كوفيد-19: مواقف المعارضة من الاجتماعات الافتراضيّة لمجلس العموم الكندي

راديو كندا الدولي /  إعداد مي أبو صعب | barid@rcinet.ca

أكّد رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو أنّه يُجري مباحثات مع حكومات المقاطعات بشأن منح 10 أيّام إجازة مرضيّة مدفوعة سنويّا لكلّ العمّال الكنديّين.

وأضاف ترودو الذي كان يتحدّث في مؤتمره الصحفي اليومي أنّ الإجراء يهدف للحؤول دون اضطرار العمّال المصابين بأعراض الإنفلونزا للذهاب إلى العمل واحتمال مساهمتهم في نقل العدوى إلى الآخرين.

• “لا ينبغي أن يكون على أحد أن يختار بين أخذ يوم إجازة من العمل بسبب المرض وبين القدرة على دفع فواتيره. تماما كما لا ينبغي أن يكون على أحد أن يختار بين البقاء في المنزل مع أعراض مرض كوفيد-19 وبين القدرة على تحمّل نفقات الإيجار أو البقالة”: رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو.

وسوف تستمرّ الحكومة الكنديّة في التفاوض بهذا الشأن مع حكومات المقاطعات والأقاليم، والتأكّد مع دخول مرحلة التعافي من الجائحة،من أنّ يحصل كلّ عامل على الإجازة المرضيّة المدفوعة كما قال ترودو.

واضاف بأنّ حكومته تبحث في آليّات أخرى لتوفير الدعم على المدى البعيد للعمّال.

و طالما دعا الحزب الديمقراطيّ الجديد إلى منح العمّال هذه المساعدة لقاء دعمه لموقف الحكومة من طريقة عقد جلسات مجلس العموم.

جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد يدعم بشروط مذكّرة الحكومة الليبراليّة حول جلسات مجلس العموم في ظلّ جائحة كوفيد-19/Sean Kilpatrick/CP

و قال جاغميت سينغ زعيم هذا الحزب المعارض إنّه يوافق على دعم خطّة الحكومة الكنديّة  التي تقضي بالاستمرار في تعليق جلسات مجلس العموم بحضور النوّاب شخصيّا لقاء موافقة الحكومة على منح الإجازة المرضيّة المدفوعة لكافّة العمّال الكنديّين، ودعم ذوي الإعاقة الذين يعانون من مرض كوفيد-19.

وأعرب سينغ عن ارتياحه في بيان أصدره بعد قليل على إعلان رئيس الحكومة جوستان ترودو.

“اشترط الحزب الديمقراطي الجديد دعمه تعليق جلسات مجلس العموم بحضور الأعضاء شخصيّا بالحصول على تعهّد من الحكومة الكنديّة بمنح كافّة العمّال الكنديّين إجازة مرضيّة سنويّة مدفوعة و بدعم ذوي الإعاقات الذين يعانون من جائحة كوفيد-19” كما ورد في بيان صادر عن الحزب الديمقراطي الجديد.

وقد ضمن الحزب حصول كلّ عامل كندي على إجازة مرضيّة مدفوعة من خلال دفع الحكومة الكنديّة للعمل على ذلك كما ورد في بيان الديمقراطيّين الجدد.

وسوف يستمرّ الديمقراطيّون الجدد بالضغط على الحكومة حتّى تفي بتعهّدها وتعمل مع حكومات المقاطعات لتصبح الإجازة المرضيّة للعمّال دائمة في المستقبل.

أندرو شير زعيم المعارضة الرسميّة في مجلس العموم يدعو إلى المزيد من الجلسات بحضور الأعضاء شخصيّا بدل الحضور الافتراضي/Adrian Wyld/CP

وشارك في جلسة مجلس العموم اليوم الإثنين عدد قليل من النوّاب الذين حضروا شخصيّا إلى أوتاوا، لمناقشة مذكّرة رفعتها الحكومة الليبراليّة للتخلّي عن الجلسات العاديّة بحضور الأعضاء لصالح توسيع نطاق اللجان البرلمانيّة التسع عشرة حول جائحة كوفيد-19 التي تعمل منذ الشهر الماضي كبديل للجلسات العاديّة التي يحضرها النوّاب شخصيّا.

وتقترح الحكومة إضافة يوم في الأسبوع لاجتماعات اللجان الحاليّة التي تجري مرّة واحدة بحضور الأعضاء شخصيّا، الذين لا يتجاوز عددهم الثلاثين من أصل 338 عضوا يتشكّل منهم مجلس العموم الكندي، واجتماعين افتراضيّين.

ويقترح الليبراليّون عقد أربع جلسات في الأسبوع حتّى السابع عشر من الشهر الجاري، على أن تكون الجلسات هجينة، ويشارك فيها نوّاب بالحضور شخصيّا إلى مجلس العموم والآخرون افتراضيّا عن بعد.

وتتخلّل الجلسات فترات طرح الأسئلة المعتادة التي تطرح أحزاب المعارضة خلالها الأسئلة على الحكومة.

ويعارض حزب المحافظين بزعامة أندرو شير الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم اللجان الخاصّة ويطالب بجلسات عاديّة حتّى ولو كانت بحضور عدد قليل  من النوّاب شخصيّا، لا يتجاوز الخمسين نائبا.

وتحتاج حكومة جوستان ترودو، وهي حكومة أقليّة، لدعم واحد من أحزاب المعارضة على الأقلّ لإقرار المذكّرة.

وأشارت عضو مجلس العموم وزعيمة المحافظين في المجلس كانديس بيرغن إلى أنّ التعديل الذي أدخلته الحكومة على جلسات مجلس العموم شكّل تحسّنا في طريقة عمل اللجان الخاصّة منذ الشهر الماضي، إلّا أنّه ما زال غير كاف كما قالت في حديث لوكالة الصحافة الكنديّة.

“ما زلنا نعتقد بقوّة أنّه من الضروري استئناف أعمال البرلمان وقوّة البرلمان وأيّام المعارضة وأعمال الأعضاء الخاصّة والمذكّرات حول اللجان وكلّ ما نقوم به في البرلمان”: عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين كانديس بيرغن.

وما زالت خيبة المحافظين كبيرة كما قالت بيرغن وأضافت أنّهم يتطلّعون إلى عقد جلسات وجها لوجه في مجلس العموم وإلى برلمان يعمل على نحو عادي.

إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض يتحدّث في جلسة مجلس العموم في 25-05-2020/Sean Kilpatrick/CP

وقل إيف فرانسواا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض إنّه لن يشارك في مناقشة مذكّرة الحكومة المتعلّقة بجلسات مجلس العموم.

وسبق أن وضع الحزب مجموعة من الشروط يقوم على أساسها بمناقشة طريقة انعقاد جلسات المجلس في ظلّ جائحة كوفيد-19.

ومن بين الشروط التي وضعتها الكتلة الكيبيكيّة، أن تقدّم الحكومة الليبراليّة المزيد من المساعدة للشركات لتتمكّن من تغطية تكاليفها العامّة الثابتة، والوفاء بتعهّدها بتقديم الدعم المالي للمسنّين.

وأكّد جان إيف بلانشيه أنّ الحكومة لم تلتزم بأيّ من التعهّدات التي يضعها في أولويّاته التأكّد من حصولها.

وأوضح أنّ حزبه سيؤيّد الإجماع الذي يتمّ التوصّل إليه حول طريقة عقد جلسات مجلس العموم خلال الفترة المقبلة.

وقال فيليب لاغاسي أخصّائي الشؤون الدوليّة في جامعة كارلتون في أونتاريو إنّه من الطبيعي أن تكون للمعارضة الرسميّة كلّ الآليّات المتاحة لمساءلة الحكومة.

وأعرب عن أمله في أن يتمكّن مجلس العموم من العودة إلى الجلسات العاديّة لأنّ الجلسات التي تُعقد بحضور النوّاب شخصيّا تؤدّي إلى تبادل أفضل بين السياسيّين.

وأعرب عن اعتقاده بأنّ الجلسات الهجينة التي تجري بحضور بعض النوّاب شخصيّا والبعض الآخر افتراضيّا سوف تستمرّ لبعض الوقت، رغم أنّ مجلس العموم البريطاني يتّخذ خطوات للتخلّص منها كما قال.

ويصطدم النقاش حول جلسات مجلس العموم بعقبة القيود التقنيّة على الحضور الافتراضي للنوّاب كما ورد في تقرير رفعته إحدى اللجان البرلمانيّة قبل نحو  أسبوعين.

وأشار التقرير إلى القلق من احتمال تعرّض الجلسات للقرصنة، وما إذا كان يتمّ اتّباع الإجراءات الصحيحة خلالها.

ويقول بيتر جوليان رئيس مجلس العموم إنّ هناك تساؤلات ومخاوف حول الجلسات الافتراضيّة، وينبغي التأكّد من أنّها تجري بمأمن من أعمال القرصنة .

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:أحزاب المعارضة، الجلسات الافتراضيّة، الحكومة الكندية، جائحة كوفيد-19، كندا، مجلس العموم الكندي