عرب وعالمعربي سماسرة يستغلون قضايا اعتقال لطلب أموال من عائلات سورية by admin 24 يونيو، 2021 written by admin 24 يونيو، 2021 44 مقابل معرفة مصيرهم أو نقلهم من سجن إلى آخر أو زيارتهم اندبندنت عربية \ (أ ف ب) باعت أم سعيد كل ما تملك، حتى فرش منزلها، كي تدفع لـ”سماسرة” أوهموها أنهم قادرون على تحديد مكان ابنيها المفقودين في سجون النظام في سوريا، لكن نحو عشر سنوات مرت ولا تزال تجهل مصيرهما. وتقول أم سعيد لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من مكان إقامتها في وسط سوريا “كذبوا علي، والغريق يتعلق بقشة… لو طلبوا قلبي لأعطيتهم إياه”. ويستغل كثيرون معاناة أهالي المعتقلين والمفقودين الذي يبحثون عن أمل بسيط يتعلقون به لمعرفة ما إذا كان أبناؤهم على قيد الحياة أو لمحاولة إنقاذهم من سجون ومراكز أمنية ذائعة الصيت بممارسات التعذيب التي تنتهجها. ويبحث الأهالي عن وسطاء لديهم علاقات في مؤسسات أمنية وقضائية، من محامين وتجار ونواب أو أمنيين. يطلب هؤلاء مبالغ طائلة مقابل وعود بتحديد مكان المعتقل أو تخفيف حكمه أو إطلاق سراحه أو حتى مجرد زيارته. منهم من يلتزم بوعده، وآخرون يفشلون. وأحياناً، لا يذهب الأهل إلى السماسرة، بل يأتي هؤلاء إليهم، إذ تتلقى العائلات اتصالات من مجهولين يعدونها بصورة أو تسجيل صوتي لفرد منها معتقل، أو بمساعدته، لكنهم سرعان ما يتوارون عن الأنظار بعد حصولهم على المال. ويقدم أحياناً المتصلون معلومات عن الشخص المعتقل لإقناع العائلة بالتعامل معهم. وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية مع ثمانية أفراد من أهالي المعتقلين فضلت غالبيتهم، خصوصاً من لا يزال أبناؤهم في المعتقل وبينهم أم سعيد، استخدام أسماء مستعارة خشية على حياة أبنائهم أو من الملاحقة الأمنية. واعتقل ابنا أم سعيد (63 عاماً) عام 2012. وتقول الوالدة التي تعاني من أمراض في القلب، “كلما قال لي أحدهم عن واسطة، أذهب إليه، حتى أصبحت على الحديدة”، مشيرة إلى أن بين الوسطاء محامياً طلب أكثر من مليون ليرة (أكثر من ثلاثة آلاف دولار في ذلك الوقت)، لكنه لم يأت بمعلومة واحدة. كما أنها اشترت هاتفاً جوالاً لشخص تعرفت عليه على أساس أنه يعمل في الأمن، وكان يحدد لها مواعيد زيارات إلى سجن صيدنايا، وما أن تصل إلى هناك يتبين أن لا إذناً بالزيارة. بعض الأشخاص الذين تواصلت معهم لا تعرف حتى هويتهم. وتقول “بعت فرش منزلي وذهب بناتي… لم يبق لدي شيء، فقررت أن أستودع الله ولديّ”. سوق سوداء وتقول الباحثة في الشأن السوري في منظمة العفو الدولية ديانا سمعان، إن الحكومة السورية جعلت الحصول على معلومات عن معتقلين أمراً “مستحيلاً”، ما خلق “سوقاً سوداء”. وتضيف “ينتهي الأمر بالعائلات المستميتة للحصول على معلومة، بدفع أموال طائلة، وأحياناً كامل مدخراتهم لوسطاء وسماسرة مقربين من الحكومة”. بعد سنوات من دفع مبلغ قارب الـ20 مليون ليرة من دون نتيجة، لم تستسلم عائلة سعاد (45 عاماً) بحثاً عن شقيقها (30 عاماً) المفقود منذ 2013. في أبريل (نيسان) الماضي، تواصل شخص مع العائلة المقيمة في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا، واعداً بالإفراج عن الشاب مقابل مبلغ مالي سارعت العائلة إلى دفعه. وتروي سعاد أنه حين عاودت العائلة الاتصال بالوسيط، “أبلغنا أن شقيقي توفي قبل ثلاثة أيام”. وما إن مر أسبوعان، حتى اتصل شخص آخر واعداً بتسجيل صوتي. وكان له ما يريد من المال، لكن العائلة لم تتلق إلا تسجيلاً غير مفهوم. وتقول سعاد “لم نسمع شيئاً”. عشرة ملايين ليرة أنفقت أم يحيى (اسم مستعار) “عشرة ملايين ليرة” دفعتها لمحامين و”سماسرة” ليأتوا لها بمعلومات عن ابنها المعتقل من دون نتيجة، فقرر زوجها التوقف عن الدفع بعد ما باعت العائلة قطعتي أرض ومنزلها في إدلب (شمال غرب). واعتقلت قوات النظام يحيى عام 2012. بعد ستة أشهر، تمكنت والدته من زيارته في فرع الأمن السياسي في إدلب التي كانت لا تزال آنذاك تحت سيطرة قوات النظام. وتقول “خفت حين رأيته ولم أعرفه، كان وزنه لا يتجاوز 50 كيلوغراماً، فيما كان يزن 110 كيلوغرامات قبل اعتقاله”. كانت تلك المرة الأولى والأخيرة التي رأت فيها ابنها بعد اعتقاله. وتقول أم يحيى (56 عاماً)، التي تنقلت بين محافظة وأخرى للقاء وسطاء أو زيارة سجون ومراكز أمنية، “أريد أن أعرف إن كان حياً أم ميتاً”. وبين المبالغ التي دفعتها العائلة 350 ألف ليرة لمساعد أول في الجيش وعدها أنه سيحضر ابنها، قبل أن يتوقف عن الإجابة على اتصالاتها. وطلب مكتب محاماة في دمشق أكد لها أن ابنها في سجن صيدنايا، خمسة ملايين ليرة مقابل نقله إلى سجن عدرا المركزي. وفعلاً سددت أم يحيى دفعات للمحامين في السر عن زوجها. قبل نحو عامين، طلب محام منها عشرة آلاف دولار، لكن زوجها رفض الدفع. وتقول “رجوته أن يقبل، واتهمته أنه يكرهنا… فلو أتاني 100 شخص آخر، حتى لو كان الأمل واحد في المئة فقط، لأعدت التجربة”. ومنذ بدء النزاع عام 2011، دخل نصف مليون شخص إلى سجون ومراكز اعتقال تابعة للنظام، قضى نحو 60 ألفاً منهم تحت التعذيب أو نتيجة ظروف اعتقال مروعة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويسعى كثير من الأهالي لنقل أبنائهم من سجن صيدنايا، الذي تصفه منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري”، أو من الأفرع الأمنية، لتجنبيهم التعذيب والظروف الصحية السيئة أو حتى… الموت. السماسرة أما “السماسرة” الأكثر نجاحاً في تنفيذ وعودهم، فهم المحامون أو التجار ممن لديهم علاقات وطيدة داخل الأجهزة الأمنية والقضائية. وتشرح المحامية نورا غازي، مديرة منظمة “نو فوتو زون”، المعنية بتقديم المساعدة القانونية للمعتقلين والمفقودين وعائلاتهم، “استثمر محامون العمل خصوصاً في محاكم الإرهاب” أحياناً لتسريع إحالة المعتقلين إلى القاضي. وتشير إلى حالات يأخذ فيها محامون المال من العائلات على الرغم من معرفتهم أن المعتقل سيخرج بكل الأحوال. وهناك “من يدفع منهم رشاوى للقضاة والأمن، ومنهم من يأخذ نسبة من المبلغ أو مجرد أتعابهم، وينجحون فعلاً في إخراج الشخص”. وفي تقرير صدر بداية العام الحالي، أوردت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن النظام السوري استخدم المعتقلين والمخفيين قسراً “وسيلة لجني ومراكمة الثروات وزيادة نفوذ الأجهزة الأمنية وقادتها والنافذين في حكومته وبعض القضاة والمحامين”. واستناداً إلى مئات المقابلات التي أجرتها الرابطة في تقريرها مع معتقلين سابقين وعائلات مختفين قسراً، تبين أنهم دفعوا ما يفوق مليوني و700 ألف دولار للحصول على معلومات أو بناء على وعود بالزيارة أو إخلاء سبيل. وقدّرت الرابطة أن تكون عمليات الابتزاز المالي منذ عام 2011 أدخلت للنظام أو مقربين منه ما يقارب 900 مليون دولار. وقال ثلاثة أشخاص تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية، إنهم أنقذوا معتقليهم بعد ما دفعوا مبالغ طائلة، بينهم من دفع 40 ألف دولار لمجرد ضمان نقل المعتقل من صيدنايا. فقد ذاق والد نزار (اسم مستعار) الأمرين ليضمن بقاء ابنه على قيد الحياة بعد ما اعتقل في جنوب البلاد بتهمة حيازة السلاح على الرغم من توقيعه عام 2018 اتفاق تسوية مع النظام، وفق ما يروي شقيقه تامر الذي فضل استخدام اسم مستعار. فحين علمت العائلة أنه نقل من فرع أمني في دمشق إلى معتقل صيدنايا، بات همها إخراجه من هناك. وعن طريق عائلات أخرى مرت بالتجربة ذاتها، تعرفت العائلة على وسطاء عرضوا عليها التدخل لتخفيف حكمه بعد ما أحيل إلى محكمة الميدان العسكرية التي يُمنع المحامون من الترافع فيها وتصدر الأحكام فيها خلال بضع دقائق، وغالباً ما تكون أحكاماً بالإعدام. وبين الوسطاء الذين تواصل والد نزار معهم نائب في البرلمان طلب 40 ألف دولار مقابل تخفيف الحكم ونقل نزار إلى معتقل آخر. لم تثق العائلة بالنائب. لكنّها عادت ودفعت المبلغ ذاته لمحام وعد بتخفيف الحكم ونقله من صيدنايا، بعد ما وافق على تسلم المبلغ بعد تنفيذ وعده “خلال شهر فقط، وهذا ما كان”. بعد صدور الحكم، ورد اسم نزار في قانون عفو رئاسي لتخفيف حكمه وأطلق سراحه لاحقاً. ويقول تامر “حتى لو كنا نعلم أن عفواً سيشمله، ما كنا صبرنا لأن كل ما أردناه هو أن نخرجه في أسرع وقت، فلا يخرج من صيدنايا إلا من كُتب له عمر جديد”. المزيد عن: سوريا\النظام السوري\المخفيون قسراً\المعتقلون السوريون 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نيتشه سحرته الحياة بجمالاتها فسعى إلى تحريرها من القيود next post استقالات جماعية لقيادات “حركة فتح” في غزة You may also like 3 نقاط استجدت على الوساطة الأميركية جعلت نتنياهو... 26 نوفمبر، 2024 إسرائيليون ينقبون في إثيوبيا عن مملكة يهودية مزعومة 26 نوفمبر، 2024 بايدن يؤكد: إسرائيل ولبنان وافقتا على وقف إطلاق... 26 نوفمبر، 2024 ماكرون يدعو لبنان “لانتخاب رئيس” بعد اتفاق وقف... 26 نوفمبر، 2024 مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة... 26 نوفمبر، 2024 ما سر استبعاد مئات الإخوان من قوائم الإرهابيين... 26 نوفمبر، 2024 “إنهاء نظام خامنئي الخيار الوحيد أمام إسرائيل في... 26 نوفمبر، 2024 ماذا نعرف عن بنود الاتفاق بين حزب الله... 26 نوفمبر، 2024 وزير المالية الإسرائيلي يدعو لخفض عدد سكان غزة... 26 نوفمبر، 2024 غسان شربل يتابع الكتابة عن .. جمال مصطفى:... 26 نوفمبر، 2024 1 comment Lamborghini V12 engine 28 يوليو، 2024 - 6:11 م This was an excellent read. Very thorough and well-researched. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.