عرب وعالمعربي لماذا أنشئ مخبأ البيت البيض الجديد ومتى وكيف يستخدمه الرئيس؟ by admin 3 يونيو، 2020 written by admin 3 يونيو، 2020 189 يضم 5 أدوار ومغلف بطبقات تحميه من القنابل الذرية والبيولوجية والإشعاعات اندبندنت عربية / طارق الشامي صحافي مختص في الشؤون الأميركية والعربية @tarek21shamy بصرف النظر عن مدى صدقية ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن نقل الرئيس دونالد ترمب إلى مخبأ سري تحت البيت البيض خلال تظاهرات الجمعة الماضي في واشنطن، إلا أن تفاصيل المخبأ والأنفاق الموصلة منه وإليه غير معروفة لكثيرين. فلماذا أنشئ هذا المخبأ وما الأخطار التي تستوجب أن يتوجه إليه الرئيس الأميركي وأسرته وموظفيه؟ وكم يوماً يستطيع أن يستمر داخله كل هذا العدد من الأشخاص وهل هو محصّن ضد القنابل النووية؟ ماذا حدث؟ في وقت ما من ليلة الجمعة الماضية، تجمعت أعداد من المتظاهرين الغاضبين شمال البيت الأبيض مباشرةً، فما كان من إدارة الخدمة السرية المسؤولة عن حماية الرئيس إلا أن اتخذت خطوة غير عادية بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، وهي نقل ترمب من المبنى الإداري في البيت الأبيض حيث يوجد المكتب البيضاوي، إلى منشأة آمنة تحت الأرض أسفل المبنى ذاته. كان هذا الإجراء الطارئ مفهوماً من الناحية الأمنية، إذ انتقل العنف والتخريب اللذين صاحبا الاحتجاجات في ولاية مينيسوتا في وقت سابق من الأسبوع، إلى مسافة قريبة في هذه الليلة، وعلى بعد خطوات فقط شمال البيت الأبيض. وسواء كان ما ذكرته الصحيفة الأميركية صحيحاً أم لا، إلا أنه أثار سؤالاً حتمياً حول ما إذا كان البيت الأبيض يضم مخبأً تحت الأرض؟ والإجابة هي: نعم، بل من المؤكد أن هناك أكثر من مخبأ وأنفاقا للهروب، وطرقا عدة لحماية رئيس أهم وأقوى دولة في العالم وقت الخطر. مخبأ بيوك أسفل الجناح الشرقي للبيت الأبيض يوجد مركز لعمليات الطوارئ الرئاسية يُعرف اختصاراً باسم مخبأ “بيوك”، تم بناؤه خلال الحرب العالمية الثانية كإجراء وقائي للرئيس فرانكلين روزفلت، وهو المكان الذي لجأ إليه ريتشارد تشيني، نائب الرئيس الأميركي خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001 من دون أن يتحدث عن تفاصيله، لكن السيدة الأولى في هذا الوقت لورا بوش، وصفت المكان في كتاب نشرته عام 2010. وتحدثت زوجة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش في الكتاب، عن كيفية إجلائها إلى هذا المخبأ في ذات اليوم، فكتبت “دفعوا بي إلى الداخل ثم تحركنا إلى الدور الأدنى عبر بابين فولاذيين كبيرين أُغلقا خلفي بإحكام محدثين صوتاً أشبه بالهسهسة، ووجدت نفسي في أحد الممرات السرية تحت البيت الأبيض لم يكتمل بناؤها ومشينا في هذا الممر على أرضيات قديمة وتحت أسقف تتدلى منها أنابيب مُعلقة ومعدات ميكانيكية مختلفة، لنتجه بعد ذلك إلى مركز (بيوك) الذي تم تشييده للرئيس فرانكلين روزفلت خلال الحرب العالمية الثانية، ليكون مركز قيادة خلال حالات الطوارئ ويحتوي على كل ما يحتاجه الرئيس ومساعدوه من هواتف وأجهزة اتصالات منوعة وتلفزيونات”. ووصفت لورا بوش في كتابها، كيف قادها الحراس إلى غرفة اجتماعات صغيرة تضمّ طاولة كبيرة، وهي الطاولة ذاتها التي نشر الأرشيف الوطني للولايات المتحدة لاحقاً صوراً لاجتماعات الرئيس جورج دبليو بوش فيها مع تشيني ومستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت كوندوليزا رايس. ويقول المؤرخ، الصحافي غاريت غراث في كتابه “رافين روك”، الذي يتحدث فيه عن استعدادات الحكومة الأميركية لحمايتها خلال الطوارئ، إن مرافق مركز بيوك حُدثَت مرات عدة حتى بعد أحداث سبتمبر، حيث اشتكى نائب الرئيس تشيني لمنسق الأمن القومي ريتشارد كلارك من سوء خدمات الاتصال داخل المخبأ. ومن المرجح أن يكون الرئيس ترمب نُقل على عجل إلى هذا المخبأ القديم يوم الجمعة الماضي إذا كانت الأنباء التي نقلتها “نيويورك تايمز” صحيحة، لكن هناك مخبأ آخر أكبر وأحدث لم يكن قد شُيِّد بعد خلال أحداث 11 سبتمبر الإرهابية عام 2011. كيف تولدت فكرة مخبأ جديد؟ نتيجة للدروس المستفادة من هجمات 2011، أدرك خبراء الأمن القومي في الولايات المتحدة أن مخبأ بيوك لا يخدم الغرض المرجو منه، وغير كافٍ لحماية الرئيس وفريقه المساعد وقت الخطر. ويقول رونالد كيسلر، الذي تحدث عن تشييد المخبأ الجديد، في كتاب نشره عام 2018 تحت اسم “بيت ترمب الأبيض: تغيير قواعد اللعبة”، إن فكرة بناء مخبأ جديد تولدت من أنه لو كان هناك هجوم نووي أو بيولوجي أو إشعاعي، فلن تكون هناك إمكانية لإجلاء الرئيس وموظفي البيت الأبيض إلى مكان بعيد مثل ولاية بنسلفانيا أو ويست فيرجينيا. ولهذا أدرك خبراء الأمن القومي بعد هجمات 11 سبتمبر، عدم إمكانية مغادرة واشنطن بشكل مطلق، حتى لو كان ذلك بالسيارة، حيث يتوقع أن تكون جميع الطرق مسدودة وسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً، أو باستخدام الطائرة الهليكوبتر الذي سيكون محفوفاً بالمخاطر، نظراً لأن البلاد تتعرض لهجوم، ولذلك توصلوا إلى هكذا خطة لإنشاء منشأة منفصلة تماماً لتكون مخبأً تحت الأرض أسفل الحديقة الشمالية للبيت الأبيض. الحفاظ على سرّية المخبأ في عام 2010، بدأت إدارة الخدمات العامة مشروعاً ضخماً خارج القطاع الذي يوجد فيه المكتب البيضاوي للرئيس ومكاتب كبار مستشاريه، وحينها أكدت إدارة الخدمات العامة أن هذه الأعمال تتعلق بتحديث واستبدال البنية التحتية القائمة في البيت الأبيض، لكن حجم وسرية المشروع أثارا شكوكاً واسعة حول طبيعة المنشأة الجديدة، حيث ذكرت وكالة “أ ب” في تقرير عام 2011 أن إدارة الخدمات العامة بذلت جهداً كبيراً للحفاظ على سرية العمل عندما اقترب البناء من الاكتمال، ليس فقط عبر وضع سياج حول البناء ولكن أيضاً بمطالبة المقاولين الفرعيين بعدم الحديث مع أي طرف والامتناع عن توفير أي معلومات عن الشاحنات التي تدخل أبواب البيت الأبيض. إلا أن كل ذلك لم يكن كافياً لوقف تكهنات الصحافيين أو الحد من شغفهم لمعرفة الحقيقة، فكتب الصحافي كريستيان دافونبورت مقالاً في صحيفة “واشنطن بوست” متوقعاً أن تكون المنشأة السرية مخبأ جديداً، وهو ما أكده كيسلر الآن. خمسة طوابق وأشار كيسلر إلى أن هذا المخبأ يتكون من خمسة طوابق عميقة تحت الأرض مزودة بإمدادات هواء خاصة بها وإمدادات الغذاء، وهو مُغلف بعوازل خاصة وطبقات غير متصلة بالأرض بحيث إذا حدث على سبيل المثال هجوم نووي، فلن يخترقه الإشعاع، إذ يتشكل من جدران خرسانية سميكة للغاية، كما أن هناك تفاصيل أخرى كثيرة تحيط بها السرية. وأضاف كيسلر إن الغرض من المخبأ هو أن يكون بمثابة مركز قيادة وأماكن معيشة للرئيس وموظفيه لأشهر عدة بحيث تكون إمدادات الهواء مكتفية ذاتياً ولا تتصل بأي تلوث خارجي، على أن يتم تزويد المنشأة بكمية كافية من الغذاء والمياه طوال هذه الشهور. وحين وصل الرئيس ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2017 تجوّل مع عدد من المسؤولين داخل المخبأ الجديد الذي تكلف إنشاؤه أكثر من 370 مليون دولار أميركي. أنفاق الهروب وفي حالة الضرورة أو وجود تهديدات أو أخطار مفاجئة فإن الفرار من البيت الأبيض يظل خياراً متاحاً حيث أقيمت أنفاق سرية عدة تحت المبنى، بما في ذلك اثنان تم الكشف عنهما، يربط أحدهما البيت الأبيض بوزارة الخزانة، وله مخرج آخر غير محدد في شارع “إتش” بواشنطن، ويُعد في حد ذاته مخبأ مناسباً حيث شُيد خلال الحرب العالمية الثانية بشكل متعرّج لحماية الرئيس روزفلت حال تعرض البيت الأبيض لقصف جوي. أما النفق الثاني، فيمتد عبر الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض ليصل الرئيس الأميركي إلى طائرة الهليكوبتر الرئاسية التي يمكن أن تقلّه إلى مطار آخر أو أي مكان حسب الاحتياج والنصائح والتقارير الأمنية في هذا التوقيت. وفضلاً عن ملاجئ الحماية المخصصة للرئيس وإدارته داخل البيت الأبيض، فإن هناك ملاجئ أخرى عدة تعود لسنوات بعيدة وتنتشر في سائر أرجاء الولايات المتحدة، تحدث المؤرخ غاريت غراث في كتابه عن أهمها وأقربها إلى واشنطن العاصمة وهو “رافين روك” في تلال منطقة كامب ديفيد الجبلية بمقاطعة فريدريك في ولاية ميريلاند، وهو ملجأ محصّن بقوة، تم تجهيزه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي لحماية الإدارة الأميركية من أي أخطار تهددها بما في ذلك الهجمات النووية. المزيد عن: الرئيس الأميركي/البيت الأبيض/مخابئ الرئيس/الأمن/دونالد ترمب 0 comment 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post يوميات رحلة شعرية في نيويورك على خطى لوركا next post موقف مؤسس فيسبوك من منشورات ترامب “يرسي سابقة خطيرة” You may also like ابتعاد النظام السوري من “محور الممانعة”… استراتيجي أم... 24 نوفمبر، 2024 تل أبيب عن مقتل إسرائيلي في الإمارات: إرهاب... 24 نوفمبر، 2024 استهداف إسرائيل للجيش اللبناني: خطأ أم إستراتيجية؟ 24 نوفمبر، 2024 أحوال وتحولات جنوب لبنان ما بعد الهدنة مع... 24 نوفمبر، 2024 غسان شربل يكتب عن: صهر صدام حسين وسكرتيره... 24 نوفمبر، 2024 تقرير: حزب الله يستخدم نسخة من صاروخ إسرائيلي... 24 نوفمبر، 2024 إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ 24 نوفمبر، 2024 مصر تُضيّق الخناق على “دولار رجال الأعمال”.. فما... 24 نوفمبر، 2024 «جرس إنذار» في العراق من هجوم إسرائيلي واسع 24 نوفمبر، 2024 “الأوضاع المزرية” تجبر لبنانيين فروا إلى سوريا على... 23 نوفمبر، 2024 Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.