ثقافة و فنونعربي قصة امرأة مكسوة بالحرير والذهب مدفونة في مقبرة لندنية منذ 1600عام by admin 20 ديسمبر، 2020 written by admin 20 ديسمبر، 2020 45 قبرها يمثل الضريح الأعلى مقاماً بين أضرحة لندن الرومانية المكتشفة حتى الآن اندبندنت عربية / ديفيد كايس نجح علماء الآثار، بعد 21 عاماً من البحث والتنقيب، في جمع الشذرات المبعثرة لقصة استثنائية تتعلق بامرأة رومانية من علية القوم الأرستقراطيين، كانت دفنت في لندن منذ أكثر من 16 قرناً. وتُظهر الأدلة المتينة التي توصل العلماء إليها، والتي نشرت اليوم، أن السيدة ربما كانت بالفعل من طبقة أعيان عاصرت السنوات الأخيرة لبريطانيا الرومانية. وعن هذه المرأة قال الدكتور روجير توملين، الخبير البارز بتاريخ بريطانيا الرومانية ومؤلف الدراسة الأساسية حول التاريخ البشري والاجتماعي للحقبة المذكورة، المنشورة بعنوان “بريطانيا رومانا” Britannia Romana، إن “من الجائز أن تكون السيدة زوجة أحد آخر حكام بريطانيا الرومان”. إذ من الواضح أن ضريحها، الموجود في مقبرة سبيتالفيلدس عند طرف لندن الشمالي، يمثل الضريح الأعلى مقاماً الذي يعثر عليه من الحقبة الرومانية المتأخرة. وكشفت الأبحاث العلمية التي أجريت ضمن الاكتشاف الأثري، أن السيدة دفنت وهي ترتدي ثوبًا جميلاً مصنوعاً من حرير مصدره الصين، وخيطان من ذهب خالص تشكل 97 في المئة من مجمل خيطانه. إلى هذا، فقد ضمت ثيابها الجنائزية أيضاً نطاقاً واحداً، على الأقل، من القماش الصوفي الذي بدا أنه صبغ بلون أرجواني. والأرجواني، كما هو معروف، يمثل اللون الذي اقترن في العادة بالمقام الإمبراطوري أو الأرستقراطي. ويرى الخبراء أن الصباغ المستخدم في تلوين ثوبها كان على الأرجح الأغلى ثمناً في العالم القديم كله، كما يرجح أن يكون مصدره نوعاً من الأصداف (القواقع) البحرية، المستخرجة من شرق البحر الأبيض المتوسط، التي كانت تستخدم لإنتاج الصباغ المخصص لأثواب الأباطرة والأعيان. هذا وأظهرت تحاليل النظائر المشعة التي تناولت أسنان سيدة سبيتالفيلدس أنها كانت قد نشأت في روما. والسيدة المدفونة في تابوت من الرصاص الخالص موضوع داخل ناووس حجري ضخم، خاضت رحلتها إلى العالم الآخر مصحوبة ومجهزة بأفخر مستلزمات القبور. وتضمنت هذه الأغراض قارورتي عطر، على الأقل، مصنوعتين من الزجاج القاري: هما وعاءان مخروطيان، طولهما 41 سم، ويتراوح قطرهما بين 2،5 و5،5 سم، مصنوعان من زجاج عديم اللون بالغ الرقة سماكته 1 ملم. وإلى جانب هاتين القارورتين ثمة وعاء زجاجي أسطواني الشكل، عديم اللون، زاهي الزخرفة، طوله تقريباً 25 سم، وقطره 3 سم، وهو نموذج لم يسبق العثور على مثيل له من قبل في مختلف أنحاء الإمبراطورية الرومانية. ونموذج الوعاءين (القارورتين) هذين ضما على الأرجح زيوت مطيبة، كما جُهز نموذج الوعاء الأخير بعود طويل (لقياس العمق) يبلغ طوله 24 سم، صنع من حجر الجيت شبه الكريم (الذي استخرج من مقالع وجدت في المنطقة التي تعرف اليوم بـ”ويتباي” Whitby في يوركشاير). كما كشفت أعمال البحث والتنقيب والتحليل أن رأس السيدة في القبر استراح على وسادة مُلئت بأوراق شجر الغار. ومن شبه المؤكد أن تكون أوراق الشجر المذكور استورِدت من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وكشفت الأبحاث العلمية أيضاً أن حبوب الصنوبر والفستق استخدمت لتطييب الأجواء داخل تابوتها. وفي السياق ذاته قال مايكل مارشال، الاختصاصي في الآثار الرومانية بمتحف لندن للآثار (MOLA)، المؤسسة التي ترعى اكتشاف وحفريات سبيتالفيلدس، إن “وجود هذه السيدة في مقبرة سبيتالفيلدس، يظهر أن لندن، حتى في أواخر حقبة بريطانيا الرومانية، كانت جزءاً لا يتجزأ من شبكات اقتصادية وسياسية ذات قيمة عالية”. أضاف “الأشياء الموجودة في قبرها تظهر السبل التي كان علية القوم النخبوييون مثلها، الذين يتمتعون بقدرة واسعة على الحركة والتنقل، يستخدمونها لإبراز سلطانهم ورقيهم”. وكان تقرير مؤلف من 215 صفحة بالألوان، يتناول عمليات البحث والتنقيب التي دامت عقوداً في المقبرة، ويضيء على الهياكل العظمية وأغراض القبور التي عُثر عليها، نشر اليوم من قبل متحف لندن للآثار MOLA. لكن أحد جوانب الأحجية الذي تبقى طي الغموض في هذا الاكتشاف، يتمثل في هوية السيدة ذات المقام العالي نفسها، المدفونة في سبيتالفيلدس. إذ إن ناووسها الحجري لا يضم أي كتابات تُعرف بها، وليس ثمة أي كتابات أخرى مرفقة بالضريح، ومن المرجح أن يكون شاهد قبرها سرق قبل قرون عديدة، ليكون واحداً من تلك الأحجار التي نهضت بعمائر لندن في القرون الوسطى، أو أدخِلت في دعائم سور المدينة في تلك الحقبة. بيد أن الأدلة الأثرية التي باتت بأيدي العلماء اليوم قد تكون كافية لتمكين المؤرخين من استكشاف عدد من الاحتمالات المتعلقة بهوية السيدة. إذ إن النمط الفاخر جداً لثيابها الجنائزية، والصباغ الأرجواني المرجح لثوبها، وناووسها الحجري، وأغراض قبرها المتميزة، وحقيقة نشأتها في روما، هي كلها أمور تشير إلى أن عائلتها كانت على الأرجح من مقام الأعيان أو الفرسان. فقبرها هذا من دون منازع، يمثل القبر الأرفع مقاماً بين القبور التي عثر عليها في لندن الرومانية. كما أن عدد أفراد هذه النخبة الرومانية التي تنتمي إليها السيدة، كان محدودًا جداً خلال الحقبة الرومانية الأخيرة في لندن. لذا فإنه من الممكن أن تكون المرأة إما زوجة حاكم “فلافيا القيصرية” Flavia Caesariensis (المنطقة البريطانية التي تضم اليوم “ميدلاندز الإنجليزية” English Midlands، و”شرق أنجليا” East Anglia، و”جنوب إنجلترا” Southern England، إلى شمال نهر التايمز) أو، ربما، زوجة أحد القادة العامين لبريطانيا الرومانية (الذي كان يطلق عليه لقب “فيكاريوس بريطانياروم” vicarious Britanniarum، أي الحاكم العام الروماني في بريطانيا). وتُظهر أنماط الأغراض التي عثر عليها في القبر، وغيرها من الأدلة، أن السيدة توفيت على وجه التحديد في العقد الرابع أو الخامس بعد سنة 360 ميلادية. وبالنسبة إلى حكام بريطانيا العامين في ذلك الوقت، الذين يبلغون نحو عشرة أو أكثر قليلاً، فإننا لم نتوصل إلا إلى أربعة أسماء منهم. أما زوجات أولئك الحكام من منتصف القرن الرابع إلى نهايته في بريطانيا الرومانية، فأسماؤهم تكاد تكون مجهولة. ومن نساء هذه الحقبة، ثمة سيدة تدعى ناميا بودينتيلا، وهي تمثل نمط شخصيات النساء التي تزوجها حكام بريطانيا الرومان. وزوج ناميا، فلافيوس سانكتوس، تزوج امرأة من النبلاء من عائلة أعيان. وكان سانكتوس هذا حاكماً لبريطانيا في منتصف القرن الرابع. واليوم تمكن علماء الآثار والمؤرخون من جمع الشذرات المبعثرة لقصة حياة سيدة سبيتالفيلدس. وتقول القصة إنها ولدت على الأرجح (ونشأت بالتأكيد) في روما في منتصف القرن الرابع الميلادي، وعانت في سن الرابعة أو الخامسة، ولفترة قصيرة (لكن على نحو جدي)، من مرض أدى مؤقتاً لإيقاف نمو ميناء أسنانها (الأمر الذي اكتشفه وحدده علماء الآثار). ومن المرجح أن يكون خطيبها الذي يفترض أنه من علية القوم أيضاً، قد تزوجها وهي في منتصف سن المراهقة، ويرجح أنه كان يكبرها بضعف عمرها. وبدا أنها رافقته إلى لندن (إذ يرجح أنه عين في مركز حكومي مرموق هناك، ربما منصب حاكم أو “فيكاريوس” بريطانيا). لكن، بعد سنتين أو ثلاث من وصولها إلى عاصمة بريطانيا الرومانية (لندن)، كما يُفترض، توفيت وهي تلد طفلًا كما يُعتقد (أو جراء واحد من الأمراض التي كانت شائعة آنذاك، مثل مرض السل أو التيفوئيد، أو الكوليرا، أو الحمى القرمزية). ومن المحتمل أن تكون وفاتها حصلت في الربع الأخير من القرن الرابع، أو ربما حتى في العقد الأول من القرن الخامس. وهذه الفترة كانت محورية في تاريخ بريطانيا، كونها مثلت مساراً لنهاية الحكم الروماني لبريطانيا سنة 410 ميلادية. وقد انهارت حينذاك في بريطانيا الحكومة الرومانية قبل عدة أجيال من تمدد انهيارها إلى غرب أوروبا القارية. حيث أسهم ذاك الفارق الزمني بدوره في تشكيل التاريخ البريطاني والإنجليزي، على نحو مختلف عن ما حصل في باقي أنحاء القارة الأوروبية. والأسماء الآتية، هم من بين الحكام واللاعبين السياسيين الآخرين الذين ربما تكون سيدة سبيتالفيلدس زوجة أحدهم: أليبيوس الانطاكي، حاكم بريطانيا من عام 361 تقريباً إلى عام 363. أسهم في إعادة الوثنية مؤقتاً إلى الإمبراطورية الرومانية. سيفيلوس، حاكم بريطانيا في سنة 369 تقريباً، الذي طهر بريطانيا مؤقتاً من المجتاحين البرابرة. كريسانثوس حاكم بريطانيا، الذي كان حاكماً رومانياً في إيطاليا قبل إرساله إلى لندن. فيكتورينوس، حاكم بريطانيا الذي قد يكون فعلاً الحاكم الأخير الذي عينه الرومان على عرش بريطانيا. يبقى مرشح محتمل آخر في أن يكون زوج سيدة سبيتالفيلدس، وهو واحد من الشخصيات الأربع في بريطانيا، الذين أعلن كل واحد منهم نفسه إمبراطوراً على البلاد إبان حقبة الفوضى بين العامين 383 و407 ميلادي. © The Independent المزيد عن: علماء الآثار/اكتشاف أثري/اكتشاف قبر عتيق/الآثار الرومانية 15 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post جوزيه ساراماغو يخوض الحرب في رواية أخيرة ومجهولة next post كيف استطاع جواسيس الوصول لأسرار الحكومة الأميركية؟ You may also like سامر أبوهواش يكتب عن: “المادة” لكورالي فارغيت… صرخة... 25 نوفمبر، 2024 محامي الكاتب صنصال يؤكد الحرص على “احترام حقه... 25 نوفمبر، 2024 مرسيدس تريد أن تكون روائية بيدين ملطختين بدم... 25 نوفمبر، 2024 تشرشل ونزاعه بين ثلاثة أنشطة خلال مساره 25 نوفمبر، 2024 فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 15 comments Damaris 22 ديسمبر، 2020 - 1:34 ص Thank you, I have recently been looking for information about this topic for a long time and yours is the best I’ve found out so far. However, what in regards to the conclusion? Are you certain in regards to the source? My web-site :: Learn Software Engineering Reply vreyro linomit 22 ديسمبر، 2020 - 6:49 م Merely a smiling visitor here to share the love (:, btw outstanding design. http://www.vreyrolinomit.com/ Reply vreyro linomit 3 يناير، 2021 - 12:38 ص It is actually a great and helpful piece of info. I’m happy that you simply shared this useful info with us. Please keep us up to date like this. Thank you for sharing. http://www.vreyrolinomit.com/ Reply vreyro linomit 9 يناير، 2021 - 12:27 م You could certainly see your enthusiasm in the work you write. The world hopes for even more passionate writers like you who are not afraid to say how they believe. Always go after your heart. http://www.vreyrolinomit.com/ Reply vreyro linomit 19 يناير، 2021 - 5:42 م Hi my friend! I wish to say that this article is awesome, nice written and include approximately all significant infos. I would like to see more posts like this. http://www.vreyrolinomit.com/ Reply vreyro linomit 31 يناير، 2021 - 4:32 ص You made some good points there. I did a search on the subject and found most persons will agree with your website. http://www.vreyrolinomit.com/ Reply vreyro linomit 16 فبراير، 2021 - 4:38 ص Great – I should definitely pronounce, impressed with your site. I had no trouble navigating through all tabs as well as related info ended up being truly simple to do to access. I recently found what I hoped for before you know it in the least. Quite unusual. Is likely to appreciate it for those who add forums or something, website theme . a tones way for your client to communicate. Nice task.. http://www.vreyrolinomit.com/ Reply stornobrzinol 15 مايو، 2021 - 12:13 ص Magnificent beat ! I wish to apprentice even as you amend your web site, how can i subscribe for a blog site? The account aided me a appropriate deal. I were a little bit acquainted of this your broadcast provided shiny clear idea http://www.stornobrzinol.com/ Reply stornobrzinol 18 مايو، 2021 - 4:34 ص I genuinely enjoy studying on this internet site, it has good articles. http://www.stornobrzinol.com/ Reply Thrifty 12 أغسطس، 2021 - 11:22 م Thanks for the sensible critique. Me & my neighbor were just preparing to do some research about this. We got a grab a book from our local library but I think I learned more clear from this post. I am very glad to see such great info being shared freely out there. https://www.thrifty.co.uk/car-hire/london-city.htm Reply slot online ygg 14 أكتوبر، 2021 - 9:36 م I don’t even know how I ended up here, however I thought this post was once good. I don’t realize who you’re however certainly you’re going to a well-known blogger when you are not already 😉 Cheers! https://172.104.60.132/id-ID/Slot-Games/YgsGames Reply togel online indonesia 22 أكتوبر، 2021 - 12:53 ص This is really interesting, You’re a very skilled blogger. I have joined your rss feed and look forward to seeking more of your wonderful post. Also, I have shared your site in my social networks! https://www.seetherainbow.com/judi-bola/ Reply a course in miracles 14 فبراير، 2022 - 8:27 ص Needed to write you the little bit of remark so as to say thank you over again considering the extraordinary principles you’ve discussed here. It is strangely generous of you to deliver publicly exactly what many individuals would’ve made available as an e book to earn some profit on their own, specifically seeing that you could possibly have done it in case you considered necessary. These techniques likewise acted to provide a easy way to be certain that many people have the identical interest really like mine to figure out whole lot more with regards to this problem. I’m sure there are numerous more enjoyable moments ahead for folks who looked over your blog. https://awakening-mind.org/resources/a-course-in-miracles/ Reply best acim podcast 14 فبراير، 2022 - 10:16 م I do enjoy the way you have framed this particular problem and it does indeed offer us a lot of fodder for consideration. On the other hand, coming from everything that I have personally seen, I really trust as the actual feedback pile on that people keep on issue and not get started on a soap box associated with the news du jour. All the same, thank you for this superb point and although I can not really agree with the idea in totality, I respect the viewpoint. https://www.spreaker.com/show/the_david_hoffmeister_show Reply zorivareworilon 1 يوليو، 2022 - 5:43 م I have been absent for a while, but now I remember why I used to love this website. Thank you, I’ll try and check back more frequently. How frequently you update your web site? http://www.zorivareworilon.com/ Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.