ثقافة و فنونعربي محمد الأشعري: الشعر المغربي من أنضج التجارب في العالم العربي by admin 23 فبراير، 2021 written by admin 23 فبراير، 2021 23 نال جائزة الأركانة بصفته شاعراً بعد فوزه بالبوكر عن روايته “القوس والفراشة” اندبندنت عربية / عبد الرحيم الخصار ظل محمد الأشعري لأربعة عقود يراوح مكانه في أرض الكتابة بين الرواية والشعر. وإذا كان تقديره في حقل الرواية قد تم سنة 2011، حين فاز بجائزة البوكر في نسختها العربية عن روايته “القوس والفراشة”، فإن تكريم تجربته الشعرية بجائزة كبرى قد تأجل إلى إعلان “بيت الشعر” في المغرب عن فوزه بجائزة الأركانة العالمية للشعر. وتستمد الجائزة المغربية التي انطلقت سنة 2002 صفة العالمية من امتدادها خارج المغرب وخارج العالم العربي، فقد سبق أن نالها الصيني بيي داو والإسباني أنطونيو غامونيدا والفرنسي إيف بونفوا والأميركي تشارلز سيميك فضلاً عن الشعراء العرب، محمود درويش وسعدي يوسف ومحمد بنطلحة ووديع سعادة ومحمد السرغيني وغيرهم. وأكد بيان لجنة الجائزة أن قصيدة الأشعري “أسهمت في ترسيخ الكتابة بوصفها مقاومة تروم توسيع أحياز الحرية في اللغة وفي الحياة، عبر ممارسة شعرية اتخذت من الحرية أفقاً ومدار انشغال”. وبررت اللجنة فوز صاحب “قصائد نائية” بحرصه دوماً على “تحصين قصيدته من كل تجريد ذهني، وعلى صون حيويتها وديناميتها استناداً إلى تجربة تنصت للنبض اليومي ولمُتغيرات الحياة الحديثة ولانشغالات الإنسان وقلقه، وتنصت، في الآن ذاته، للمنجز الشعري العالمي”. وأضاف البيان، “نهضت قصيدته على محاورات صامتة بين الكلمة والرسم وفنون أخرى، وعلى تفاعلات حيوية بين الشعري والسردي. عبر دينامية هذا البناء النصي، كان المعنى الشعري يتخلق، في منجز محمد الأشعري، منصتاً لنبض الحياة ولمتغيراتها، برؤية حداثية تنتصر للقيم وللإنسان وللفكر الحر”. دخل الأشعري إلى عالم الكتابة نهاية السبعينيات بمجموعة شعرية عنوانها “صهيل الخيل الجريحة”. وكان آخر عمل شعري له بعنوان “جمرة قرب عش الكلمات” صدر سنة 2017، وبينهما تعددت عناوين إصداراته الشعرية، “عينان بسعة الحلم”، 1982، “يومية النار والسفر”، 1983، “سيرة المطر”، 1988، “مائيات”، 1994، “سرير لعزلة السنبلة”، 1998، “حكايات صخرية”، 2000، “قصائد نائية”، 2006، “أجنحة بيضاء في قدميها”، 2007، “يباب لا يقتل أحداً”، 2011، “كتاب الشظايا”، 2012. أما في الرواية فقد صدر له، “جنوب الروح” 1996، “القوس والفراشة” 2010، “علبة الأسماء” 2014، “العين القديمة” 2019، فضلاً عن مجموعته القصصة “يوم صعب” 1990. الشعر في مواجهة الظلامية توقفنا مع محمد الأشعري عند فارق عشر سنوات بين فوزه بجائزة البوكر، وحصوله على جائزة الأركانة، وسألناه إن كان يرى أن تقدير الروائي سبق تقدير الشاعر. فأكد لنا أن هذا الأمر لا يخضع لمنطق منظم، “الأمور جاءت هكذا وقد صدرت روايتي قبل عشر سنوات، وطبعاً لم يدر في ذهن القائمين على جائزة البوكر أن يؤجلوا هذه الجائزة الروائية إلى ما بعد حصولي على جائزة شعرية. لهذا أظن أن ما يهمني في هذه الجائزة هو أنني سعيد بها لأنها تخص أولاً الجنس الأدبي الذي أعتبر نفسي مرتبطاً به جوهرياً وهو الشعر، وثانياً لأن الجائزة منذ تأسيسها في “بيت الشعر” تشكل نوعاً من الانتصار للشعر كاختيار جمالي وكقيم إنسانية”. الأشعري موقعاً أحد كتبه (الصورة خاضعة لحقوق الملكية الفكرية – صفحة الشاعر على فيسبوك) ويضيف الأشعري، “لذلك فأنا سعيد بهذه الالتفاتة لتجربتي المتواضعة، وأعتبر في هذا الأمر نوعاً من الإنصات للمنجز الشعري المغربي. لأن هذا الإنجاز منذ جيل الرواد مروراً بجيل السبعينيات الذي أنتمي إليه، وصولاً إلى الأجيال اللاحقة له تجربة خاصة، اتسم بتعدد الأصوات والتجارب، وبمحاولات جريئة في بناء علاقة خاصة باللغة العربية في بلاد شكلت فيها الأمازيغية والعامية المنابع الشعرية الأساسية. كما اتسم هذا المنجز بالاستمرار والمقاومة كذلك، وبالتجريب على الرغم من كل الظروف، وعلى الرغم من كل ما ترسبت فيه الحياة العامة من هيمنة للسطحية والظلامية. فأنا أعتبر المنجز الشعري المغربي بكل أجياله وتجاربه نقطة ضوء في مقاومة هذه الترسبات التي تهين المغاربة وتهين المرتكزات التاريخية للثقافة المغربية”. الكتابة والإنصات الى العالم سألنا الأشعري إن كان الشعر لا يزال يحظى بالتقدير في الوسط الثقافي العربي الآن، فرأى أن كلمة “التقدير” ليست مناسبة تماماً، فهو يعتبر أن الشعر كان دائماً وسيظل ممارسة هامشية، ولكن جوهرية هذه الممارسة في هامشيتها أيضاً. يعلل الأشعري رأيه قائلاً، “لأن الشعر لا يريد أن ينخرط في العادي والمبتذل والسائد، هو دائماً عندما يحس بنوع من المحاصرة، ينتبذ مكاناً قصياً، كما تقول العبارة، ويمارس عمله الأساس، الذي أعتبره أنا شخصياً عملاً على اللغة، وعملاً على الخيال المشترك وعملاً على إيقاظ الإحساس بالجمال، وإيقاظ الإحساس بالتفاصيل لدى القراء والناس بصفة عامة”. أردنا أن ندخل مع الأشعري إلى ورشة الكتابة، فسألناه كيف يمارس الانتقال بين الجنسين الأدبيين، الشعر والرواية فأفاد بأنه لا يعتبر الممارسة في جنسين أو ثلاثة أجناس أدبية مختلفة نوعاً من الانتقال بين ممالك مغلقة، ويفسر صاحب “القوس والفراشة” فكرته قائلاً، “الكتابة في كل الأحوال تبقى نهراً واحداً، وشخصياً أحس في تجربتي بنوع عميق من الارتباط بالشعر، لأنه يمكنني من مساءلة تفاصيل الحياة اليومية، ويمكنني كذلك من بناء عوالم قائمة على التساؤل وعلى نوع من الحكمة. وهذه الأشياء أستحضرها كذلك في الكتابة النثرية سواء كانت رواية أو قصة، وحتى في المقالة الصحافية. فأنا لم أكتب مقالات صحافية بمعناها المهني، كنت دائماً أكتب بالنفَس الأدبي الذي تعودت على الكتابة به سواء في الشعر أو في النثر”. هل الشاعر مطمئن على حاضر الشعر في المغرب. فتردد قليلاً ثم قال، “أنا غير مطمئن أولاً بصفة عامة، ولكن أنا واثق من أن الشعر له إمكانية حقيقية للتأثير في علاقتنا باللغة وعلاقتنا بالقيم الجمالية التي تنتجها اللغة. الذين يعتقدون أن بالإمكان تطوير اللغة وتطوير القيم الجمالية المرتبطة بالإنتاج الأدبي يمكن أن يكون خارج الشعر، واهمون. الأشياء الأساسية التي تحدث في علاقتنا باللغة لا بد أن تحدث في الشعر أساساً”. وأضاف، “لهذا أنادي دائماً بضرورة إيلاء الشعر في الحياة العامة والحياة المدرسية والطالبية مكانة خاصة. إن بناء علاقة قوية مع ما ينتجه الشعر المغربي في الأجيال الحديثة الموجودة في المدارس والمعاهد والكليات مسألة أساسية لإعادة بناء علاقتنا باللغة العربية.” طرحنا مع الأشعري موضوع حضور الشعر المغربي خارج المغرب، لدى القارئ العربي من جهة، وخارج العالم العربي أيضاً، وقصدنا بالأساس مسألتي التداول والترجمة. فأفادنا بأنه يتابع الحركة الشعرية في العالم العربي، واعتبر أن التجربة المغربية من أنضج التجارب اليوم عربياً، “لذلك فقد أسهمت هذه التجربة بصوتها الخاص في بناء الشعرية العربية المشتركة. ووصول كثير من النصوص الشعرية المغربية اليوم إلى ترجمات بلغات مختلفة يدل على بناء جسور قوية مع شعرية العالم. ولذلك دائماً أستحضر في الكتابة الشعرية ضرورة أن نكتب ونحن نعي هذه العلاقات، ويجب ألا نستمر في إنتاج نصوصنا كما لو كنا ننتجها بين جدران مغلقة. نحن لا ننتج شعراً في أرض خلاء من الناحية الشعرية، بل هناك أصوات من العالم ومن العالم العربي، يجب أن ننتج ونحن ننصت إليها كذلك”. المزيد عن: شاعر مغربي/شعر/جائزة الاركانة/جائزة البوكر/محمود درويش/إيف بونفوا/المغرب 1 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post تمويل تل أبيب شراء لقاحات روسية لدمشق يتصدر نقاشات الإسرائيليين next post علماء يكتشفون طريقة “للتواصل” مع الناس عبر أحلامهم You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 1 comment Lamborghini top speed 28 يوليو، 2024 - 9:55 م I found this article to be very eye-opening. Thanks for sharing. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.