الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Home » هل يقوى نظام الحكم الجديد في السودان على حل الخلافات السياسية؟

هل يقوى نظام الحكم الجديد في السودان على حل الخلافات السياسية؟

by admin

يرى البعض في الفيدرالية انقلاباً يرتكز على هدف إنهاء النظام المركزي

اندبندنت عربية / منى عبد الفتاح 

تستبق الورشة الفنية لمؤتمر نظام الحكم في السودان المؤتمرات القاعدية التي يُفترض أن تُجرى على مستوى الولايات ثم مؤتمر الحكم والإدارة المزمَع عقده في مايو (أيار) الجاري. وقبل أن ينعقد المؤتمر الرئيس، عيَّن رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك، رئيس “حركة تحرير السودان” مني أركو مناوي حاكماً عاماً لإقليم دارفور، بالاستناد إلى “الوثيقة الدستورية” و”اتفاق جوبا للسلام” الذي وقَّعته الحركات المسلحة مع المجلس السيادي. وعلى الرغم من أن الحكومة الانتقالية تعوّل على التقسيم الذي سيمنح كل إقليم، سلطات تشريعية وإدارية مهمة ويصلح ما أفسده العهد السابق في نُظم الحكم والإدارة في السودان، إلا أن عوامل عدة على رأسها الخلافات السياسية ستعجِّل بتطبيق النظام الجديد.

عوامل التطبيق

لم يتبلور التفاهم بين الحكومة الانتقالية من جهة، والمكونات السياسية والحركات المسلحة من جهة أخرى، إلى اتفاق حقيقي. وعلى الرغم من ذلك، تُسرّع الحكومة الانتقالية الخُطى لتطبيق نظام الحكم الإقليمي الفيدرالي مدفوعةً بعوامل عدة. أول تلك العوامل هي الخلافات السياسية، ويظهر على رأس جبل الجليد موقف الحزب الشيوعي الذي وعلى الرغم من عدم الرضا الذي يصحبه عن كثيرٍ من ممارسات الحكومة الانتقالية، فإن موقفه في دكة المعارضة الدائمة يحرم الحكومة من التنافسية السياسية التي قد تنعدم من خلال ممارسة الحكومة المحاصصات السياسية على بقية الأحزاب والحركات المسلحة بعد دمجها في العملية السياسية. وبينما تثمِّن الحكومة الانتقالية، بمكونَيها المدني والعسكري، أهمية قيام الورشة الفنية التي تحضّر لقيام “المؤتمر العام للحكم الإقليمي الفيدرالي” بما يضمن نظام حكم فيدرالي يراعي الأقليات والتنوع الديني والإثني والقبلي، فإن الحزب الشيوعي وصف قيام الورشة بأنها “استباق ونسف لفكرة المؤتمر الدستوري الجامع وهو الشكل المُجمَع عليه والمناط به للوصول إلى التقسيم العادل للسلطة والثروة”.
أما العامل الثاني فهو المحاصصة الجغرافية، إذ تسيطر على الحكومة الانتقالية معادلة التوازنات الإثنية الموجودة على أرض الواقع والمرتبطة بالولايات المختلفة. وعكَس ذلك تشكيل الحكومة وفق منطق المحاصصة بين الأحزاب والولايات محل النزاعات، وهي دارفور والنيل الأزرق والشرق. وبما أن هذه المناطق تمثّلها الحركات المسلحة التي حصل أغلبها على استحقاقاتها في المجلس السيادي أو الوزارات، فلم يتبق غير الولايات التي ستقع هي الأخرى ضحية للترضيات السياسية.
ثالثاً، تخشى الحكومة الانتقالية من الرفض المرتبط بالعنف لبعض المكونات القبلية التي زرعها النظام السابق في الولايات، ويظهر هذا العامل بصورة واضحة في دارفور. ولم تأتِ هذه المخاوف من فراغ، وإنّما نتيجة تراكمات سياسة النظام السابق الذي أغدق على هذه المكونات المال والامتيازات. ويعبِّر عن هذه الحالة نشوب العنف من وقتٍ إلى آخر.

لم يتبلور التفاهم بين الحكومة الانتقالية والمكونات السياسية والحركات المسلحة، إلى اتفاق حقيقي (اندبندنت عربية – حسن حامد)

وضع استثنائي

من جهة أخرى، يتوقف تنفيذ الحكم الإقليمي الفيدرالي ومدى دعم الحكومة الانتقالية للتجربة ومنحها الاستقلالية المطلوبة، على تقديم نموذج في إدارة التنوع الثقافي والسياسي والعرقي والديني. وعلى الرغم من وضع دارفور الاستثنائي وزيادة حدة التوتر، كما جرى في أحداث الجنينة التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف؛ إلا أن تمييزها الإيجابي قد ينعكس سلباً على بقية الأقاليم، ويدفعها إلى زيادة مطالبها بالمقابل. ويعود عزوف الحكومة الانتقالية عن التدخل بحسم هذا النزاع إلى اعتبارين: أولهما، الضغوط التي تمارسها الحركات المسلحة ضد أي تدخل حاسم في الأزمة، إذ بإمكانها تحويل الوضع إلى صراع ثنائي بينها وبين الحكومة. ومع أن هذا الاحتمال يرتبط بتطوراتٍ أخرى تتعلق بالرمال المتحركة في الجوار الإقليمي لوسط وغرب أفريقيا، لكنه قد يكون بعيد التحقق نسبةً لفقدان الحركات المسلحة الدعم المالي واللوجستي الإقليمي الذي كان يوفِّره الرئيسين السابقين، الليبي معمر القذافي، والتشادي إدريس ديبي، فبعد مقتلهما فقدت الحركات المسلحة أهم مواردها، إضافة إلى فقدان الدعم المالي الغربي بعد قيام الثورة بحجة أن أسباب التمرد انتفت بعد سقوط النظام السابق. وثاني الاعتبارات هو تحول عناصر النظام السابق إلى رقم مهم في الصراع في دارفور، فمع أن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وإزالة التمكين والفساد، اتخذت قرارات أنهت سيطرة أزلام النظام السابق على أجهزة الدولة وشملت دارفور، إلا أن تجنيد النظام السابق لعدد كبير من العناصر وغرسهم بين الإثنيات المختلفة في دارفور، صعَّب مهمة اللجنة وجعل رغبة الحكومة الانتقالية في إضعاف قدراتهم، تقف أمام نتيجة المواجهة المباشرة معهم التي قد تكون صفرية نسبة إلى احتمائهم بإثنياتهم المختلفة.

مؤتمرات قاعدية

في غضون ذلك، تلتفت الأنظار إلى المؤتمرات القاعدية في الولايات ومنها ولايتَي شرق السودان والنيل الأزرق، من ضمن 18 ولاية، نظراً إلى حساسيتهما. وذكرت وزيرة الحكم الاتحادي، بثينة دينار للوكالة السودانية الرسمية للأنباء “سونا” أن مؤتمر الإدارة والحكم “يُعنى أيضاً بالمؤتمرات المرتبطة بمؤتمر سلام جوبا، وهي المؤتمرات التي عانت ولاياتها الإهمال كمؤتمر شرق السودان، لبحث مسار الشرق، ولتسليط الضوء على مجمل قضايا الإقليم الذي يعاني كغيره من حالات انعدام التنمية. وكذلك مؤتمر ولاية شمال كردفان، وهو مؤتمر تنموي أيضاً. إضافة إلى مؤتمر ولاية الخرطوم لبحث قضايا الولاية كونها عاصمة البلاد”. وبحسب المُقرَّر، سيقوم المؤتمر على خمسة محاور أساسية هي: نظام ومستويات الحكم، هياكل الحكم، توزيع السلطات للمستويات المختلفة، الفيدرالية المالية، والحدود بين الأقاليم المختلفة. ويعدُّ كل محور من هذه المحاور معضلة قائمة بذاتها، إذ ليست هناك حدود لسلطات كل جهة، ما يعني تزايد حدة الخلافات القائمة على التداخل بين السلطات. وتتداخل الفيدرالية المالية مع قسمة الثروة والمخصصات للأقاليم، وقد تعوَّد الولاة في النظام السابق على المخصصات من عائدات النفط التي كان يُفترض أن تذهب لتنمية المجتمع المحلي بحسب اتفاقية قسمة السلطة والثروة بين الحكومة السابقة وحكومة الجنوب، وتقع في نطاقها مناطق انتاج النفط. أما الحدود بين الأقاليم فتُعدُّ مناطق ملتهبة نسبةً إلى التداخل القبلي والإثني الواضح وهو ما يثير النزاعات.

رؤى متباينة

في السياق، نصّ بروتوكول تقسيم السلطة الموقَّع مع حركات دارفور على منح 40 في المئة من السلطة في إقليم دارفور إلى مكونات “مسار دارفور”، و30 في المئة إلى مكونات السلطة الانتقالية، و10 في المئة إلى حركات دارفور الموقعة على هذا الاتفاق، و20 في المئة من السلطة لأهل المصلحة. وفُسِّرت مغادرة رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي إلى ألمانيا باحتجاجه على البطء في تنفيذ الاتفاقية، وأن تعيينه جاء في إطار الترضيات السياسية، خصوصاً أن الخطوة سبقت قيام مؤتمر نظام الحكم.

وتعكس رؤى متباينة الإحباط والانقسام حول النظام الفيدرالي، الذي ترى فيه بعض القوى السياسية انقلاباً يرتكز على هدف القضاء على النظام المركزي الذي رسّخه النظام السابق لتوسيع التفرقة والنزاعات، أكثر من كونه نظاماً مثالياً يحترم التنوع. وإذا كان النظام السابق أخفق بممارساته في إدارة التنوع الديني والقبلي والإثني، فإن الحكومة الانتقالية تؤسس لفرقة أخرى. كما أن هذه العجلة في تعيين حاكم عام لدارفور قبل قيام مؤتمر الحكم، وقبل قيام المجلس التشريعي، يدفع إلى إعادة النظر في وضع الإقليم المكوّن من خمس ولايات من دون الاتفاق مع المكونات القبلية الأخرى التي قُسِّمت الولايات على أساسها. وهنا بدأت بعض الاتجاهات تشير إلى احتمال عدم نجاح نظام الحكم الإقليمي الفيدرالي إلا بعد انتهاء الفترة الانتقالية واكتمال بناء المؤسسات الديمقراطية وإجراء الانتخابات، بينما تذهب اتجاهات أخرى إلى وضع هذه المهمة على عاتق مؤسسات الحكم الإقليمي الفيدرالي، بأنها الجهة المناط بها بناء المؤسسات الديمقراطية من أجل تثبيت مبادئ سيادة حكم القانون وتأسيس دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في السودان تضمن احترام التنوّع وحرية الممارسات الدينية والعبادة لكل الشعب السوداني.

مطالب المسارات

من ناحية ثانية، حرَّكت مطالبات الحركات المسلحة المختلفة نهج المسارات التفاوضية مجتمعةً وتلك المختصة بكل مسارٍ على حدة، وكرَّسته، فمسار دارفور الذي يتكوّن من “حركة العدل والمساواة”، وحركة وجيش تحرير السودان (جناح عبد الواحد محمد نور)، و”حركة تحرير السودان” (جناح مني أركو مناوي)، و”تجمع قوى تحرير السودان”، طالب الحكومة الانتقالية بإعادة هيكلة مجلس السيادة الانتقالي ومؤسسات الدولة والفترة الانتقالية، وفق ما نصَّت عليه ورقة المسار التفاوضية بأن تشمل هيكلة المجلس الانتقالي “اختيار 4 من أعضائه بواسطة اتفاق سلام دارفور على أن تؤول رئاسة الفترة الانتقالية الأخيرة إلى شخص من دارفور. وإعادة تشكيل مجلس الوزراء الحالي وتخصيص 30 في المئة من وزراء الوزارات الاتحادية، بينها وزارتان سياديتان، إضافة إلى نسبة 30 في المئة من وزراء الدولة لإقليم دارفور، على أن يتم تخصيص 80‎ في المئة لمكونات مسار دارفور، مع مراعاة تمثيل المرأة وتنوع الإقليم”. ومن المسارات أيضاً “الحركة الشعبية لتحرير السودان” التي تسيطر على المنطقتين (جبال النوبة والنيل الأزرق) جناحَي عبد العزيز الحلو ومالك عقار، إضافة إلى مسار الشرق، ولهذين المسارين الأخيرين مطالب مختلفة بتفاصيل معقّدة.
ومن شأن هذا الوضع أن يُفقِد الحكومة الانتقالية بعض قوتها كما سيفقِد العملية الانتخابية المقبلة جدواها، بسبب تقوية الأحزاب والحركات الموقعة على اتفاقيات السلام بالسلطة والثروة وإضعاف الأحزاب الأخرى أو تهميشها، والتي قد تتحول مباشرة إلى وضع المعارضة. كما تعتبر هذه الحركات أن الوصول إلى اتفاق، سيكرّس تقليص وجودها العسكري في أراضيها ويضاعف مواجهتها للتحديات الخارجية، ما سيؤثِّر في توازن الأقاليم التي تحتاج إلى وقتٍ مقدَّر من الممارسة السياسية في الاتجاهين لمَن هم داخل السلطة أو خارجها. وسيضع ذلك نظام الحكم الجديد على صفيح هذه الخلافات.

المزيد عن: السودانالحكومة الانتقالية في السودان/الفيدرالية/إقليم دارفور

 

 

You may also like

22 comments

celebridade 4 مايو، 2021 - 10:51 ص

I am sure this piece of writing has touched all the internet visitors,
its really really nice article on building up new webpage.

Reply
roxy sneaker 4 مايو، 2021 - 10:52 ص

What a information of un-ambiguity and preserveness of precious know-how concerning unexpected feelings.

Reply
escort 4 مايو، 2021 - 11:01 ص

Hi there just wanted to give you a quick heads up.

The words in your post seem to be running off the screen in Internet explorer.
I’m not sure if this is a format issue or something to do with internet browser compatibility but I thought
I’d post to let you know. The design look great though! Hope you get the problem fixed soon. Thanks

Reply
casino in uk 4 مايو، 2021 - 11:35 ص

Everything is very open with a very clear explanation of the issues.
It was truly informative. Your site is very helpful.
Thank you for sharing!

Reply
casino online mobile malaysia 4 مايو، 2021 - 12:02 م

If some one desires to be updated with hottest technologies then he must
be visit this website and be up to date all the time.

Reply
เออีซีเบท 4 مايو، 2021 - 12:14 م

Dream Gaming หรือ ดรีม เกมมิ่ง คาสิโนออนไลน์รูปแบบใหม่ที่มีดีลเลอร์สาวสวยจากทางบ้านหรือบางครั้งอาจจะเรียกว่าดีเจมาพนันบาคาร่าไปพร้อมๆกันกับคุณ ซึ่งในหน้าเว็บ Dream Gaming จะแสดง Live Show ให้เลือกสาวๆที่กำลังสตรีมเกมบาคาร่าคุณสามารถเลือกได้ว่าจะเข้าร่วมพนันกับสาวๆประเทศอะไรซึ่งแน่นอนว่าสาวๆคนไทยก็มีให้เลือกด้วยเหมือนกัน ถูกใจแนวไหนคุณสามารถเลือกได้เลย

โดย Dream Gaming ยังเปิดให้มีสตรีมเมอร์สาวๆสุดน่าหลงใหลดูดีขาวหมวยจากทางบ้าน สตรีมเล่นบาคาร่าสดๆให้สมาชิกได้แชทสนทนากับสตรีมเมอร์สาวๆแบบใหม่ๆได้ และยังสามารถซื้อไอเท็มเปย์สตรีมเมอร์สาวๆพวกนั้นได้อีกด้วย

Reply
situs judi online 4 مايو، 2021 - 12:27 م

I couldn’t resist commenting. Well written!

Reply
www 4 مايو، 2021 - 12:58 م

You may have noticed that I have a new blog banner
to start off the new year. The only problem is I have absolutely no
formal education in economics–not even a single course, since I thought the first
year economics courses I had the prerequisites for in undergrad
seemed a little too basic to spend my precious electives on. The real problem with black hole information is that nobody knows what happens with it.
I have just a few more rows of stitching
to complete, and then I can move on to the 2nd and final layer
which will be made up of appliqued patches and more stitch work.
And then we had a fun visit, standing outside the front door
of Office Max and of course, it was filled with non-stop laughter.
When walking towards a door you are not simply engaged in the activity of walking.
What are your interests?

Reply
Gegensprechanlage 4 مايو، 2021 - 2:38 م

Hmm it appears like your site ate my first comment (it was extremely long) so I guess I’ll
just sum it up what I had written and say, I’m thoroughly enjoying
your blog. I as well am an aspiring blog blogger but
I’m still new to the whole thing. Do you have any points for rookie blog writers?

I’d genuinely appreciate it.

Reply
Hiloshoppe 4 مايو، 2021 - 2:44 م

You actually make it seem so easy with your presentation but
I find this topic to be actually something that I think I would never understand.
It seems too complicated and very broad for me.
I’m looking forward for your next post, I will try to get the hang of it!

Reply
sbobet 4 مايو، 2021 - 2:58 م

Hi, i think that i saw you visited my blog so i came to “return the favor”.I’m
trying to find things to improve my website!I suppose its ok to use some of your ideas!!

Reply
best online casino canada 4 مايو، 2021 - 3:30 م

I read this post completely regarding the resemblance
of most recent and preceding technologies, it’s amazing article.

Reply
qwertty.net 4 مايو، 2021 - 3:51 م

Wһat’s up friends, nice ρost and fastidious uгging commented at this place, I am іn fact enjoying by
these.

Reply
supertotobet 4 مايو، 2021 - 3:51 م

supertotobet

Reply
www 4 مايو، 2021 - 4:06 م

Thanks for a marvelous posting! I actually enjoyed
reading it, you could be a great author. I will make certain to bookmark your blog and will often come back from now on. I want to encourage yourself to continue
your great writing, have a nice weekend!

Reply
hbet63 4 مايو، 2021 - 4:57 م

I’m gone to convey my little brother, that he should also go to see this
web site on regular basis to obtain updated from hottest news.

Reply
singles dating 4 مايو، 2021 - 6:13 م

Thanks a bunch for sharing this with all folks you actually understand what you are speaking about!

Bookmarked. Please additionally talk over with my website =).
We could have a hyperlink change contract between us

Reply
บาคาร่า wm 4 مايو، 2021 - 6:26 م

ยังไงพวกเราสามารถที่จะเอาชนะเกมพวกนี้ได้หรือ ไม่หรือ ถ้ามีแนวทางเอาชนะ ซึ่งเว็บไซต์ แบบงี้ก็จะมีการบอกการสอนทุกๆอย่างให้พวกเรารู้เรื่องอย่างแท้จริง ซึ่งไม่มีการปกปิดอะไรก็ตามทั้งนั้นแถมบทความนี้เป็น
บทความที่อ่านง่ายทำความเข้าใจง่าย

เพราะว่าทุกๆสิ่งทุกๆอย่างเป็น ภาษาไทยหมดเขาได้เขียน ในภาษาที่กล่าวให้พวกเราเข้าใจง่ายๆเป็น คำที่ไม่เป็น ศัพท์ที่ยากต่อการอ่าน จึงทำให้ผู้ที่เล่าเรียนผู้ที่เข้ามาอ่านนั้น
กำเนิดความรู้ความเข้าใจในใน การที่จะนำบทความเหล่านี้ไปประยุกต์ประยุกต์ข้างในเกมให้กำเนิดคุณประโยชน์สูงที่สุด

Reply
Anonymous 4 مايو، 2021 - 7:12 م

Hey! Someone in my Myspace group shared this
site with us so I came to check it out. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this
to my followers! Superb blog and brilliant design and
style.

Reply
slotxo 4 مايو، 2021 - 7:18 م

wonderful put up, very informative. I ponder why the opposite specialists of this sector
do not notice this. You must continue your writing. I am confident,
you’ve a huge readers’ base already!

Reply
แทงหวย 4 مايو، 2021 - 7:21 م

I got this website from my friend who told me regarding this web site
and now this time I am visiting this website and
reading very informative articles here.

Reply
betting sites 4 مايو، 2021 - 7:37 م

Enhance your earnings to ensure that the bets column appears weekly level
unfold. Others supply weekly learning codecs
so you want to begin with this there is. Most bookies offer basic but
you are working with a pleasant hefty bonus
at the end the sportsbook. Discovering an amazingly complete sportsbook and people who are fortunate to get needed steerage from the sector.
So where’s the money line and are the two hottest wagering branches.
Click the hyperlink which slugger has been less than even cash than lose.
Some online betting sites is the most suitable one for
you in the cash. But simply betting permits you yow will discover one your betting comes right
down to Sunday night time football. So your return your online sports betting you
can see a great sports betting. The thing everyone
is working after sports betting technique that looks for
this. Using the unending advantages that these bookmakers will in all probability clarify that
this complete factor. Professionals pursue this process is for groceries than it is not going to matter much so you recognize.
A lot as a protracted and excessive however you sometimes should wait
round when. Why wait round about video games wagering on-line and
if you could bet 91.

Reply

Leave a Comment

Editor-in-Chief: Nabil El-bkaili

CANADAVOICE is a free website  officially registered in NS / Canada.

 We are talking about CANADA’S international relations and their repercussions on

peace in the world.

 We care about matters related to asylum ,  refugees , immigration and their role in the development of CANADA.

We care about the economic and Culture movement and living in CANADA and the economic activity and its development in NOVA  SCOTIA and all Canadian provinces.

 CANADA VOICE is THE VOICE OF CANADA to the world

Published By : 4381689 CANADA VOICE \ EPUBLISHING \ NEWS – MEDIA WEBSITE

Tegistry id 438173 NS-HALIFAX

1013-5565 Nora Bernard str B3K 5K9  NS – Halifax  Canada

1 902 2217137 –

Email: nelbkaili@yahoo.com 

 

Editor-in-Chief : Nabil El-bkaili
-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00