ثقافة و فنونعربي “الديوان الإسبرطي” تطرح سؤالا حول علاقة التاريخ بالرواية by admin 25 أبريل، 2020 written by admin 25 أبريل، 2020 135 عبد الوهّاب عيساوي يستحضر الجزائر بين اضطهاد العثمانيّين والاستعمار الفرنسيّ اندبندنت عربية / عمر شبانة بعيداً من نيلها الجائزة الأولى في القائمة القصيرة لـ”البوكر العربية”، تكتسب رواية الجزائريّ عبد الوهّاب عيساوي “الدّيوان الإسبرطيّ” أهميتَها (واستحقاقَها التقدير كما أرى) من جَمعِها بين المادة التاريخية المعروفة تقريبًا، من تاريخ الجزائر، وبين مادّة تخييليّة غنيّة بالتفاصيل والصور والمشاهد الإنسانية التي تنتمي إلى أيّ واقع إنسانيّ، عابر للتاريخ في رسالته ذات الأبعاد المتعدّدة، الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي الأساس رسالة المواجهة الدّينية، بين الهلال والصليب، بطابعها الرّوحانيّ حيناً، أو الدّين الذي يجري استغلاله للمصالح تارة. عوالم سنحاول أن نعرض لها في هذه القراءة. من خلال خمس شخصيّات أساسيّة؛ الصحافيّ الفرنسيّ ديبون، وكافيار الجنديّ ضمن الحملة الفرنسية، وثلاثة جزائريين هم حمّة السلّاوي وابن ميّار والفتاة المشرّدة دُوجة، وعدد من الشخصيات الهامشيّة، والحوادث المركزية والثانوية، يبني عيساوي روايته الكبيرة نسبباً (384 صفحة)، ويأخذنا في عوالمه/ عوالم أبطاله المتداخلة والمتشابكة، عوالم تنطوي على صراعات بين الشخصيّات لتحقيق الذات، وصراعات أكبرَ بين القُوى الباحثة عن الهيمنة والسُّلطة والمال. هي عوالم الرّعب والعنف والدمّ والجثث والعداوة والكراهية، من جانب، بقدر ما تنطوي على قدْر من الحبّ والفرح والحميميّة، من جانب مقابل. وذلك كلّه بمقدرة عالية في التصوير والسّرد لأصغر التفاصيل، واللغة الرّفيعة المائلة إلى قدر من الشّعريّة المُفارِقة وغير المألوفة أحياناً. حادثة “المَرْوَحة” المشؤومة وإذ يجوز القولُ إن الروائيّ يقوم بتوظيف مادّة تاريخية موزّعة على السنوات بين 1815 و1833، أي الفترة ما بعد هزيمة نابليون في معركة واترلو الشهيرة، وبين مرور ثلاث سنوات على غزو فرنسا للجزائر واحتلالها، فإن الحادثة التاريخية الأبرز في الرواية، والتي يستند الفرنسيون عليها في تبريرهم وتعليلهم ذلك الغزو، هي حادثة “المَروَحة”، التي صفَع بها الباشا حسينُ العثمانيّ قنصلَ فرنسا في الجزائر، بسبب ما اعتبره الباشا “وقاحةً” في ردّ القنصل دوفال عليه، حين سأله عن عدم تجاوب الملك الفرنسي مع رسائله بخصوص دَين لتركيّا على فرنسا، فقد ردّ القنصل بما معناه أن الملك لا وقت لديه للرد على “أمثال” الباشا، فما كان من هذا إلّا أن رماهُ بالمروحة. ثمّ إن الباشا هذا، ظلّ لسنوات يرفض الاعتذار عمّا اعتبرته فرنسا إهانة لها، من خلال إهانة قُنصلها، فحشدت أساطيلها وقادتها العسكريين وقامت بحملتها “لتخلّص الجزائر من الاضطهاد العثماني” بحسب التبريرات التي صدرت من غير مصدر فرنسيّ، ومنها قائد عسكري كبير (بورمون) يؤمن بالحرية والعدالة للشعوب. فهل كانت هذه الحادثة، وحدَها، كافيةً للقيام بالغزو والاحتلال لمدة مائة وثلاثين عامًا وأكثر؟ أم أنها كانت مجرد ذريعة لتنفيذ مخطّطات مسبقة؟! الرواية لا تحسم ما إذا كانت تلك الحادثة هي “السبب”، أو أنّها قد تكون سبباً مباشراً في الغزو، لكنّها ترصد سلوكيّات الدولة العثمانية في العالم آنذاك، حيث كانت، وباسم الدِّين الإسلاميّ، تتمدّد على رقعة واسعة من المعمورة، وتقوم بفرض “الإتاوة” على الحركة في المياه الدوليّة، عبر ما يدعوه الفرنسيّون “عصابات البحار”. لكن الدولة ذاتها، وفي الوقت نفسه، كانت قد بدأت تعاني “الشيخوخة” بعد قرون من “استعمارها” لدول في المشرق والمغرب، كما أنها، وكما تظهر في الرواية، إمبراطورية تعاني أشكالاً من الفساد، وصُورًا من الاضطهاد للشعوب التي تستعمرها. وبحسب الرواية أيضاً، فإن ما يجعل هذه الشعوب ترضخ لحكم السلطان العثمانيّ الجائر، هو “الشّراكة” في الدِّين الإسلاميّ فقط. الرواية تتوزّع على خمسة “أقسام”، في كلّ قسم خمسة فصول، فصلٌ لكلّ شخصية من الشخصيات الخمس. يفتتح عيساوي روايته بنصّ للشاعر الألماني غوته من “الدّيوان الشرقيّ”، حول المائدة التي يقدّمها كلّ من الشرق والغرب “الشّرقُ والغربُ على السَّواء/ يُقدّمان إليك أشياءَ طاهرة للتذوّق/ فدَعْ الأهواءَ، ودَعْ القشرة/ واجلسْ في المأدُبة الحافلة/ وما ينبغي لك، ولا عابراً/ أن تنأى بجانبك عن هذا الطّعام”. الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية (دار النشر) تبدأ الرواية مع الصحافي الفرنسي ديبون، في مرسيليا مارس 1933، يتلقّى رسالة ممّن كان يُفترض أنه صديقه كافيار، الذي يتكشّف عن شخص حاقد وكاره للبشرية، ثمّ انتهازيّ يتسلّق من جنديّ في الحملة على الجزائر ليغدو أحد القادة فيها، رسالة كافيار هذه يُظهر فيها ديبون مجرّد شخص ممتلئ بالأوهام، وينصحه بالتخلّي عن أوهامه المتعلّقة بحُريّة الشعوب، وهي هنا الشعب الجزائريّ.. إذ أنّ كافيار هذا يعتقد بتخلّف الشّعوب وحاجتها إلى “التحضير”، لكنّه الذي يضع الخطط للمعارك والقتل والتدمير، وتحويل المساجد إلى ساحات عامّة أو كنائس. وقد أبدع المؤلّف في بناء شخصيته على النحو الكَريه الذي تظهر فيه، خصوصاً نظرته “الاستشراقيّة” النمطيّة الكارهة لكلّ ما هو عربيّ (وتركيّ)، ربّما نتيجة عذاباته في سجون الأتراك، كما نفهم من مخاطبة صديقه ديبون قائلاً له إنك “تؤثِر الانتصار لروحك التي عبّأتْها سنواتُ الأسر والعُبوديّة بمشاعر مُظلِمة”. تجارة العِظام البشريّة منذ البداية، نقف على مشاهد الرعب المتمثّلة في المتاجرة بالعِظام البشرية، التي يحتاج إليها أصحاب مصانع السُّكَّر “يستعملونها لتبييضه”، هذه العظام التي سيكشف عنها الصحافيّ ديبون، برفقة طبيب متخصّص، في سفينة قادمة من الجزائر، وسيكتب عنها تقريره المثير لصحيفته “لوسيمافور دو مرساي”، الصحيفة التي سترسله مراسلاً مع حملة غزو الجزائر. وفي الجزائر سنتابع عمليّات نبش القبور للحصول على هذه العِظام، جماجم أطفال وسيقان كهول. وسيخوض الصحافيّ ديبون نقاشات عقيمة حول ضرورة الحملة، ثم سيذهب ويرى حجم العنف والدم، وكلّ ما يتمنّاه هو “استسلام الجزائريّين” بدلًا من سفك الدّماء والدّمار الهائلين! وهو يجادل باسم الربّ والمسيح والمبادئ الإنسانية، لكنّ “مثاليّته” تضيع وسط هدير الموت الذي يدعو إليه صديقه كافيار، فيحدث الصِّدام والافتراق. ثمّ إنّه يشكّك في جدوى مشاركته في “الحملة”، بل هو يرفض أن تسيل قطرة دم واحدة باسم الربّ، أو بدعوى أنّ هذه الحملة “ليعُمّ نورُ الربّ أفريقيا.. يتناقض النّور مع لون الدمّ، والسّلاح مع الكلمة، والمحبّة مع الكراهية”. إنه شخصية تحفر عميقًا وإيجابًا في وِجدان القارئ. في الجانب العربي، تبرز شخصيّات ابنُ ميّار والسلّاوي ودُوجة، وهي ذات تأثيرات متفاوتة في الرواية وحوادثها، ففي ظل ممارسات القمع والاضطهاد، من العثمانيين أوّلاً، ثم الفرنسيّين الذين يُظهرون من العنف أكثر ممّا يُتوقّع من هؤلاء “المتحضّرين”، يبدو مجتمع “المحروسة”، التي ستُعرف لاحقًا باسم “إسبرطة” بسبب حجم العَسكرة الهائل فيها، حيث تقع حوادث الرواية، مُجتمعًا خانعًا وبلا أيّ مقاومة تُذكر، سوى بعض المعارك والمناوشات، فهي غدَت ثكنة واقعة بين نيران العثمانيّين والفرنسيّين، بعد أن كانت تبدو وادعة وسعيدة إلى حدّ ما، الأمر الذي يُذكّر بأثينا التي تحوّلت ثكنة عسكرية مسكونة بالموت، إنّها “إسبرطة الأفريقية”، لا اليونانية، كما ترِد على لسان الصحافيّ ديبون. وحتّى بعد توقيع العثمانيّين على وثيقة استسلام ورحيل، فإنّ الفرنسيّين لم يحترموا العهد الذي وقّعوا عليه، وكان يتضمّن عدم الاعتداء على حياة الناس وأموالهم ودور عبادتهم، فقد فعل الفرنسيّون نقيض ذلك، ومارسوا كلّ المحرّمات من نهب وقتل وتدمير. القتل انتقاماً الفِعل البارز، الوحيد، الذي يقوم به السلّاوي، هو قتل “المِزوار” كبير القوّادين في شارع “المبغى”، وهو يقتله انتقاماً لحبيبته دُوجة أساساً، دُوجة التي اضطرّت، لفترة من الوقت ولظروف قاهرة، أن تعمل كـ”مومس”، وتعرّضت للاضطهاد أيضًا من قبل المِزوار، فرأى السلّاوي ضرورة التخلّص منه. وما عدا ذلك لا نجد له حضوراً سوى في تنقُّله ورحلاته بحثاً عن “الأمير الشابّ” الذي قيل إنّه سيقود ثورة ضد الاحتلال الفرنسيّ، لكنّنا لا نراه روائيّاً في أيّ مشهد أو حادث، بل نسمع عنه. وكذلك الأمر في ما يتعلق بشخصيّة ابن ميّار، ففي ما عدا كتابته للعرائض إلى الملك الفرنسيّ لوقف الأعمال الهمجيّة للعسكر، فإنّ حضوره في الرواية يكاد يكون “كاريكاتوريًّا”. لكنّنا أمام شخصيات أبدع المؤلّف أيضًا في بنائها، بعناصر ومكوّنات تجعل من كلّ منها كائنًا بشريّا من لحم ودم ومشاعر وأحلام وآلام وعذابات. يُنوّع الروائيّ الشابّ (مواليد الجلفة 1985) في أساليب السرد، مستخدماً لغة التقرير حيناً، والكثير من الحوارات بين الشخوص تارة، ولا تغيب عن العمل لغة التأمّلات في الواقع اليوميّ والحياة والوجود، وخصوصًا لدى شخصيّة مثل الصحافيّ ديبون، وغيره. كما تظهر في الرواية صورة من صور كتابة اليوميّات والتقارير الصحافيّة واللوحات التي تضمّ ما يشبه بورتريهات للأشخاص، بعضُها ذو طابع تراجيديّ، والآخر هَزْليّ. أما بخصوص نهاية الرواية فهي صادمة، بمفاجأة باهتة. فنسبة إلى رواية صاخبة بالحوادث والدم والنار، ومليئة بالتأمّلات والحكايات الصغيرة الفرعيّة، والحركة العنيفة التي شهدتْها، يُفاجأ القارئ بانتهائها مع رحيل السلّاوي بحثًا عن الأمير الشابّ، واعدًا حبيبته دُوجة بالعودة لكي يتزوّجا، ما يعني أن الروائيّ أراد التخلّص من هذا الموقف، ثمّ الانتهاء بشخص ابن ميّار منفيّاً وزوجته، بقرار من كافيار، إلى إسطنبول، والغريب أنه وزوجتَه، ورغم وطنيّتهما، فقد كانا يبدُوان سعيدَين بهذا النفي إلى “مدينة جميلة كإسطنبول”. هي نهاية غير مُقنعة إذن، رغم أن الرواية تجذب القارئ منذ البداية بعوالمها الواقعية والمتخيّلة. المزيد عن: رواية جزائرية/تاريخ/سرد تخييلي/جائزة بوكر/العثمانيون/الاستعمار الفرنسي/رواية الديوان الإسبرطي/عبد الوهاب العيساوي 52 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post هيو جاكمان: لولا رفض راسل كرو دور وولڤيرين لما حصلت عليه next post الشرطة الكندية تكشف تفاصيل سلسلة عمليات قتل وإحياء ذكرى الضحايا عبر الانترنت You may also like مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 اليابانية مييكو كاواكامي تروي أزمة غياب الحب 22 نوفمبر، 2024 المدن الجديدة في مصر… “دنيا بلا ناس” 21 نوفمبر، 2024 البعد العربي بين الأرجنتيني بورخيس والأميركي لوفكرافت 21 نوفمبر، 2024 في يومها العالمي… الفلسفة حائرة متشككة بلا هوية 21 نوفمبر، 2024 الوثائق كنز يزخر بتاريخ الحضارات القديمة 21 نوفمبر، 2024 أنعام كجه جي تواصل رتق جراح العراق في... 21 نوفمبر، 2024 52 comments David 20 يونيو، 2020 - 1:16 ص Great blog here! Also your site loads up fast! What host are you using? Can I get your affiliate link to your host? I wish my web site loaded up as quickly as yours lol Feel free to surf to my website: g her Reply Leonardo 21 يونيو، 2020 - 9:25 م I am really loving the theme/design of your website. Do you ever run into any internet browser compatibility problems? A handful of my blog audience have complained about my blog not operating correctly in Explorer but looks great in Chrome. Do you have any tips to help fix this problem? my web-site g rsacwgxy Reply Diana 27 يونيو، 2020 - 5:45 ص My brother recommended I might like this website. He used to be totally right. This publish actually made my day. You cann’t believe simply how a lot time I had spent for this information! Thanks! Check out my blog :: cbd oil – 213.246.61.113 – Reply Emma 18 يوليو، 2020 - 1:15 ص Wow! At last I got a website from where I can truly get useful information concerning my study and knowledge. Also visit my page … best web hosting 2020 Reply Viola 18 يوليو، 2020 - 3:46 ص I’m not sure why but this web site is loading extremely slow for me. Is anyone else having this problem or is it a problem on my end? I’ll check back later and see if the problem still exists. Visit my blog – website hosting Reply Vaughn 25 يوليو، 2020 - 4:11 ص I get pleasure from, result in I found just what I used to be taking a look for. You have ended my four day long hunt! God Bless you man. Have a great day. Bye my site best web hosting 2020 Reply Bryce 5 أغسطس، 2020 - 12:28 م Right here is the perfect best website hosting for anyone who would like to find out about this topic. You know a whole lot its almost hard to argue with you (not that I actually will need to…HaHa). You certainly put a new spin on a topic that’s been discussed for years. Excellent stuff, just great! Reply Luke 5 أغسطس، 2020 - 6:58 م It’s appropriate time to make some plans for the future and it’s time to be happy. I have read this post and if I could I wish to suggest you some interesting things or suggestions. Perhaps you can write next articles referring to this article. I wish to read more things about it! Here is my webpage :: web hosting providers Reply Jack 25 أغسطس، 2020 - 9:48 ص I like the helpful information you provide in your articles. I will bookmark your blog and check again here frequently. I am quite certain I’ll learn many new stuff right here! best web hosting sites of luck for the next! Reply Marylin 28 أغسطس، 2020 - 10:53 ص Thanks designed for sharing such a fastidious idea, article is pleasant, thats why i have read it fully my web blog black mass Reply зарубежные сериалы смотреть онлайн 24 مارس، 2024 - 2:35 م I really love your site.. Very nice colors & theme. Did you develop this website yourself? Please reply back as I’m trying to create my own blog and want to learn where you got this from or what the theme is called. Thanks! Reply глаз бога бот 10 أبريل، 2024 - 8:45 ص Hurrah! At last I got a webpage from where I know how to actually take helpful information regarding my study and knowledge. Reply глаз бога тг 10 أبريل، 2024 - 10:05 م Good post. I’m facing some of these issues as well.. Reply cs skin casino websites 8 مايو، 2024 - 12:53 ص If you want to increase your knowledge simply keep visiting this website and be updated with the latest news posted here. Reply Гомельский государственный университет имени Франциска Скорины 16 مايو، 2024 - 1:46 ص Reply гостиничные чеки Санкт Петербург 24 مايو، 2024 - 5:29 م Nice post. I learn something new and challenging on blogs I stumbleupon every day. It will always be helpful to read content from other writers and practice a little something from their websites. Reply купить удостоверение тракториста машиниста 30 مايو، 2024 - 8:02 م I couldn’t resist commenting. Very well written! Reply 国产线播放免费人成视频播放 3 يونيو، 2024 - 6:40 م I read this article fully about the comparison of latest and preceding technologies, it’s awesome article. Reply hot fiesta играть 13 يونيو، 2024 - 12:59 ص This is very fascinating, You are an overly professional blogger. I have joined your feed and look forward to looking for more of your wonderful post. Also, I have shared your web site in my social networks Reply hot fiesta slot 13 يونيو، 2024 - 6:16 م I read this post fully regarding the comparison of latest and previous technologies, it’s awesome article. Reply hot fiesta играть 14 يونيو، 2024 - 4:49 ص This is the right site for anybody who wishes to find out about this topic. You realize so much its almost hard to argue with you (not that I personally would want toHaHa). You definitely put a new spin on a topic that’s been written about for a long time. Great stuff, just excellent! Reply hot fiesta слот 14 يونيو، 2024 - 4:30 م Aw, this was an extremely nice post. Spending some time and actual effort to create a really good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done. Reply hot fiesta game 15 يونيو، 2024 - 3:48 ص Hey there, I think your website might be having browser compatibility issues. When I look at your blog site in Safari, it looks fine but when opening in Internet Explorer, it has some overlapping. I just wanted to give you a quick heads up! Other then that, wonderful blog! Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 1:38 ص Fabulous, what a weblog it is! This weblog gives helpful information to us, keep it up. Reply Теннис онлайн 28 يونيو، 2024 - 7:20 م Have you ever thought about publishing an e-book or guest authoring on other sites? I have a blog centered on the same subjects you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my subscribers would enjoy your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e mail. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 8:55 ص Aw, this was an incredibly nice post. Taking the time and actual effort to produce a very good article but what can I say I put things off a lot and never seem to get anything done. Reply Теннис онлайн 29 يونيو، 2024 - 10:11 م Post writing is also a fun, if you be acquainted with then you can write otherwise it is difficult to write. Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 10:55 ص Howdy! This is my 1st comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I genuinely enjoy reading through your articles. Can you suggest any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Many thanks! Reply Теннис онлайн 30 يونيو، 2024 - 11:52 م Thank you for sharing your info. I truly appreciate your efforts and I am waiting for your next post thank you once again. Reply Прогнозы на футбол 1 يوليو، 2024 - 10:30 م Good respond in return of this difficulty with real arguments and describing everything regarding that. Reply Прогнозы на футбол 2 يوليو، 2024 - 4:04 م I enjoy what you guys are usually up too. This type of clever work and coverage! Keep up the excellent works guys I’ve added you guys to blogroll. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 6:00 ص Informative article, exactly what I needed. Reply Прогнозы на футбол 3 يوليو، 2024 - 7:40 م This is very interesting, You are a very skilled blogger. I have joined your feed and look forward to seeking more of your fantastic post. Also, I have shared your site in my social networks! Reply Прогнозы на футбол 4 يوليو، 2024 - 8:24 ص It’s very trouble-free to find out any topic on net as compared to books, as I found this post at this site. Reply Прогнозы на футбол 5 يوليو، 2024 - 9:35 ص First off I want to say superb blog! I had a quick question that I’d like to ask if you don’t mind. I was curious to know how you center yourself and clear your mind before writing. I have had a hard time clearing my mind in getting my thoughts out. I do enjoy writing but it just seems like the first 10 to 15 minutes are usually wasted just trying to figure out how to begin. Any ideas or tips? Thanks! Reply мойка самообслуживания под ключ 6 يوليو، 2024 - 12:49 ص Строительство автомойки под ключ – это наш профиль! Обещаем качество, соблюдение сроков и построение устойчивого бизнеса от идеи до открытия. Reply автомойка под ключ 6 يوليو، 2024 - 7:15 م “Строительство автомойки под ключ” включает все от проектирования до ввода в эксплуатацию. Ваш бизнес-проект будет безопасен и эффективен с нами! Reply строительство автомойки под ключ 7 يوليو، 2024 - 8:56 ص Строительство автомойки – это наша страсть. Мы гарантируем высокое качество работы и стремимся обеспечить ваш комфорт и удовлетворенность. Reply автомойка самообслуживания под ключ 7 يوليو، 2024 - 9:27 م “Автомойка самообслуживания под ключ” – оптимизированная, экологичная и прибыльная модель бизнеса. Вкладывайтесь в современные решения с нами! Reply строительство автомойки 8 يوليو، 2024 - 8:58 ص Строительство автомоек под ключ – наша специальность. Мы заботимся о каждой детали, чтобы обеспечить надежное и прибыльное хозяйство. Reply автомойка самообслуживания под ключ 9 يوليو، 2024 - 8:16 ص Франшиза автомойки позволяет быстро начать свое дело с проверенной моделью бизнеса и полным пакетом услуг от партнера. Reply Прогнозы на футбол 9 يوليو، 2024 - 7:18 م Hi mates, its wonderful article concerning tutoringand completely explained, keep it up all the time. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 2:28 ص An impressive share! I have just forwarded this onto a colleague who was doing a little research on this. And he in fact bought me breakfast because I discovered it for him… lol. So let me reword this…. Thank YOU for the meal!! But yeah, thanx for spending the time to discuss this matter here on your web page. Reply Прогнозы на футбол 11 يوليو، 2024 - 3:28 م My brother suggested I might like this blog. He was totally right. This publish actually made my day. You cann’t believe just how much time I had spent for this information! Thank you! Reply автомойка под ключ 15 يوليو، 2024 - 3:04 ص 1Строительство автомойки – это инвестиция в стабильный бизнес. Мы сотрудничаем только с проверенными поставщиками и используем самые современные технологии. Reply купить JAC 19 أغسطس، 2024 - 5:51 ص For most up-to-date news you have to pay a visit internet and on web I found this site as a most excellent web site for most recent updates. Reply theguardian 23 أغسطس، 2024 - 3:01 ص Have you ever thought about publishing an e-book or guest authoring on other websites? I have a blog centered on the same subjects you discuss and would really like to have you share some stories/information. I know my audience would enjoy your work. If you are even remotely interested, feel free to send me an e mail. Reply theguardian.com 23 أغسطس، 2024 - 9:43 م Hi my loved one! I want to say that this article is awesome, great written and come with almost all important infos. I’d like to peer more posts like this . Reply theguardian 24 أغسطس، 2024 - 2:29 م I know this web site provides quality based articles or reviews and other information, is there any other web site which gives these things in quality? Reply theguardian 25 أغسطس، 2024 - 6:36 ص great issues altogether, you just won a emblem new reader. What could you suggest in regards to your post that you simply made a few days ago? Any positive? Reply theguardian.com 25 أغسطس، 2024 - 9:27 م Woah! I’m really loving the template/theme of this website. It’s simple, yet effective. A lot of times it’s challenging to get that “perfect balance” between user friendliness and visual appearance. I must say you have done a excellent job with this. Additionally, the blog loads very fast for me on Safari. Superb Blog! Reply theguardian 27 أغسطس، 2024 - 8:41 م Have you ever considered about including a little bit more than just your articles? I mean, what you say is valuable and all. However just imagine if you added some great graphics or video clips to give your posts more, “pop”! Your content is excellent but with images and video clips, this website could certainly be one of the very best in its niche. Good blog! Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.