ثقافة و فنونعربي أهنأ الحب ما بني على الإعجاب المتبادل بالروح والجسد by admin 13 يوليو، 2020 written by admin 13 يوليو، 2020 203 أندريه موروا يضع في كتابه “فن الحياة” عصارة فكره ورؤيته وخبرته الطويلة في الحياة والحرب والحب والتعامل مع البشر. ميدل ايست اونلاين / محمد الحمامصي يضع الروائي والفيلسوف الفرنسي أندريه موروا المعروف بتراجمه لأدباء وفلاسفة يشكلون علامات في تاريخ الأدب والفلسفة، في كتابه “فن الحياة” عصارة فكره ورؤيته وخبرته الطويلة في الحياة والحرب والحب والتعامل مع البشر، ليضيء أفضل وسائل التفكير والحكم على ما حولنا وما نمر به من أحداث وأشياء، متسائلا هل هناك طرق تسمح للإنسان بأن يوجه تفكيره بحيث تجد أعماله طريقا ممهدا لها بين الناس والأشياء؟ وهل في طاقة الإنسان أن يرسم في ذهنه خريطة صحيحة للعالم، وأن يقود سفينته طبقا لهذه الخريطة نحو أهداف محددة حتى يصل سالما إلى المرفأ المختار؟ ومن ثم يتطرق إلى موضوعات مثل: كيف تفكر؟ كيف تعيش؟ كيف تحكم على الأشياء؟ كيف تميز الصواب عن الخطأ؟ كيف تحب؟ كيف تتزوج؟ كيف تعمل؟ كيف تقرأ؟ حتى لنصبح أمام خريطة شاملة فيما يخص الطرق الأفضل لممارسة حياة ناجحة. يرى موروا – في كتابه الذي ترجمه يوسف مظهر وصدر أخيرا عن دار آفاق – أن ما نسميه تفكيرا هو ما نبذله من جهد حين نزاوج بين الصور والرموز، لنميز ونتوقع آثار أعمالنا في الأشياء الواقعية، فكل فكرة إن هي إلا صورة تخطيطية لعمل من الأعمال، وعلى هدى هذه الصورة نرسم برامج حياتنا. فلكي نصوب أعمالنا يجب علينا كما قال بسكال “يجب أن نجوّد تفكيرنا بأن نجعل من مثالنا الباطني الصغير للعالم صورة أكثر ما تكون مطابقة للعالم الخارجي الحقيقي. فإذا طابقت قوانين عالمنا الباطن الصغير وقوانين العالم الحقيقي الكبير على وجه التقريب، أي إذا كانت خريطتنا الداخلية قد رسمت بدقة نسبية للبلدان التي قدّر لنا أن نجوس خلالها ونمشي في مناكبها، كان من حظنا أن تجئ أعمالنا منطبقة على حاجتنا ورغباتنا ومخاوفنا. من الناس من يسحر حواسنا بجماله ويرضي عقلنا بلطف حديثه فهؤلاء نحبهم دون مجهود أو ندم، وكل لحظة نقضيها بقربهم تجعلنا أكثر ثقة بكمالهم ويشير إلى أن هناك تفكيرا جسديا يوجه أعمالنا توجيها عجيب الإحكام، ولكن المدى الذي يصل إليه هذا التفكير ليس بعيدا، فالخلد (الفأرة العمياء) يفكر جيدا بأرجله، ولكن تفكيره هذا لا يصل إلى أبعد من المدى الذي تصل إليه هذه الأرجل، فهو لا يعرف ولا يفهم أن أكوام التراب المتعددة البشعة التي تتكون على الحشائش الخضراء إنما هي نتيجة لحفره هو في أرض البستان، كما لا يفطن إلى حقد البستاني عليه ولا يتصور عواقب هذا الحقد على أبناء جنسه. ويأتي الطيار بأعمال غير إرادية في منتهى الدقة ترشده إلى وقت النزول، وتمكنه من الهبوط إلى الأرض سالما. هذا إلى أنه من المؤكد أن أيدي الطيار ليست هي التي اخترعت الطائرة. ويتابع موروا أن رجل الدولة المكلف بإدارة شئونها المالية لا يستطيع أن يفكر بجسمه، ولا يستطيع أن يكتفي بتكوين صور في ذهنه لما سيقوم به من الأعمال، كما يفعل لاعب الجمباز، لأن الصور التي تثار في الذهن في هذه الحالة لا يكون عددها حصرا، فإذا كان عليه أن يقوم بتحسين الحالة الاقتصادية لملايين من الناس، فلن يستطيع أن يقول “سأعمل كذا لأجل التاجر الفلاني أو الفلاح الفلاني أو العاطل الفلاني” بل لا بد له أن يستعيض عن هذه الصور المعينة المحدودة للناس والحقول والبيوت والأعمال برموز وإشارات، تمثل تارة إنسانا أو شيئا، وتارة طبقة بأكملها من الناس، هذه الرموز والاشارات هي الألفاظ والأرقام. ويلفت إلى إن الرجل الذي يفكر بيديه ـ كالصانع والحاوي ولاعب الجمباز ـ إنما ينقل أشياء ثقيلة ذات مقاومة كالأحجار والكرات، أو ينقل جسمه بالذات، أما الرجل الذي يفكر بالكلمات، فإنه لا ينقل سوى أصوات وإشارات، مما يجعل عمله الجسماني يسيرا إلى درجة عجيبة. خذ مثلا: أنت جالس في الفندق صباحا، فتدق الجرس وتنطق بكلمة “شاي” فلا تمضي بضع دقائق حتى يكون أمامك فنجان وصحن ومعلقة وخبز ولبن وشيء من المربى وإبريق الشاي وماء ساخن. فكر في تلك الأعمال الواقعية المعقدة التي استلزمها تقديم كل هذه الأشياء إليك، واستحضر في ذهنك صور أولئك الصينيين يزرعون الشاي وينتقون أوراقه، والسفينة التي حملت الشاي إلى بلدك، وربان السفينة وبحارته وسط إعصار من أعاصير المحيط الهندي صمدوا له وجالدوه، ثم صورة الفلاح الذي قاد أبقاره إلى المرعى، وجامعي اللبن من القرى، ثم الخباز الذي صنع لك ذلك الخبز، والقرويات اللائي جمعن البرتقال الذي صنع منه هذا المربى. إنه كلمة مركبة من مقطع واحد جعلت كل هذه المخلوقات في خدمتك. ويضيف إن أثر الرجل الذي يفكر بيديه في الكون محدود، فهو لا يستطيع أن يؤثر إلا فيما يلمسه، أما الرجل الذي يفكر بكلمات فإنه يستطيع بغير مجهود أن يحرك جيوشا بل أمما، بل قارات بأكملها. فينطق رئيس دولة من الدول أو رئيس حكومة من الحكومات بكلمة “تعبئة” وإذا بهذا المجهود الضئيل الذي لم يتطلب سوى حركة من شفتيه لا تكاد تلحظ، قد أخرج رجال أوروبا من ديارهم وانتزعهم من أسراتهم، وإذا به قد أطلق في الجو أسرابا من قاذفات القنابل تدمر مدنا عاشت ألوف السنين، فكأنه بذلك بذلك قد قضي بدمار عالم وعمل على فناء مدينة. فإذا فكرنا فيما يستطيع الإنسان أن يحدثه بكلمة واحدة من الآثار البعيدة، عرفنا لم كان للغة عند الشعوب البدائية تأثير سحري. ويؤكد موروا مرة أخرى أن الرجل الذي بيديه ينقل أشياء ثقيلة ويقول “هو ينقلها حجرا حجرا وحركة في إثر حركة، فحرصه مضمون بصعوبة أعماله نفسها وحاجته إلى ضمان هذا الحرص في إنجازها. ولا مفر له من مراعاة ذلك التوافق بين عالمه الباطني والعالم الخارجي الذي رأينا أنه الضمان لسلامة التفكير، لأنه إذا لم يلتزم مراعاة هذا التوافق تهشمت يداه بثقل الأحجار، أو أفلتت الكرة من يديه، أو سقط من العقلة التي يلعب عليها. أما الرجل الذي يفكر بألفاظ فإن الأعمال بالنسبة له سهلة، والفترة التي تنقضي بين خطئه وظهور نتائج هذا الخطأ عادة طويلة لا تجعله يقدر مسئولياته، فهو إذ يلعب بهذه الرموز الخفيفة لا تخطر بباله الأثقال الرهيبة التي يجرها وراءه كل رمز من هذه الرموز، فهو كما قال ليبنتز “تصرفه سهولة النطق بالكلمات عن إدراك حقائق الأمور”. ويرى أنه لا جدال في أن المنطق قد روّض العقول وألانها وأكسبها سرعة لم تكن لها من قبل، ولكنه أورثها في الوقت نفسه عادة خطرة، وهي أنها اعتقدت أنها تستطيع أن تكسب كل شيء متى جاءت بدليل عليه مظاهر الصدق. ولكن تاريخ المذاهب يدلنا على أن الناس قد استطاعوا على توالي العصور أن يبرهنوا على صحة كل شيء تقريبا، فقد أثبتوا صحة فلسفات متناقضة، ثم أثبتوا خطأها، كما أثبتوا لزوم الديمقراطية ثم أثبتوا استحالتها، وأثبتوا تميز الأجناس البشرية ثم أثبتوا اختلاطها. قال الفيلسوف آلان “ليس عندي لأي دليل قيمة أو اعتبار”، وفي الواقع يمكن إقامة الدليل على صحة أي شيء متى كانت الكلمات المستعملة لم تحدد معانيها بوضوح. ففي علم الجبر يكون البرهان دقيقا لا ينقض، لأن كل تعبير محدد بدقة تجعل المدلل لا يستطيع أن يضيف شيئا من عنده إلى ما يفهمه السامع من هذا التعبير. فالمتطابقات هي متطابقات صحيحة حقا. ولكن الألفاظ التي تصلح للتعبير عن المشاعر وعن سياسة الدول وعن شؤون الاقتصاد، هي ألفاظ مبهمة يمكن استعمالها عند التدليل بمعان، فمثل التعبير بلغة غير محكمة الوضع كمثل القياس بأوزان مزيفة. ويقول موروا في فن الحب “كان بيكون يقول إن “الفن هو الإنسان مضافا إلى الطبيعة”، فالطبيعة تقدم العناصر الخام لإنجاز اللوحة أو التمثال أو القصيدة أو المأساة، فيحور الإنسان هذه العناصر ويرتبها لتلائم مطالب عقله، فإذا سلمنا بهذا التعريف البديع، أصبح من البديهي أن هناك فنا للحب، إذ في موضوع الحب ـ كما في كل شيء آخر ـ لا تقدم لنا الطبيعة سوى المواد الخام، وهي: انقسام الأنواع إلى أزواج والحاجة إلى استبقاء النوع مصحوبة بجميع الغرائز القوية المعدة لخدمة هذه الحاجة. ولكن إذا لم يكن العقل الإنساني على ممر القرون قد حور هذه العناصر وألف بينها، لما زادت غرامياتنا عن مهارشات الكلاب. ألق بنظرك في الحقول وفي الجو وفي مياه الأنهار، وراقب الحيوان في مغازلاته، ثم اقرأ قصة “أميرة كليف” لمدام ده لافايت، تعرف مدى الفاصل بين الطبيعة والفن في الحب. كل نصف يبحث عن نصفه الآخر ليتصل به ويؤكد أن معجزة الحب الإنساني هي أن الإنسان يبني على تلك الغريزة البسيطة “الرغبة” أعقد المشاعر وأرقها، فبتأثير أفاعيله السحرية نرى مخلوقين ضعيفين، لهما من الأثرة والخجل وقلة الثبات والوحشية ما لسائر أبناء جنسهما، قد توافقا فاختلطا واتصلا أوثق اتصال واعتنقا فكرة واحدة، وأصبحت عداوة العالم لهما أو عدم اكتراثه بهما ومخاوف المستقبل وأحقاد الطبقات أو عداوات الشعوب في نظر هذين المخلوقين دخانا مبددا وخيالا زائلا، لقد مهد لهما عنف الرغبة الطريق لاجتياز عوائق حب الذات، وأعانهما على التسامح في الفروق الأخرى. ولكن تلك الرغبة سريعة الزوال، فكيف استخرج الناس عواطف باقية طاهرة من تلك النزوة؟ إذا أردنا أن نفهم فن الحب، وجب علينا حل مشكلة “تقديس الميل الجنسي”، وقبل أن نهاجم هذا الحرم المكنون، يلزمنا أن نزيل ما حوله من الأشواك والأدغال. ويوضح موروا إن ما يسمونه انقضاض الصاعة أو الحب من أول نظرة علامة على سبق الاستعداد، ففي خرافة يونانية أن كل إنسان كان في البدء يجمع بين خصائص الرجل وخصائص المرأة، وأن الإله الخالق قد قطع كل مخلوق إلى نصفين ففصل بذلك بين النوعين، ومنذ ذلك الحين أصبح كل نصف يبحث عن نصفه الآخر ليتصل به، فإذا تقابل الاثنان نبهتهما إلى ما بينهما من الصلة صدمة قوية لذيذة هي ما يسمونه انقضاض الصاعة أو الحب من أول نظرة. ويحمل كل منا في طيات نفسه “الصورة الأصلية للهيئة الجمالية التي يبحث عنها بين سكان العالم”، فإذا صادف إنسانا حقيقيا متحليا بجميع صفات الكمال التي كان يخلعها على ما كان يعشقه إبان مراهقته من المخلوقات الخيالية، أسلم نفسه إلى الاسترسال في حب هذا الإنسان. ومن الناس من يسحر حواسنا بجماله ويرضي عقلنا بلطف حديثه فهؤلاء نحبهم دون مجهود أو ندم، وكل لحظة نقضيها بقربهم تجعلنا أكثر ثقة بكمالهم، ونعرف أننا لو منحنا القدرة على تغيير ما بهم، لما اشتهينا أن يغير أي شيء فيهم، فصوتهم في آذاننا أعذب الأنغام، وحديثهم غير المتكلف قصائد كاملة من روائع الشعر، وفي الحق إن منتهى السعادة هي أن نعجب بالمحبوب من غير تحفظ، وأهنأ الحب ما بني على الإعجاب المتبادل بالروح والجسد. 37 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post نجيب محفوظ… أن تكون إنساناً عادياً next post لبنان يقترب أكثر من الانهيار والفوضى You may also like عندما يتحول التأويل الثقافي حافزا على عدم الفهم 12 يناير، 2025 مهى سلطان تكتب عن : الرسام الهولندي موندريان... 12 يناير، 2025 ليلى رستم تسافر إلى “الغرفة المضيئة” في الوجدان 12 يناير، 2025 زنوبيا ملكة تدمر… هل يسقطها المنهج التربوي السوري... 11 يناير، 2025 (15 عرضا) في مهرجان المسرح العربي في مسقط 11 يناير، 2025 أبطال غراهام غرين يبحثون عن اليقين عند الديكتاتور 10 يناير، 2025 رحيل “صائدة المشاهير”…ليلى رستم إعلامية الجيل الذهبي 10 يناير، 2025 سامر أبوهواش يكتب عن: حسام أبو صفية… الرجل... 10 يناير، 2025 كتب يناير الإنجليزية: سيرة هوليوودي واعترافات 3 نساء 9 يناير، 2025 عبده وازن يكتب عن: بثينة العيسى تروي خراب... 9 يناير، 2025 37 comments зарубежные сериалы в хорошем HD качестве 24 مارس، 2024 - 8:48 م I was recommended this blog by my cousin. I am not sure whether this post is written by him as no one else know such detailed about my difficulty. You are amazing! Thanks! Reply глаз бога телеграмм бесплатно 10 أبريل، 2024 - 1:56 ص It’s enormous that you are getting ideas from this piece of writing as well as from our discussion made at this place. Reply бот глаз бога телеграмм 10 أبريل، 2024 - 3:13 م Great web site you’ve got here.. It’s hard to find good quality writing like yours these days. I seriously appreciate people like you! Take care!! Reply cs2 live betting sites 2024 7 مايو، 2024 - 6:09 م Informative article, exactly what I needed. Reply университет 15 مايو، 2024 - 7:02 م ГГУ имени Ф.Скорины Reply Гостиничные Чеки СПБ 24 مايو، 2024 - 10:36 ص Wow! This blog looks exactly like my old one! It’s on a entirely different topic but it has pretty much the same layout and design. Great choice of colors! Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 1:07 م Howdy very nice website!! Guy .. Beautiful .. Amazing .. I will bookmark your web site and take the feeds also? I am glad to seek out so many useful information here in the submit, we’d like develop more strategies in this regard, thank you for sharing. . . . . . Reply 乱伦色情 3 يونيو، 2024 - 11:31 ص I enjoy what you guys are up too. This type of clever work and coverage! Keep up the good works guys I’ve incorporated you guys to blogroll. Reply хот фиеста играть 12 يونيو، 2024 - 6:14 م Tremendous things here. I’m very glad to see your article. Thank you so much and I’m taking a look forward to touch you. Will you please drop me a mail? Reply hot fiesta game 13 يونيو، 2024 - 1:51 م We are a gaggle of volunteers and starting a new scheme in our community. Your web site provided us with useful information to work on. You have performed an impressive activity and our whole community can be grateful to you. Reply хот фиеста слот 14 يونيو، 2024 - 1:16 ص Hey there! Someone in my Myspace group shared this site with us so I came to give it a look. I’m definitely enjoying the information. I’m book-marking and will be tweeting this to my followers! Wonderful blog and fantastic style and design. Reply хот фиеста game 14 يونيو، 2024 - 12:59 م This is a topic that’s close to my heart… Best wishes! Where are your contact details though? Reply хот фиеста игра 15 يونيو، 2024 - 12:16 ص I love reading through a post that will make people think. Also, thank you for allowing me to comment! Reply eyelash extensions miami fl 22 يونيو، 2024 - 12:47 م Well done! This article provides a lot of value. Reply Теннис онлайн 27 يونيو، 2024 - 6:51 م Thanks in favor of sharing such a pleasant opinion, article is good, thats why i have read it completely Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 2:46 م I always used to read post in news papers but now as I am a user of web so from now I am using net for articles, thanks to web. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 4:49 ص Pretty nice post. I just stumbled upon your blog and wanted to say that I have really enjoyed browsing your blog posts. In any case I’ll be subscribing to your feed and I hope you write again soon! Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 5:57 م Wow, wonderful blog layout! How long have you been blogging for? you make blogging look easy. The overall look of your web site is great, let alone the content! Reply Теннис онлайн 1 يوليو، 2024 - 8:27 ص Someone necessarily help to make critically articles I might state. This is the first time I frequented your web page and to this point? I amazed with the research you made to create this actual submit amazing. Wonderful task! Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 3:22 م If some one desires to be updated with most recent technologies afterward he must be pay a visit this website and be up to date daily. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 1:45 ص magnificent publish, very informative. I’m wondering why the other experts of this sector do not understand this. You should continue your writing. I am sure, you have a huge readers’ base already! Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 3:26 م Actually no matter if someone doesn’t know after that its up to other people that they will help, so here it happens. Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 4:20 ص My coder is trying to persuade me to move to .net from PHP. I have always disliked the idea because of the expenses. But he’s tryiong none the less. I’ve been using Movable-type on numerous websites for about a year and am anxious about switching to another platform. I have heard very good things about blogengine.net. Is there a way I can transfer all my wordpress content into it? Any kind of help would be really appreciated! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 5:09 م Howdy! I could have sworn I’ve been to this site before but after going through a few of the posts I realized it’s new to me. Nonetheless, I’m definitely pleased I found it and I’ll be bookmarking it and checking back regularly! Reply строительство автомойки под ключ 5 يوليو، 2024 - 4:53 م Строительство автомоек под ключ – это возможность получить готовое к эксплуатации и прибыльное предприятие без лишних хлопот. Reply строительство автомойки 6 يوليو، 2024 - 2:18 م Мойка самообслуживания под ключ – это отличная бизнес-идея для тех, кто ценит время клиентов. Установим оборудование и обучим персонал. Reply автомойка под ключ 7 يوليو، 2024 - 4:53 ص Строительство автомойки под ключ – это удобный способ получить готовый бизнес без хлопот. Мы предоставляем полный пакет услуг, от проектирования до запуска. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 5:37 م Преимущество строительства автомойки под ключ заключается в оперативности запуска проекта и минимизации забот для заказчика, так как исполнитель берет на себя все этапы работ. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 5:20 ص Выбрав услугу “автомойка самообслуживания под ключ”, инвестор получает полностью оснащенную и готовую к эксплуатации моечную станцию без необходимости заниматься её организацией самостоятельно. Reply мойка самообслуживания под ключ 8 يوليو، 2024 - 4:51 م Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 4:38 ص “Мойка самообслуживания под ключ” привлекает владельцев автомобилей своей оперативностью и качеством. Инвестируйте в перспективу еще сегодня! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 8:23 ص Hey very interesting blog! Reply Прогнозы на футбол 10 يوليو، 2024 - 10:28 م Good day! I know this is kinda off topic but I was wondering which blog platform are you using for this site? I’m getting tired of Wordpress because I’ve had issues with hackers and I’m looking at options for another platform. I would be awesome if you could point me in the direction of a good platform. Reply мойка самообслуживания под ключ 15 يوليو، 2024 - 12:22 ص Приобретая франшизу автомойки, вы получаете проверенную модель бизнеса с полным комплектом оборудования и постоянной поддержкой франчайзера. Reply Джак 15 أغسطس، 2024 - 1:22 م Thanks for sharing your thoughts on %meta_keyword%. Regards Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 3:55 م We are a group of volunteers and starting a new scheme in our community. Your site provided us with valuable information to work on. You have done an impressive job and our whole community will be grateful to you. Reply theguardian.com 22 أغسطس، 2024 - 8:25 م Heya i’m for the primary time here. I came across this board and I find It truly useful & it helped me out a lot. I am hoping to offer something back and help others like you helped me. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.