة الإيرانية إلى الصفقة؟
لا شك أن العنصر الهام في توقيت التفاوض هو كونه يأتي ضمن المزيد من الدلائل على وجود نوع من “الانسحاب” الأميركي من منطقة الشرق الأوسط ولن ندخل هنا في جدل سفسطائي حول معنى “الانسحاب” وهل هو مجرد تخفيف التواجد العسكري الأميركي المباشر الذي بات يتصل بعلاقة الإدارة الأميركية الجديدة بالرأي العام الأميركي الداخلي. وهل في منطقة تتواجد فيها دولة مسلّحة حتى الأسنان وتصبح دولة قوية جداً اقتصاديا وذات امتداد إقليمي وعالمي هي إسرائيل يمكن لأي “انسحاب” أميركي أن يكون كاملاً حين تكون الحدود بين الدولتين الأميركية والإسرائيلية متداخلة بشكل عميق؟
هناك سؤال كبير يفرضه الموضوع الإسرائيلي:
لنفترض حصول اتفاق إقليمي بين طهران وواشنطن يشمل تحديدا العراق وسوريا ولبنان واليمن يتم كاتفاق “ستاتيسكو” هل يعقل أن يحصل من دون نوع من الانسحاب الإيراني من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما تبقى من الصراع العربي الإسرائيلي وماذا سيعني ذلك على الوضع اللبناني. في الاتفاقات الضخمة علينا تحريك المخيلة التاريخية وسابقاتها دون أن يعني ذلك تكرار التاريخ ولكن عدم الاستهانة بما يعنيه “تغيير الدول”. عام 1958 “انسحبت” أميركا أمام القوة الصاعدة للنظام الناصري في سوريا كذلك فعلت في لبنان بصيغة مختلفة أمام سوريا حافظ الأسد عام 1990. في الحالة اليمنية تقدمت مصر عام 1962 ثم تراجعت بعد العام 1967 أمام النفوذ السعودي إلخ إلخ…..
السؤال الآخر يتعلق برفع العقوبات عن إيران وهل يمكن ألا يكون متصلاً بمستقبل إيران الاقتصادي، نفطاً وموقعاً في العالم؟
أين مستقبل إيران الاقتصادي كأساس لقدرة النظام الديني على الاستمرار؟ وأين تقف إيران بين الأقطاب الأميركي والروسي والصيني؟ من الواضح أن الرئيس بايدن ينتمي إلى المدرسة الأميركية نفسها في أعلى سلّم صناعة القرار التي تراهن على الوقت لتغيير نظام كالنظام الإيراني والسابقة التاريخية الأكبر في هذا المجال التي تتضاءل أمامها الحالة الإيرانية هي السابقة السوفياتية.
يجب التذكير أن جو بايدن عندما كان سيناتوراً هو الذي صرّح أن باكستان هي أخطر بلد في العالم. هل عنى ذلك لأنها تملك القنبلة النووية أم يومها، بسبب وجود نفوذ “القاعدة” فيها وأسامة بن لادن قبل أن تقتله إدارة الرئيس أوباما و نائب الرئيس بايدن في باكستان نفسها بعد ذلك بسنوات؟ وجو بايدن نفسه هو الذي دعا أيضا كسيناتور إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات سنية وشيعية وكردية مما يعني أنه قد يكون مهيّأً لنوع من قبول ستاتيسكو مع إيران متخلية عن مشروعها النووي وربما خارجة من الصراع العربي الإسرائيلي( وهي تعرف وحدها كيف تخرج إذا قررت ).
ماذا عن اليمن “الجديد” الأكثر بؤساً على الإطلاق ولكنه تحوّل نحو ديموغرافيا سياسية لا سابقة لها من حيث التغيير السياسي الإيراني للكتلة الزيدية الشيعية أصلاً، تحت السيطرة الحوثية، وماذا يدور بالتوازي مع مفاوضات فيينا بين السعودية وإيران خصوصا حيال اليمن؟
إذا كان للاتفاق النووي مواعيد فللتفاهمات الجيوبوليتيكية أزمنة وقواعد غير منظورة. يتغيّر لاعبون وتتغيّر ألعاب. لا تكفي قاعدة “إحفظ رأسك” للنجاة.
في العام 2015، وكان الرئيس أوباما في ولايته الثانية، تضمّنت وثيقة “استراتيجية الأمن القومي الأميركي”دعوة إلى إعادة التوازن في منطقة شرق آسيا والمحيط الباسيفيكي”. كانت تلك أولوية ظهر إلحاحها في السنوات اللاحقة من موقع الولايات المتحدة الأميركية ولو أخذت أشكالاً مختلفة بين عهدي أوباما ودونالد ترامب و الآن بايدن. بدت تلك الوثيقة يومها عبر إعادة الكلام عن الدعوة للاستقرار ودعم التحول الديموقراطي وحل النزاع في الشرق الأوسط أقرب إلى “إدارة الفوضى” في المنطقة.
ماذا يغيّر الاتفاق مع إيران؟ وهل تكون إدارة الفوضى جزءً من ستاتيسكو النفوذ نفسه بين إيران وتركيا وإسرائيل؟
أسئلة في كل اتجاه لكن اتفاقاً مع إيران لن تكون المنطقة بعده هي نفسها ولا إيران طبعاً.
لا يمكن لاتفاق من هذا النوع إلا أن يكون شاملاً أو لا يكون. الشمول ليس بمعنى النصوص ولكن بمعنى الديناميات التي يطلقها والتفاهمات غير المكتوبة التي تنطوي عليها.
j.elzein@hotmail.com
Twitter: @ j_elze

You may also like

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00