ثقافة و فنونعربي جان دوست: لم أتأثّر ببلد مثلما تأثّرت بفلسطين | حوار by admin 28 يوليو، 2020 written by admin 28 يوليو، 2020 161 عرب 48 / اوس يعقوب خاصّ فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة في تمّوز (يوليو) من العام الماضي، زار الكاتب الكرديّ السوريّ جان دوست فلسطين المحتلّة، لحضور فعاليّات “الملتقى الثاني للرواية العربيّة”، كانت هي الأولى له إلى أرضٍ لطالما حلم بزيارتها، فيقول إثرها: “فلسطين الخيال كانت شيئًا، وفلسطين الواقع كانت شيئًا آخر”. وجان شاعر وقاصّ وروائيّ ومترجم كرديّ سوريّ، من مواليد بلدة كوباني (عين العرب) بريف حلب عام 1965، ويُعَدُّ من أبرز الأسماء الأدبيّة في المشهد الثقافيّ الكرديّ السوريّ في العقدين الأخيرين، وهو يقيم منذ عام 2000 في ألمانيا. صدر له مجموعات شعريّة عدّة، وعشر روايات بعضها صدر باللغة الكرديّة وبعضها بالعربيّة، فضلًا على بحوث وترجمات عديدة. ومن أشهر ترجماته، ترجمته لـ “مم وزين”، الّتي تُعَدّ أشهر قصص الحبّ في التراث الكرديّ. وكان أن حاز جوائز مهمّة، منها: “جائزة القصّة الكرديّة القصيرة” في سوريا عام 1993، و”جائزة الشعر” عن “مهرجان الشعر الكرديّ” في ألمانيا عام 2012، و”جائزة الكتاب الشرقيّ” عن ترجمته لقصص كرديّة، جُمِعَتْ في كتاب صدر بعنوان “رماد النجوم” عام 2013، وهي الجائزة الّتي أعلنتها مجلّة “دمشق” الصادرة في لندن عن الكتاب ذاته، وعام 2014 حاز “الجائزة الذهبيّة” في “مهرجان گلاویژ”، الّذي يُقام سنويًّا في مدينة السليمانيّة (إقليم كردستان العراق)، عن مجمل عمله الإبداعيّ. في حوار مع فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة، يتحدّث جان عن انطباعاته عن زيارته مدن رام الله، وبيت لحم، والقدس، وما تركته من أثر عميق في وجدانه. وقد نحا حوارنا معه، نحو التطرّق إلى إعادة اشتغاله بعد مرور قرن من الزمان، على القاموس العربيّ الكرديّ الموسوم بـ “الهديّة الحميديّة في اللغة الكرديّة”، الّذي وضعه العلّامة المقدسيّ يوسف ضياء الدين باشا الخالدي، في نهاية القرن التاسع عشر، وإلى زيارته التاريخيّة إلى “المكتبة الخالديّة” في المدينة المقدّسة، للمشاركة في ندوة خاصّة إحياءً لذكرى يوسف ضياء الدين باشا، واحتفاءً بطبعة القاموس الجديدة. فُسْحَة: زرتَ فلسطين لأوّل مرّة في حياتك في شهر تمّوز (يوليو) 2019؛ حدّثنا عن الانطباعات الأولى الّتي شعرت بها لحظة وطِئت قدماك الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. جان: عاشت فلسطين في وجداننا، بأشعارها ومقاومة أبنائها قبل أن نراها. تعرّفنا القضيّة الفلسطينيّة ونحن أطفال على مقاعد الدرس. عشنا النكبة ورافقنا المنكوبين في تغريبتهم المرّة، وهم يحملون مفاتيح دورهم أملًا في عودة قديمة إلى بيوتهم وبيّاراتهم، لإكمال جني الزيتون والبرتقال وعقد الدبكة الفلسطينيّة البهيجة فرحًا بهبات الأرض. عشنا الهمّ الفلسطينيّ في الشتات، رأينا استغلال بعض الحكومات العربيّة لهذه القضيّة الإنسانيّة، وبكينا بصدق على ضحايا المجازر، وما أكثرها في تاريخ الفلسطينيّين. لكنّ فلسطين الخيال كانت شيئًا وفلسطين الواقع كانت شيئًا آخر. إنّ أوّل ما لفت نظري المستوطنات المبنيّة على مرتفعات تطلّ على البلدات الفلسطينيّة، شعرت بها ثقيلة غريبة شاذّة يحيط بها الرعب، رعب سكّانها من سطوة الحقّ؛ لذلك كانت مسيّجة بالأسلاك الشائكة والجدران الأسمنتيّة، منفيّة إلى مرتفعات وكأنّها أرانب مذعورة. غمرني شعور خليط من الحزن والبهجة وأنا أتنفّس هواء فلسطين. شعرت به هواء حزينًا يشكو بحرقة. عانقت التاريخ في أزقّة رام الله، لامست أثر الفراشات في الأفق، شممت رائحة زهر الليمون يعطّر الأجواء، سمعت شهقة المسيح في بيت لحم إذ ولدته أمّه في المغارة، وأصغيت السمع جيّدًا لوقع أنّات المسيح على الصليب، وتناهت إلى أذنيّ صيحات صلاح الدين الأيّوبيّ وهو يساوي صفوف الجند في المعارك، ثمّ يساوي صفوف المصلّين في المسجد الأقصى. في القدس كدت أبكي من التأثّر حين وقفت أتأمّل قبّة الصخرة تقبّلها الشمس فتبدو مثل زرّ ذهبيّ سقط من معطف الربّ في الأعالي. لم تكن القدس غريبة عليّ، التقيتها كأنّني ألتقي شخصًا بيني وبينه سابق معرفة. شممت عطر التاريخ من حجارتها، وأسواقها، على الرغم من زيارتي القصيرة الخاطفة لها. للقدس رهبة المقدّس وسطوته وحميميّة الأمّ الحنون. أحببت كلّ بقعة مررتُ بها، ولا أبالغ حين أقول إنّني زرت أماكن كثيرة من العالم، لكن لم أتأثّر بأيّ مكان كما تأثّرت بالقدس وبيت لحم ورام الله، هذه المدن تخاطب الإنسان، تلامس أعماق الوجدان، كلّ بقعة منها تناديك بألف لسان ولسان لتحكي لك حكاية ما. زرت المخيّمات، مخيّم الدهيشة والأمعري مثلًا، وتعرّفت صعوبة العيش منفيًّا عن أرضك وأنت على أرضك. قرأت الغضب في كلّ عينين التقيتهما، وعرفت معنى التحدّي وأنا أزور مع وفد الكتّاب أمّهات الأسرى وأهاليهم ومتاحف الفنّ والأدب والسياسة. الشيء الوحيد الّذي أساء إلى المشهد الجميل هو صدّام حسين، ولست في حاجة إلى سرد تفاصيل ما جرى. باختصار أقول: الغريق يتعلّق بقشّة، وللأسف المتاجرة بفلسطين وقضيّتها عبر شعارات طنّانة وبعض المعونات نجحت، وانطلت الحيلة على الجماهير وحتّى على القيادات. فُسْحَة: في أثناء زيارتك إلى القدس، زرت “المكتبة الخالديّة”؛ اروِ لنا تفاصيل ذلك اللقاء بالجمهور المقدسيّ في رحاب المكتبة. جان: لهذه الزيارة قصّة طويلة، مختصرها أنّني، ومنذ مدّة طويلة، كنت أرغب في إعادة طبع قاموس “الهديّة الحميديّة في اللغة الكرديّة”، الّذي ألّفه السياسيّ والأديب الفلسطينيّ المقدسيّ يوسف ضياء الدين باشا الخالدي. كان هذا القاموس المهمّ الّذي طُبِعَ نهاية القرن التاسع عشر في إسطنبول، يعاني من مشكلات عويصة، منها سوء الطباعة وسوء صفّ الأحرف. وكان الدكتور محمّد مكري – رحمه الله- قد طبعه في باريس، في سبعينات القرن الماضي، فأساء إلى القاموس إساءة كبيرة؛ إذ لم يعمد إلى تخريجه وتصحيحه بل أبقاه على شكله القديم بكلّ نواقصه، وفوق ذلك حذف المقدّمة المهمّة الّتي كتبها يوسف باشا الخالدي عن قواعد اللغة الكرديّة، كما حذف الخاتمة الّتي ضمّت شرحًا لبعض القصائد الكرديّة، وتقريظات أدباء العصر للقاموس وبعض النتاجات الكرديّة. ورأيت أنّ من الضروريّ أن يخرج القاموس مرّة أخرى إلى النور، بشكل يناسب العصر، ويليق بصاحب القاموس الّذي أراد الخير للشعب الكرديّ، حين عاش بينهم ووجد أنّهم يفتقرون إلى قاموس يضمّ مفردات لغتهم. لنأتِ إلى موضوع الزيارة. بعد تواصلي مع العائلة الخالديّة الكريمة؛ إذ دلّني إليها أصدقاء ذكرت أسماءهم في مقدّمة القاموس، اتّفقنا على عمل ندوة في القدس إحياءً لذكرى يوسف ضياء الدين باشا، واحتفاءً بالطبعة الجديدة، لكنّ الظروف حالت بيني وذلك إلى أن سنحت لي الفرصة في زيارة فلسطين، لحضور “ملتقى الرواية العربيّة الثاني”. اتّفقت مع د. رجا الخالدي ود. امتياز دياب على تفاصيل الندوة، وتكرّمت د. ريم غنايم بتقديمي في الندوة. وعُقِدَت الندوة الّتي حضرها جمهور مقدسيّ مهتمّ، وألقى الدكتور عاصم الخالدي كلمة مؤثّرة. للأسف لم أتمكّن من أخذ كمّيّات كبيرة من القاموس لأوزّعها على الحضور، لكنّني أخذت ما طلبه منّي الدكتور وليد الخالدي لأجل وضع بعض النسخ في “المكتبة الخالديّة”. هناك شعرت بعمق الأخوّة التاريخيّة بين الشعبين الكرديّ والفلسطينيّ اللذين يجمعهما أكثر من علاقة تاريخيّة ومعرفيّة. وبدأت كلمتي بجملة أُعْجِبَ بها الجمهور؛ يقول محمود درويش: “ليس للكرديّ إلّا الريح”، وأنا أقول: “لا يا محمود، للكرديّ شعب فلسطين ومحبّتهم أيضًا، للكرديّ أحرار العالم كلّه”. حاولت أن أستغلّ فرصة إعادة طباعة القاموس، لتصحيح هذه العلاقة الّتي شابها قليل من التوتّر، على خلفيّة الأحداث السياسيّة الكبيرة الّتي جرت في منطقتنا. لاحظت مدى الفتور الجماهيريّ لدى الفريقين اللذين يكيل أحدهما اتّهامات مجحفة بحقّ الآخر، وآمل أن أرى في المستقبل ثمرة هذا الجهد في تصفية الأجواء. فُسْحَة: كيف تقيّم تجربتك مع هذا العمل المعجميّ والإقبال عليه من قِبَل أبناء الشعبين الكرديّ والفلسطينيّ؟ وكيف استقبلته المؤسّسات الثقافيّة الفلسطينيّة؟ جان: احتفى الفلسطينيّون بالعمل كثمرة معرفة مهمّة أهداها أحد أبناء شعب فلسطين إلى إخوانه الكرد، وصارت مناسبة ليتذكّر بعض الّذين نسوا أمرنا أنّ لهم إخوة في هذه الجغرافيا، يشاركونهم كثيرًا من الهموم. أمّا الكرد فقد احتفوا به عن طريق اقتنائه للاستفادة منه. فُسْحَة: أخيرًا، ما الّذي تعكف على كتابته في الوقت الحاليّ؟ جان: لا بدّ من أن أدوّن انطباعاتي عن زيارتي التاريخيّة. كانت زيارة مؤثّرة، ولا ينبغي أن أعاملها كأيّ زيارة سياحيّة أخرى… زرت عوامّ وحواضر رائعة الجمال، هنا في أوروبّا وكذلك في بلاد المشرق، لكنّني لم أتأثّر بأيّ بلد كما تأثّرت بفلسطين. مدينتان أثّرتا فيّ سابقًا تأثيرًا عميقًا، ونتج عن زيارتي إيّاهما روايتان مهمّتان هما “مهاباد وطن من ضباب” و”ميرنامه”. المدينة الأولى كانت “مهاباد”، عاصمة أوّل جمهوريّة كرديّة في العصر الحديث، و”بايزيد” حيث دُفن أحمد الخاني مؤلّف “مم وزين”، أعظم أثر أدبيّ كرديّ. كذلك الحال خلال زيارتي أرض فلسطين الحبيبة، هاجت أشجاني وكنت ثملًا بالأماكن الّتي أمرّ بها وأنا أستحضر تاريخًا رائعًا، قصصًا وحكايات كثيرة يجب أن تُدَوَّن. نعم، سأكتب حكايتي في فلسطين. أمّا كتابي الّذي أنكبّ عليه حاليًّا بالترجمة فهو “حكايات من بلاد الكرد”، قصص وحكايات من التاريخ الكرديّ تستحقّ أن يقرأها القارئ العربيّ والكرديّ، أقضي أيّامي بترجمتها من الكرديّة، وأزجي بها وقتي في عزلتي الكورونيّة. أوس يعقوب صحافيّ وباحث فلسطينيّ من مواليد دمشق، يتخصّص في الشؤون الفلسطينيّة والصهيونيّة. درس الصحافة وعلوم الأخبار في جامعة تونس، ويعمل مراسلًا صحافيًّا ومحرّرًا في عدد من المنابر العربيّة منذ عام 1993. له عدّة إصدارات، من ضمنها دراسات منشورة في ‘أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين’ الصادرة عن المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو). المزيد عن : جان دوست /أديب كردي /زيارة فلسطين /القدس /الأكراد /حوار /رحلة /سفر /أوس يعقوب 58 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post كوفيد 19: مظاهرة احتجاجًا على فرض ارتداء الكمامات في كيبيك next post رحيل بطلة “ذهب مع الريح” أوليفيا دي هافيلاند.. حملت 3 جنسيات وكرمتها ملكة بريطانية ودفعت القضاء لإصدار قانون حمل اسمها! You may also like مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 عبده وازن يكتب عن: فيروز تطفئ شمعة التسعين... 21 نوفمبر، 2024 “موجز تاريخ الحرب” كما يسطره المؤرخ العسكري غوين... 21 نوفمبر، 2024 58 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 25 مارس، 2024 - 4:26 م These are truly enormous ideas in concerning blogging. You have touched some pleasant points here. Any way keep up wrinting. Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 2:57 ص Hi everybody, here every one is sharing these experience, so it’s nice to read this blog, and I used to visit this webpage everyday. Reply глаз бога телеграмм бесплатно 11 أبريل، 2024 - 11:34 ص I was recommended this website by my cousin. I am not sure whether this post is written by him as no one else know such detailed about my problem. You are wonderful! Thanks! Reply глаз бога телеграмм 13 أبريل، 2024 - 5:54 ص Currently it seems like Movable Type is the top blogging platform out there right now. (from what I’ve read) Is that what you’re using on your blog? Reply глаз бога 14 أبريل، 2024 - 2:44 ص Today, I went to the beach with my kids. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She put the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is completely off topic but I had to tell someone! Reply бот глаз бога телеграмм 14 أبريل، 2024 - 12:56 م Oh my goodness! Amazing article dude! Many thanks, However I am encountering difficulties with your RSS. I don’t know why I can’t subscribe to it. Is there anyone else getting identical RSS problems? Anybody who knows the solution will you kindly respond? Thanx!! Reply глаз бога тг 14 أبريل، 2024 - 10:28 م Hi there! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I genuinely enjoy reading through your blog posts. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Many thanks! Reply глаз бога телеграмм 15 أبريل، 2024 - 6:22 م I love your blog.. very nice colors & theme. Did you design this website yourself or did you hire someone to do it for you? Plz reply as I’m looking to create my own blog and would like to know where u got this from. appreciate it Reply глаз бога тг 16 أبريل، 2024 - 4:39 ص Thanks for finally writing about > %blog_title% < Liked it! Reply глаз бога бот 16 أبريل، 2024 - 3:21 م Hello there, simply become aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. A lot of folks shall be benefited from your writing. Cheers! Reply steam cs:go betting sites 8 مايو، 2024 - 2:22 م Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Reply университет 15 مايو، 2024 - 8:05 م Francisk Skorina Gomel State University Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 25 مايو، 2024 - 7:26 م Hi to every body, it’s my first visit of this weblog; this webpage contains remarkable and really good information in favor of readers. Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 26 مايو، 2024 - 6:47 ص I would like to thank you for the efforts you have put in writing this website. I am hoping to see the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has motivated me to get my very own website now 😉 Reply Гостиничные Чеки СПБ 26 مايو، 2024 - 6:07 م Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back down the road. All the best Reply Гостиничные Чеки СПБ 27 مايو، 2024 - 5:27 ص Hi there! Do you use Twitter? I’d like to follow you if that would be ok. I’m definitely enjoying your blog and look forward to new updates. Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 28 مايو، 2024 - 2:27 ص Your style is really unique compared to other people I have read stuff from. Many thanks for posting when you have the opportunity, Guess I will just bookmark this site. Reply Гостиничные Чеки СПБ 28 مايو، 2024 - 11:27 ص Hi Dear, are you really visiting this web site regularly, if so then you will absolutely get nice knowledge. Reply Гостиничные Чеки СПБ 28 مايو، 2024 - 9:29 م What’s up i am kavin, its my first time to commenting anywhere, when i read this piece of writing i thought i could also make comment due to this brilliant piece of writing. Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 29 مايو، 2024 - 8:01 ص I loved as much as you will receive carried out right here. The sketch is tasteful, your authored subject matter stylish. nonetheless, you command get bought an impatience over that you wish be delivering the following. unwell unquestionably come further formerly again since exactly the same nearly a lot often inside case you shield this increase. Reply Гостиничные Чеки СПБ купить 29 مايو، 2024 - 6:46 م I’ve read some just right stuff here. Definitely value bookmarking for revisiting. I wonder how much attempt you put to create this kind of magnificent informative web site. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 31 مايو، 2024 - 10:56 م Good day! Would you mind if I share your blog with my twitter group? There’s a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Thank you Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 10:45 ص Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back in the future. All the best Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 1 يونيو، 2024 - 10:38 م Hi! I could have sworn I’ve been to this site before but after browsing through a few of the posts I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely pleased I found it and I’ll be bookmarking it and checking back regularly! Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 10:13 ص I’ve read some good stuff here. Definitely worth bookmarking for revisiting. I wonder how much attempt you set to create this sort of wonderful informative site. Reply удостоверение тракториста машиниста купить в москве 2 يونيو، 2024 - 10:04 م Howdy great blog! Does running a blog like this take a great deal of work? I have virtually no expertise in programming but I was hoping to start my own blog soon. Anyways, if you have any recommendations or tips for new blog owners please share. I know this is off topic nevertheless I just needed to ask. Thanks a lot! Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 12:39 م Hello there! This post couldn’t be written any better! Reading this post reminds me of my good old room mate! He always kept talking about this. I will forward this post to him. Pretty sure he will have a good read. Thank you for sharing! Reply 国产线播放免费人成视频播放 4 يونيو، 2024 - 8:28 ص Informative article, just what I wanted to find. Reply russa24-diploms-srednee.com 10 يونيو، 2024 - 5:46 م Great article, just what I wanted to find. Reply hot fiesta game 12 يونيو، 2024 - 7:17 م Im not that much of a online reader to be honest but your blogs really nice, keep it up! I’ll go ahead and bookmark your site to come back in the future. All the best Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 3:28 م Excellent post. I used to be checking continuously this blog and I am inspired! Very useful information particularly the ultimate part 🙂 I take care of such info a lot. I used to be seeking this particular info for a long timelong time. Thank you and good luck. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 6:36 م I like reading through a post that will make people think. Also, thanks for allowing for me to comment! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 8:26 م Does your website have a contact page? I’m having a tough time locating it but, I’d like to send you an e-mail. I’ve got some creative ideas for your blog you might be interested in hearing. Either way, great site and I look forward to seeing it expand over time. Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 9:04 ص This text is invaluable. How can I find out more? Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 12:07 م You’ve made some good points there. I looked on the internet to find out more about the issue and found most individuals will go along with your views on this site. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 2:25 ص Hi, this weekend is good for me, as this occasion i am reading this enormous informative article here at my house. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 4:07 م Hello there, just became aware of your blog through Google, and found that it is really informative. I’m gonna watch out for brussels. I will appreciate if you continue this in future. Many people will be benefited from your writing. Cheers! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 4:57 ص Wow, this article is pleasant, my sister is analyzing such things, so I am going to let know her. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 5:46 م With havin so much content and articles do you ever run into any problems of plagorism or copyright violation? My website has a lot of completely unique content I’ve either authored myself or outsourced but it looks like a lot of it is popping it up all over the web without my agreement. Do you know any solutions to help stop content from being ripped off? I’d definitely appreciate it. Reply автомойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 3:04 م 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 5:31 ص Ищете надежного партнера для строительства автомойки? У нас есть качественные решения под ключ, чтобы сделать ваш проект прибыльным. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 5:27 م 1Мойка самообслуживания под ключ – уникальная возможность начать простой в управлении бизнес. Идеально для начинающих предпринимателей. Reply строительство автомойки 9 يوليو، 2024 - 5:12 ص Заказывая автомойку под ключ, вы экономите время и деньги. Наши специалисты возьмут на себя все этапы работ, от разработки до ввода объекта в эксплуатацию. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 1:38 م Hi! I just wanted to ask if you ever have any problems with hackers? My last blog (wordpress) was hacked and I ended up losing a few months of hard work due to no data backup. Do you have any solutions to protect against hackers? Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 11:04 م Way cool! Some very valid points! I appreciate you writing this article and also the rest of the site is extremely good. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 11:58 ص This is my first time go to see at here and i am truly happy to read all at alone place. Reply строительство автомойки 15 يوليو، 2024 - 9:16 ص Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply строительство автомоек под ключ 15 يوليو، 2024 - 5:51 م Выбрав услугу “автомойка самообслуживания под ключ”, инвестор получает полностью оснащенную и готовую к эксплуатации моечную станцию без необходимости заниматься её организацией самостоятельно. Reply строительство автомоек под ключ 16 يوليو، 2024 - 2:23 ص Мойка самообслуживания под ключ — это удобно и выгодно. Оборудование европейского качества обеспечит стабильную прибыль. Reply мойка самообслуживания под ключ 16 يوليو، 2024 - 10:50 ص Строительство автомойки под ключ – это наша доменная зона. Мы создаем проекты, которые приносят прибыль и радуют клиентов. Reply строительство автомойки под ключ 16 يوليو، 2024 - 7:43 م Ищете надежного партнера для строительства автомойки? Мы предложим индивидуальные решения и полное сопровождение проекта от начала до конца. Reply автомойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 4:45 ص Быстрое строительство автомойки – это наша специализация. Мы обеспечиваем высокое качество и готовность к открытию в кратчайшие сроки. Reply автомойка самообслуживания под ключ 17 يوليو، 2024 - 1:30 م Франшиза автомойки – отличная возможность войти в готовый бизнес с мощной поддержкой нашей команды. Присоединяйтесь и растите вместе с нами! Reply Джак 15 أغسطس، 2024 - 2:24 م I simply could not depart your site prior to suggesting that I really enjoyed the standard information a person supply for your visitors? Is going to be back regularly in order to check out new posts Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 2:18 ص Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 6:40 ص You really make it seem so easy with your presentation but I find this topic to be really something which I think I would never understand. It seems too complicated and very broad for me. I am looking forward for your next post, I will try to get the hang of it! Reply theguardian 28 أغسطس، 2024 - 7:52 م I was very happy to find this website. I wanted to thank you for your time due to this wonderful read!! I definitely loved every bit of it and I have you saved as a favorite to check out new things on your blog. Reply theguardian 29 أغسطس، 2024 - 9:32 ص Post writing is also a fun, if you know then you can write otherwise it is difficult to write. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.