ثقافة و فنونعربي شيء من نهفات سميح by admin 17 مايو، 2020 written by admin 17 مايو، 2020 109 عرب 48 – فسحة ثقافية / سهيل كيوان إلى جانب أنّه شاعر كبير، فقد عُرِف سميح القاسم بقدرته على سرد النهفات والأحداث الشخصيّة بشكل حكائيّ، يجذب المستمعين إليه. وكان يستمتع جدًّا بعد المهرجانات الشعريّة والخطابيّة، بأن يجلس بين أصدقائه ورفاقه، ليكون نجم السهرة، ويسرد النهفات الّتي حدثت معه في أثناء مشاركاته في مهرجانات دوليّة شعريّة وسياسيّة. كان سميح في بداية عمله في صحافة “الحزب الشيوعيّ”، يسافر في الحافلة من الرامة إلى عمله في حيفا، فتمرّ الحافلة من مجد الكروم. في يومٍ ما دخلت إلى الحافلة، فوجدته جالسًا في المقعد القريب من السائق، فقلت له: “صباح الخير أيّها الليلك”؛ في إشارة إلى روايته الصادرة حينذاك، وهي “إلى الجحيم أيّها الليلك” (1977)، وجلست إلى جانبه، كانت مفاجأة بالنسبة إليه أنّني قرأت روايته، ثمّ قدّمت رأيي وتناقشنا فيها. تمتّع سميح بصفة التسامح ورحابة الصدر، والقدرة على استيعاب المختلف، واعتبرها جزءًا من شخصيّته ومن اسمه، لكنّه لم يكن يتسامح مع مَنْ حاولوا تشويهه في دعاية أنّه خدم في الجيش الإسرائيليّ، أو تناولوا شخصيّته من زاوية طائفيّة بصفته درزيًّا. في بداية صدور صحيفة “فصل المقال”، كتبتُ فيها عددًا لا بأس به من المقالات، وكنت أحضر أحيانًا إلى مكاتبها في الناصرة، وتعرّفت على عدد من الصحافيّين الزملاء، وكنت قبل هذا، قد ساعدت زميلًا في نشرة محلّيّة لمنطقة الشاغور باسم “الخميس”، رأَسَ تحريرها الدكتور إبراهيم مالك، وصار لديّ بعض الخبرة في تحرير الموادّ الصحافيّة. في أواخر عام 1998، قرأت إعلانًا حول حاجة صحيفة “كلّ العرب” في الناصرة إلى محرّر أدبيّ، وكنت آنذاك أعمل وكيلًا لشركة بيع قطع كهربائيّة. قرّرت أنّها فرصتي للعمل الصحافيّ القريب من الكتابة، وكنت حتّى ذلك الحين قد أصدرت مجموعتين قصصيّتين وروايتين، وقصّتين للأطفال؛ فاتّصلت بـ “كلّ العرب” بشأن الإعلان، فحوّلتني الموظّفة إلى سميح القاسم، وبما أنّه يعرفني منذ سنين، ومطّلع على بعض قصصي ومقالاتي، قال فورًا: “بإمكانك أن تبدأ العمل ابتداء من صباح الغد”. حضرت في اليوم التالي، وتعرّفت على إدارة “كلّ العرب” وأصحابها وموظّفيها، وعلى الصحافيّ محمود أبو رجب الّذي كان رئيسًا للتحرير ومحرّرها الأدبيّ، وقد قرّر إصدار صحيفة مستقلّة خاصّة به، فسلّمني مكانه بعد شرح عن طبيعة العمل. واحدة من النهفات الكثيرة الّتي أذكرها خلال عملي معه، أنّ أحد الشعراء جاء إلى مكاتب “كلّ العرب”، وفي حوزته ديوان شعر جديد. مرّ إلى جانب طاولتي، حيّاني ومضى إلى مكتب سميح، دخل إليه، فاستقبله سميح باحترام مثل أيّ ضيف، ثمّ أهداه الشاعر ديوانه، وطلب منه أن يكتب عنه خبرًا. هكذا بدأت لقاء سميح القاسم يوميًّا، في “كلّ العرب”، وما يتخلّل ساعات العمل من نقاشات عمل ومواقف سياسيّة وعلاقات اجتماعيّة، إلى أن أصيب في حادث طرق عام 2009، وخرج منه مضطرًّا إلى الاستعانة بعكّاز على المشي. كان سميح يسرع في قيادة السيّارة، سافرت معه غير مرّة، وكانت سرعته تذهلني، وعندما أنبّهه إلى ذلك، يزيد من السرعة. كنت موقنًا أنّه سبب الحادث، لكن تبيّن أنّ السائق الآخر كان قد غلبه النعاس، وانحرف عن مساره، واصطدم بسيّارة سميح. بعدها صار سميح يأتي إلى الناصرة برفقة الزميل عزّات سلامة، الّذي عمل في “قسم الجباية والتوزيع” في “كلّ العرب”، وكنت أرافقهما أحيانًا، إلّا أنّ أبا داود، عزّات، ترك “كلّ العرب”. وصرت أعرّج على الرامة، فآخذه معي، والحقيقة أنّ السفر معه خلال الذهاب والإياب كان احتفاليًّا، في السياسة والأدب والمجتمع والموسيقى، وأحيانًا نتناول الطعام أو الكنافة، أو نذهب إلى بيت أجر لتقديم واجب العزاء في طريقنا. واحدة من النهفات الكثيرة الّتي أذكرها خلال عملي معه، أنّ أحد الشعراء جاء إلى مكاتب “كلّ العرب”، وفي حوزته ديوان شعر جديد. مرّ إلى جانب طاولتي، حيّاني ومضى إلى مكتب سميح، دخل إليه، فاستقبله سميح باحترام مثل أيّ ضيف، ثمّ أهداه الشاعر ديوانه، وطلب منه أن يكتب عنه خبرًا. ناداني سميح فدخلت، فقال له القاسم: “أعطِ أبا سمير الديوان؛ فهو المحرّر الأدبيّ، وسيهتمّ بالأمر”. إلّا أنّ الشاعر الّذي أعرفه ويعرفني جيّدًا، قال لسميح بلهجة استخفاف: “سهيل كيوان هذا ولد، أنا أريدك أنت أن تكتب عن ديواني”، فقال له سميح رحمه الله: “تلحس ط…”؛ فاحمرّ وجه الشاعر “الكبير” واصفرّ واخضرّ، وتساءل بلسان ملتوٍ: “ما هذا الكلام يا أستاذ؟”، فقال له سميح: “مِثِل ما إنت سامع”، ثمّ قال لي: “أنت حرّ في أن تكتب أو لا تكتب خبرًا عن ديوان جرير”. لا شكّ، تحدّثنا عن محمود درويش وعن كثيرين من المبدعين والسياسيّين، ولم يكن يخفي رأيه في أحد. كان يتضايق جدًّا من أولئك الّذين حاولوا إظهار المنافسة الشعريّة بينهما، كأنّها صراع شخصيّ وغيرة على طريقة كيد النساء، وكان يمقت المتسلّقين على هذه الموجة… جاء أحدهم مرّة، ينوي إصدار كتاب في الفنّ، ويريد مقدّمة لكتابه من سميح، وكنت جالسًا أسمع الرجل الّذي راح يتحدّث عن الموسيقى العربيّة، مركّزًا على فريد الأطرش وفيروز، بصفته ناقدًا فنّيًّا، ونصّب الرحابنة ثمّ فريد الأطرش على أنّهم قمّة الهرم في الموسيقى العربيّة. سألني سميح عن رأيي في ما سمعت، قلت له: “مع تقديري الكبير للرحابنة وفريد، إلّا أنّ ناقدًا فنّيًّا يتناول الموسيقى الشرقيّة ولا يذكر اسم أمّ كلثوم أبدًا؛ هو إمّا مُدّعٍ وإمّا مريض، والأفضل أن يبحث له عن بِسّة ينتقدها”، فضحكنا وقال: “… خلص، وأنا هيك بقول، الله يفتحها بوجهه”. كان سميح متواضعًا ومَرِحًا، مع القريبين منه، لكنّه كان حادًّا جدًّا مع خصومه ولم يجاملهم. كان بعد أن يكتب كلمة افتتاحيّة العدد بعنوان “نقطة وسطر جديد” يضعها أمامي، ويقول: “أبا سمير، راجعها؛ لعلّني أكون نسيت شيئًا، أو إذا عندك ملاحظة”، وكان مستعدًّا لأن يصغي ويناقش. كان يلقي معظم قصائده الّتي كتبها خلال فترة عملي على طاولتي، ثمّ يطلب رأيًا صريحًا. في إحدى قصائده العموديّة أشرت إلى أحد الأبيات، بأنّه لا يمثّل موقف سميح الحقيقيّ، فتقبّل رأيي وحذف البيت. بلا شكّ، تحدّثنا عن محمود درويش وعن كثيرين من المبدعين والسياسيّين، ولم يكن يخفي رأيه في أحد. كان يتضايق جدًّا من أولئك الّذين حاولوا إظهار المنافسة الشعريّة بينهما، كأنّها صراع شخصيّ وغيرة على طريقة كيد النساء، وكان يمقت المتسلّقين على هذه الموجة، ولا سيّما الشعراء والأدباء الّذين كانوا يهدفون إلى النيل من القاسم، من خلال الظهور مدافعين عن درويش، ويفتعلون صراعًا بينهما. في إحدى المرّات قلت له: “إنّ أحد أسباب استمرار المأساة الفلسطينيّة الشعر الفلسطينيّ”؛ فتساءل: “كيف؟”، فقلت: “إنّ الشعراء في فلسطين أكثر من المناضلين؛ فقد صار الشعر ملاذًا للتعويض عن النضال الحقيقيّ!”. استفزّه رأيي، وقال: “بالعكس، ليت السياسة ترتقي إلى مستوى الشعر في فلسطين”. كان يحكي عن لقاءاته الكثيرة، ونهفات حدثت بينه وكبار الشعراء والأدباء والصحافيّين والفنّانين العرب؛ فقد التقى بمعظمهم، لكنّ أكثرهم قربًا منه محمّد مهدي الجواهري، الّذي كان القاسم يعتبره شيخه في الشعر العموديّ. في أحد اللقاءات، في أثناء إلقاء القاسم، هتف الجواهري معجبًا: “أكمل يا عدوّ الله، أكمل”! كان يحكي عن لقاءاته الكثيرة، ونهفات حدثت بينه وكبار الشعراء والأدباء والصحافيّين والفنّانين العرب؛ فقد التقى بمعظمهم، لكنّ أكثرهم قربًا منه محمّد مهدي الجواهري، الّذي كان القاسم يعتبره شيخه في الشعر العموديّ. في أحد اللقاءات، في أثناء إلقاء القاسم، هتف الجواهري معجبًا: “أكمل يا عدوّ الله، أكمل”! وحكى لي مرّة عن لقائه بالكبير يوسف إدريس، الّذي أكّد له وجود أشباح تعيش تحت البيت الّذي يعيش فيه؛ فكتبت يومئذ قصّة عن يوسف إدريس من وحي هذه النهفة. كان القاسم يحترم التقاليد الاجتماعيّة، ورجال الدين، لكنّه حارب التعصّب الدينيّ بلا هوادة. لم يكن يقصّر في تعزية أحد من أصدقائه، وكان يشارك في الأفراح أو يبعث أحد أبنائه مندوبًا عنه، ولا تتفاجأ لو زارك وفي يده كيس من القهوة. بعد اطّلاعه عن كثب على الوضع العربيّ، من خلال زياراته كثيرًا من العواصم أهمّها القاهرة، كان فاقدًا الأمل، ويقول لي: “لا يوجد عرب يا سهيل، لقد عشنا في وهْم كبير”. في بداية الربيع العربيّ، وانطلاق الثورة التونسيّة ثمّ المصريّة، تحمّس جدًّا وشعر بأنّ التغيير حاصل، لكنّ الأمل بدأ يخبو مع ظهور “داعش”، وتخريب الثورة السوريّة وإجهاضها، ومن خلالها إجهاض مشروع التحرّر العربيّ كلّه. رحم الله القاسم، وما زال لدينا الأمل بأنّ شمس العرب لا بدّ أن تشرق بالحرّيّة، رغم أنوف الأعداء والطغاة. سهيل كيوان كاتب صحافيّ وروائيّ من فلسطين. عمل محرّرًا أدبيًّا في صحيفة “كلّ العرب” بين عامي 1998 و2014، ويكتب منذ سنوات في صحيفة “القدس العربي” وموقع “عرب 48”. له مؤلّفات عديدة في القصّة القصيرة، والرواية، وأدب الأطفال، والمسرحيّات، بالإضافة إلى دراستين أكاديميّتين. حاصل على جائزة مؤسّسة توفيق زيّاد للثقافة الوطنيّة عام 2002، عن دراسة نقديّة في أدب غسّان كنفاني. المزيد عن : شعر /أدب /سميح القاسم /محمد مهدي الجواهري /يوسف إدريس /محمود درويش /كل العرب /نقد /سخرية /شهادة /سهيل كيوان 49 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post استخبارات “الجيل الطروادي الرابع” تدخل على خط مواجهة كورونا next post “الطائرة-الصاروخ” انطلقت.. والهدف تحويل طاقة الشمس إلى الأرض You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 49 comments Rhoda 20 يونيو، 2020 - 8:42 ص Hello friends, its fantastic paragraph about tutoringand entirely defined, keep it up all the time. Check out my blog; g first Reply Dotty 21 يونيو، 2020 - 2:56 ص Ridiculous quest there. What happened after? Thanks! Take a look at my blog post – g think Reply Cecile 22 يونيو، 2020 - 6:48 ص It is appropriate time to make some plans for the future and it’s time to be happy. I have learn this post and if I may just I want to recommend you few attention-grabbing issues or suggestions. Perhaps you can write subsequent articles referring to this article. I desire to learn more things about it! Also visit my web site :: g rsacwgxy Reply Augusta 28 يونيو، 2020 - 12:46 ص Wow! This blog looks just like my old one! It’s on a completely different topic but it has pretty much the same layout and design. Wonderful choice of colors! My web blog cbd oil that works 2020 Reply Ophelia 18 يوليو، 2020 - 2:39 ص I like it whenever people come together and share opinions. Great blog, stick with it! Check out my web page: website hosting Reply Shelly 5 أغسطس، 2020 - 3:00 م I like the valuable info you provide in your articles. I will bookmark your weblog and check again here frequently. I am quite certain I’ll learn a lot of new stuff right here! Good luck for the next! Feel free to visit my blog post :: website hosting companies Reply Natalia 7 أغسطس، 2020 - 9:04 م Appreciation to my father who stated to me on the topic of this best web hosting company site, this web site is truly amazing. Reply Fern 7 أغسطس، 2020 - 10:09 م Excellent beat ! I would like to apprentice while you amend your web site, how can i subscribe for a blog website? The account helped me a acceptable deal. I had been a little bit acquainted of this your broadcast provided bright clear idea adreamoftrains website hosting services content hosting Reply Harry 8 أغسطس، 2020 - 2:34 م Wow that was unusual. I just wrote an really long comment but after I clicked submit my comment didn’t show up. Grrrr… well I’m not writing all that over again. Anyway, just wanted to say fantastic blog! my web blog: website hosting companies Reply Trevor 24 أغسطس، 2020 - 9:18 ص I am genuinely thankful to the owner of this website who has shared this great paragraph at here. 2CSYEon cheap flights Reply Mirta 25 أغسطس، 2020 - 7:09 ص I am really inspired with your writing skills and also with the structure on your blog. Is this a paid subject or did you customize it yourself? Either way keep up the excellent quality writing, it is rare to peer a nice blog like this one today.. cheap flights 3aN8IMa Reply Gabrielle 30 أغسطس، 2020 - 10:51 م I’ve been surfing online greater than three hours as of late, yet I never found any fascinating article like yours. It is lovely worth sufficient for me. In my opinion, if all webmasters and bloggers made excellent content as you probably did, the net will be a lot more helpful than ever before. my web site :: black mass Reply Mason 5 سبتمبر، 2020 - 2:08 ص Very rapidly this web site will be famous among all blog people, due to it’s good articles Feel free to surf to my web-site: content hosting Reply Jasmine 8 نوفمبر، 2020 - 5:33 ص hey there and thank you for your information – I have definitely picked up anything new from right here. I did however expertise a few technical points using this website, as I experienced to reload the website lots of times previous to I could get it to load correctly. I had been wondering if your hosting is OK? Not that I’m complaining, but sluggish loading instances times will often affect your placement in google and can damage your high quality score if advertising and marketing with Adwords. Anyway I am adding this RSS to my e-mail and can look out for much more of your respective intriguing content. Make sure you update this again very soon. Feel free to visit my blog post; camo phone case Reply Josefina 11 نوفمبر، 2020 - 9:01 م Pretty great post. I simply stumbled upon your blog and wanted to mention that I have truly loved surfing around your weblog posts. In any case I will be subscribing on your rss feed and I hope you write again soon! Also visit my webpage – we just did 46 shirt Reply Tory 12 نوفمبر، 2020 - 8:48 م Everything wrote was actually very reasonable. But, what about this? what if you wrote a catchier title? I ain’t suggesting your information isn’t good., however suppose you added a post title that grabbed folk’s attention? I mean شيء من نهفات سميح – CANADA VOICE is a little vanilla. You could peek at Yahoo’s home page and watch how they create post headlines to get people interested. You might try adding a video or a related pic or two to grab people interested about what you’ve got to say. In my opinion, it would make your posts a little bit more interesting. Also visit my web blog we just did hats Reply Kathleen 6 يناير، 2021 - 7:34 م Today, I went to the beach with my children. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She placed the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is totally off topic but I had to tell someone! Here is my blog post :: link (Angelia) Reply Rhys 12 يناير، 2021 - 1:14 ص Can I just say what a comfort to find somebody that genuinely knows what they are talking about over the internet. You actually realize how to bring a problem to light and make it important. A lot more people have to check this out and understand this side of your story. I was surprised that you’re not more popular given that you certainly have the gift. Reply Geneva 12 يناير، 2021 - 2:50 م I do trust all of the ideas you’ve introduced in your post. They’re very convincing and can certainly work. Still, the posts are too brief for newbies. Could you please extend them a little from next time? Thanks for the post. Reply Valeria 16 يناير، 2021 - 1:42 م Hi there, i read your blog occasionally and i own a similar one and i was just wondering if you get a lot of spam responses? If so how do you protect against it, any plugin or anything you can recommend? I get so much lately it’s driving me mad so any assistance is very much appreciated. Reply Albertha 16 يناير، 2021 - 3:31 م Howdy! This is my first visit to your blog! We are a collection of volunteers and starting a new project in a community in the same niche. Your blog provided us beneficial information to work on. You have done a extraordinary job! Reply link 18 يناير، 2021 - 5:15 م Very good blog! Do you have any recommendations for aspiring writers? I’m planning to start my own site soon but I’m a little lost on everything. Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option? There are so many options out there that I’m totally confused .. Any tips? Appreciate it! Reply Dorie 20 يناير، 2021 - 10:15 م Hello! I could have sworn I’ve visited this website before but after looking at some of the posts I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely delighted I discovered it and I’ll be book-marking it and checking back often! Reply tinder site 23 يناير، 2021 - 12:30 ص what is tinder , tinder online https://tinderdatingsiteus.com/ Reply Cleo 24 يناير، 2021 - 11:34 م Hello to every one, the contents existing at this web page are actually remarkable for people knowledge, well, keep up the good work fellows. Reply Bernd 25 يناير، 2021 - 6:33 ص I’d like to thank you for the efforts you’ve put in penning this site. I’m hoping to check out the same high-grade blog posts from you in the future as well. In fact, your creative writing abilities has motivated me to get my own website now 😉 Reply link 25 يناير، 2021 - 11:48 ص It’s hard to find knowledgeable people on this subject, but you sound like you know what you’re talking about! Thanks Reply Crystle 26 يناير، 2021 - 8:13 م Appreciate the recommendation. Will try it out. Reply cheap flights 29 يناير، 2021 - 6:09 ص It’s amazing for me to have a website, which is useful for my know-how. thanks admin Reply Katherin 29 يناير، 2021 - 2:23 م Thanks for the auspicious writeup. It in truth was once a entertainment account it. Look complicated to more brought agreeable from you! By the way, how can we communicate? Reply cheap flights 29 يناير، 2021 - 3:57 م I think the admin of this web page is truly working hard in support of his site, because here every material is quality based material. Reply Major 30 يناير، 2021 - 6:19 ص Yes! Finally something about link. Reply cheap flights 30 يناير، 2021 - 7:47 ص Does your blog have a contact page? I’m having problems locating it but, I’d like to shoot you an email. I’ve got some recommendations for your blog you might be interested in hearing. Either way, great website and I look forward to seeing it grow over time. Reply good free dating sites 30 يناير، 2021 - 7:55 م free dating site http://freedatingsiteall.com Reply Marietta 1 فبراير، 2021 - 5:04 م Hey I know this is off topic but I was wondering if you knew of any widgets I could add to my blog that automatically tweet my newest twitter updates. I’ve been looking for a plug-in like this for quite some time and was hoping maybe you would have some experience with something like this. Please let me know if you run into anything. I truly enjoy reading your blog and I look forward to your new updates. Reply Lavonne 1 فبراير، 2021 - 11:53 م I do consider all the ideas you have presented to your post. They’re really convincing and can definitely work. Nonetheless, the posts are too brief for newbies. Could you please lengthen them a bit from subsequent time? Thank you for the post. Reply houston junk car buyer 12 مارس، 2021 - 11:05 م Amazing! This blog looks exactly like my old one! It’s on a completely different subject but it has pretty much the same layout and design. Excellent choice of colors! Have a look at my page … houston junk car buyer Reply junk cars for sale in houston 1 أبريل، 2021 - 3:32 م These are in fact impressive ideas in regarding blogging. You have touched some nice points here. Any way keep up wrinting. my web blog junk cars for sale in houston Reply 0mniartist 8 أبريل، 2021 - 12:15 ص Everything is very open with a very clear clarification of the issues. It was definitely informative. Your site is very helpful. Thanks for sharing! 0mniartist asmr Reply 0mniartist 8 أبريل، 2021 - 2:58 م Link exchange is nothing else however it is only placing the other person’s website link on your page at proper place and other person will also do similar for you. asmr 0mniartist Reply 0mniartist 8 أبريل، 2021 - 10:35 م Excellent article! We will be linking to this particularly great article on our site. Keep up the good writing. asmr 0mniartist Reply 0mniartist 9 أبريل، 2021 - 7:08 ص Today, I went to the beach with my children. I found a sea shell and gave it to my 4 year old daughter and said “You can hear the ocean if you put this to your ear.” She placed the shell to her ear and screamed. There was a hermit crab inside and it pinched her ear. She never wants to go back! LoL I know this is completely off topic but I had to tell someone! asmr 0mniartist Reply 0mniartist 9 أبريل، 2021 - 12:07 م I have read so many articles on the topic of the blogger lovers except this post is in fact a fastidious post, keep it up. 0mniartist asmr Reply ps4 games or 22 أغسطس، 2021 - 7:53 م I think that what you posted made a bunch of sense. But, think on this, what if you wrote a catchier post title? I am not saying your content is not good., but suppose you added a title to maybe get folk’s attention? I mean شيء من نهفات سميح – CANADA VOICE is kinda plain. You could glance at Yahoo’s front page and note how they write post titles to get people to click. You might add a video or a related picture or two to get readers excited about what you’ve written. In my opinion, it could bring your posts a little bit more interesting. Reply ps4 games an 23 أغسطس، 2021 - 4:24 م Hi to every one, the contents existing at this web site are genuinely awesome for people knowledge, well, keep up the good work fellows. Reply ps4 games there 24 أغسطس، 2021 - 12:34 ص Hi! I’ve been reading your website for some time now and finally got the bravery to go ahead and give you a shout out from Houston Tx! Just wanted to tell you keep up the excellent job! Reply web hosting that 28 أغسطس، 2021 - 4:52 م Howdy, I do think your web site could possibly be having web browser compatibility problems. When I look at your site in Safari, it looks fine however, when opening in I.E., it’s got some overlapping issues. I just wanted to provide you with a quick heads up! Besides that, excellent blog! Reply are quest bars 29 أغسطس، 2021 - 9:19 م Thanks for sharing such a good opinion, piece of writing is fastidious, thats why i have read it fully Reply j.mp 3 سبتمبر، 2021 - 3:58 ص An outstanding share! I’ve just forwarded this onto a friend who had been doing a little homework on this. And he in fact bought me dinner due to the fact that I discovered it for him… lol. So let me reword this…. Thanks for the meal!! But yeah, thanx for spending some time to discuss this topic here on your internet site. Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.