ثقافة و فنونعربي هلال الحجري في ترجمة للشاعر البريطاني المعاصر سايْمَنْ أرْمِيتَج (Simon Armitage) by admin 22 أبريل، 2020 written by admin 22 أبريل، 2020 56 هلال الحجري/ الرئيس السابق لقسم اللغة العربية، كلية اآلداب و العلوم االجتماعية، جامعة السلطان قابوس./ التخصص: األدب المقارن يوم 21 مارس الماضي، نشرت جريدة الجارديان البريطانية قصيدة حول فايروس كورونا (كوفيد-19) للشاعر البريطاني المعاصر سايْمَنْ أرْمِيتَج (Simon Armitage) عنوانها (Lockdown) أو (الحَجْر المنزلي). القصيدة تدعو إلى استغلال العزلة التي فرضها هذا الوباء في جميع دول العالم؛ استغلالها في “التركيز، والتفكير، والتأمل”. وظف الشاعر أرْمِيتَج في قصيدته وباء الطاعون الدبلي الذي أصاب قرية إيام (Eyam) سنة 1665م، التي وصلها الوباء عبر قطعة قماش رطبة من لندن استلمها أحد خياطي القرية، ونكب أهلها مدة 14 شهرا. والجدير بالذكر أن أهل القرية نجحوا في التخلص من الوباء باستخدام الحَجْر الصحي، فعزلوا قريتهم، ووضعوا صخرة تفصلها عن القرى الأخرى، وكانت الصخرة بها ستة ثقوب، فكانوا إذا أرادوا التجارة والتزود بالمؤن يضعون العملات المعدنية في الثقوب ويصبون عليها نبيذ الخل؛ لتعقيمها! ثم يأتي تجار المواد الغذائية لأخذ حقوقهم من هذه الصخة دون أن يضطروا إلى دخول القرية الموبوءة. وقد وظف أرْمِيتَج في قصيدته أيضا قصة رومانسية مؤلمة لعاشقين أحدهما من قرية إيام والآخر من قرية مجاورة؛ وبسبب الطاعون كانا يلتقيان عن بعد خارج القرية ويكتفيان بلغة العيون، ولكن حين انتهى الوباء ذهب العاشق إلى القرية فوجد محبوبته قد هلكت. ولكي يعزز أرْمِيتَج روح التفاؤل والأمل؛ استعان في نصه أيضا بأسطورة هندية نظمها الشاعر الملحمي كاليداسا في القرن الخامس الميلادي، في ملحمته “مگهادوتا” أو “رسول السّحَاب”، وتحكي قصة “ياكشا” أحد العاملين في بلاط ملك الهند، الذي نفاه إلى مكان بعيد في وسط البلاد، فأقنع ياكشا سحابة -حسب الأسطورة- كي تنقل رسالة لزوجته في جبال الهملايا، وتحقق له ذلك من خلال وصف العديد من المعالم الجميلة التي ستراها السحابة في مسارها الشمالي إلى مدينة “ألاكا”، حيث تنتظر زوجته عودته. أعتقد أن أرْمِيتَج نجح بهذا النص الجميل نجاحا باهرا في التصدي لوباء فايروس كورونا؛ حيث استطاع استدعاء التاريخ والأسطورة ليقول لنا: البقاءُ للصمود، والحُبّ، والأمل. (الحَجْر المنزلي) لم أستطعْ الهروبَ من أحلامِ اليَقظةِ رأيتُ البراغيثَ المَوْبوءةَ الكامنة في اللّحمةِ والسّداةِ للملابس الرطبة لخيّاطِ قريةِ “إيام” القديمة. ثمّ رأيتُ “صخرةَ الحدود” المائلة كقطعةٍ نِرْدٍ بثقوبِها السِّتّةِ والقرويون يَغمرونها بنبيذِ الخَلِّ لتطهيرِ عُملاتِهم البائسة من الطاعون. لقد ذكّرتْني بالقِصّةِ الحزينةِ لـ”إِمَتْ سِدَلْ” و “رولاند توري” العاشِقَيْنِ المَنْحوسَيْنِ، وهما – مفصولينِ بالمَحْجَرِ الصِّحّي- يتناجيانِ بغَزَلٍ صامتٍ جَرَفه النّهْرُ ولم يَعُدْ أبدا! ثم نِمْتُ ثانيةً ورأيتُ هذه المرّةَ “ياكشا” المنفيَّ، وهو يرسِلُ عَبْرَ غَيْمَةٍ عابرة رِسالةَ شوقٍ إلى زوجتِه الغائبة غيمةٍ تتبعُ خارطةَ الأرض وتبصرُ مسالكَ قوافلِ الجِمال والمواشي، وأنهارًا تُشْبه القلائد، وطواويسَ ذاتَ أذيالٍ مِرْوحيّة، وأفيالَا ذاتَ أشكالٍ وألوان، ومفارِشَ مُطَرّزةً بالمروجِ والأشجارِ المُلتفّة، وغاباتِ الخَيْزران، وقِمَمًا مُعَمّمَةً بالثَّلْج، وشَلّالاتٍ وجَدَاوِل، وطَلاسِمَ الغرانيقِ المُجَنّحة، وزَهْرةَ اللوتس المُتَلألئةَ بعد الغيث. الهواءُ العليلُ المُنَوِّمُ نادِرٌ، والرِّحْلةُ مُؤْلِمةٌ أحيانًا، طويلةٌ وثقيلة، ولكنّها لا مَهْرَبَ مِنها. #ترجمة_هلال_الحجري/عن صفحة الكاتب facebook 7 comments 0 FacebookTwitterPinterestEmail admin previous post الخارجية الأميركية: على العالم مطالبة الصين بحقيقة وباء كورونا next post من سيخلف كيم جونغ أون في رئاسة كوريا الشمالية؟ You may also like فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم... 24 نوفمبر، 2024 قصة الباحثين عن الحرية على طريق جون ميلتون 24 نوفمبر، 2024 عندما يصبح دونالد ترمب عنوانا لعملية تجسس 24 نوفمبر، 2024 الجزائري بوعلام صنصال يقبع في السجن وكتاب جديد... 24 نوفمبر، 2024 متى تترجل الفلسفة من برجها العاجي؟ 24 نوفمبر، 2024 أليخاندرا بيثارنيك… محو الحدود بين الحياة والقصيدة 24 نوفمبر، 2024 مهى سلطان تكتب عن: الرسام اللبناني رضوان الشهال... 24 نوفمبر، 2024 فيلمان فرنسيان يخوضان الحياة الفتية بين الضاحية والريف 24 نوفمبر، 2024 مصائد إبراهيم نصرالله تحول الرياح اللاهبة إلى نسائم 23 نوفمبر، 2024 يوري بويدا يوظف البيت الروسي بطلا روائيا لتاريخ... 23 نوفمبر، 2024 7 comments Randi 10 أغسطس، 2020 - 2:52 ص What’s up everyone, it’s my first pay a visit at this site, and paragraph is actually fruitful in favor of me, keep up posting these content. adreamoftrains website hosting services content hosting Reply Nelly 13 أغسطس، 2020 - 10:57 م Good day I am so happy I found your blog, I really found you by error, while I was browsing on Google for something else, Anyways I am here now and would just like to say many thanks for a fantastic post and a all round thrilling blog (I also love the theme/design), I don’t have time to look over it all at the minute but I have saved it and also included your RSS feeds, so when I have time I will be back to read much more, Please do keep up the fantastic job. My web site; hosting services Reply Ingrid 25 أغسطس، 2020 - 12:42 ص Good post. I learn something new and challenging on websites I stumbleupon on a daily basis. It will always be useful to read articles from other authors and use a little something from their sites. yynxznuh cheap flights Reply Augusta 26 أغسطس، 2020 - 9:09 ص My brother recommended I might like this website. He used to be totally right. This put up actually made my day. You can not believe just how so much time I had spent for this info! Thanks! My webpage – cheap flights Reply Mariel 28 أغسطس، 2020 - 7:33 ص Great post. I used to be checking constantly this weblog and I am impressed! Extremely useful information specifically the remaining phase : ) I care for such information much. I used to be seeking this certain information for a long time. Thank you and best of luck. Feel free to visit my web-site – black mass Reply Kenneth 31 أغسطس، 2020 - 12:06 م I got this website from my friend who told me regarding this site and now this time I am browsing this website and reading very informative articles here. Here is my homepage – best web hosting 2020 Reply Norberto 5 سبتمبر، 2020 - 9:33 ص Very quickly this site will be famous among all blogging and site-building visitors, due to it’s pleasant articles Stop by my web-site best web hosting company Reply Leave a Comment Save my name, email, and website in this browser for the next time I comment.