بأقلامهمعربي من تحرير الجنوب إلى تغيير لبنان by admin 25 مايو، 2020 written by admin 25 مايو، 2020 189 “حزب الله” لم يعد في حاجة حتى إلى مقاومة في مزارع شبعا ولا عبور “الخط الأزرق” من أجل “شرعية السلاح” اندبندنت عربية /رفيق خوري كاتب مقالات رأي كان تشرشل يقول “إنك ترى بعيداً إلى أمام بمقدار ما تنظر بعيداً إلى وراء”. وفي ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في مثل هذا اليوم 25 مايو (أيار) عام 2000، يبدو المشهد أبعد إلى وراء وإلى أمام. عشرون سنة على أول انسحاب إسرائيلي من أرض عربية بلا قيد أو شرط. وقبلها عشرون على اجتياح لبنان: زمن طويل في السياسة والأمن والألعاب الجيو سياسية. والقراءة في الحاضر والمستقبل صارت أكثر وضوحاً. بعضها في الماضي. وبعضها الآخر في الوقائع الناطقة. فما كان تصوراً أصبح صورة، وما كان من أسرار الآلهة في التخطيط الإستراتيجي صار واقعاً جرى فرضه على مراحل. اليوم، نلمس باليد الهدف البعيد للاتفاق الإيراني- السوري على إخراج الأحزاب العابرة للطوائف، الشيوعي والسوري القومي والبعث، من مقاومة الاحتلال، وترك الميدان كله للمقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله في بلد تعددي يضم 19 طائفة. وندرك بوضوح أكثر لماذا كانت دمشق خائفة من الانسحاب الإسرائيلي وكيف أُعيد تظهير قضية مزارع شبعا لضمان بقاء السلاح فضلاً عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك رأى قبل عام عبثية الاحتلال وصعوبة استمراره قبل أن يقرر الانسحاب بناء على ثلاثة عوامل: عمليات المقاومة، الوعد الانتخابي لحركة “الأمهات الأربع”، وإحراج سوريا بسحب ذريعة الاحتلال الإسرائيلي لبقاء قواتها العسكرية في لبنان. وفي المقابل، فإن المعادلة في الحسابات الإيرانية مزدوجة: جانب من مقاومة الاحتلال لضمان “الشرعية” لسلاح حزب الله، وجانب من تحرير الأرض بالمقاومة لتمهيد الطريق إلى تغيير لبنان. لكن المشكلة هي تحرير وتغيير من دون نهوض وطني ونهضة عربية. في البدء أعلن “حزب الله” أنه لن “يضايق” أحداً من سكان الأرض المحررة الذين عاشوا في ظل الاحتلال. وكان لا يزال يمارس في خطابه “تمنين” اللبنانيين بأنه لم يأخذ السلطة كما يفعل عادة المنتصرون، لكن الواقع أنّ مصلحته في الظروف الحالية هي “التحكم لا الحكم”. فهو لا يزال في حاجة إلى غطاء الشرعية اللبنانية مهما تكن ضعيفة. وكلما قدم المسؤولون وعوداً للمجتمع الدولي بأن تستوعب الدولة “حزب الله”، كلما زاد استيعاب الحزب للدولة. لا بل إن بين لبنان والأمم المتحدة نوعاً من “سوء التفاهم” المتفق عليه” “المنظمة الدولية تدعو بلسان الأمين العام في كل تقرير عن حال القرارين 1559- 1701 إلى نزع سلاح “حزب الله” وفرض سيادة الدولة على أرضها. والسلطة تقول إن السلاح مسألة إقليمية وتعد بالحل ضمن “إستراتيجية دفاعية” لا ترى النور. لكن اللعبة صارت أكبر. “حزب الله” لم يعد في حاجة حتى إلى مقاومة في مزارع شبعا ولا عبور “الخط الأزرق” من أجل “شرعية السلاح”. إذ صارت ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة” جزءاً من بيانات وزارية. فهو يسيطر على المجلس النيابي ومجلس الوزراء. وهو يقاتل في سوريا ويلعب أدواراً في العراق واليمن وأوروبا وأفريقيا لمصلحة المشروع الإقليمي الإيراني. والسلاح الذي يتكدس في مخازن الحزب تحت عنوان الدفاع عن لبنان وردع العدو الإسرائيلي هو في الوقت نفسه مصدر الخطر. حتى الصراع العربي- الإسرائيلي، الذي يقال إن السلاح مرتبط به إلى أن تحدث التسوية، فإنه لم يعد السبب الأهم لبقاء السلاح. أما السبب الأهم فإنه الارتباط بولاية الفقيه، أي المشروع الإيراني. وحين تكون أدوار “حزب الله” متعددة في خدمة المشروع الإيراني، فإن الحسابات الواقعية تستبعد مغامرة حرب مع إسرائيل. عام 2000 انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني، ثم شنت ما سمته “حرب لبنان الثانية” في العام 2006 قبل أن تنسحب بموجب القرار 1701. وعام 2005 انسحبت القوات السورية من لبنان تنفيذاً للقرار 1559 وعملياً بقرار أميركي- فرنسي وضغط شعبي لبناني جامع ضمن “ثورة الأرز” بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن سياسات إسرائيل لم تنسحب من لبنان. كذلك سياسات سوريا، حتى بعدما صارت ملعباً للقوى الإقليمية والدولية. وكلما قوي النفوذ الإيراني ازدادت اللعبة خطورة في لبنان وعليه. ونحن اليوم في هاوية أزمات عميقة لا مخرج منها إلا بالاتكال التقليدي على العرب والغرب. أما الذهاب إلى العقوبات مع “حزب الله” وسوريا وإيران، فإنه وصفة للانهيار الكامل. والمطلوب تغيير نحو الأفضل، لا نحو ما هو أخطر على البلد من الأزمات. المزيد عن: الانسحاب الإسرائيلي من لبنان/الانسحاب السوري من لبنان/حزب الله 5 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الحركة الإسلامية السودانية في مأزق سياسي next post كيف سيرغم “قانون قيصر” سوريا و”حزب الله” على التقيد بالشروط؟ You may also like رضوان السيد يكتب عن: ذكريات الحرب وبطولات الأحياء! 19 أبريل، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: تريليونات ترمب وفلسطين 19 أبريل، 2025 دلال البزري تكتب عن: الحرب الأهلية اللبنانية التي... 18 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب: مرّة أخرى عن الذكرى الخمسين... 17 أبريل، 2025 كاميليا انتخابي فرد تكتب عن: الفرق بين المفاوضات... 15 أبريل، 2025 غسان شربل يكتب عن: حطب الخرائط ووليمة التفاوض 14 أبريل، 2025 وليد الحسيني يكتب عن: تعود العروبة.. يعود الإسلام... 13 أبريل، 2025 حازم صاغية يكتب عن: 13 أبريل 1975… المديد 13 أبريل، 2025 عبد الرحمن الراشد يكتب عن: ترمب وخامنئي والعودة... 13 أبريل، 2025 رضوان السيد يكتب عن: الخوف في كل مكان…... 11 أبريل، 2025 5 comments lucabet 21 فبراير، 2025 - 7:53 ص 806764 94468I got what you mean , saved to my bookmarks , very good website . 272596 Reply More hints 3 مارس، 2025 - 1:06 م 969484 457291Normally I do not read post on blogs, nonetheless I would like to say that this write-up very forced me to check out and do so! Your writing taste has been surprised me. Thank you, quite excellent post. 946142 Reply Buy Knives online 20 مارس، 2025 - 1:47 ص 239943 609011What cell phone browser is this internet site page optimized for Internet explorer? 809011 Reply Michael 30 مارس، 2025 - 11:49 م 550192 551429Intending start up a enterprise around the internet involves revealing marketing plus items not only to ladies locally, yet somehow to several buyers who are web-based as a rule. e-learning 632564 Reply sherbinski infused prerolls 20 أبريل، 2025 - 8:49 ص 712353 119297When visiting blogs, i typically discover a very great content like yours 757194 Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.